صِفة صَلَاةَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

محمد البدر
1440/03/21 - 2018/11/29 14:38PM
الْخُطْبَةِ الأُولَى:
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى :﴿ إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا ﴾ وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي » مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. يستحب للمسلم أن يأتي إلى الصلاة بسكينة ووقار ،فإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَلْيَقُلِ: « اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ »رَوَاهُ مُسْلِمٌ ثم يتوجه المصلي إلى القبلة وهي الكعبة أينما كان بجميع بدنه ، قاصدا بقلبه فعل الصلاة التي يريدها من فريضة أو نافلة ، ولا ينطق بلسانه بالنية ؛ولا يجهر بها لفعل النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،و أصحَابَه رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ويُسن أن يجعل له سترة يُصلِي إِليها إن كان إِماما أو منفردا ؛ لأمر النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  بذلك ثم يكبر تكبيرة الإحرام قائلا :(اللهُ أكْبَرُ) رافعاً يديه حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ أو إلى حِيَالَ أُذُنَيْهِ ولا يلامس الأذنين ثم يَضَع يَده الْيُمْنَى عَلَى يَده الْيُسْرَى عَلَى صَدْره ويقول مستفتحاً: (اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الدَّنَسِ اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. أو(سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكَ اسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ وَلَا إِلَهَ غَيْرَكَ) رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ ثم يقول:(أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ مِنْ هَمْزِهِ وَنَفْخِهِ وَنَفْثِهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ويقرأ سورة الفاتحة ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :« لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ويجهر بقوله(آمِينَ) قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا أَمَّنَ الْإِمَامُ فَأَمِّنُوا فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلَائِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ. ثم يقرأ ما تيسر من القرآن .ثم يركع مكبراً رافعاً يديه حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ أو أُذُنَيْهِ ، جاعلا رأسه حيال ظهره ، واضعا يديه على ركبتيه ، مفرقا أصابعه ، ويطمئن في ركوعه ويقول : (سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ) و يكررها ثلاثا أو أكثر، ويستحب أن يقول مع ذلك :(سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي) رَوَاهُ مُسْلِمٌ. ثم يرفع رأسه من الركوع قائلا : (سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ) إن كان إماما أو منفرداً ، رافعا يديه إلى حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ أو أُذُنَيْهِ ويقول حال قيامه :(رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ) أو(اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءُ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءُ الْأَرْضِ وَمِلْءُ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.أو يزيد: (أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ. ثم يسجد على أعضائه السبعة ، الجبهة مع الأنف ، واليدين ، والركبتين ، وبطون أصابع الرجلين مكبراً ومستقبلا بأصابع رجليه ويديه القبلة ،ضامًّا أصابع يديه ويقول (سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَى) ويكرر ذلك ثلاثا أو أكثر . ويستحب أن يقول مع ذلك (سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي)رَوَاهُ مُسْلِمٌ،ويكثر من الدعاء ؛قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
 ويسأل ربه له ولغيره من المسلمين من خير الدنيا والآخرة ، سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا ، ويجافي بين جنبيه ، وبطنه عن فخذيه ، وفخذيه عن ساقيه ، ويرفع ذراعيه عن الأرض ؛ لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  : « اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ وَلَا يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ» مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ثم يرفع رأسه مكبرا ، ويفرش قدمه اليسرى ويجلس عليها ، وينصب رجله اليمنى ، ويضع يديه على فخذيه وركبتيه ، ويقول : (رَبِّ اغْفِرْ لِي ، رَبِّ اغْفِرْ لِي) أو  « اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. ويطمئن في جلوسه ثم يسجد للثانية مكبرا ، ويفعل فيها كما فعل في السجدة الأولى ثم يرفع رأسه مكبرا ، ويجلس جلسة خفيفة مثل جلوسه بين السجدتين ، وتسمى جلسة الاستراحة ، وهي مستحبة عند بعض العلماء . وإن تركها فلا حرج ، وليس فيها ذكر ولا دعاء ويفعل ذلك في الركعات المتبقية كما فعل في الركعة الأولى.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا..
الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ:
عِبَادَ اللَّهِ: ثم يجلس للتشهد الأول قابضا أصابعه كلها إلا السبابة فيشير بها إلى التوحيد ، وإن قبض الخنصر والبنصر من يده وحلق إبهامها مع الوسطى وأشار بالسبابة فحسن لثبوت الصفتين عن النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويضع يديه على فخذيه وركبتيه ويقول(التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ - فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ - أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ثم يقول (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. ثم يقف قائلاً:(اللهُ أكْبَرُ) رافعاً يديه حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ ، أو إلى حِيَالَ أُذُنَيْهِ ولا يلامس الأذنين ثم يَضَع يَده الْيُمْنَى عَلَى يَده الْيُسْرَى عَلَى صَدْره ويكمل الركعة الثالثة والرابعة ويفعل مثل ما فعل في الركعة الأولى.
عِبَادَ اللَّهِ: ثم يجلس في الركعة الأخيرة سواءً كان الصلاة ثنائية أو رباعية فيَقُولُ الدعاء السابق ويضيف عليه: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ ، وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ ، وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ رَوَاهُ مُسْلِمٌ. ثم يدعو بما شاء من خير الدنيا والآخرة ، وإذا دعا لوالديه أو غيرهما من المسلمين فلا بأس ، سواء كانت الصلاة فريضة ، أو نافلة ، ثم يسلم عن يمينه وشماله ، قائلا : (السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ... السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ) .الا وصلو ا....
المشاهدات 1280 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا