صَلَاةُ الْجُمُعَةِ يَوْمَ الْعِيدِ-01/شوال/1444هـ

محمد البدر
1444/09/27 - 2023/04/18 02:17AM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.رحل هذا الشهر المبارك،فالله الله بمواصلة الجد والاجتهاد في العبادات والطاعات بعد رمضان فلعل بعضكم لا يُدركه بعد هذا العام،فكل من استفاد من رمضان تغيير حاله وأصبح حاله بعد رمضان خير له من حاله قبله، فاجعلوا من نسمات رمضان المشرقة مفتاح خير سائر العام ، ومنهج حياة في كل الأحوال ، احرصوا على بر الوالدين، وصلة الأرحام والاحسان إلى الجيران ،والسعي على الأرامل وتفقد المحتاجين والمساكين وابن السبيل وانصروا المظلومين، وتلذذوا بمسح رأس اليتيم، وأصلحوا ذات البين، وأطعموا المحرومين، واجبروا نفوس المنكسرين، ساهموا في زرع السعادة على شفاه المصابين والمبتلين، كن نبعاً متدفقاً بالخير كما كنت في رمضان لقد امتدت يداك في رمضان بالعطاء  وأنفقت بسخاء ، فلا تقبضها بعد رمضان.

عِبَادَ اللَّهِ:ان كنا قد ودّعنا رمضان فإن المؤمن لن يودّع الطاعة والعبادة، بل سيوثِّق ويقوي الصلة بربه جل وعلى ليبقى نبع الخير متدفقاً، أما أولئك الذين ينقضون عهد الله ، ويهجرون المساجد مع انقضاء رمضان وقدوم العيد،بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان، فرب رمضان هو رب كل الشهور والأعوام  قَالَ تَعَالَى:﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ﴾.اذ لا قيمة لطاعةِ تؤَدَّى دون أن يكون لها أثر في حياة المسلم ، فبالأمس كنا في شهر رمضان المبارك وكنا نرى المسابقة إلى فعل الخيرات و الحث على التقوى ونشاهد المساجد تمتليء بالمصلين ما بين راكع وساجد وداع وتالي للقرآن وفي شهر رمضان المبارك تُسكب العبرات وتطمئن القلوب وتسكن النفوس ويزداد الخشوع والخضوع والتذلل والانكسار لله الواحد القهار ، في رمضان لهجت الألسن بالدعاء والاستغفار والتوبة  وفي شهر رمضان اعتكاف وتحري لأفضل ليالي العام قَالَ تَعَالَى:﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾فقد غرس رمضان في نفوسنا خيراً عظيماً، وصقل القلوب، وأيقظ الضمائر والهمم ، وطهّر النفوس وزكاها،فهنيئاً لمن فاز بالدرجات العلى وحاز وأدرك ليلة القدر وفاز بالعتق من النار وانزله الله منازل السعداء وفاز برفقة الأنبياء والصالحين والشهداء وحسن أولاءك رفيقاً .

 

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..


الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:سعادةٌ غامرة تملأ جوانحنا إذ بلغنا ربنا شهر رمضان،فالقلوب يتجاذبها خوفٌ ورجاءٌ، والألسن تلهج بالدعاء أن يتقبّل الله الصيام والقيام لنا ولكم ولجميع المسلمين،هكذا مضت الليالي مسرعة ، بالأمس كنا في رمضان، واليوم نحن في شهر شوال ، نسأل الله أن يعيد رمضان علينا وعليكم أعواماً عديدة وأزمنة مديدة.ونذكركم بصيام الست من شوال قَالَﷺ:«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ » رَوَاهُ مُسْلِم.

عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

 

المرفقات

1681773428_صَلَاةُ الْجُمُعَةِ يَوْمَ الْعِيدِ 2023.pdf

المشاهدات 1417 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا