صلاةُ اللهِ وملائكتِهِ على العبدِ-22-11-1442هـ

محمد بن سامر
1442/11/22 - 2021/07/02 04:15AM

صلاةُ اللهِ وملائكتِهِ على العبدِ-22-11-1442هـ-مستفادة من خطبة الشيخ عبد الله اليابس

    إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ونستغفره، ونعوذ باللهِ من شرورِ أنفسِنا، وسيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، عليه وآلهِ صلاتُه وسلامُه وبركاتُه.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا*يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)

أما بعد: فيا إخواني الكرام:

يَقَوْلُ اللهُ-تَبَارَكَ وَتَعَالَى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا*وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا*هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا).

مَا مَعْنَى صَلَاةِ اللهِ-تَعَالَى-عَلَى العَبْدِ؟ ومَا مَعْنَى صَلَاةِ الملائكةِ-عليهم السلامُ-عَلَى العَبْدِ؟

صَلَاةُ اللهِ-تَعَالَى-عَلَى العَبْدِ: رحمتُه ومَدْحُهُ والثناءُ عليهِ عِنْدَ الـمَلَائِكَةِ، وَصَلَاةُ الـمَلَائِكَةِ-عليهم السلامُ-عَلَى العَبْدِ: دُعَاؤُهُمْ واستغفارُهُم لَهُ.

ما هي الأعمالُ التي تؤدي إلى صلاةِ اللهِ وملائكتِهِ على العبدِ؟

الأعمالُ كثيرةٌ منها:

1-الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-، قالَ اللهُ-سُبْحَانَهُ-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، وقالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ صَلَّى عَلَيَّ مِنْ أُمَّتِي صَلَاةً مُخْلِصًا مِنْ قَلْبِهِ؛ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَرَفَعَهُ بِهَا عَشْرَ دَرَجَاتٍ، وَكَتَبَ لَهُ بِهَا عَشْرَ حَسَنَاتٍ، وَمَحَا عَنْهُ عَشْرَ سَيِّئَاتٍ"، وقال-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "أَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِي يَومِ الجُمُعَةِ؛ فَإِنَّ صَلَاةَ أُمَّتِي تُعْرَضُ عَلَيَّ فِي كُلِّ يَومِ جُمُعَةٍ، فَمَنْ كَانَ أَكْثَرَهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً كَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنِّي مَنْزِلَةً".

2-صَلَاةُ الجَمَاعَةِ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ، قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ يصلُّونَ على الصَّفِّ الأوَّلِ-وفي روايةٍ-الْمُقَدَّمِ"، وَفضلُ الصَّلَاةِ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ، قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاء وَالصَّفِّ الأَوَّل، لاَسْتَهَمُوا-عملوا قُرْعةً-عَلَيهِ"، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "يُصَلِّي عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ ثَلَاثًا".

3-الصَلَاةُ فِي يمينِ الصفِ، قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "إِن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى مَيَامِنِ الصُّفُوفِ".

وَأَفْضَلُ مَوَاضِعِ الصَلَاةِ فِي الصَّفِّ خَلْفَ الإِمَامِ، ثُمَّ الأَقْرَبُ إِلَيْهِ، فِإِنْ تَسَاوَى القُرْبُ مِنْهُ فَإِنَّ اليَمِيْنَ أَفْضَلُ لِلْحَدِيْثِ السَابِقِ.

4-الاِنْتِظَارُ فِي الـمَسْجِدِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "الـمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلَّاهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ".

أستغفر اللهَ لي ولكم وللمسلمين...

الخطبة الثانية

الحمدُ للهِ كما يحبُ ربُنا ويرضى، أَمَّا بَعْدُ:

فمنَ الأعمالِ التي تؤدي إلى صلاةِ اللهِ وملائكتِهِ على العبدِ:

5-سَدُّ الـمُصَلِّي الفُرْجَةَ التِي أَمَامَهُ فِي الصَّفِّ، قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلِّونَ عَلَى الَّذِينَ يَصِلُونَ الصُّفُوفَ، وَمَنْ سَدَّ فُرْجَةً رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرْجَةً".

6-الإِنْفَاقُ فِي سَبِيلِ اللهِ-تَعَالَى-، قالَ-سبحانه-: (وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، وقالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهُمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تلفا".

7-عِيَادَةُ الـمُسْلِمِ لِأَخِيْهِ الـمَرِيضِ، قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ"، وَالخَرِيْفُ: البُسْتَانُ المثمرُ.

8-الاِسْتِرْجَاعُ عِنْدَ الـمُصِيْبَةِ، قالَ-تعالى-: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ*أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، فَاللهُ تَعَالَى يَبْتَلِي عِبَادَهُ بِالسَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ لِيُعْلَمَ الصَّادِقُ مِنَ الكَاذِبِ، والمحسنُ من المسيءِ.

9-الوضوءُ قبلَ النومِ، والنومُ على طهارةٍ، قالَ رسولُ اللهِ-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ-: "مَنْ بَاتَ طَاهِرًا-مُتَوضِئًا- بَاتَ فِي شِعَارِهِ-لِباسِهِ-مَلَكٌ، فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ إِلَّا قَالَ الْمَلَكُ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِعَبْدِكَ فُلَانٍ، فَإِنَّهُ بَاتَ طَاهِرًا".

10-تعليمُ الناسِ الخيرَ: ذُكِرَ لِرَسُولِ اللهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِهِ-وَسَلَّمَ رَجُلاَنِ: أَحَدُهُمَا عَابِدٌ وَالآخَرُ عَالِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآلِه وَسَلَّمَ-: "فَضْلُ العَالِمِ عَلَى العَابِدِ كَفَضْلِي عَلَى أَدْنَاكُمْ، إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ حَتَّى النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا وَحَتَّى الحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ النَّاسِ الخَيْرَ".

وَبَعْدُ فَهَذِهِ بَعْضُ الأعمالِ المؤديةِ إلى صَلَاةِ اللهِ-تَعَالَى-وَمَلَائِكَتِهِ-عليهم السلامُ-عَلَى العَبدِ، أَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَني وإياكم والمسلمينَ مِمَّنْ يُصَلِّي عَلَيْهِمْ وَمَلَائِكَتُهُ إِنَّهُ قَرِيْبٌ مُجِيْبٌ.

يا حيُ يا قيومُ، يا ذا الجلالِ والإكرامِ، لا إلهَ إلا أنتَ سبحانَك إنَّا كنا من الظالمينَ، أسألكَ بأسمائِك الحسنى، وصفاتِك العلى، اللهم أصلحْ ولاةَ أُمورِنا وأُمورِ المسلمينِ وبطانتَهم، ووفقهمْ لما تحبُ وترضى، وانصرْ جنودَنا المرابطينَ، ورُدَّهُم سالمينَ غانمينَ، اللهم اهدنا والمسلمين لأحسن الأخلاق والأعمال، واصرف عنا وعنهم سيِئها، اللهم اغفرْ لوالدينا وارحمهم واجعلهم في الفردوسِ الأعلى من الجنةِ وإيانا والمسلمين، اللهم إنَّي أسألك لي وللمسلمينَ من كلِّ خيرٍ، وأعوذُ وأعيذُهم بك من كلِّ شرٍ، اللهم اشفنا واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين، اللهم اجعلنا والمسلمينَ ممن نصرَك فنصرْته، وحفظَك فحفظتْه، اللهم عليك بأعداءِ المسلمينَ والظالمينَ فإنهم لا يعجزونَك، اكفنا واكفِ المسلمين شرَّهم بما شئتَ يا قويُ يا عزيزُ، اللهمَ اسقنا وأغثنا(ثلاثًا).

اللهم صلِ وسلمْ وباركْ على نبيِنا محمدٍ وأنبياءِ ورسلِه وآلِهِ وصحبِهِ، والحمدُ للهِ ربِ العالمينَ.

المرفقات

1625199340_صلاةُ اللهِ وملائكتِهِ على العبدِ-22-11-1442هـ-مستفادة من خطبة الشيخ عبد الله اليابس.docx

1625199343_صلاةُ اللهِ وملائكتِهِ على العبدِ-22-11-1442هـ-مستفادة من خطبة الشيخ عبد الله اليابس.pdf

المشاهدات 969 | التعليقات 0