صيام الجوارح
فهد عبدالله الصالح
1432/09/04 - 2011/08/04 12:14PM
الحمد لله على نعمة الإسلام والإيمان وعلى ما منً به علينا من شهر الصيام والقيام أحمده سبحانه وأشكره وأشهد أن لا إله إلاَ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير من صلى وصام وقام بالليل والناس نيام صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وعلى من تبع هداه إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيرا .
أمًـا بعد : فأوصيكم ونفسي ـ أيها الناس ـ بتقوى الله فهي الكنزٌ العظيم والحصن الحصين إن خيري الدنيا والآخرة مجموع فيها { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } , قبول الأعمال معلق بها { إنما يتقبل الله من المتقين } , الغفران والثواب موعود عليها { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا } ... لكنْ مادية الحياة وزخرف الدنيا كست قلوب المتعلقين بها سحابةً من الغفلة وأعمت أبصارهم غشاوة ٌ من الضلالة حتى أصبحت المادة هي المقياس عندهم فالمحظوظ في نظرهم القاصر هو من ترقى في جاه الدنيا وأموالها وسلطانها , والخاسر والشقي حسب زعمهم هو من قلت مادته أو تناساه الناس , وقد نسى هؤلاء أو تناسوا قول الحق تبارك وتعالى { ولا تمدنً عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى }
يقال ذلك ـ أيها المسلمون ـ ونحن في هذا الشهر الكريم شهرٌ فرض الله عليكم صيامه لعلكم تتقون .
غاية الصوم ـ أيها الأخوة ـ تقوى الله عز وجل وذلك في جميع الجوارح بما فيها القلب , فالقلب إذا صلح صلحت الجوارح والأعمال وسلمت الحياة من العطب و الاستقامة على الدين تكون باستقامة الجوارح ومن فضل الله علينا أن شرع شهر رمضان المبارك وأوجب علينا أن نكف عن الطعام والشراب والشهوة ليس لأن الله تعالى في حاجة ِ جوعنا فحاشا وكلا وهو الغنى ونحن الفقراء وهو الذي ـ سبحانه وتعالى ـ لا تنفعه طاعة المخلوقين ولا تضره معصيتهم وإنما أمر الله الناس بذلك لأن الجميع يستطيع التوقف عن الأكل والشرب والشهوة وحتى يكون الصوم ُ عن هذه المفطرات قائداً إلى صوم جميع الجوارح عن المحرمات .
وقد جاء في الحديث الصحيح التقريع والتوبيخ لمن تصوم أفواههم عن الطعام والشراب ولا تصوم جوارحهم عن المعاصي والمنكرات لأن الصيام شُرع وسيلة ً تقوى إرادة الإنسان على ضبط تصرفاته وإلزام جوارحه للصيام عن المحرمات فمن أبى إلاَ الاستمرار في المعاصي مكتفياً بالامتناع عن الطعام والشراب فهو لم يستفد شيئاً من هذا الشهر المبارك , عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة ٌ في أن يدع طعامهُ وشرابهُ } رواه البخاري .
نعم ـ أيها الأخوة ـ من لم يدع قول الكذب والحرام والهذيان والتلفظ بما لا يعنيه ومن لم يدع العمل المحرم بشتى صوره وألوانه ومن لم يدع التعدي على حرمات الله وحرمات الناس من لم يدع هذه المنكرات فليس لله حاجة ٌ في مثل هذا الصيام لأنه لم يحقق معنى الصيام وهو التوصل للتقوى .
وقد جاء حديث آخر يؤكد هذا المعنى بقول الرسول صلى الله عليه وسلم { ليس الصيام من الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابَك أحدٌ أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم } رواه ابن حزيمة وابن حبان والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم .. وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الكف عن أي أمر يخدش الصيام أو يذهب معناه وذلك بقوله { فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم } رواه البخاري ومسلم .
وقال جابر رضى الله عنهما : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء , وقال بعض السلف : أهون الصيام ترك الشراب والطعام , وقال بعضهم
إذا لم يكن في السمع مني تصاممُ وفي مقلتي غضٌ وفي منطقي صمت
فحظي إذاً من صومي الجوعُ والظمأ وإن قلت إني صمتُ يوماً فما صمت
ورحمت الله وسعتُ كلً شئ ـ أيها المسلمون ـ فمن رحمة الله بالعباد كي يستفيدوا من شهر الصيام أن صُفدت الشياطين في رمضان ليستريح الصائمون من وسوستهم بالإثم وتزيينهم للشر ولتسهل عليهم الطاعة والالتزام .
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا جاء شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغُلقت أبواب النار وصفدت الشياطين } رواه البخاري ومسلم .
وثمة أمر آخر ـ أيها المسلمون ـ ترغيباً من الله تعالى في الاستفادة من هذا الموسم العظيم جاء بيان فضل صيام هذا الشهر .. ففي الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } وفي حديث آخر { الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهنً إذا اجتنبت الكبائر } .
أيها الأخوة في الله : مع هذا الفضل العظيم من الرب الرحيم نجد أن الكثير منا قد فرط في الاستفادة من هذا الموسم العظيم فالشهر يبدأ ثم ينتصف ثم ينتهي وهو لم يستفد منه شيئاً ولم يتغير من سلوكه أو من تفكيره شئ , إنما الذي تغير هو مواعيد الأكل و النوم والتجمعات فلذة الطاعة لم يستمتع بها وحلاوة الإيمان لم يتذوقها هذا إن لم يبارز الله بالمعاصي والآثام عياذاً بالله من الخذلان .
وبعد أيها المسلمون : هل حقق معنى الصيام من خلا بطنه من الطعام والشراب وامتلأ بأكل المال الحرام ؟ وهل صام فعلاً من أمسك عن المفطرات وأطلق لسانه و سمعه بالحرام ؟ وهل صام رمضان من تعدى على الآخرين في أعراضهم أو أموالهم أو أجسادهم أو شارك في ذلك ؟
وهل صام حقاً من أمسك عن الغذاء وقلبه وفكره مليئان بالأحقاد والدسائس على المسلمين وقضاياهم؟
وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لما قال { من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه }
فحري بالمسلم أن يبدأ بتدريب نفسه عملياً على الاستفادة من هذا الشهروأن يعتقد بأنها فرصة سنوية لبقية شهور العام وأن من حكم مشروعية الصيام الوصول للتقوى وكفى بها من فائدة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون )
أمًـا بعد : فأوصيكم ونفسي ـ أيها الناس ـ بتقوى الله فهي الكنزٌ العظيم والحصن الحصين إن خيري الدنيا والآخرة مجموع فيها { وتزودوا فإن خير الزاد التقوى } , قبول الأعمال معلق بها { إنما يتقبل الله من المتقين } , الغفران والثواب موعود عليها { ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا } ... لكنْ مادية الحياة وزخرف الدنيا كست قلوب المتعلقين بها سحابةً من الغفلة وأعمت أبصارهم غشاوة ٌ من الضلالة حتى أصبحت المادة هي المقياس عندهم فالمحظوظ في نظرهم القاصر هو من ترقى في جاه الدنيا وأموالها وسلطانها , والخاسر والشقي حسب زعمهم هو من قلت مادته أو تناساه الناس , وقد نسى هؤلاء أو تناسوا قول الحق تبارك وتعالى { ولا تمدنً عينيك إلى ما متعنا به أزواجاً منهم زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه ورزق ربك خير وأبقى }
يقال ذلك ـ أيها المسلمون ـ ونحن في هذا الشهر الكريم شهرٌ فرض الله عليكم صيامه لعلكم تتقون .
غاية الصوم ـ أيها الأخوة ـ تقوى الله عز وجل وذلك في جميع الجوارح بما فيها القلب , فالقلب إذا صلح صلحت الجوارح والأعمال وسلمت الحياة من العطب و الاستقامة على الدين تكون باستقامة الجوارح ومن فضل الله علينا أن شرع شهر رمضان المبارك وأوجب علينا أن نكف عن الطعام والشراب والشهوة ليس لأن الله تعالى في حاجة ِ جوعنا فحاشا وكلا وهو الغنى ونحن الفقراء وهو الذي ـ سبحانه وتعالى ـ لا تنفعه طاعة المخلوقين ولا تضره معصيتهم وإنما أمر الله الناس بذلك لأن الجميع يستطيع التوقف عن الأكل والشرب والشهوة وحتى يكون الصوم ُ عن هذه المفطرات قائداً إلى صوم جميع الجوارح عن المحرمات .
وقد جاء في الحديث الصحيح التقريع والتوبيخ لمن تصوم أفواههم عن الطعام والشراب ولا تصوم جوارحهم عن المعاصي والمنكرات لأن الصيام شُرع وسيلة ً تقوى إرادة الإنسان على ضبط تصرفاته وإلزام جوارحه للصيام عن المحرمات فمن أبى إلاَ الاستمرار في المعاصي مكتفياً بالامتناع عن الطعام والشراب فهو لم يستفد شيئاً من هذا الشهر المبارك , عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة ٌ في أن يدع طعامهُ وشرابهُ } رواه البخاري .
نعم ـ أيها الأخوة ـ من لم يدع قول الكذب والحرام والهذيان والتلفظ بما لا يعنيه ومن لم يدع العمل المحرم بشتى صوره وألوانه ومن لم يدع التعدي على حرمات الله وحرمات الناس من لم يدع هذه المنكرات فليس لله حاجة ٌ في مثل هذا الصيام لأنه لم يحقق معنى الصيام وهو التوصل للتقوى .
وقد جاء حديث آخر يؤكد هذا المعنى بقول الرسول صلى الله عليه وسلم { ليس الصيام من الأكل والشرب وإنما الصيام من اللغو والرفث فإن سابَك أحدٌ أو جهل عليك فقل إني صائم إني صائم } رواه ابن حزيمة وابن حبان والحاكم وقال : صحيح على شرط مسلم .. وقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم الكف عن أي أمر يخدش الصيام أو يذهب معناه وذلك بقوله { فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم } رواه البخاري ومسلم .
وقال جابر رضى الله عنهما : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم ودع أذى الجار وليكن عليك سكينة ووقار يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء , وقال بعض السلف : أهون الصيام ترك الشراب والطعام , وقال بعضهم
إذا لم يكن في السمع مني تصاممُ وفي مقلتي غضٌ وفي منطقي صمت
فحظي إذاً من صومي الجوعُ والظمأ وإن قلت إني صمتُ يوماً فما صمت
ورحمت الله وسعتُ كلً شئ ـ أيها المسلمون ـ فمن رحمة الله بالعباد كي يستفيدوا من شهر الصيام أن صُفدت الشياطين في رمضان ليستريح الصائمون من وسوستهم بالإثم وتزيينهم للشر ولتسهل عليهم الطاعة والالتزام .
عن أبى هريرة رضى الله عنه قال : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم { إذا جاء شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغُلقت أبواب النار وصفدت الشياطين } رواه البخاري ومسلم .
وثمة أمر آخر ـ أيها المسلمون ـ ترغيباً من الله تعالى في الاستفادة من هذا الموسم العظيم جاء بيان فضل صيام هذا الشهر .. ففي الصحيحين عن أبى هريرة رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال { من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه } وفي حديث آخر { الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهنً إذا اجتنبت الكبائر } .
أيها الأخوة في الله : مع هذا الفضل العظيم من الرب الرحيم نجد أن الكثير منا قد فرط في الاستفادة من هذا الموسم العظيم فالشهر يبدأ ثم ينتصف ثم ينتهي وهو لم يستفد منه شيئاً ولم يتغير من سلوكه أو من تفكيره شئ , إنما الذي تغير هو مواعيد الأكل و النوم والتجمعات فلذة الطاعة لم يستمتع بها وحلاوة الإيمان لم يتذوقها هذا إن لم يبارز الله بالمعاصي والآثام عياذاً بالله من الخذلان .
وبعد أيها المسلمون : هل حقق معنى الصيام من خلا بطنه من الطعام والشراب وامتلأ بأكل المال الحرام ؟ وهل صام فعلاً من أمسك عن المفطرات وأطلق لسانه و سمعه بالحرام ؟ وهل صام رمضان من تعدى على الآخرين في أعراضهم أو أموالهم أو أجسادهم أو شارك في ذلك ؟
وهل صام حقاً من أمسك عن الغذاء وقلبه وفكره مليئان بالأحقاد والدسائس على المسلمين وقضاياهم؟
وصدق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم لما قال { من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه }
فحري بالمسلم أن يبدأ بتدريب نفسه عملياً على الاستفادة من هذا الشهروأن يعتقد بأنها فرصة سنوية لبقية شهور العام وأن من حكم مشروعية الصيام الوصول للتقوى وكفى بها من فائدة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون )