صلاة الجماعة فضلها وحكم تركها خطبة الجمعة 1443/4/7هـ

سعد بن شجاع الدوسري
1443/04/06 - 2021/11/11 21:50PM

 

 

الخطبة الأولى:

الحمد لله الرحيم الودود صاحب المن والكرم والجود شرع لعباده الشرائع رحمة بهم وحد الحدود أحمده حمداً يملأُ مافي الوجود وأصلي وأسلم على صاحب المقام المحمود والحوض المورود نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى اليوم الموعود

أَمَّا بَعْدُ:

فأُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى والمحافظة على فرائضه فهما السبيل إلى النجاة والسعادة في الدنيا والآخرة﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾ [آل عمران: 102].

أيها المسلمون:

عبادة ٌهيَ مِنْ أَظْهَرِ مَعالِمِ هذا الدين وأَعْظَمِ شَعائِرِهِ وأَنْفَعِ ذَخائِرِهِ وهِيَ بَعْدَ الشَّهادَتَيْنِ آكَدُ مَفْرُوضٍ وأَعْظَمُ مَعْرُوضٍ وأَجَلُّ طاعَةٍ وأَرْجَى بِضاعَةٍ، خُضُوعٌ وخُشُوعٌ، وٱفْتِقارٌ وٱضْطِرارٌ، ودُعاءٌ وثَناءٌ، وتَحْمِيدٌ وتَمْجِيدٌ، وتَذَلُّلٌ للهِ العَلِيِّ الْمَجِيد.

عِبادَةٌ تُشْرِقُ بِالأَمَلِ في لُجَّةِ المدلهمات وتُنْقِذُ الْمُتَرَدِّي في دَرْبِ الْمَظْلِماتِ وتَأْخُذُ بِيَدِ البائِسِ مِنْ قَعْرِ بُؤْسِهِ واليائِسِ مِنْ دَرَكِ يَأْسِهِ إِلى طَرِيقِ النَّجاةِ ولِهَذا عُنِيَ الإِسْلامُ عِنايَةً بالِغَةً بِالصَّلاةِ فَجاءَ في كِتابِ اللهِ تَعالى الأَمْرُ بِإِقامَتِها والْمُحافَظَةِ عَلَيْها قالَ تَعالى ﴿حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الوُسْطَى وقُومُوا للهِ قَانِتِينَ﴾.

فَمَنْ حَفِظَها وحافَظَ عَلَيْها بِتَعَلُّمِ أَحْكامِها وأَدّاها عَلى ما يُوافِقُ شَرْعَ اللهِ فَقَدْ فازَ ونَجا ومَنْ ضَيَّعَها فَقَدْ خابَ وخَسِرَ وكانَ لِما سِواها أَضْيَعَ. فَالصَّلاةُ سِرُّ النَّجاحِ وأَصْلُ الفَلاحِ وأَوَّلُ ما يُحاسَبُ عَلَيْهِ العَبْدُ يَوْمَ القِيامَةِ مِنْ عَمَلِهِ فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وأَنْجَحَ وإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خابَ وخَسِر. والْمُحافَظَةُ عَلَيْها عُنْوانُ الصِّدْقِ والإِيمان، والتَّهاوُنُ بِها عَلامَةُ الخِزْيِ والخُسْران.

عِبادَ اللهِ إِنَّ فَرِيضَةَ الصَّلاةِ مِنْ أَهَمِّ فَرائِضِ الدِّينِ الَّتِي أُكِّد ألأمر بها في جَمِيعِ الشَّرائِعِ  وإِنَّ مِنْ أَبْرَزِ أَسْرارِ هَذِهِ العِبادَةِ الجَلِيلَةِ ومَعانِيها السامِيَةِ أَنَّها بِأَفْعالِها وقِراءَتِها ودُعائِها خُشُوعٌ وخُضُوعٌ للهِ رَبِّ العالَمِينَ وتَحْقِيقٌ لِقُرْبِ العَبْدِ مِنْ رَبِّهِ

وهِيَ إِيقاظٌ مُتَكَرِّرٌ لِلإِنْسانِ مِنْ غَفْلَتِهِ عَنْ طاعَةِ الله، وتَحْرِيضٌ لَهُ عَلى كَثْرَةِ الأَوْبَةِ والإِنابَةِ إِلى اللهِ سُبْحانَه. وهِيَ في الوَقْتِ نَفْسِهِ تَطْهِيرٌ لِلْقَلْبِ وتَزْكِيَةٌ لِلنَّفْسِ وتَنْقِيَةٌ لِلرُّوحِ وتَنْظِيفٌ لِلْجَوارِحِ مِنْ لَوْثاتِ الشُّرُورِ والآثام. وحَسْبُنا دَلِيلاً عَلى ذَلِكَ قَوْلُهُ صَلّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَراً بِبابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرّاتٍ هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ قالُوا لا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَىْءٌ) قالوا لايبقى من درنه شيْْ قالَ (فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَواتِ الخَمْسِ يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الخَطايا )ولِعِظم مكانة الصلاة في الإسلام فقد تظافرت أدلة الكتاب والسنة على وجوب أداءها جماعة مع المسلمين في المساجد قال تبارك وتعالى: (وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ)البقرة: 43

قالَ العلامة ابْنُ سِعْدِيٍّ -رحمه الله- فِي تَفْسِيرِهِ: "أَيْ: صَلُّوا مَعَ الْمُصَلِّين، فَفِيهِ الأَمْرُ بِالْجَمَاعَةِ لِلصَّلَاةِ وَوُجُوبِهَا".

وَقَالَ تعالى(وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ) النساء: 102

وهذه الآية من أوضح الآيات وأدلها على وجوب صلاة الجماعة حيث لم تسقط  حتى في أشد الأحوال  وهي حال الحرب والخوف بل أُمِر المسلمون بإقامتها على جماعتين مع الإمام

 

قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِينَ -رحمه الله-: "يُؤْخَذُ مِنَ الآيَةِ وُجُوبُ صَلاةِ الْجَمَاعَةِ عَلَى الأَعْيَانِ؛ لِقَوْلِهِ:(فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ) وَقَوْلِهِ:(وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ) لِأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ فَرْضَ كِفَايَةٍ لاكْتَفَى بِالطَّائِفَةِ الأُولَى، فَلَمَّا أُمِرَتْ الطَّائِفَةُ الثَّانِيَةُ بِالصَّلاةِ جَمَاعَةً دَلَّ هَذَا عَلَى أَنَّهَا وَاجِبَةٌ عَلَى الأَعْيَانِ.

وَأَمَّا دَلالَةُ السُّنَّةِ عَلَى صَلاةِ الْجَمَاعَةِ فَوَاضِحَةٌ جِدَّاً لا تَحْتَاجُ إِلَى تَأَمُّلٍ؛ فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَال:{وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْتَطَبَ، ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا، ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ اَلنَّاسَ، ثُمَّ أُخَالِفُ إِلَى رِجَالٍ لَا يَشْهَدُونَ اَلصَّلَاةَ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ، وَاَلَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ اَلْعِشَاءَ}متفق عليه

والعرق السمين:هو العظم الذي عليه لحم،والمرماتين هي مابين ضلعي الشاة من اللحم

ثم لو لم تكن صلاة الجماعة واجبة لرخص النبي صلى الله عليه وسلم للرجل الأعمى الذي جاء للنبي صلى يستأذنه أن يصلي في بيته لبعد بيته عن المسجد وليس له قائد يقوده للمسجد

حينما قال:( لَيْسَ لِي قَائِدٌ يَقُودُنِي إِلَى الْمَسْجِدِ، فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ، فَقَالَ: (هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلَاةِ؟) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ:(فأَجِبْ)رَوَاهُ مُسلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه

 

 

أيها المسلمون:

إن في المحافظة على أداء الصلاة مع الجماعة في المساجد

من الأجور العظيمة والفضائل الكثيرة والمصالح الجليلة ماهو ظاهر جلي ولا يخفى على ذي لُب

فعن أَبي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- عن رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم أنه قال: (صَلاةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تُضَعَّفُ عَلَى صَلاتِهِ فِي بَيْتِهِ وَفِي سُوقِهِ خَمْساً وَعِشْرِينَ ضِعْفاً، وَذَلِكَ أَنَّهُ إذَا تَوَضَّأَ، فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ. ثُمَّ خَرَجَ إلَى الْمَسْجِدِ لا يُخْرِجُهُ إلا الصَّلاةُ لَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إلا رُفِعَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَحُطَّ عَنْهُ خَطِيئَةٌ. فَإِذَا صَلَّى لَمْ تَزَلْ الْمَلائِكَةُ تُصَلِّي عَلَيْهِ، مَا دَامَ فِي مُصَلاهُ: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ، وَلا يَزَالُ فِي صَلاةٍ مَا انْتَظَرَ الصَّلاة) متفق عليه

وعَنْه أيضاً قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ، ثُمَّ مَشَى إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ -تعالى- فَيَقْضِى فَرِيضَةً مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ كَانَتْ خُطُوَاتُهُ إِحْدَاهُمَا تَحُطُّ خَطِيئَةً، وَالأُخْرَى تَرْفَعُ دَرَجَة) رواه مسلم

وعَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: (مَنْ صَلَّى العِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ، فَكَأنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ، فَكَأنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ)رواه مسلم.

وبهذا كان عمل أصحاب نبينا الكرام رضوان الله عليهم وتابعيهم من سلف هذه الأمة الصالح

روى الإمام مسلمٌ رحمه الله في صحيحه عن عبد الله بن مسعودٍ رضي الله عنه قال:"من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن - يعني في المساجد - فإن الله شرع لنبيكم محمد صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الهدى، وإنهنَّ من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بُيُوتكم كما يصلي هذا المتخلفُ في بيتهِ لتركتم سنةَ نبيِكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضلَلَتُم، وما من رجل يتطهرُ فيحسنُ الطَهورَ، ثم يَعْمَدُ إلى مسجد من هذه المساجدِ إلا كتب الله له بكل خَطوة يخطوها إلى الصلاةِ حسنة، ويرفعهُ بها درجة، ويحُطُّ عنه بها سيئة، ولقد رأيتُنا وما يتخلف عنها إلا منافقٌ معلومُ النفاق، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلينِ حتى يقامَ في الصف". وفي رواية:"لقد رأيتُنا - يعني أصحابَ محمد صلى الله عليه وسلم- وما يتخلفُ عنها إلا منافقٌ معلومُ النفاقِ، أو مريض، إنْ كان المريض ليمشي بين الرجلين حتى يأتي الصلاة"

 

ومن فضائلِ المحافظةِ على صلاة الجماعة

إدراكُ رضى الرحمنِ جلَّ جلالهُ وإغاظة الشيطان، والبراءةُ من النفاق وأهله ، والأمنُ من أهوال يومِ القيامة، والأخذُ بأسبابِ الرِفعةِ والعلوِّ، وتقويةُ أواصرِ الأخوةِ الإسلاميةِ والتعارفُ والترابطُ والتكافلُ بين أفراد المجتمع المسلم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم(وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى)

بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة

أقول ماتسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه ثم توبوا إليه إن ربي كان غفارا

 

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ على إحسانهِ والشكرُ له على توفيقهِ وتَفضُّله وامتنانه أوجبَ على عباده صلاةَ الجماعةِ ورتب عليها الأجور المضاعفةَ فله الحمد في الأولى والآخرة، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً

أما بعد:

لقد كانت صلاةُ الجماعةِ شعاراً للمسلمين، يفتخرون بها، ويحافظونَ عليها حتى وسيوفُهُم ملتحمةُ مع سيوفِ أعدائهم، وحالهم كما يصفه الشاعر:

نحــن الــذين إذا دُعــوا لصلاتهم

                          والحــربُ تســقي الأرضَ جــاماً أحـمرا

جعــلوا الوجــوهَ إلى الحجازِ فكبَّروا

                             في مسمـــعِ الــروحِ الأمــينِ فكــبرا

 

إخوة الإسلام:

أين المفرطون في صلاة الجماعة المتكاسلون عن أدائها مع المسلمين؟

أين من تتثاقل رؤوسهم عن الذهاب للمساجد وأداء الصلاة فيها؟

أين من يتعذرون عن الذهاب للمساجد بأعذار واهية ؟

هل بقي بعد هذه النصوصِ لكم من معتذَر؟

في ساحة المعركةِ جَاءَ الأمرُ بها.. ورسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يهِمُّ بالتحريقِ بالنار لبيوتٍ لا تشهدُها.. ومن سمع نداءها فحُكْمُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه لا صَلاةَ له إلا من عُذْرٍ، وأصحابُ رسولِ الله صلى الله عليهم يُؤتى بأحدهم مريضاً يُهادى بين الرجلين حتى يقام في صفها

خرج عُمُرُ -رضي الله عنه- يَوْمَاً إِلَى حَائِطٍ -مزرعة- لَهُ فَرَجَعَ وَقَدْ صَلَّى النَّاسُ الْعَصْرَ، فَقَالَ:"إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون، فَاتَتْنِي صَلاةُ الْعَصْرِ فِي الْجَمَاعَةِ أُشْهِدُكُمْ أَنَّ حَائِطِي عَلَى الْمَسَاكِينِ صَدَقَة".

 

لِيَكُونَ كَفَّارَةً لِمَا صَنَعَ عُمُرُ -رضي الله عنه

وذُكِر عَنْ الأعمش -رحمه الله- أنَّه قَالَ:"لم تفتني صلاة الجماعة ما يقرب من أربعين سَنَة إلا مرة واحدة حين ماتت والدته اشتغل بتجهيزها".موارد الظمآن لدروس الزمان 2/ 480

وقال أبو سليمان الداراني -رحمه الله-:"لا تفوت أحداً صلاةُ الجماعة إلا بذنب".إحياء علوم الدين 1/ 356

معاشر المسلمين: هكذا كانت حال السلف مع صلاة الجماعة؛

 فحافِظوا عليها ومُرُوا أبناءكم بها, واصطحبوهم معكم, فإنَّ التكاسل عنها من علامات النفاق, ودليل على ضعف الإيمان

وإن المحافظة عليها هي طريقُ السعادةِ والفلاحِ والفوزِ بمرضاة الله جل وعلا

هذا وصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.الله صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وآل بيته  الطيبين الطاهرين وارض اللهم عن صحابته الغر الميامين وخص منهم أبا بكر وعمر وعثمان وعلي وعن سائر الصحابة أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين

وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، واخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ، اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا ،اللهم وفق وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده اللهم اجعل عملهم في رضاك وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة التي تدلهم على الخير وتعينهم عليه

ربنا اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا ربنا وتقبل دعاء

 اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فاذكروا اللهَ العظيم الجليل يذكُرْكم، واشكُروه على نعمِه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبر، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.

 

المشاهدات 941 | التعليقات 0