صفقات رابحـة لإطالة العمر ومضاعفة الحسنات

أحمد عبدالله صالح
1443/04/02 - 2021/11/07 14:23PM

 


خطبــــة جمعــــــة بعنــــــــوان :

[ صفقات رابحة لإطالة العمر وزيادة الحسنات ]

أمــا بعـــــد ايهـــا الأحبــــاب الكــــــرام :

 إنّ هـدفَ المسلـم فـي هـذه الحياة يختلف عــن غيره من الناس، فليس هدفه الأكلُ والشربُ وقضاءُ الشهــوةِ كمـا هـو حـالُ الحيوان والكفـار .!  

ولكن هدفه اسمى وغايتهُ أعلى تكمنُ في أن يعبد الله الذي خلقه، ويستغلَ حياته ووقته في الأعمــالِ الصالحـة، وبمصطلـحٍ تجـاريٍ أدق :

أن يجمعَ أكـبرَ قدر ممكنٍ من الحسناتِ في هذه الحياةِ قبل حلـولِ الأجـل، والانتقال من هذه الدار، لينال رحمـةَ اللهِ ورضـوانه، ولترتفـعَ درجته فـي جناتِ النّعيم..

ولكنّ المشكلة الكبرى التي تواجهنا هي أنّ حياتنا محــدودةٌ بسنوات، ومعــدودةٌ بأيـامٍ بل بثــوانٍ ولحظاتٍ لا نستطيع أن نزيد فيها لحظـةً واحـدة.!

 فعمـرنا قصير مقـارنةً بأعمـارِ الأمـم السابقة التي كانت تُعمّـر مئاتَ السنين ..           

كان أحـدُهم يعيش مائةَ سنة أو أكثر إلى ألفِ سنة ..

أمّـا هذه الأمـة فأعمارها كما قال نبيها صلى الله عليه وسلـم في الحـديث الذي رواه الترمــذي :

( أعمَارُ أُمَّتِي مَا بَينَ السِّتِّينَ إِلَى السَّبعِينَ، وَأَقَلٌّهُم مَن يَجُوزُ ذلِكَ )  ..

فـإذا كـان هـذا هــو عمـري وعمـرك الذي يصلُ الى الستين او السبعين فحدثني بربـك كـم مـن الطـاعــاتِ، وكـم مـن الحسنـاتِ نكسِـبُ كلَّ يـوم ؟

مئـات !  أم آلاف ! أم مـــلايين ! أم مليــارات ؟!

وكأني بك تقــولُ في الجــواب :

         الله أعلـم .!!

نعـم الله أعلـم، لكنًّـك أنت أيضاً تعلم إذا كنت قريباً مـن ربك اليوم أم كنت بعيدا ؟

انت ايضاً تعلم إذا كنت أكثرت مـن الحسناتِ اليوم أم أقللت ؟  

           كل ذلك أنت تعـرفــه. 

فهل لك ان تُخبرَني بالطـاعاتِ التي تتقربُ بهـا إلى الله تعالـى يومياً ؟

ولـو أُذن لك بالكـلامِ والحديثِ الآن لصـدقت ولقلت: أُصلي الصلـوات الخمس، مـع السنن الـرواتب، وأحياناً أقرأ ما تيسر من القرآن، أو أعودَ مريضاً، أو أشيّع ميتاً، أو أردَ سلاماً، أو أشمّتَ عاطساً، أو أساعدَ محتاجاً، أو أنفّسَ عـن مسلـم كُربة، أو ألبي دعوةً، أو أصومَ لله يوماً، أو أزورَ أخاً،

       هــذا هـو برنامجي اليومي .!

أمّــا برنامجـي السنوي :

فأصـومُ شهر رمضان، وأُخـرجُ الزكاة إن كنتُ غنياً، وأحـُجّ بيت الله الحـرام مـرةً في العمـر إن كنت مستطيعـاً،،،، والسـلام ...

فيـا ايهــا الأخ الكــريم :

هل تظنُّ أنّ هـذه الطاعـات والحسنات تمحـو السيئات الصغيرة والكبيرة التي تقترفها يومياً بلسانك وسمعك وبصرك ويدك ورجلك، إن لم نقل وبفَرْجـك أيضـاً ؟

وهل تظن أنّ هـذه العبادات تؤهلك لنيلِ الدرجـات العُـلا في  الجنّـات ؟!

أخــي إنّ النتيجة المُـرّة التي ستسمعها هـي :

إذا افترضنا أنّ الله أطالَ في عمرك الى 70 سنة

وكتب لك العيش والحيـاة لهـذا العمـر فـإنّ 22 سـاعـة تذهب يومياً مـن حياتك بين اتصالات وتنقلات وزيارات ولقــاءات وترفيهات وأخبــار وعمل وأكل وشـرب ونٌوم وراحـة ولهـو ..

وهي تساوي من عمرك الافتراضي 64 سنة وأنّه ما بقي لك يومياً إلاّ  2 ساعتين للصــلاة .!

أي مـا معدّلُـه 6 سنوات وهي التي بقيت لك من السبعين سنة .!!                             

ومـع ذلك تريد أن تدخـل بهـا جنـةً عرضهـا السمــوات والأرض !!..

قـد يندهـش البعض مــن كلامـي هـذا ويقـول :

معقــول هــذا الكــلام .!!

واقول : نعــم ( معقــول وأحسبها بنفسك وانت لوحـدك اليوم وسترى وستعرف انّ جـلّ أعمارنا تضيع وتذهب بلا فائـدة ) ..

فمــا الحيلـةُ إذاً.!؟

 ومــاهـو الحـل لزيادة الحسنات وإطـالـة هـذا العمـر القصير .؟! .. اتدرون مـاهـو الحـل .؟

سأخـبركم بالحـل في هـذه الدقـائق سأئلاً المولى جل وعلا ان يوفقني لإيصال ذلك لكم ويكتبها صدقـة جـاريـة لي ولوالدتي انّه سميعٌ مجيب .

الحـل هـو أن تبحث عـن أعمـال شرعية تُضـاعفُ بهـا مـن حسناتك، وتُطيلُ بها هـذا العمر القصير الذي ضـاع أكثره في الأمـور الدنيوية..

وتعـال معـي يا مـن يبحث عــن زيادةٍ لرصيده الأخــروي وإطــالةٍ لعمـره القليل ..

تعال معي لأدلك على أعمالٍ مـن خلالها يمكن أن تُطيل بهـا في عمـرك وتزيد مــن حسناتك :

وأول خطـوة مهمـة ولابد منهـا وانت في طــريقِ البحث عــن هـذه الاعمـال هي :

أن تحتسب الأجــر في كلِّ قـولٍ وعمـلٍ تقــوم به 

إحتسب الأجـر في نومـك، في أُكلك، في شـربك وعمـلك تؤجـر عليه إن شــاء الله تعالى .

- امّـــا أوّلُ الأعمـال التي تُطيلُ في عمـرك وتزيـد مـن حسنـاتك فهـي :             

           ( صلةُ الرحـم  )

- ومـن الاعمـالِ التى تُطيلُ في عمـرك وتزيـد مـن حسنـاتك : ( حسنُ الخلق، والإحسـان إلى الجار )

فكما في صحيح الجامع عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

( صِلَةَ الرَّحِمِ، وَحُسنُ الخُلُقِ، وَحُسنُ الجِوَارِ، يَعمُرَانِ الدِّيَار، وَيَزِيدَانِ فِي الأَعمَار ) ..

بل إِنَّكَ إذا حسّنت خُلُقك مع الناس حَصَلتَ على ثواب صـائم النهــار، وقـائـم الليل، فكمــا فـي صحيح سنن ابي داود عن عائشه رضي الله عنها ان رسـول الله صلى الله عليه وسلـم قـال :

( إِنَّ المُؤمِنَ لَيُدرِكُ بِحُسنِ خُلُقِهِ دَرَجَةَ الصّائِمِ القَائِمِ ) .. 

- كذلك تستطيعُ اخــــي الحبيب زيادة حسنـاتك

مــن خـلالِ قيامـك بأعمــالٍ صالحـةٍ ذاتُ ثوابٍ وأجــرٍ مضـاعـف، ومـن هـذه الاعمــال :

             [  الصـــلاة ]

وذلك بالمواظبـةِ عليها جمـاعـةً مـع الإمـام في المسجد، لقولـه صلى الله عليه وسلـم كما في المتفق عليه :( صَلاَةُ الجَمَاعَةِ أَفضَلُ مِن صَلاَةِ الفَردِ بِسَبعٍ, وَعِشرِينَ دَرَجَة ) ..

فلو توفي رجـلان مثلاً في عمـرٍ واحـد،  وأحدهما تعوَّد أن يصلي الفـرائض في البيت بمفرده طوال حياته، والآخــر يصليها جمــاعـةً فـي المسجـد..!

لكـان مجمـوعُ ثوابِ الرجـلِ الثاني يزيدُ على ثوابِ الأول بسبـعٍ وعشـرين مـرة.

- كذلك تستطيع زيادة حسناتك مـن خــلال :

 ( خروجك مـن بيتك متطهـراً ) لأداء الصـلاة المكتوبةِ في المسجد، والأولى بك أخي أن تخرج إلى المسجدِ متطهـراً مـن بيتك، لا مـن حمـامـاتِ المسجـد، إلاّ لحاجـة أو ضرورة، لقوله صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك ابو داود وصححـه الألباني :( مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ مُتَطَهِّراً إِلَى صَلاَةٍ, مَكتُوبَةٍ, فَأَجـرُهُ كَأَجـرِ الحَـاجِّ المُحرِمِ ) ..

- وتستطيع اخي الكـريم زيادة حسناتك مــن خـلال ( الصـلاة فـي الصـفِّ الأول ) لحديث العرباض بن سارية رضي الله عنه كما روى ذلك النسائي وابن ماجه :( إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَستَغفِرُ لِلصَّفِ المُقَدَّمِ ثَلاَثاً، وَلِلثَّانِي مَرَّةً ) .

وكما روى احمد قال صلى الله عليه وسلم :

( إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلٌّونَ عَلَى الصَّفِّ الأَوَّلِ ) .

- كما تستطيع اخـي الكريم زيادة حسناتك مـن خلال ( الإكثارِ من الصلاةِ في الحرمين الشريفين) خاصـةً أثنـاء الحــج أو العمـرة ..

فالصلاة الواحـدة في المسجد الحرام أفضلُ من الصلاة في أي مسجدٍ آخر بمائةِ ألفِ صلاة

كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .

فركعتان تؤديهما في المسجد الحرام لا تستغرقان منك دقائق معدودة، يضاعِفَانِ لك ثواب صلواتٍ, من المفترض أن تؤديها في [46] سنة تقريباً.

ولو صليت عشر ركعات في المسجد الحرام بمكة المكرمة لا يستغرق أداؤها ثُلثي ساعة، كُتب لك ثواب [مليون ركعة] تؤديها في بلدك.

- كما تستطيع زيادة حسناتك مــن خــلال :

حرصك على ( صـلاة النوافل في بيتك )     

فكما في صحيح الجامع من حديث صهيب رضي الله عنه قال قـال رسول الله صلى الله عليه وسلـم :

( صلاَةُ الرَّجُلِ تَطَوٌّعاً حَيثُ لاَ يَرَاهُ النَّاسُ تَعدِلُ صَلاَتَهُ عَلَى أَعيُنِ النَّاسِ خَمساً وَعِشرِينَ ) .

وفي المتفق عليه قـال صلى الله عليه وسلـم :

( أَفضَلُ صَلاَةِ المَرءِ فِي بَيتِهِ إِلاَّ المَكتُوبَةَ )

- وتستطيع زيادة حسناتك مـــن خــلال :

       ( صــلاة الضحـى )

وعـن فضلها يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك مسلم من حديث ابي ذرٍ رضي الله عنه :

( يُصبِحُ عَلَىَ كُلِّ سُلاَمَىَ .

أي : مفصل مِن أَحَدِكُم صَدَقَةٌ، فَكُلٌّ تَسبِيحَةٍ, صَدَقَةٌ، وَكُلٌّ تَحمِيدَةٍ, صَدَقَةٌ، وَكُلٌّ تَهلِيلَةٍ, صَدَقَةٌ، وَكُلٌّ تَكبِيرَةٍ, صَدَقَةٌ، وَأَمرٌ بِالمَعرُوفِ صَدَقَةٌ، وَنَهيٌ عَنِ المُنكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجَزِئُ مِن ذَلِكَ رَكعَتَانِ يَركَعُهُمَا مِنَ الضٌّحَىَ ) ..

- كما تستطيع زيادة حسناتك مــن خــلال :

   ( حضور دروس العلـم في المساجـد ).

 لقوله صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك الطبراني وصححه الألباني :( مَن غَدَا إِلَى المَسجِدِ لاَ يُرِيدُ إِلاَّ أَن يَتَعَلَّمَ خَيراً أَو يُعَلِّمَهُ (يَعمَلَهُ) كَانَ لَهُ كَأَجرِ حَاجٍّ, تَامّاً حَجَّتُهُ ).

- وتستطيع زيادة حسناتك مــن خــلال :

( التحلي ببعض آداب يـوم  الجمعـة )

فكما في المتفق عليه وصححه الالباني عن أوس ابن أوس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قـال :( من غَسَّلَ يَومَ الجُمُعَةِ وَاغتَسَلَ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابتَكَرَ، وَمَشَى وَلَم يَركَب، وَدَنَا مِنَ الإِمَامِ، وَاستَمَعَ وَأَنصَتَ، وَلَم يَلغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطوَةٍ, يَخطُوهَا مِن بَيتِهِ إِلَى المَسجِدِ عَمَلُ سَنَةٍ,، أَجرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا).

ومعنى "غسَّل" أي : غسل رأسه.

 وقيل : أي جامع امرأته ليكون أغض لبصره عن الحرام في هذا اليوم.

 ومعنى "بكَّر" أي : راح في أول الوقت.

ومعنى "ابتكر" أي :  أدرك أول  الخطبة.

وروى أحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم  قـال :(( مَن غسَّل واغتسل، وغدا وابتكر، ودنا فاقترب، واستمع وأنصت، كان له بكل خطوة يخطوها أجرُ قيام سنة وصيامها )) .

أقـــــــول مـا سمـعتـــم واستغفـــروا اللـَّه

لـي ولــكم مــــن كل ذنـب فيـــا فــــــوز المستغفـــريـــن ويــا نجــــــاة التـــــائبــــــين ..

الخطبـــــة الثانيــــة :       

أمــا بعــــــد احبتــــــي الگـــــــرام :        

أسوقُ لكم اليوم بعضاً من الاعمال والعبادات التى تزيد من الأعمار خصوصاً وأننا امةً كما قال نبينا

( إعمار أمتي ما بين الستين والسبعين ...)

فعـوضّ الله هـذه الامـة بأعمـال يؤدونهـا فتقفـز بأعمارهم الى مئات بل الى الآلاف السنين  فيسابقون وينافسون بذلك مـن سبقهم مــن الأمـم.

- ولهـذا كذلك تستطيع زيادة حسناتك مـن خــلال    

    (  الحرص على الإكثـار مـن الحـج )

 فقد حرص كثير من السلف الصالح على الإكثار منهما استجابة لدعوة النبي صلى الله عليه وسلم 

كما في سنن الترمذي من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : (... ولَيسَ للحَجَّةِ المبرُورَةِ ثَوَابٌ إِلاَّ الجنَّةِ )

وقد حج التابعي سعيد بن المسيب [40] حجة.

- ايضاً تستطيع زيادة حسناتك مـن خــلال  :

      ( آداء عمـرة في رمضـان )         

روى البخاري عم ابن عباس رضي الله عنه قال 

قال رسول صلى الله عليه وسلـم :( عُمرَةٌ فِي رَمَضَانَ تَقضِي حَجَّةً مَعِي ) يعني : يعني ثواب العمرة في رمضان يعدل ثوابَ حَجَةٍ مع النبي صلى الله عليه وسلم .

- كذلك تستطيع زيـادة حسنـاتك :

  ( إذا كنت مؤذناً أو قلت كمـا يقـول المـؤذن )

فكما في سنن النسائي عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلـم : (...وَالمُؤَذِّنُ يُغفَرُ لَهُ بِمَدِّ صَوتِهِ، ويُصَدِّقُهُ مَن سَمِعَهُ مِن رَطبٍ, وَيَابِسٍ,، وَلَهُ مِثلُ أَجرِ مَن صَلَّى مَعَهُ ) .

 فلو كنت في مسجـد فيه مائة مصـلٍ مثلاً وكنت مؤذناً أو مجيباً للأذان، فلك ثواب مائة مصل فضـلاً عـن صـلاتك .!

وكما في سنن الي داود عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أَنَّ رَجُــلاً قـال :يَا رَسُولَ الله، إِنَّ المُؤَذِّنِينَ يَفضُلُونَنَا،.  فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم :

( قُل كَمَا يَقُولُونَ، فإِذَا انتَهَيتُ فَسَل تُعطَهُ )

أي يتقبّـل الله منك الدعاء.

- وتستطيع زيادة حسناتك مـن خـلال :

الإكثار مـن صيام النفل ) ومـن أهمـه :             

صيامُ ستة أيام من شوال بعد رمضان لقـول النبي صلى الله عليه وسلم :( مَن صَامَ رَمَضَانَ ثم أتبَعَهُ سِتّا مِن شَوّالٍ, كَانَ كَصِيَامِ الدَّهرِ ) .

وصيام الأيام البيض الثلاثة من كل شهر هجري : وهي 13-14-15، لقوله صلى الله عليه وسلم : (مَن صَامَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ, مِن كُلِّ شَهرٍ, فَذَلِكَ صَومُ الدَّهرِ)

فإذ صمت ستة أيام من شوال، سُجِّلَ لك ثوابُ صيامِ سنةٍ, كاملةٍ، وإذا صمت ثلاثة أيام من كل شهر، سُجِّلَ لك ثوابُ صيام سنةٍ, أخرى.

وصيامُ عرفة لغير الحـاج يُكفّـرُ ذنوب سنتين .

وصيامُ عاشوراء يُكفّـرُ ذنـوب سنة.

- وكذلك تستطيع زيادة حسناتك مــن خــلال :

     ( قيام ليلة القدر   )                                

وهي أفضل عند الله من عبادة [1000] شهر كما قال تعالى : (لَيلَةُ القَدرِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهر)

أي ثواب قيامها أفضل من ثواب العبادة لمدة [83] عاما تقريباً.

- وتستطيع زيادة حسناتك مــن خــلال :

     ( تفطير الصائمين  )

فكما في صحيح الترمذي عن زيد بن خالدالجُهني رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم :

( مَن فَطَّرَ صَائِماً كَانَ لَهُ مِثلُ أَجرِهِ غَيرَ أنَّهُ لاَ يَنقُصُ مِن أجرِ الصَّائِمِ شَيئاً ) .

فلو فطَّرت خمساً من الصائمين في كل يوم من  رمضان، لسُجِّلَ لك في نهاية رمضان ثواب صيام [5] أشهر بدل شهـر واحد.

- وتستطيع زيادة حسناتك مــن خــلال :

   (  الجهـاد في سبيل الله  )

وهو أفضل عند الله من عبادة رجل [60] سنة، لقولـه صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك الحاكم عن عمران بن حصين رضي الله عنه :( مقام الرجل في الصف في سبيل الله، أفضل عند الله من عبادة رجل ستين سنة ) .

والمرابطة وحراسة يوم في سبيل الله لثغر من ثغور الإسلام، يعتبر في الأجر كصيام شهر وقيامه، لقولـه صلى الله عليه وسلم كما في سنن النسائي:

 (مَن رَابَطَ يَوماً وَلَيلَةً فِي سَبِيلِ اللهِ كَانَ لَهُ كَأَجرِ صِيَامِ شَهرٍ, وَقِيَامِهِ،....)

- وممّـا يزيد الحسنات ايضاً :

  (  تكـرارُ قـراءة بعض السـور ) مثل :

سورةُ الإخلاص، التي تعدل ثلث القــرآن .!والكافرون، التي تعدل ربع القــرآن.!

فأنت في ظل مشاغلك اليومية قد لا تستطيع ختم القرآن مرةً في الأسبوع أو اليوم، ولكنك تستطيع ختمه عشرات المرات في دقائق معدودات لو قرأت سورة الإخلاص عشرات المرات.

روى مسلم عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قـال :( أَيَعجِزُ أَحَدُكُم أَن يَقرَأَ فِي لَيلَةٍ, ثُلُثَ القُرآنِ !؟ "قَالُوا : وَكَيفَ يَقرَأُ ثُلُثَ القُرآنِ؟ قَالَ :( قُل هُوَ الله أَحَدٌ ) ( تَعدِلُ ثُلُثَ القُرآنِ ) .

وللحاكم عن ابن عمر قال صلى الله عليه وسلم :

( قل يا أيها الكافرون )( تعدل ربع القرآن ) .

- كذلك الذكـرُ المضاعف بحـرٌ عظيم مـن الحسنات، غفـل عنه كثير من المسلمين اليوم،

 رغم سهـولة قـوله، ومـن أنواعـه:

 ( التسبيح المضاعف )

روى مسلم عن جويرية أم المؤمنين رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِن عِندِهَا بُكرَةً حِينَ صَلَّىَ الصٌّبحَ، وَهِيَ فِي مَسجِدِهَا، ثُمَّ رَجَعَ بَعدَ أَن أَضحَىَ، وَهِيَ جَالِسَةٌ، فَقَالَ :( مَا زِلتِ عَلَىَ الحَالِ الَّتِي فَارَقتُكِ عَلَيهَا؟ )قَالَت:  نَعَم، فَقَالَ النَّبِيٌّ صلى الله عليه وسلم :( لَقَد قُلتُ بَعدَكِ أَربَعَ كَلِمَاتٍ,، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ,، لَو وُزِنَت بِمَا قُلتِ مُنذُ اليَومِ لَوَزَنَتهُنَّ: سُبحَانَ اللهِ وَبِحَمدِهِ، عَدَدَ خَلقِهِ، وَرِضَا نَفسِهِ، وَزِنَةَ عَرشِهِ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ ) .

 أي أنها لو قالت هذه الكلمات ثلاث مرات لكان ثوابها أكثر من ثواب ما أجهدت نفسها بالساعات الطوال في  ذكر الله تعالى .

والاستغفــار المضاعف يزيد الحسنات :

روى الطبراني عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(مَنِ استَغفَرَ لِلمُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ مُؤمِنٍ, وَمُؤمِنَةٍ, حَسَنَةً ) ...

فتخيل أخي أنّـك باستغفارك للمؤمنين والمؤمنات، تنال كل يوم مليار حسنة، باعتبار أن عدد المسلمين اليوم أكثر من مليار و200 مليون مسلم، منهم مليار موحِّد مؤمن بالله تعالى ، وإذا أضفت إليهم الأموات فأكثر وأكثر، فلا تتردد أخي أن تدعو للمسلمين قائلاً :

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

- وقضـاء حـوائج الناس يزيد الحسنات :

فكما روى الطبراني وحسنه الالباني عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(...وَلأَن أَمشِي مَعَ أَخِي المُسلِمِ فِيِ حَاجَةٍ, أَحَبٌّ إِلَيَّ مِن أَن أَعتَكِفَ فِي هَذَا المَسجِدِ شَهرًا ). أي مسجد المدينة ..

 فثواب قضائك لحاجة أخيك المسلم تعدل ثواب من يعتكف في المسجد النبوي ل ذكر الله لمدة شهر.

فيا اخي الحبيب انت عند ادائـك ومـداومتك ومواظبتك لهـذه الاعمال والعبادات اعلـم انك سجلت في سجلك ملياراتٍ من الحسنات يومياً،

والمهم أن تحافظ عليها وإلا لم تستفد شيئاً.

وعليك أن تحـذر من أمـور أساسية قـد تُحبط عباداتك وأعمـالك وهـي :

• المعاصي و الذنـوب :

فإنّها من أكثر الأمـور التي تحبط الحسنات، وترجح كفة السيئات، فاقتراف ذنب واحد مثل :  الزنا مثلا، أو انتهاك محارم الله، كفيل بإحباط الحسنات ولو كانت كالجبال لقوله صلى الله عليه وسلم كما في صحيح سنن ابن ماجه عن ثوبان رضي الله عنه :

( لأَعلَمَنَّ أَقوَاماً مَن أُمَّتِي يَأتُونَ يَومَ القِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ, أَمثَالِ جِبَالِ تِهَامَةَ بِيضاً، فَيَجعَلُهَا اللهُ عزوجل هَبَاءً مَنثُورا ) قَالَ ثُوبان : يَا رَسُولَ اللهِ! صِفهُم لَنَا، جَلِّهِم لَنَا، أَن لاَ نَكُونَ مِنهُم وَنَحنُ لاَ نَعلَمُ، قَالَ ( أَمَا إِنَّهُم إِخوَانُكُم وَمِن جِلدَتَكُم، وَيَأخُذُونَ مِنَ اللَّيلِ كَمَا تَأخُذُونَ، وَلَكِنَّهُم أَقوَامٌ إِذَا خَلَوا بِمَحَارِمِ اللهِ انتَهَكُوهَا ) .

• كذلك احذر العجب والغرور بالأعمال الصالحة :

فإنها تحبط ثوابها، لأن صاحبها ظن أنه سيدخل  الجنة بعمله فقط.

لذلك على المسلم أن يعلم أن قيامه بالأعمال الصالحة هو بفضل الله وتوفيقه أولا، وألا يغتر بكثرة عمله، لأنه لا يعلم أقَبِلَ الله منه أم لا ؟ 

والله تعالى لا يتقبل الأعمال الصالحة إلا من المتقين، كما قال :

 ( إنما يتقبل الله من المتقين ) المائدة 27

ويجب أن يعلم أن أعماله الصالحة كلها لا توازي نعمة واحدة من نعم الله، كنعمة البصر، كما أن هناك الكثير من عباد الله أكثر منه عملا وثوابا.

• كذلك احــذر مــن الاعتداء على حقوق الناس وإيذائهــم : بغيبةٍ أو شتمٍ أو سبٍ أو نميمة، أو أخذِ حقوقهم بغير حقٍ, كل ذلك يسلب من الإنسان حسناته  يوم القيامة، وتعطى لمن آذاهم أو اعتدى على حقوقهم، فيأتي يوم القيامة وقد أصبح مفلسا من الحسنات، بعد أن كان لديه مليارات ..

وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم المفلسَ بأنه من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي وقد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في  النار) رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.

احبتي الكــرام

كان ما سبق جملةً مختصرة مـن تلك الاعمال التى تزيد في عمـر الانسان وتزيد من حسناته فـي الدنيا ...

ثــمّ اعلمــوا انّ الله أمركــم بأمــرٍ بدأ به نفسه وثنـى به ملائكته المسبحــةِ بقدسه وثلّثَ به عبــاده من جنِّـه وإنســه فقــال :-

(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....

 


https://www.youtube.com/channel/UCLJ79thojuudGAmodUO0sdw

القنـاة الرسميـة للداعية :

احمـــد عبـداللـه صـالـح

المشاهدات 1108 | التعليقات 0