صلاة الفريضة ووجوبها جماعةً في المساجد.
عبدالله بن رجا الروقي
1435/10/17 - 2014/08/13 21:10PM
...أما بعد فإن صلاة الفريضة أمرها عظيم وشأنها جسيم وهي الفارقة بين الكفر والإيمان قال الله تعالى : ﴿ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ﴾
وقال النبي ﷺ: " بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة " رواه مسلم.
وقال ﷺ : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن.
فهذه الأحاديث تدل على كفر تارك الصلاة كفراً أكبر ، ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي
الله عنه يقول : لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.
فليحاسب المرء نفسه على الصلاة وليحذر من تركها أو التقصير فيما يجب فيها فإنها أول مايسأل عنه العبد يوم القيامة من الأعمال.
قَالَ ﷺ : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلاةُ قَالَ يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ انْظُرُوا فِي صَلاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا قَالَ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ . رواه ابوداود.
عباد الله إن من نعم الله علينا أن شرع لنا صلاة الفريضة جماعة في المساجد ورتب على ذلك أجورا عظيمة لايفرط فيها إلا محروم ، فإن صلاة الجماعة في المساجد من أعظم شعائر الدين وهي دليل على إيمان المؤمنين قال تعالى (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)
وقال تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)
وقال ﷺ: صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ صلاةَ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين دَرَجَةً. رواه البخاري.
فصلاة في الجماعة أجرها أعظم من أجر صلاة المنفرد بسبع وعشرين مرة فما أشد حرمان من ترك الصلاة في الجماعة.
قال العلامة الشوكاني رحمه الله :
ولكن المحروم من حرم صلاة الجماعة فإن صلاة يكون أجرها أجر سبع وعشرين صلاة لا يعدل عنها إلى صلاة ثوابها جزء من سبعة وعشرين جزءا منها إلا مغبون ، ولو رضي لنفسه في المعاملات الدنيوية بمثل هذا لكان مستحقا لحجره عن التصرف في ماله. ا.هـ
ومن فضائل صلاة الجماعة تكفير السيئات ورفعة الدرجات ودعاء الملائكة وكون الخارج لها ومنتظرها في المسجد له أجر الصلاة ، قال ﷺ : إنَّ أحدَكُم إذا كانَ يعمِدُ إلى الصَّلاةِ فَهوَ في صَلاةٍ. رواه مسلم
وقال ﷺ : صلاةُ الرجلِ في جماعةٍ تزيدُ على صلاتِه في بيتِه ، وصلاتِه في سوقِه ، بضعًا وعشرين درجةً . وذلك أنَّ أحدَهم إذا توضأَ فأحسنَ الوضوءَ ثم أتى المسجدَ . لا يَنْهَزُهُ إلا الصلاةَ . لا يريدُ إلا الصلاةَ . فلم يَخْطُ خطوةً إلا رُفِعَ لهُ بها درجةً . وحُطَّ عنهُ بها خطيئةٌ . حتى يدخلَ المسجدَ . فإذا دخل المسجدَ كان في الصلاةِ ما كانت الصلاةُ هي تحبسُه . والملائكةُ يصلون على أحدكم ما دام في مجلسِه الذي صلى فيهِ . يقولون : اللهم ! ارحمْهُ . اللهم ! اغفِرْ لهُ . اللهم ! تُبْ عليهِ . ما لم يُؤْذِ فيهِ . ما لم يُحْدِثْ فيهِ. متفق عليه.
بل إن الله يكتب للمصلي مع المسلمين أجر رجوعه إلى بيته فيجمع الله له بين أجرين أجر الذهاب إلى المسجد وأجر الرجوع منه فعن أُبَيِّ بنِ كعبٍ ؛ قال : كان رجلٌ ، لا أعلمُ رجلًا أبعدَ من المسجدِ منهُ . وكان لا تُخطئُه صلاةٌ . قال فقيل لهُ : أو قلتُ لهُ : لو اشتريتَ حمارًا تركبَه في الظلماءِ وفي الرمضاءِ . قال : ما يسرني أنَّ منزلي إلى جنبِ المسجدِ . إني أريدُ أن يُكتبَ لي ممشايَ إلى المسجدِ . ورجوعي إذا رجعتُ إلى أهلي . فقال رسولُ اللهِ ﷺ قد جمع اللهُ لك ذلك كله. رواه مسلم.
سبحان الله ، ما أكرمه !
أجورٌ عظيمة ، منها دعاء الملائكة لك ياعبد الله بدعوات عظيمات مباركات إذا استجابها الله لك فزت فوزاً عظيماً:
اللهم ارحمه!
اللهم اغفر له!
اللهم تب عليه!
دعوات تجمع الخير كله ، وفقنا الله وإياكم للعمل بذلك بمنه وفضله.
اللهم وفقنا لليسرى وجنبنا العسرى
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم..
الخطبة الثانية:
الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فقد دل الشرع على وجوب صلاة الجماعة في المساجد ، ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ فقد ناساً في بعض الصلوات فقال: "لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أُخالف إلى رجالٍ يتخلَّفون عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو عَلِمَ أحدهم أنه يجد عظماً سميناً لشهدها".
وفي هذا الحديث دلالة على أن صلاة الجماعة فرض عين ، إذ لايهِم النبي ﷺ بأمر محرم.
و من الأدلة على هذا أن النبي ﷺ لم يرخص للأعمى بعيد الدار في التخلف عن الجماعة؛ فقد أتى النبي ﷺ رجل أعمى فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله ﷺ أن يرخص له؛ فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولَّى دعاه فقال: "هل تسمع النداء بالصلاة؟" فقال: نعم، قال: "فأجب" رواه مسلم.
وقد أخبر النبي ﷺ أن من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له؛ قال ﷺ: "من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر" .أخرجه أبو داود، وابن ماجه.
عباد الله : إن ترك صلاة الجماعة مشابهة للمنافقين ومن أسباب الضلال؛ لقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه-: من سرَّه أن يلقَى اللهَ غدًا مسلمًا فلْيحافظْ على هؤلاءِ الصلواتِ حيثُ يُنادَى بهنَّ . فإنَّ اللهَ شرع لنبيِّكم ﷺ سَننَ الهُدى وإنهن من سَننِ الهُدى . ولو أنكم صليتُم في بيوتِكم كما يُصلِّي هذا المُتخلِّفُ في بيتِهِ لتركتُم سنةَ نبيِّكم . ولو تركتُم سنَّةَ نبيِّكم لضلَلْتُم . وما من رجلٍ يتطهَّرُ فيحسنُ الطُّهورَ ثم يعمدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجدِ إلا كتب اللهُ له بكلِّ خُطوةٍ يخطوها حسنةً . ويرفعُهُ بها درجةً . ويحطُّ عنه بها سيِّئةً . ولقد رأيتُنا وما يتخلَّفُ عنها إلا منافقٌ ، معلومُ النفاقِ . ولقد كان الرجلُ يُؤتى به يُهادَى بينَ الرَّجُلَينِ حتى يُقامَ في الصَّفِّ .رواه مسلم.
فهذا يدل على أن التخلف عن الجماعة من علامات المنافقين ، وعلامات النفاق لا تكون إلاعن معصية.
فراجع نفسك أيها المسلم واحذر من مشابهة المنافقين.
وفي الأثر السابق تأكيد أمر الجماعة، وتحمل المشقة في حضورها، وأنه إذا أمكن المريض ونحوه التوصل إليها من غير ضرر عليه استحب له حضورها ، وأما من لم يكن معذورا فيجب عليه حضورها.
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسيئون الظن بمن تخلف عن الجماعة فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال: "كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة العشاء وصلاة الفجر أسأنا به الظن" . وفي رواية عنه - رضي الله عنه-: "كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة الغداة أسأنا به الظن".
ولأجل ماتقدم من تأكد صلاة الجماعة وفضلها كان السلف رضوان الله عليهم يحرصون أشد الحرص على حضورها في المساجد وقد سبق قول ابن مسعود رضي الله عنه : ولقد كان الرجل يؤتى به يُهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف"
فقوله يهادي بين الرجلين أي يساعده في المشي رجلان يعضدانه لمرضه أو كبره مما يدل على حرص السلف على صلاة الجماعة.
وهذا التابعي الجليل الأسود بن يزيد النخعي إذا فاتته الجماعة في مسجد قومه تتبع المساجد حتى يجد جماعة يصلي معهم .
وهذا عامر بن عبدالله بن الزبير سمع المؤذن وهو يجود بنفسه فقال خذوا بيدي فقيل إنك عليل فقال أسمع داعي الله فلاأجيب فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات.
اللهم ارزقنا العمل بهداك ووفقنا لرضاك ...
وقال النبي ﷺ: " بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة " رواه مسلم.
وقال ﷺ : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " أخرجه الإمام أحمد وأهل السنن.
فهذه الأحاديث تدل على كفر تارك الصلاة كفراً أكبر ، ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي
الله عنه يقول : لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.
فليحاسب المرء نفسه على الصلاة وليحذر من تركها أو التقصير فيما يجب فيها فإنها أول مايسأل عنه العبد يوم القيامة من الأعمال.
قَالَ ﷺ : إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ النَّاسُ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الصَّلاةُ قَالَ يَقُولُ رَبُّنَا جَلَّ وَعَزَّ لِمَلائِكَتِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ انْظُرُوا فِي صَلاةِ عَبْدِي أَتَمَّهَا أَمْ نَقَصَهَا فَإِنْ كَانَتْ تَامَّةً كُتِبَتْ لَهُ تَامَّةً وَإِنْ كَانَ انْتَقَصَ مِنْهَا شَيْئًا قَالَ انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَإِنْ كَانَ لَهُ تَطَوُّعٌ قَالَ أَتِمُّوا لِعَبْدِي فَرِيضَتَهُ مِنْ تَطَوُّعِهِ ثُمَّ تُؤْخَذُ الأَعْمَالُ عَلَى ذَاكُمْ . رواه ابوداود.
عباد الله إن من نعم الله علينا أن شرع لنا صلاة الفريضة جماعة في المساجد ورتب على ذلك أجورا عظيمة لايفرط فيها إلا محروم ، فإن صلاة الجماعة في المساجد من أعظم شعائر الدين وهي دليل على إيمان المؤمنين قال تعالى (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ)
وقال تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)
وقال ﷺ: صلاةُ الجماعةِ تَفضُلُ صلاةَ الفَذِّ بسبعٍ وعشرين دَرَجَةً. رواه البخاري.
فصلاة في الجماعة أجرها أعظم من أجر صلاة المنفرد بسبع وعشرين مرة فما أشد حرمان من ترك الصلاة في الجماعة.
قال العلامة الشوكاني رحمه الله :
ولكن المحروم من حرم صلاة الجماعة فإن صلاة يكون أجرها أجر سبع وعشرين صلاة لا يعدل عنها إلى صلاة ثوابها جزء من سبعة وعشرين جزءا منها إلا مغبون ، ولو رضي لنفسه في المعاملات الدنيوية بمثل هذا لكان مستحقا لحجره عن التصرف في ماله. ا.هـ
ومن فضائل صلاة الجماعة تكفير السيئات ورفعة الدرجات ودعاء الملائكة وكون الخارج لها ومنتظرها في المسجد له أجر الصلاة ، قال ﷺ : إنَّ أحدَكُم إذا كانَ يعمِدُ إلى الصَّلاةِ فَهوَ في صَلاةٍ. رواه مسلم
وقال ﷺ : صلاةُ الرجلِ في جماعةٍ تزيدُ على صلاتِه في بيتِه ، وصلاتِه في سوقِه ، بضعًا وعشرين درجةً . وذلك أنَّ أحدَهم إذا توضأَ فأحسنَ الوضوءَ ثم أتى المسجدَ . لا يَنْهَزُهُ إلا الصلاةَ . لا يريدُ إلا الصلاةَ . فلم يَخْطُ خطوةً إلا رُفِعَ لهُ بها درجةً . وحُطَّ عنهُ بها خطيئةٌ . حتى يدخلَ المسجدَ . فإذا دخل المسجدَ كان في الصلاةِ ما كانت الصلاةُ هي تحبسُه . والملائكةُ يصلون على أحدكم ما دام في مجلسِه الذي صلى فيهِ . يقولون : اللهم ! ارحمْهُ . اللهم ! اغفِرْ لهُ . اللهم ! تُبْ عليهِ . ما لم يُؤْذِ فيهِ . ما لم يُحْدِثْ فيهِ. متفق عليه.
بل إن الله يكتب للمصلي مع المسلمين أجر رجوعه إلى بيته فيجمع الله له بين أجرين أجر الذهاب إلى المسجد وأجر الرجوع منه فعن أُبَيِّ بنِ كعبٍ ؛ قال : كان رجلٌ ، لا أعلمُ رجلًا أبعدَ من المسجدِ منهُ . وكان لا تُخطئُه صلاةٌ . قال فقيل لهُ : أو قلتُ لهُ : لو اشتريتَ حمارًا تركبَه في الظلماءِ وفي الرمضاءِ . قال : ما يسرني أنَّ منزلي إلى جنبِ المسجدِ . إني أريدُ أن يُكتبَ لي ممشايَ إلى المسجدِ . ورجوعي إذا رجعتُ إلى أهلي . فقال رسولُ اللهِ ﷺ قد جمع اللهُ لك ذلك كله. رواه مسلم.
سبحان الله ، ما أكرمه !
