صيّادٌ ومائة سنّارة // د. مالك الاحمد
احمد ابوبكر
1435/07/22 - 2014/05/21 08:51AM
كان في أحد الأزمنة صيّاد .. اختار الصيد هواية وليس مهنة يعتاش منها …
في البداية كان يذهب للبحيرة القريبة ومعه سنارته الوحيدة .. وأيضاً طعم يسير للأسماك
يشاء الله أن يصيد سمكة أحياناً فيفرح بها ويفرح معه أبناؤه .. وأحياناً كثيرة يرجع خاليَ اليدين .. مهموماً حزيناً .. أضاع الساعات الطوال يرقب السنارة .. ينتظر حركة تدل على فوزه بالصيد دون فائدة ..
رغم دعم زوجته وتشجيعها له إلا أنه أصيب بالإحباط لكثرة الأيام (الفاشلة) !…
جلس في بيته أياماً يفكر ويقلّب .. يخطط وينظر ويتأمل .. أخيراً اهتدى !
جهز مائة سنارة وزعها في أماكن متعددة .. عهد بالبعض منها لأصحابه والبعض منها لأولاده وراقب هو أغلبها وتابع جلها ..
لم تكن العملية سهلة لكنها كانت جديدة وتمثل تحديا غير تقليدي .
بعد أيام سنارة صادت سمكة صغيرة وسنارة صادت سمكة متوسطة، أغلب السنارات فشلت في الصيد ..
غير أماكن سناراته وتابعها بنفسه بل تفرغ لها أحيانا …
النتيجة لم تكن أفضل من السابق رغم أنه اصطاد هذه المرة سمكة كبيرة لأول مرة .
غيّر الطعم ونوّع فيه وأيضا غيّر أماكن السنارات .. النتيجة كانت مذهلة، الكثير من السنارات صادت رغم أن الكثير من السمك كان صغيرا لكن التجربة نجحت …
داوم على هذه الطريقة بتغيير الطُّعم واستخدم افضل ما لديه منها ..كانت النتيجة إيجابية .
قرر أن يؤلف كتابا سماه “مائة سنارة" شرح فيه تجربته وطور فيه فكرته …
انتشر الكتاب ونجح في السوق … ترك صيد الاسماك وتفرغ لتطوير الكتاب وتحسين فصوله أبوابه.. زادت المبيعات …قرر أن يصدر كتابا ثانيا عنونه “ألف سنارة" أضاف فيه بعض الأفكار وغير بعض الموضوعات … أيضا نجح الكتاب واكتسح الأسواق …!
قرر أن يكون كتابه الثالث والأخير “لا تصطد بالسنارة " عكس فيه المفاهيم وغير من الاستراتيجية وعارض فكرته الأولى !
كانت النتيجة أن حاز على المركز الأول في مبيعات الكتاب في بلده .
عند ذلك قرر أن يتوقف عن الكتابه فقد جمع أموالا ضخمة !
ضغطت عليه زوجته أن يكتب “مذكراته في صيد الأسماك" وكيف تحول إلى كاتب ! وكيف نجح في سوق الكتاب …
راقت له الفكرة وفعلا أصدر مذكراته ضمنها تجاربه وحكايات نجاحاته وإخفاقاته وأسرار أعماله…
أيضا نجح الكتاب وكيف لا ينجح فالمؤلف من المشاهير وكتبه تمتلأ بها رفوف المكتبات خصوصا أنه في هذا الكتاب أفصح عن أسراره وشرح كل حياته !
هنا قرر التوقف وأخذ إجازة دائمة وكتب رسالة ضمنها وصيته وقصة حياته مما لم يستطع أن يبوح بها في سابق أيامه ..
انتقل إلى رحمة الله لكن حكايته لم ينتهي !
قرر أبناؤه بعد وفاته نشر هذه الرسالة على أساس أنها أوراق لم تنشر وأسرار مدفونة للكاتب الشهير!
نجح الكتاب وحقق عائدا جيدا للأبناء …
حتى وهو في قبره نجح..
هذه مقالة رمزية أتمنى أن يفهمها البعض ويعرف من المقصود وكيف ومتى ولم ؟
المصدر : تواصل
في البداية كان يذهب للبحيرة القريبة ومعه سنارته الوحيدة .. وأيضاً طعم يسير للأسماك
يشاء الله أن يصيد سمكة أحياناً فيفرح بها ويفرح معه أبناؤه .. وأحياناً كثيرة يرجع خاليَ اليدين .. مهموماً حزيناً .. أضاع الساعات الطوال يرقب السنارة .. ينتظر حركة تدل على فوزه بالصيد دون فائدة ..
رغم دعم زوجته وتشجيعها له إلا أنه أصيب بالإحباط لكثرة الأيام (الفاشلة) !…
جلس في بيته أياماً يفكر ويقلّب .. يخطط وينظر ويتأمل .. أخيراً اهتدى !
جهز مائة سنارة وزعها في أماكن متعددة .. عهد بالبعض منها لأصحابه والبعض منها لأولاده وراقب هو أغلبها وتابع جلها ..
لم تكن العملية سهلة لكنها كانت جديدة وتمثل تحديا غير تقليدي .
بعد أيام سنارة صادت سمكة صغيرة وسنارة صادت سمكة متوسطة، أغلب السنارات فشلت في الصيد ..
غير أماكن سناراته وتابعها بنفسه بل تفرغ لها أحيانا …
النتيجة لم تكن أفضل من السابق رغم أنه اصطاد هذه المرة سمكة كبيرة لأول مرة .
غيّر الطعم ونوّع فيه وأيضا غيّر أماكن السنارات .. النتيجة كانت مذهلة، الكثير من السنارات صادت رغم أن الكثير من السمك كان صغيرا لكن التجربة نجحت …
داوم على هذه الطريقة بتغيير الطُّعم واستخدم افضل ما لديه منها ..كانت النتيجة إيجابية .
قرر أن يؤلف كتابا سماه “مائة سنارة" شرح فيه تجربته وطور فيه فكرته …
انتشر الكتاب ونجح في السوق … ترك صيد الاسماك وتفرغ لتطوير الكتاب وتحسين فصوله أبوابه.. زادت المبيعات …قرر أن يصدر كتابا ثانيا عنونه “ألف سنارة" أضاف فيه بعض الأفكار وغير بعض الموضوعات … أيضا نجح الكتاب واكتسح الأسواق …!
قرر أن يكون كتابه الثالث والأخير “لا تصطد بالسنارة " عكس فيه المفاهيم وغير من الاستراتيجية وعارض فكرته الأولى !
كانت النتيجة أن حاز على المركز الأول في مبيعات الكتاب في بلده .
عند ذلك قرر أن يتوقف عن الكتابه فقد جمع أموالا ضخمة !
ضغطت عليه زوجته أن يكتب “مذكراته في صيد الأسماك" وكيف تحول إلى كاتب ! وكيف نجح في سوق الكتاب …
راقت له الفكرة وفعلا أصدر مذكراته ضمنها تجاربه وحكايات نجاحاته وإخفاقاته وأسرار أعماله…
أيضا نجح الكتاب وكيف لا ينجح فالمؤلف من المشاهير وكتبه تمتلأ بها رفوف المكتبات خصوصا أنه في هذا الكتاب أفصح عن أسراره وشرح كل حياته !
هنا قرر التوقف وأخذ إجازة دائمة وكتب رسالة ضمنها وصيته وقصة حياته مما لم يستطع أن يبوح بها في سابق أيامه ..
انتقل إلى رحمة الله لكن حكايته لم ينتهي !
قرر أبناؤه بعد وفاته نشر هذه الرسالة على أساس أنها أوراق لم تنشر وأسرار مدفونة للكاتب الشهير!
نجح الكتاب وحقق عائدا جيدا للأبناء …
حتى وهو في قبره نجح..
هذه مقالة رمزية أتمنى أن يفهمها البعض ويعرف من المقصود وكيف ومتى ولم ؟
المصدر : تواصل