صفحة من تاريخ اليمن السعيد مع الدولة العثمانية

الفريق العلمي
1437/08/16 - 2016/05/23 18:14PM
[align=justify]كاتب المقال: للأستاذ محمد زاهد أبو غدة



حدث في الثالث والعشرين من رجب



في الثالث والعشرين من رجب من عام 958 كتب محمد المطهَّر ابن إمام اليمن يحيى شرف الدين رسالة عن لسان الدولة الزيدية، التي كان والده إمامها، جواباً على رسالة جاءت من السلطان العثماني سليمان القانوني تحثهم على طاعة الوالي العثماني في اليمن، وتمنيهم بالخير إن فعلوا، وتتوعدهم بالويل إن هم عصوا وعاندوا، ونورد أولاً رسالة السلطان سليمان القانوني ثم جواب إمام اليمن.



وهذا بعض ما جاء في كتاب السلطان سليمان القانوني، المكتوب في شوال من سنة 957:



هذا مثالنا الشريف السلطاني، وخطابنا المنيف الخاقاني، لا زال نافذاً مطاعاً بالعون الرباني، والمن الصمداني، أرسلناه إلى الأمير الكبير، العون النصير، الهمام الظهير، الشريف الحسيب، الأديب النسيب، فرع الشجرة الزكية، طراز العصابة العلوية، نسل السلالة الهاشمية، السيد مطهر ابن الإمام شرف الدين، نخصه بسلام أتم، وثناء أعم، ونبدي لعلمه الكريم أنه لا يزل يتصل بمسامعنا الشريفة العالية المنيفة إخلاصه لدينا، وقيامه بقلبه وقالبه في مرضاة سلطنتنا والانقياد لجنابنا، وبمقتضى ذلك كان حصل شكرنا التام وثناؤنا العام على مناصحته.



ولما برزت أوامرنا الشريفة سابقاً بتعيين وزيرنا الأعظم، والدستور المكرم، سليمان باشا، إلى البلاد الهندية، لفتح تلك الولاية السنية، إحياء لسنة الجهاد، وقطعاً لدابر أهل الكفر والعناد، استبشر بذلك كل مسلم فرحاً وسرورا، ووقع ما قدر الله وكان أمر الله قدراً مقدورا، فرجع وزيرنا المشار إليه ووجد طائفة من اللَوَندية تملكوا بلاد زَبيد من المملكة المحمية، وحصل منهم غاية المشاق وأذى الرعية... فتتبع آثارهم وقطع دابرتهم، واستنقذ الرعايا من أيديهم، وأضاف تلك الممالك إلى ممالكنا المعمورة، وأدخلها في سلك أمصارنا الواسعة الموفورة.



وعاد إلى أعتابنا الشريفة، ومعه منكم ومن والدكم مكاتيب، تتضمن الطاعة لسلطاننا، والإخلاص لاتباع مرضاتنا، وتعاقبت بعد ذلك مكاتبات والدكم بإظهار الطاعة، وبذل الإخلاص والصدق والاستطاعة، إلى أن بلغنا بعد ذلك عنهما إظهار الخلاف، وركوب جادة البغي والاعتساف، وصار يقع بينهما وبين أمرائنا بتلك الجهات خُلْفٌ كبير، ووقائع متناقضة عمَّ ضررُها المأمورَ والأمير، وهذا عين الخطأ الذي يترتب عليه ذهاب الأرواح، ويؤول إلى الخسران بعد النجح والفلاح، ولا يخفى على من عَقَلَ وفهم ? إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ?، فإن مقامنا الشريف السلطاني الخنكار الخاقاني، قد ملك بعون الله بساط الأرض، شرقاً وغربا، وبُعداً وقربا... وعساكرنا المنصورة حيث سلكت ملكت، وحيث حلت فتكت، لا يعجزهم صغير ولا كبير، ولا جليل ولا حقير، ولو شئنا لجاءكم منا شرذمة قليلون، مئة ألف أو يزيدون، ونتبع العسكر بالعسكر، والجيش بالجيش من كل أسود وأحمر، حتى تصير عساكرنا المنصورة أولهم في البلاد اليمنية وآخرهم في مملكتنا المصرية...



لكن غلب حلمنا عليكم، وعطفت مراحمنا بالالتفات إليكم، لأنكم من خير البشر، ومن آل بيت النبوة الميامين الغُرر، فلزم على ناموس سلطنتنا العلية... أن نعرفه بعقبى الأمور قبل اتساع الخرق عليه، ونعلمه بما يؤول أمره إليه، وكونه أوى إلى جبال يتحصن بها عن الزوال، ويزعم أن ذلك ينجيه فهذا عين المحال، وتدبيره تدميره على كل حال، جهل ذلك أو علم؛ لا عاصم اليوم من أمر الله إلا من رحم!



وقد اقتضت أوامرنا الشريفة، تعيين افتخار الأمراء الكرام، صاحب العز والاحتشام، المختص بعناية الملك العلام، مصطفى باشا، دامت معدلته ونفذت كلمته، أن يكون باشا على العساكر المنصورة من المشاة والرماة، والحماة والكفاة، معونة للأمير أُزدمير باشا، بلغه الله ما شا، وحال وصوله إلى تلك الديار، لا بد لك من الحضور إلى خدمته، والسعي إلى مقابلته، بقلب منشرح، وصدر منفسح، وتمشي تحت صنجقنا الشريف، العالي المنيف، وتدخل تحت طاعتنا المعظمة، وأحكامنا المكرمة، وتكون مع عساكرنا المنصورة على قلب رجل واحد، موالياً لمن والانا، معادياً لمن عادانا... فإن مصطفى باشا رأسَ عساكرنا المنصورة، وأميرَ جنودنا المبرورة، خليفتُنا في أمرنا، كلامه من كلامنا، وحُكمه من حكمنا، ومن أطاعه فقد أطاعنا، ومن خالفه فقد خالفنا، والعياذ بالله من المخالفة.



فليتفكر العاقل لنفسه، ويتدبر بآراء حسه، قبل حلول رمسه، ويتنبه من رقدته، ويصحو من غفلته وسكرته، فمن انضم إلى سلطنتنا، وانقاد لإمرتنا، فقد رحم نفسه وصان مهجته، وحقن دمه وحفظ حرمته، وله في دولتنا العادلة كل جميل ورعاية، وما يتمناه من الزيادة إلى حد النهاية.



وقد أمرْنا مصطفى باشا بأنه إذا دخل تحت طاعتنا، ومشى على الاستقامة وانضم إلى عساكرنا، أن ينعم عليه، بأمرنا الشريف، بسنجق منيف، في مملكته مستقلاً به من غير معارض له في ذلك، ولا منازع له فيما هنالك...



فإذا خالف أتيناه بجنود لا قبل له بها، وأخرجناه منها ذليلاً صاغراً لا ملجأ له من سلطنتنا إلا إليها، التي هي لِمن سالمها ظلاً ظليلاً، وعلى من خالفها عذاباً وبيلاً، ومثله لا يُدَلُّ على صواب، وعلامتنا الشريفة أعلاه، حجة ناطقة لاعتماد مضمونه وفحواه.



حرر ذلك في دار الإسلام، قسطنطينية الكبرى، في عاشر شوال سنة 957.



وكتب السيد محمد المطهر جواباً للسلطان هذا نصه:



نوَّر الله شموسَ الاسلام وأطلعها، وفجَّرَ عينَ مَعْين الشريعة النبوية وأنبعها، وفتح أكمام ثمار السعادة الأبدية وأينعها، ولأَلأَ كواكبَ الدين الحنيف وأسطعها... بدوام دولة مولانا السلطان العظيم، ذي الملك الباهر القاهر العقيم، القاطعِ بسيوف عزمه عنق كل جبار أثيم، همَّاز مشَّاء بنميم، الهادي بأوامره ونواهيه إلى سواء الصراط المستقيم... ظلِ الله في أرضه، القائم بإحياء سنته وفرضه ودينه القويم، المتسم بحماية آل الرسول، وأبناء فاطمة البتول، وسلالة النبي الكريم، الباسط عليهم ظلال عدله فلا ينالهم حر الجحيم، فهم راتعون في رياض من إحسانه ولها نبت وسيم... وسل بذلك كل خبير عليم، الخنكار الكبير، والخاقان الأعظم الشهير، سليمان بن سليم... حرس الله مقامه العالي وحرمه المحرم من صرف الأيام والليالي، بما حفظ به الآيات والذكر الحكيم، وبعد.



فإنه ورد إلينا من تلقائه، أطال الله للإسلام والمسلمين في بقائه، مرسومٌ سطعت أنواره، وطلعت للمسرات شموسه وأقماره... فتعطرت الأفئدة بنشره، وأعلنت الألسن بحمده وشكره، وهبَّ في البوادي والأمصار نسيم ذكره، ودخلت الناس أفواجاً تحت نهيه وأمره، فلله أنامل رصعته بجواهر البلاغة، وضمنته ما يعجز عنه قدامة وابن المراغة، لو رآه الملك الضليل لطأطأ خاضعا، أو لبيد البليغ لخر ساجداً أو راكعاً.



وعرفنا ما ذكره سلطان الأمم، ومالك رقاب العرب والعجم، المختص بحماية الحرم المحترم، من الإحاطة بطاعتنا لجلاله، ودخولنا تحت لواء أقواله وأفعاله، فالحمد لله الذي وفقنا لطاعته، وذادنا عن السلوك في مسالك مخالفته، وأنالنا بذلك الحظ الأسنى، والنصيب الأوفر من الخير والحسني، ونرجو إن شاء الله تعالى نيل الشرف الكامل وبلوغ المنى.



ومن استمسك بعروتكم الوثقى فاز بمطالبه، وحاز الغاية القصوى من مآربه... وهذه طريقة لنا معروفة، وشنشنة قديمة مألوفة، لا نميل عن الوفا، ولا نكدر من ذلك المشرب ما صفا، وكيف وطاعتكم من طاعة الملك الخالق، ومعصيتكم تُظلِمُ منها المغارب والمشارق، ونحن من مودتكم على يقين، ونرجو أنكم لا تصغوا إلى قول الفاسقين، ولا تهملوا رعاية الصالحين والمتقين، ولا تقطعوا حقاً لذرية النبي الأمين، وأبناء على الأنزع البطين، كرم الله وجهه في عليين، ?قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى?، ذلك نص الكتاب المبين، وأنتم أولى برعاية ما أمر الله به أن يرعى، وأحق من أَولَـى ما تقر به عترة النبي عيناً وسمعا...



والذي نقله إليكم أرباب الزور، وذوو الإفك والفجور، من تحولِنا عن طاعة السلطان الأعظم، ومخالفتنا لما سبق من مودتنا وتقدم، كذبٌ يعلمه الداني والقاص، ومن الـمَيْن الذي لُبابُه قلة الاختصاص، وحاشا الله وكلا أن نرضى مخالفة، أو نميل عن تلك الأحوال السالفة، أو ننكر تلك المعارف العارفة، نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْر، أو نكون من تعدي الحد والطور... وآلُ الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أعرف الناس بالصواب، وأدراهم بمعاني السنة والكتاب؛?يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ?، فكل من نسب إلينا خلاف ما ذكرناه فهو مأفون خبيث، فثقوا بالمودة الراسخة أطنابها، والمحبة الشامخة قبابها، والرعاية المفتحة أبوابها.



والذي أشرتم إليه في سامي الكتاب، وبطاقة الخطاب، من بلوغ مخالفتنا لعساكركم المنصورة، وكتائبكم الواسعة الموفورة، ليس له صحة ولا ثبات، ولا كان منا إلى حربهم تعد ولا التفات، بل قصدونا إلى هذه الأقطار والجهات، وجلبوا علينا تركاً وأرواما، وهتكوا عهوداً بيننا وبينهم وذماما، وما راعوا لأوامركم الشريفة فينا أحكاما، وضيقوا علينا مسالك المعيشة خلفاً وأماما، ورمونا بمدافع لا يُرمى بها إلا الذين يعبدون أوثاناً وأصناما، ولم يعلموا أنا ممن أوجب الله له رعاية واحتراماً، نحيي الشرائع، ونميت البدائع، ولم نلق أثاما، ومن الذين يبيتون لربهم سجداً وقياما، فدافعنا عن نفوسنا وأولادنا ما أمكن من الدفاع، وذدنا عن محارمنا وترك الذيادة عنها لا يستطاع، ونحن في مُهاجَر يسير، ومكان يأوى إليه الضعيف من الأنام والصغير، لا ينافس من اعتصم به، واقتصر فيه على طاعة ربه.



ولو أن عساكركم المنصورة الألوية، المسلمة إن شاء الله تعالى من صروف الأقضية، وجهوا هممهم العلية، وعزائمهم الصلبة القوية، إلى الجهات العاصية الكفرية، إذن لنالوا من الخير نيلاً عظيما، وسلكوا إلى السعادة صراطاً مستقيما، وأصلوا أفئدة الكفار ناراً وجحيما، وأدركوا من فضل الله سبحانه وتعالى جنة ونعيما، غير أنهم تشاغلوا بحربنا عن جميع الحروب، وفوتوا بذلك كل غرض مطلوب، وأهملوا جهاد الكفار حتى سقط للجُنوب، وهب في ديار الاسلام صَبَاً للشرك وجنوب.



وحين وصل المرسوم المشرف، والمثال الكريم المعرف، والخطاب الفخيم المزخرف، طبنا به نفوسا، وسكنَّا به محلاً من الأمن مأنوساً، ودفعنا به عن وجه المسرة ظلاماً وعبوساً وبوسا، فإن امتثل من حولنا من الأمراء الأكابر، ما صدر منكم من النواهي والأوامر، وثبتوا ما ذكرتم من الموارد والمصادر، فذلك البُغية المقصودة، والضالة المنشودة، والدرة الثمينة المفقودة، والنعمة الشاملة المحمودة، وإن خالفوا أوامركم المطاعة، وقابلوا نواهيكم اللازمة بالإضاعة، فحسبهم عذابكم الوبيل، وما تعدونه لمن خالفكم من التنكيل، وحسبنا الله ونعم الوكيل.



وكنا نود أن نرسل إلى الأبواب الشريفة ما تكن القلوب والصدور، إلا أن هؤلاء الذين يلوننا سدوا علينا وقطعوا من التواصل أوصالاً، وقعدوا لرسلنا كل مقعد بكرة وآصالاً، وصدوهم عن الوصول إلى أبوابكم العالية عن جميع الأبواب، ومنعوهم عن مناهج الذهاب والإياب، فلولا ما كان منهم من المنع لما نريد، لكان يصدر إلى أبوابكم العالية في كل شهر بريد، وحين وصل وكيلكم المعظم الباشا مصطفى إلى الجهات اليمنية، والديار التي هي بسيف قهركم محمية، بسط عدله في أهل اليمن، وأخمد نيران الفتن والمحن، وأصلح من الأمور ما ظهر وما بطن، واطلع على الحقائق في الماضي واللاحق، وما نحن عليه بحمد الله عن حسن المساعي والطرائق، وكرم الأصول الشريفة والمعارق، وقد أرسل إلينا قصاد أمجاد، محبون أوداد، عرفوا جميع الأمور، وأحاطوا بالظاهر منها والمستور، ولعل الله سبحانه وتعالى يهيئ قدومه إلى صنعا، ويحيى به للإله ديناً وشرعاً، ويقطع به دابر من خالف أمركم قطعاً...



وحرر ثالث عشري رجب الحرام سنة 958.



ومما سبق يتبين أن المطهر الزيدي أجاب السلطان العثماني جواباً كان في غاية الحكمة والتلطف والتنصل من تهمة العصيان، وشكا إليه في تخلص لطيف من بطش الجنود العثمانيين والذين جاءوا بأسلحة حديثة كالمدافع لا عهد لأهل اليمن بها، وصبوا حممها على من ناوءهم من المسلمين، وأظهر له الطاعة التامة.



ولمعرفة سبب هذه الرسائل وتفاصيلها لا بد للعودة إلى أوائل القرن العاشر الهجري، ففي أواخر سنة 903=1498 وصل فاسكو دي جاما البرتغالي إلى ميناء قاليقوط في الهند بعد أن دار حول أفريقيا ماراً برأس الرجاء الصالح، وأدى هذا إلى أن تبدأ البرتغال توسعاً تجارياً واستعمارياً وتنصيرياً في بحر العرب وخليج فارس وسواحل الهند، وأنشأت مرافئ في سواحل الهند ثم استولت على مضيق هرمز، وقام دي جاما بالاعتداء على المرافئ العربية والهندية والسفن التجارية فيها، وسفك دماء الأبرياء دون أية مبرر، وعلى سبيل المثال استولى في سنة 908 على سفينة تجارية عربية في أحد مرافئ الهند كان على متنها بضع مئات من الركاب بما فيهم النساء والأطفال، وبعد أن أفرغ ما تحمله من بضاعة، أمر دي جاما بحرقها وركابها على متنها، وإضافة لهذه الروح العدوانية شكل التوسع البرتغالي تهديداً للقنوات المعهودة للتجارة الوسيطة بين الهند وبين أوروبا، والتي كانت تقوم على التوابل والنباتات الطبية، وكانت تمر بمصر وتدر على خزينتها أموالاً هائلة، بسبب احتكار الدولة للتجارة الوسيطة أيام المماليك، ونذكر أنه في سنة 936 عاد تجار البندقية من مصر خالين الوفاض من التوابل.



وكانت القوات البرتغالية متفوقة على القوات العربية أو الهندية، في البحر والبر، فقد كانت سفنها أضخم بكثير، وأمهر في مناورات القتال البحري، وكانت السفن وجنود البر مسلحين بالمدافع والأسلحة النارية التي كانت غير معروفة في اليمن أو الهند، وكان من الطبيعي أن يستغيث أهل هذه البلاد بالدول المسلمة الكبرى من حولهم، فأرسل ملك كُجرات المسلم في غربي الهند، مظفر شاه بن محمود شاه، رسالة إلى السلطان المملوكي قانصوه الغوري في مصر يطلب فيها العون على الغزاة السفاكين، وكذلك أرسل ملك عدن رسالة إلى الغوري في مصر لنفس الغرض.



وكانت تحكم اليمن آنذاك دولتان؛ دولة زيدية في شماله، ودولة آل طاهر السنية في جنوبه، وكان القائم بإمامة الدولة الزيدية الإمام المتوكل على الله شرف الدين يحيى، المولود سنة 877، والذي كان على عادة أئمة الزيدية فقيهاً نجيباً، ودعا شرف الدين إلى نفسه سنة 912، فبايعه علماء وأكابر جبال اليمن، ثم دانت له صنعاء وصعدة وبقية اليمن.



أما الدولة الطاهرية فكانت قد تأسست في سنة 859، وتولى عرشها في سنة 894 الملك الظافر صلاح الدين، عامر بن عبد الوهاب بن داود بن طاهر بن مُعْوضة الأموي، وكان كثير المال والسلاح والخيل، شديد الالتفات إلى العلماء، شافعياً سُنّياً، وكان في الأصل في زبَيد ثم تحرك واستولى على صنعاء وامتد سلطانه إلى سائر اليمن، وصارت الدولة الزيدية أو ما تبقى منها في ضيق شديد لقوته وسطوته.



وجهز السلطان قانصوه الغوري قوة بحرية قوامها 50 سفينة انطلقت من مصر إلى اليمن لحرب البرتغاليين، وكان جنودها من اللَوَند، وهو لفظ يطلق على الأجناد المحليين غير المحترفين في الأساس، وجعل على الأسطول الأمير حسين الكردي، فسار في سنة 917 ودخل جدة وبنى لها سوراً يقيها من غارات العربان، ثم توجه إلى كجرات والتقى بسلطانها مظفر شاه الذي أمده بالجنود، وهاجم حسين موانئ البرتغاليين في ديو Diu وجوا Goa، دون أن يستطيع تحقيق أي انتصار، فعاد إلى مصر، ونزل في عودته بمرسى قمران على الساحل الشرقي لليمن.



وأرسل الأمير حسين رسولاً بهدية كبيرة إلى السلطان عامر يطلب منه الميرة والإعانة، ولكن وزير عامر نصحه ألا يعطيه شيئاً لئلا يصبح التزاماً عليه تأديته في كل سنة، وعاد رسول الأمير حسين خالي الوفاض، واستاء من ذلك الأمير حسين أشد الاستياء فقد كان يتوقع منه الاستجابة الفورية والسخية وبخاصة أنه قد جاء بطلب منه، وكان الزيدية قد علموا كذلك برسو سفن الأمير حسين، فلما علموا بما بدر من خصمهم اللدود، نزلوا إلى الأمير حسين من الجبال وساعدوه، وشجعوه على تأديب السلطان عامر، وطلبوا منه 200 جندي ليحاربونه وتعهدوا بمركوبهم ونفقاتهم، وجاء إلى الأمير حسين بعض الأمراء الناقمين على السلطان عامر، وقدموا له المساعدات وصاروا له أدلاء وأعوان.



ووقعت بين الأمير حسين وبين السلطان عامر عدة معارك، انكسر فيها عامر، فلم يكن أهل اليمن يعرفون البنادق ولا المدافع، ولا لهم خبرة بحرب الجيوش المنظمة، ودخل الأمير حسين زبيد في 19 جمادى الأولى سنة 922، ووقع فيها النهب والمصادرة الشديدة، وكان ذلك نذير شؤم لما سيسير عليه الأمير حسين من ظلم وغشم وتنكيل، وترك حسين نائباً له في زبيد اسمه برسباي، وتوجه في سفنه للاستيلاء على ثغر عدن، ولكنه لم يتمكن من ذلك لمقاومة الطاهريين، فاستولى على ما وجد حولها من السفن، ثم عاد إلى جدة، ليصب العذاب على أهلها بالمصادرة والشنق والتوسيط.



وفي 25 رجب سنة 922 وقعت معركة مرج دابق بين المماليك بقيادة السلطان قانصوه الغوري وبين العثمانيين بقيادة السلطان سليم الأول، وانتهت بهزيمة المماليك ومقتل الغوري، وفي 21 ربيع الأول سنة 923 دخل السلطان سليم القاهرة وقتل السلطان المملوكي طومان باي، وانتهت بذلك دولة المماليك، وصارت مصر تابعة للدولة العثمانية.



أما اللوند في اليمن فكانوا في أثناء ذلك يعيثون فيها فساداً؛ لم يتركوا فيها أميراً إلا وحاربوه، ولا بلداً إلا استنزفوه، وقتلوا الأبرياء وهتكوا الحُرم ونهبوا الأموال، واستطاع برسباي قتل السلطان عامر بن عبد الوهاب في 23 ربيع الآخر سنة 923 وانقرضت بموته الدولة الطاهرية، وحزن عليه الناس لصلاحه وتقواه، ورثاه عالم اليمن وجيه الدين عبد الرحمن بن الدَيْبَع، فقال:



أخلاي ضاع الدين من بعد عامر ... وبعد أخيه؛ أعدلِ الناس في الناسِ



فمُذ فُقِدا والله والله إننا ... من الأمن والسلوان في غاية الياس



ولما صارت مصر ولاية عثمانية، كان من جملة الأمور التي قررها السلطان سليم متابعة الحملة المصرية إلى اليمن، فأرسل رسولاً إلى اللوند، فأعلنوا له الطاعة وأقاموا باسمه الخطبة، وتوفي السلطان سليم وخلفه في 16 شوال سنة 926 ابنه السلطان سليمان، المعروف بالقانوني، والمولود في 1 شعبان سنة 900، وبقي التخبط والشقاق والعصبية في صفوف اللوند، فقام أحدهم ويدعى كمال الرومي، وكان إنكشارياً، بقتل رئيس اللوند في سنة 927، ثم ما لبث اللوند أن قتلوا كمالاً في سنة 928 وأقاموا عليهم رجلاً يدعى علي بابا الطويل، وبعد سنة قامت جماعة من الأتراك فقتلت علي الطويل، وأمّرت أميراً يدعى إسكندر، ولكن الفوضى والطغيان دبتا في صفوفهم فأصبحوا يقيمون أميراً ويقتلون آخر، ويسفكون الدماء وينهبون الأموال، لا رقيب ولا حسيب، وعاد البرتغاليون فاستولوا على مرسى قمران واتخذوه قاعدة لهم يغيرون منها على السواحل والسفن.



وقيض الله لليمن قبطاناً اسمه سلمان الريس كان فيها من قبل مع الحملة الأولى، فلما سمع بالفوضى التي عمت اليمن وعدوان البرتغاليين على سواحلها، تسحب إلى جدة، وحسَّن لنائبها الأمير حسين الرومي بالعودة لليمن والاستيلاء عليها، ولا سيما وأن سفن الحملة السابقة وعدتها العسكرية كانت في مرفئ جدة، ففعل ذلك وطهر سواحل اليمن من البرتغاليين، وأرسل إلى الأمير إسكندر يطلب منه الطاعة، فوافقه بالخفية من جماعته، وجرت معارك ومناوشات انتهت بسيطرة الأمير حسين على البلاد في منتصف سنة 930، وكان رجلاً صالحاً يحب العلماء ويعطف على الضعفاء فأحبه أهل اليمن وركنوا إليه، وجاءه من والي مصر تقليد سلطاني بولايته فازداد به مكانة وقوة، أما سلمان الريس فخاف على نفسه من الأمير حسين ورجع إلى مصر طامعاً في أن يكيد له ويحل محله في اليمن.



وتوفي الأمير حسين في سنة 932، وكان في مرضه قد أقام محله الأمير مصطفى الرومي، وفي تلك الأثناء كانت مساعي سلمان الريس قد أفلحت فأرسله الوزير الأعظم إبراهيم باشا من مصر مع أمير يدعى خير الدين في سفن وعسكر تعداده 4.000 جندي من اللوند، فأرسوا في جدة في رمضان سنة 932 وأساءوا السيرة وعاثوا فيها وفي مكة فساداً إلى الحج، ثم أبحروا إلى اليمن، حيث علم سلمان بوفاة الأمير حسين، فاتجه إلى مصطفى الرومي في زبيد، وتحاربا فكانت الدائرة على مصطفى واستولى سلمان على زبيد ثم تعز وغيرها من المدن ونهبوها واستذلوا أهلها، ثم قتل مصطفى في آخر سنة 933 وأعتقد الريس سلمان أنه صار ملك اليمن لا منازع له فيه.



ولم يكن ظنه في محله، فلم يكن الأمير خير الدين ليرضى أن يكون قبطان في البحر ملكاً عليه وعلى اليمن، فدبر اغتياله في أواخر سنة 934، فقام بالأمر بعد سلمان ولد أخته مصطفى بك بن بيرام، وكان شجاعاً ذا معرفة بالحروب والحصار، واستطاع الانتصار على خير الدين وقتله، ولكن مصطفى بك ما لبث أن ترك اليمن ومكائدها وفتن اللوند، وسافر إلى سلطان كجرات في الهند في سنة 936 والتحق بخدمته.



وقام بأمر اليمن من تلقاء نفسه أمير تركي اسمه إسكندر واشتهر باسم إسكندر موز، وجعل حوله وزراء من أهل العقل والتدبير من الأتراك، وكان وافر العقل حسن التدبير جزيل الإحسان، يحب المشايخ والعلماء، ويمنع الظلم ويحسن إلى الضعفاء والمساكين، فأحبه أهل اليمن، واستكثر إسكندر من العبيد السود في جيشه ليضبط بهم اللوند، وجاءه من السلطان سليمان تقليد باليمن، وكان شديد الاحترام للسلطان ومقامه في الظاهر والباطن.



وتوفي إسكندر موز في سنة 943 وخلف ولداً صغيراً، فقام بالأمور وزيره أحمد تحت اسم كافل المملكة اليمنية، ولكن الوزير كان جائراً على الرعية غير محمود السيرة فيهم، فأتاح ذلك الفرصة للإمام الزيدي المتوكل على الله شرف الدين يحيى أن يتحرك بعد خمود، فاستولى أول الأمر على المناطق الجبلية، وأظهر شعار الزيدية، غير أنه لم يتعرض لأهل السنة، وكان يكرم علماءهم غاية الإكرام، ويرى أن الزيدية هي المذهب الخامس من مذاهب الإسلام، قال قطب الدين النهروالي، محمد بن أحمد، المولود سنة 917 والمتوفى سنة 990، في كتابه البرق اليماني في الفتح العثماني: ورأيت بخطه ما نصه: ورضي الله عن الإمام أبي حنيفة ومالك ومحمد بن إدريس الشافعي، وأحمد بن حنبل، ولا جزى الله تعالى خيراً من أوقع بين سفهائنا وأتباعهم من الجهلة المتعصبين.



ورغم أنه كان يشن حرباً واسعة النطاق في أوروبا، اهتم السلطان العثماني الجديد؛ سليمان القانوني، بالتصدي لتوسع البرتغال في بحر العرب وخليج فارس وسواحل الهند، وأمر واليه على مصر سليمان باشا الخادم، كما ورد في الرسالة، بتجهيز حملة بحرية لمحاربة البرتغاليين في سواحل الهند وفتح عدن وبلاد اليمن.



وأعد سليمان باشا عِمارة بحرية مؤلفة من 70 سفينة سلحها بالمدافع الضخمة، وانطلقت في أول سنة 945 وعلى متنها عشرون ألف جندي، فلما وصل سليمان باشا بجيوشه إلى ميناء عدن وأرسى بسفنه فيها، وكان صاحبها يومئذ السلطان عامر بن داود بقية آل طاهر ملوك اليمن، لم يبق في يده من ملكهم إلا عدن، فخرج إلى سليمان باشا بالضيافة والإكرام، فهو الذي طلبه ورجا مساعدته، ولكن الإمام شرف الدين وولده المطهر كانا قد أرسلا إلى عدن رسالة سرية لسليمان باشا زعما فيها أن السلطان عامر يتعاون مع الإفرنج ويريد أن يدخلهم إلى عدن، فأغرياه بقتله والتخلص منه، فلما التقى به صلبه على صاري المركب وقتل جماعته، ثم جعل على عدن أميراً تركياً اسمه بهرام وسار منها لمتابعة مهمته.



وسار سليمان باشا إلى مسقط وحاصر البرتغاليين في جزيرة هرمز عند مدخل خليج فارس، ثم قصد سواحل كُجُرات في الهند في غرب شمال الهند، وفتح بعض الحصون التي أقامها البرتغاليون هناك قبل بضعة سنوات، ولكنه أخفق في الاستيلاء على ميناء ديو بعد أن حاصره مدة، فقد بدا للهنود جانب من طبعه الغادر وسفكه الدماء، فتوجس خيفة منه ملك كجرات، وخفف من تعاونه معه وإمداده، وما لبث سليمان باشا أن قفل راجعا بعد أن راجت الأخبار عن قدوم أسطول برتغالي كبير.



و بعد مقتل السلطان عامر استطاع الإمام شرف الدين وولده المطهر الاستيلاء على أغلب اليمن دون منازع، ولما عاد سليمان باشا من الهند سار من السواحل إلى داخل اليمن، واستولى على تعز وزَبيد، ولما رأى الفوضى والاضطراب الذي سببه اللوند، طلب الاجتماع بزعماءهم ثم قتلهم جميعاً، واستناب في اليمن أميراً من أمرائه اسمه مصطفى باشا عزت، وعاد إلى استانبول، بعد أن اتفق مع الإمام شرف الدين على أن يدين بالولاء للسلطنة العثمانية، وهو ولاءٌ محوره الخطبة للسلطان في صلاة الجمعة، والقبول بولاة يرسلهم السلطان لا تتعدى سلطتهم حدود البلد التي يقيموا فيها، ولم يكن للدولة العثمانية كبير أرب في اليمن لفقره وقلة موارده، وصعوبة السيطرة عليه لصعوبة أراضيه واستقلال أهله، وكان اهتمامها منصباً على موانئ اليمن على البحر الأحمر وبحر العرب، خشية أن يستولي علها البرتغاليون كما استولوا على عدد من الثغور في غربي الهند.



وأرسل السلطان سليمان والياً اسمه أويس باشا ليكون بمثابة نائب السلطان في اليمن، واكتفى في البداية بالسيطرة على زبيد حتى واتته الفرصة في اختلاف شجر بين الإمام وبين ابنه المطهر حول ولاية العهد، فبسط سلطانه على اليمن كله.



فقد كان المطهر أعرجاً، وهو ما يتنافى مع متطلبات الإمامة في المذهب الزيدي، والتي تقضي أن يكون الإمام خالياً من العيوب البدنية، ولذا تجاوز الوالد ابنه الأكبر إلى ابنه عليٍّ شمس الدين، وأدى ذلك إلى أن نابذ المطهر والده بالعداء، وراسل الوالي أويس وأطمعه في أخذ الجبال، ووعده بالمساعدة والتأييد، فلم يتردد أويس وسار بجنوده من زبيد إلى تعز ففتحها في آخر سنة 952 ثم سار منها إلى صنعاء، واستولى على عديد من حصون الطائفة الزيدية، ولكن بعض قادة اللوند تآمروا عليه واغتالوه في ربيع الآخر سنة 954.



وقام أحد قادة الجيش ويدعى أُزدمير الشركسي فضبط أموره ومنعه من التفرق، وتعقب الجناة، واستغل هذه الفوضى أمير تركي فاستولى على زبيد، واستغلها أمير بدوي فاستولى على عدن، ولم تفت في عضد أزدمير هذه الانتكاسات، وعالجها برباطة جأش حتى قضى عليها في الوقت الذي يناسبه، وتابع حصاره لصنعاء حتى استولى عليها في آخر سنة 954، وهرب منها الإمام شرف الدين إلى حصن كوكبان، وأرسل أزدمير تقريراً بما جرى إلى السلطان في الآستانة.



وكان السلطان قد عين والياً جديداً على اليمن هو فرهاد باشا، فجاء إلى اليمن، ولم يلق من أزدمير سوى الطاعة والتعاون، وإن كان أزدمير قد سعى لدى الباب العالي لتولى اليمن، ونجحت مساعيه، وأصبح في 18 جمادى الأولى سنة 956 والياً على اليمن بمرتبة نائب السلطان.



وكان أزدمير باشا عارفاً باليمن وقبائله وعشائره، وعرفوه هم كذلك، فسار فيهم سيرة حسنة، مع تحركه الدائب في غارات تأديبية هنا وهناك، وكانت سياسته تقوم على تأليف الناس والصدق معهم، فأقبلوا عليه، وأخلصوا له، فقرر أن الوقت قد حان للقضاء على الدولة الزيدية، وشعر بذلك المطهر وأخذ حذره وتحصن بقلعة ثُلا، فأرسل أزدمير إلى الدولة العثمانية يطلب إمداده بالعساكر والسلاح لبسط سلطان الدولة على اليمن بكامله.



وأمر السلطان واليه على مصر داود باشا فأرسل جيشاً يقوده مصطفى النشار، الذي سمي بذلك لكونه كان ينشر بالمنشار من يريد قتلهم، فجاء ومعه رسالة السلطان سليمان التي ابتدأنا بها، ولكنه لم يظهرها لأزدمير لغاية في نفسه، وباشرا معاً حصار ثُلا ، وضيقا الخناق على المطهر حتى كاد الحصن أن يستسلم، وظن أزدمير أن حانت ساعة الانتصار، وهنا ظهر التنافس بين الأميرين، وأرسل مصطفى النشار إلى المطهر يعرض عليه الأمان إن هو قبل بطاعة السلطان، وأظهر الخطاب السلطاني وأرسله مع رسول إلى المطهر الذي تلقفه كما رأينا وبسط عذره أمام السلطان دون أن يتردد في الغض من أفعال أمراء الأتراك السابقين، وبين عشية وضحاها تحول المطهر من محاصر عاص إلى أمير مشرف، فكانت له حياة بعد ممات، وإمارة بعد شتات.



ولعلك تساءلت عن السبب في أن السلطان سليمان قد أرسل خطابه موجهاً للمطهر دون والده، والجواب أن المطهر كان هو الحاكم الفعلي لليمن مع بقاء والده في منصب الإمامة حتى وفاته في حصن الظفير سنة 965، فقد انتهى نزاعه مع والده بأن تنازل الأب عن سلطاته لابنه المطهر، وضرب اسمه على السكة، وبعد إعلان المطهر في خطابه السابق ولاءه للسلطان، رحل الجيش العثماني عن ثُلا، وترك العثمانيون للمطهر صعدة وكوكبان وأعمالها، فبقي فيها حتى وفاته سنة 980.



وبقي مصطفى باشا النشار في اليمن إلى أواخر سنة 959 وعاد إلى مصر، واستمر أزدمير باشا والياً على اليمن، وسار فيها سيرة حسنة وكان متقشفاً متواضعاً، ولما بلغه أن مصطفى النشار يسعى في ولاية اليمن، بادر في طلب العزل والاستعفاء، فأعفاه السلطان وترك اليمن في سنة 963، والتقى بالسلطان سليمان وعرض عليه أن يفتح بلاد الحبشة، فأمر له بعسكر من مصر توجه إلى سواكن ففتح بعضاً من بلاد الحبشة التي أصبحت من الولايات التي يمنح واليها رتبة نائب السلطان، وبقي فيها حتى وفاته سنة 976.



صفحة من تاريخ اليمن السعيد نسأل الله أن يوفق قلوب أهله فيشملهم الأمن والاستقرار.


[/align]
المشاهدات 730 | التعليقات 0