أجورٌ عظيمة ، منها دعاء الملائكة لك ياعبد الله بدعوات عظيمات مباركات إذا استجابها الله لك فزت فوزاً عظيماً:
اللهم ارحمه!
اللهم اغفر له!
اللهم تب عليه!
دعوات تجمع الخير كله ، وفقنا الله وإياكم للعمل بذلك بمنه وفضله.
اللهم وفقنا لليسرى وجنبنا العسرى
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم..
الخطبة الثانية:
الحمدلله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله الملك الحق المبين وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فقد دل الشرع على وجوب صلاة الجماعة في المساجد ، ففي البخاري ومسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ فقد ناساً في بعض الصلوات فقال: "لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم أُخالف إلى رجالٍ يتخلَّفون عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم، ولو عَلِمَ أحدهم أنه يجد عظماً سميناً لشهدها".
وفي هذا الحديث دلالة على أن صلاة الجماعة فرض عين ، إذ لايهِم النبي ﷺ بأمر محرم.
و من الأدلة على هذا أن النبي ﷺ لم يرخص للأعمى بعيد الدار في التخلف عن الجماعة؛ فقد أتى النبي ﷺ رجل أعمى فقال: يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد، فسأل رسول الله ﷺ أن يرخص له؛ فيصلي في بيته، فرخص له، فلما ولَّى دعاه فقال: "هل تسمع النداء بالصلاة؟" فقال: نعم، قال: "فأجب" رواه مسلم.
وقد أخبر النبي ﷺ أن من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له؛ قال ﷺ: "من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر" .أخرجه أبو داود، وابن ماجه.
عباد الله : إن ترك صلاة الجماعة مشابهة للمنافقين ومن أسباب الضلال؛ لقول عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه-: من سرَّه أن يلقَى اللهَ غدًا مسلمًا فلْيحافظْ على هؤلاءِ الصلواتِ حيثُ يُنادَى بهنَّ . فإنَّ اللهَ شرع لنبيِّكم ﷺ سَننَ الهُدى وإنهن من سَننِ الهُدى . ولو أنكم صليتُم في بيوتِكم كما يُصلِّي هذا المُتخلِّفُ في بيتِهِ لتركتُم سنةَ نبيِّكم . ولو تركتُم سنَّةَ نبيِّكم لضلَلْتُم . وما من رجلٍ يتطهَّرُ فيحسنُ الطُّهورَ ثم يعمدُ إلى مسجدٍ من هذه المساجدِ إلا كتب اللهُ له بكلِّ خُطوةٍ يخطوها حسنةً . ويرفعُهُ بها درجةً . ويحطُّ عنه بها سيِّئةً . ولقد رأيتُنا وما يتخلَّفُ عنها إلا منافقٌ ، معلومُ النفاقِ . ولقد كان الرجلُ يُؤتى به يُهادَى بينَ الرَّجُلَينِ حتى يُقامَ في الصَّفِّ .رواه مسلم.
فهذا يدل على أن التخلف عن الجماعة من علامات المنافقين ، وعلامات النفاق لا تكون إلاعن معصية.
فراجع نفسك أيها المسلم واحذر من مشابهة المنافقين.
وفي الأثر السابق تأكيد أمر الجماعة، وتحمل المشقة في حضورها، وأنه إذا أمكن المريض ونحوه التوصل إليها من غير ضرر عليه استحب له حضورها ، وأما من لم يكن معذورا فيجب عليه حضورها.
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يسيئون الظن بمن تخلف عن الجماعة فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما- قال: "كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة العشاء وصلاة الفجر أسأنا به الظن" . وفي رواية عنه - رضي الله عنه-: "كنا إذا فقدنا الرجل في صلاة الغداة أسأنا به الظن".
ولأجل ماتقدم من تأكد صلاة الجماعة وفضلها كان السلف رضوان الله عليهم يحرصون أشد الحرص على حضورها في المساجد وقد سبق قول ابن مسعود رضي الله عنه : ولقد كان الرجل يؤتى به يُهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف"
فقوله يهادي بين الرجلين أي يساعده في المشي رجلان يعضدانه لمرضه أو كبره مما يدل على حرص السلف على صلاة الجماعة.
وهذا التابعي الجليل الأسود بن يزيد النخعي إذا فاتته الجماعة في مسجد قومه تتبع المساجد حتى يجد جماعة يصلي معهم .
وهذا عامر بن عبدالله بن الزبير سمع المؤذن وهو يجود بنفسه فقال خذوا بيدي فقيل إنك عليل فقال أسمع داعي الله فلاأجيب فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب فركع ركعة ثم مات.
اللهم ارزقنا العمل بهداك ووفقنا لرضاك ...
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق