صلاة الجماعة

طلال شنيف الصبحي
1439/01/21 - 2017/10/11 20:48PM

                                                                        صلاة الجماعة  23 / 1 / 1439ه

الحمد لله الذي أكرم قلوب المتقين بالإخبات إليه، وشرف وجوه العابدين بالسجود بين يديه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، خيرُ من صلى وصام، وزكى وقام، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الكرام، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً.   أما بعد (يا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)

عباد الله: كان حديثنا في الأسبوع الماضي عن عمود الدين وركنه الركين ..الصلاة ..قرة عيون الموحدين، وراحة نفوس المؤمنين. وسنتحدث في هذه الخطبة إن شاء الله عن صلاة الجماعة وفضلها والأدلة الصحيحة على وجوبها, فقد جاءت الأدلّة الشرعيةُ الصحيحة الصريحة ساطعةً ناصعة متكاثرةً متضافرة على وجوب صلاة الجماعة على الرجال حَضرًا وسفرًا، يقول جل وعلا:[وَأَقِيمُواْ الصلاةَ وَآتُواْ الزكاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ [ويقول تبارك وتعالى لنبيّه محمّدr  وهو في ساحة القتال وشدّة النِّزال:[وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مّنْهُمْ مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ] ويقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: (مَن سرّه أن يلقى الله غدًا مسلِمًا فليحافِظ على هؤلاء الصلواتِ حيث يُنادَى بهنّ، فإنّ الله شرع لنبيكم سُننَ الهدى، وإنّهنّ من سُنن الهدى، ولو أنكم صلّيتم في بيوتكم كما يصلّي هذا المتخلِّف في بيته لتركتم سنّةَ نبيكم، ولو تركتم سنةَ نبيّكم لضللتم، ولقد رأيتُنا وما يتخلّف عنها إلا منافقٌ معلوم النفاق، ولقد كان الرجل يؤتَى به يُهادَى بين الرجلين حتى يُقام في الصفّ) أخرجه مسلم,

يا شبابَ الإسلام، يا أصحابَ القوّة والفُتوَّة، هذا ابنُ أمّ مكتوم t وأرضاه يُقبل على رسول الله r ويقول: يا رسولَ الله، قد دَبَرت سنِّي ورقّ عظمي وذهب بصري، ولي قائدٌ لا يلايمني قيادُه إيّاي، فهل تجد لي رخصةً أصلّي في بيتي الصلوات؟ فقال رسول الله: (هل تسمعُ المؤذّن في البيت الذي أنت فيه؟) قال: نعم يا رسول الله، قال: (ما أجدُ لك رُخصةً، ولو يعلَم هذا المتخلِّف عن الصلاةِ في الجماعة ما لهذا الماشي إليها لأتاها ولو حبوًا على يدَيه ورجليه( أخرجه الطبراني في الكبير, واشتدّ غضبُ رسول الله r على المتخلِّفين عن جماعةِ المسلمين، فقال عليه الصلاة والسلام: (لقد هممتُ أن آمر بالصلاة فتُقام، ثمّ آمر رجلاً يصلِّي بالناس، ثمّ أنطلِق معي برجال معهم حُزَم من حَطب إلى قومٍ لا يشهدون الصلاة، فأحرّق عليهم بيوتهم بالنار) متفق عليه, ويقول أبو هريرة t: (لأن تمتلئ أذُنا ابنِ آدم رصاصًا مُذابًا خيرٌ له من أن يسمعَ النداء ولا يجيب), أيّها المتخلِّف في بيته عن أداء الصلاةِ جماعةً في بيوت الله، اسمع لقولِ النبيّ r: (من سمع المناديَ بالصلاة فلم يمنعه من اتِّباعه عذر لم تُقبَل منه الصلاة التي صلّى)، قيل: وما العذرُ يا رسول الله؟ قال: (خوفٌ أو مرض) أخرجه أبو داود, أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (حَافِظُواْ عَلَى الصلواتِ والصلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلَّهِ قَانِتِينَ) بارك الله لي ولكم

الخطبة الثانية:
عباد الله، تلك أدلّةٌ ونصوص لاح الحقُّ في أكنافِها وظهر الهدَى في بيانها، ومع ذلك نجد من يتخلف عن صلاةِ الجماعة في المساجد، رجالٌ قادرون أقوياء يسمَعون النداءَ صباحَ مساء، فلا يجيبون ولا هم يذّكَّرون. شُغِلوا عن الصلاة بالسعي في الحياة الدنيا واللهث وراء حطامها الزائل, يقول رسول r: (والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدُهم أنّه يجد عرقًا سمينًا أو مِرماتين حسنتين لشهِد العِشاء) متفق عليه, وعن أبيّ بن كعب t قال: صلّى بنا رسول الله يومًا الصبحَ فقال: (أشاهدٌ فلان؟) قلنا: نعم، ولم يشهَد الصلاة، ثم قال: (أشاهد فلان؟) قلنا: نعم، ولم يشهد الصلاة، فقال: (إنّ أثقلَ الصلاة على المنافقين صلاةُ العشاء وصلاة الفجر، ولو تعلمون ما فيهما من الرغائب لأتيتموهما ولو حَبوًا) أخرجه أبو داود,

فيا من هجرت بيوت الله ومساجد الله, لقد فاتك الخير الكثيرُ والأجر الوفير، يقول النبيّ r: (من غدا إلى المسجد أو راح أعدَّ الله له في الجنة نُزُلا كلّما غدا أو راح) متفق عليه, (ومن تطهّرَ في بيته ثمّ مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضيَ فريضةً من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحُطّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة، وإنَّ أعظمَ الناس أجرًا في الصلاة أبعدُهم إليها ممشًى، ولا يزال قومٌ يتأخَّرون حتى يؤخّرهم الله)،

يا من تخلفت عن الصلاة أما علمتَ أنّ المساجدَ بيوت الله وأحبُّ البقاع إليه جلّ في علاه؟! يقول النبي r: (المسجدُ بيتُ كلِّ تقيّ، وتكفّل الله لمن كان المسجد بيتَه بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنّة) أخرجه الطبراني, ويقول عليه الصلاة والسلام: (سبعة يُظلّهم الله في ظلِّه يومَ لا ظلّ إلا ظلُّه)، وذكر منهم: (ورجلٌ قلبُه معلَّق بالمساجد) متفق عليه (في بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالآصَالِ رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصلاةِ وَإِيتَاء الزكاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأبْصَارُ لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ) اللهمّ أقِرَّ عيوننا وأسعِد قلوبَنا وأبهج نفوسَنا بصلاح أزواجنا وذرياتنا، اللهمّ اجعلنا وأزواجنا وذرياتنا وشبابنا وفتياتنا من مقيمي الصلاة، اللهمّ وتقبل دعاءنا، اللهم مُنّ علينا بالأمن في البلاد والصلاح في الذريّة والأولاد والفوزِ يومَ المعاد، برحمتك يا أرحم الراحمين. اللهمّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلّ الشرك والمشركين، ودمّر أعداء الدين...

المشاهدات 1128 | التعليقات 1

هنا المرفق 

المرفقات

https://khutabaa.com/forums/رد/283906/attachment/13%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9

https://khutabaa.com/forums/رد/283906/attachment/13%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%a7%d8%b9%d8%a9