صِفَةُ حَجِّ الإِفْرَادِ وَالتَّكْبِيْرِ وَفَضْلُ صَومِ يَوْمِ عَرَفَةَ

عبدالعزيز محمد الخرمي
1435/12/01 - 2014/09/25 20:50PM
[FONT="]صِفَةُ حَجِّ الإِفْرَادِ وَالتَّكْبِيْرِ وَفَضْلُ صَومِ يَوْمِ عَرَفَةَ [/FONT]

[FONT="]2-12-1435هـ [/FONT]

[FONT="]الخُطْبَةُ الأُوْلَى[/FONT]
[FONT="]الحَمْدُ للهِ العَظِيْمِ القَهَّارِ، القَوِيِّ القَدِيْرِ الجَبَّارِ، فَرَضَ الفَرَائِضَ وَحَدَّ الحُدُودَ وَأَمَرَ بِتَعْظِيْمِ شَعَائِرِهِ وَجَعَلَ ذَلِكَ مِنْ تَقْوى القُلُوبِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ المُطَّلِعُ عَلَى الظَّوَاهِرِ وَالبَوَاطِنِ وَهُوَ عَلَّامُ الغُيُوبِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ المُصْطَفَى وَخَلِيْلُهُ المُجْتَبَى، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا.[/FONT]
[FONT="]أَمَّا بَعْدُ، فَأُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، فَاتَّقُوا اللهَ كَمَا أَمَرَكُمْ رَبَّكُمْ فَقَالَ: ( يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّوَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) .[/FONT]
[FONT="]عِبَادَ اللهِ .. وَدَخَلَتِ العَشْرُ أَفْضَلُ أَيَّامِ الشَّهْرِ بَلْ أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا وَهَانَحْنُ فِي يَوْمِهَا الثَّانِي. وَلا شَكَّ أَنَّ هَذِهِ العَشْرَ تَحْتَوِي عَلَى عِبَادَاتٍ عَظِيْمَةٍ مِنْ تَكْبِيْرٍ وَتَهْلِيْلٍ وَصِيَامٍ وَحَجٍّ وَصَلاةِ عَيْدٍ وَأُضْحِيَةٍ وَغَيْرِهَا مِنَ العِبَادَاتِ وَسَأُرَكِّزُ فِي الحَدِيْثِ بِشَكْلٍ مُخْتَصَرٍ مُبَسَّطٍ عَلَى صِفَةِ الحَجِّ وَالتَّكْبِيْرِ وَفَضْلِ صَوْمِ يَومِ عَرَفَةَ. [/FONT]
[FONT="]أَمَّا أْحْكَامُ العِيْدِ وَالأُضْحِيَةِ. فَلَعَلَّهَا بِمَشِيْئَةِ اللهِ فِي خُطْبَةٍ قَادِمَةٌ ..[/FONT]
[FONT="]أَمَّا صِفَةُ الحَجِّ فَاعْلَمُوا يَا عِبَادَ اللهِ أَنَّ لِلْحَجِّ ثَلاثَةُ أَنْسَاكٍ: تَمَتُّعٍ، وَقِرَآنٍ، وَإِفْرَادٍ، وَأَفْضَلُهَا التَّمَتُّعُ لِمَنْ كَانَ بَعِيْدًا عَنِ الحَرَمِ. أَمَّا القَرِيْبُ مِنَ الحَرَمِ كَأَهْلِ جُدَّةَ، فَأَفْضَلُ الأَنْسَاكِ لَهُمُ الإِفْرَادُ ؛ لِذَا سَأَشْرَعُ فِي صِفَةِ هَذَا النَّوْعِ مِنَ الحَجِّ ..[/FONT]
[FONT="]عِبَادَ اللهِ ، فِي اليَوْمِ الثَّامِنِ مِنْ ذِي الحِجَّةِ، يَغْتَسِلُ الحَاجُّ وَيَتَنَظَّفُ وَيَلْبَسُ إِحْرَامَهُ، ثُمَّ يَعْقِدُ النِّيَةَ وَيُسْتَحَبُّ بَعْدَ صَلَاةِ فَرِيْضَةٍ أَوْ نَافِلَةٍ قَائِلاً: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ حَجًا، وَلَهُ أَنْ يَشِتَرِطَ إِنْ خَافَ أَنْ يَحْبِسَهُ حَابِسٌ قَائِلًا: وَإِنْ حَبَسَنِي حَابِسٌ فَمَحَلَّيِ حَيْثُ حَبَسْتَنِي، ثُمَّ يَتَّجِهُ إِلَى مَكَّةَ مُلًبِّيَاً ذَاكِرَاً خَاشِعاً، ثٌمَّ يَطُوفُ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ طَوَافَ القُدُومِ، وَهُوَ سُنَّةُ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَسْعَى بَيْنَ الصَّفَا وَالمَرْوَةِ سَبْعَةَ أَشْوَاطٍ، وَلا يُقَصِّرُ مِنْ شَعَرِهِ بَلْ يَبْقَى عَلَى إِحْرَامِهِ، وَيَكْفِيْهِ هَذَا السَّعْيُ؛ لِأَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ إِلَّا سَعْيٌ وَاحِدٌ فَقَطْ، وَإِنْ أَخَّرَهُ إِلَى بَعْدِ طَوَافِ الإِفَاضَةِ فَلَهُ ذَلِكَ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَّجِهُ إِلَى مِنَى، وَيُصَلِّي بِهَا الظُّهْرَ وَالعَصْرَ وَالمَغْرِبَ وَالعِشَاءَ وَالفَجْرَ، يَقْصُرُ الرُّبَاعِيَّةَ مِنْ غَيْرِ جَمْعٍ؛ لِأَنَّ نَبِيُّكُم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْصُرُ بِمِنَى وَفِي مَكَّةَ وَلا يَجْمَعُ.[/FONT]
[FONT="]فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَهُوَ اليَوْمُ التَّاسِعُ، سَارَ مُلَبِّيًا خَاشِعًا للهِ إِلَى عَرَفَةَ، يَجْمَعُ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالعَصْرِ جَمْعَ تَقْدِيْمٍ - أَيْ فِي وَقْتِ الظُّهْرِ - وَيَقْصُرْهُمَا عَلَى رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَتَفَرَّغُ بِعْدَ الصَّلاةِ لِلْدُّعَاءِ وَالابْتِهَالِ إِلَى اللهِ ،وَلْيَحْرِصْ أَنْ يَكُونَ عَلَى طَهَارَةٍ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةَ أَثْنَاءَ الدُّعَاءِ، وَلَوْ كَانَ الجَبَلُ خَلْفَهُ؛ لِأَنَّ المَشْرُوعَ اسْتِقْبَالُ القِبْلَةِ وَلَيْسَ الجَبَلُ، مَعَ التَّأَكُّدِ أَنَّهُ يَقِفُ فِي عَرَفَةَ وَلَيْسَ دُوْنَهَا؛ لِأَنَّ مَنْ لَمْ يَقِفُ بِعَرَفَةَ فَلا حَجَّ لَهُ لِقَوْلِ النَّبِيِّ[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] : " الحَجُّ عَرَفَةَ " وَكُلُّ عَرَفَةَ مَوْقِفٌ إِلا بَطْنَ الوَادِي وَادِي عُرَنَةَ لِقَولِ النَّبِيِّ[/FONT][FONT="]صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[/FONT][FONT="]: " وَقَفْتُ هَاهُنَا ، وَعَرَفَةُ كُلُّهَا مَوْقِفٌ " فَإِذَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَتَحَقَّقَ غُرُوبُهَا دَفَعَ إِلَى مُزْدَلِفَةَ مُلَبِّيًا خَاشِعًا .[/FONT]
[FONT="]فَإِذَا وَصَلَ إِلَى مُزْدَلِفَةَ صَلَّى بِهَا المَغْرِبَ وَالعِشَاءَ جَمْعَ تَأْخِيْرٍ - أَيْ فِي وَقْتِ العِشَاءِ - ثُمَّ يَبِيْتُ بِهَا إِلَى الفَجْرِ، وَلَمْ يُرَخِّصِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَحَدٍ فِي الدَّفْعِ مِنْ مُزْدَلِفَةَ قَبْلَ الفَجْرِ إِلا لِلْضَّعَفَةِ، رَخَّصَ لَهُمْ أَنْ يَدْفَعُوا فِي آخِرِ اللَّيْلِ، فَإِذَا صَلَّى الفَجْرَ وَأَسْفَرَ جِدًّا سَارَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ إِلَى مِنَى، ثُمَّ يَلْتَقِطُ سَبْعَ حَصَيَاتٍ وَيَذْهَبُ إِلَى جَمْرَةِ العَقَبَةِ، وَيَرْمِيْهَا بِعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ بِسَبْعٍ، يُكَبِّرُ اللهَ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ خَاضِعًا لَهُ مُعَظِّمًا .[/FONT]
[FONT="]فَإِذَا فَرَغَ مِنْ رَمْيِ الجَمْرَةِ حَلَقَ رَأْسَهُ، وَيَجِبُ حَلْقُ جَمِيْعِ الرَّأْسِ وَلا يَجُوزُ حَلْقُ بَعْضِهِ دُونَ بَعْضٍ، وَالمَرْأَةُ تُقَصِّرُ مِنْ أَطْرَافِ رَأْسِهَا بِقَدْرِ أَنْمُلَةٍ - أَيْ بِقَدْرِ طَرَفِ الأُصْبُعِ - [/FONT]
[FONT="]وَبِهَذَا تَحَلَّلَ الحَاجُّ التَّحَلُّلَ الأَوَّلَ، فَلَهُ أَنْ يَلْبَسَ وَأَنْ يُقَلِّمَ أَظْفَارَهُ وَأَنْ يَتَطَيَّبَ، وَحَلَّ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ إِلَّا النِّسَاءِ، ثُمَّ يَنْزِلُ إِنْ تَيَسَّرَ لَهُ قَبْلَ صَلاةِ الظُّهْرِ إِلَى مَكَّةَ، لِيَطُوفَ لِلحَجِّ وَهَذَا يُسَمَّى طَوَافُ الإِفَاضَةِ أَوِ الزِّيَارَةِ، وَيَسْعَى إِذَا لَمْ يَسْع عِنْدَ قُدُومِهِ، فَإِنْ كَانَ سَعَى مِنْ قَبْلُ فَيَكْفِيْهِ سَعْيَهُ الأَوُّلُ. وَبِطَوَافِهِ هَذَا قَدْ تَحَلَّلَ التَّحَلُّلَ الثَّانِي، فَيَجُوزُ لَهُ كُلَّ شَيْءٍ حَرُمَ عَلَيْهِ حَتَّى النِّسَاءُ، ثُمَّ يَرْجِعُ إِلَى مِنَى وَيَبِيْتُ بِهَا لَيْلَةَ الحَادِي عَشَرَ، فَإِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ وَهُوَ الأَفْضَلُ بَلِ الصَّحِيْحُ، رَمَى الجَمَرَاتُ الثَّلَاثُ مُبْتَدِئًا بِالأُوْلَى ثُمَّ الوسْطَى ثُمَّ العَقَبَةُ، كُلَّ وَاحِدَةٍ بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَمَنْ كَانَ لا يَسْتَطِيْعُ الرَّمْيَ بِنَفْسِهِ لِصِغَرٍ أَوْ كِبَرٍ أَوْ مَرَضٍ، فَلَهُ أَنْ يُوَكِّلَ مَنْ يَرْمِي عَنْهُ، وَلا بَأْسَ أَنْ يَرْمِيَ الوَكَيْلُ عَنْ نَفْسِهِ وَعَمَّنْ وَكَّلَهُ فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ، لَكِنْ يَبْدَأُ بِالرَّمِي لِنَفْسِهِ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَنْ مُوَكِّلِهِ، وَفِي اليَومِ الثَّانِي عَشَرَ يَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ مِنْ مَبِيْتٍ وَرَمْيٍ لِلْجِمَارِ، فَإِذَا رَمَى اليَومَ الثَّانِي عَشَرَ فَقَدٍ انْتَهَى الحَجُّ، وَهُوَ بِالخِيَارِ إِنْ شَاءَ تَعَجَّلَ وَنَزَلَ وَإِنْ شَاءَ بَاتَ لَيْلَةَ الثَّالِثَ عَشَرَ، ثُمَّ بَعْدَ رَمْي الجَمَرَاتِ الثَّلاثِ يَتَّجِهُ إِلَى مَكَّةَ وَيَطُوفُ طَوَافَ الوَدَاعِ، وَالحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ لَا وَدَاعَ عَلَيْهِمَا. [/FONT]
[FONT="]هَذِهِ هِي صِفَةُ حَجِّ الإِفْرَادِ، حَيْثُ الْتَزَمْتُ أَنْ أُبَيِّنَ صَفَةَ هَذَا النَّوْعِ مِنَ الحَجِّ؛ لِأَنَّهُ هُوَ الأَفْضَلُ لِأَهْلِ جُدَّةَ؛كَمَا أَفْتَى بِذَلِكَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ، وَذَلِكَ لِأَنَّهُم مِمَّا لَا شَكَّ فِيْهِ قَدْ أَتَوا بِعُمْرَةٍ مِنْ قَبْلُ، فَلَا حَاجَةَ أَنْ يُقْرِنُوا أَوْ يَتَمَتَّعُوا بِعُمْرَةٍ مَعَ الحَجِّ .[/FONT]
[FONT="]أَسْأَلُ اللهَ لِي وَلَكُم عِلْمًا نَافِعًا، وَعَمَلاً خَالِصًا، وَسَلَامَةً دَائِمَةً، أَقُوْلُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُم وَلِسَائِرِ المُسْلِمِيْنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ.[/FONT]



[FONT="]الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ[/FONT]
[FONT="]الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ تَعْظِيْماً لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْن.[/FONT]
[FONT="]أَمَّا بَعْدُ، فَالوَصِيَّةُ لِي وَلَكُمْ بِتَقْوَى اللهِ، فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون.[/FONT]
[FONT="]عِبَادَ اللهِ ، وَمِمَّا شُرِعَ فِي هَذِهِ الأَيَّام، الإِكْثَارُ مِنْ ذِكْرِ اللهِ، لا سِيَمَا التَّكْبِيْرُ. [/FONT]
[FONT="]وَالتَّكْبِيْرُ فِيْهَا عَلَى قِسْمَيْنِ : مُقَيَّدٌ وَمُطْلَقٌ ، فَأَمَّا المُطْلَقُ فَيَكُونُ فِي كُلِّ وَقْتٍ، وَلَيْسَ مُقَيَّدٌ بِوَقْتٍ أَوْ شَيْءٍ مُعَيَّنٍ، وَيَبْدَأُ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ العَشْرِ إِلَى غُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيْقِ الثَّلَاثَةِ وَهُوَ اليَّومُ الثَّالِثُ عَشَر . وَأَمَّا المُقَيَّدُ فَمُقَيَّدٌ بِأَدْبَارِ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، وَيَبْدَأُ مِنْ فَجْرِ يَوْمِ عَرَفَةَ لِغَيْرِ الحَاجِّ - أَيْ مِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الفَجْرِ مِنَ اليَوْمِ التَّاسِعِ - وَيَمْتَدُّ إِلَى بَعْدِ صَلَاةِ العَصْرِ مِنَ اليَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيْقِ. أَمَّا الحَاجُّ فَيَبْدَأُ مِنْ ظُهْرِ يَومِ النَّحْرِ .[/FONT]
[FONT="]وَمِنَ العِبَادَاتِ فِي هَذِهِ العَشْرِ، صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَهُوَ اليَومُ التَّاسِعُ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ، وَصِيَامُهُ يُكَفِّرُ سَنَتَيْنِ، سَنَةً قَبْلَهُ وَأُخْرَى بَعْدَهُ، بِذَلِكَ أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ أَحتَسِبُ على اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التي قَبلَهُ وَالسَّنَةَ التي بَعدَهُ " .[/FONT]
[FONT="]فَاحْرِصُوا عِبَادَ اللهِ عَلَى صِيَامِ هَذَا اليَومِ العَظِيْمِ وَاغْتِنَامِ فَضْلِهِ .[/FONT]
[FONT="] هَذَا وَصَلُّوْا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ عَلَىَ مَنْ أُمِرْتُمْ بِالْصَّلاةِ عَلَيْهِ حَيْثُ يَقُوْلُ الْلَّهُ تَعَالَىْ: " إِنَّ ٱلَلَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىَ ٱلَنَّبِىِّ يُٰأَيُّهَا ٱلَّذِيَنَ ءَامَنُوا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْما " وَيَقُوْلُ عَلَيْهِ الْصَّلاةُ وَالْسَّلامُ مَنْ صَلَّىَ عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَا " . الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَىَ عَبْدِكَ وَرَسُوْلِكَ مُحَمَّدٍ، وَعَلَىَ آَلِهِ الطَّيِّبِيْنَ، وَخُلَفَائِهِ الأَرْبَعَةِ الرَّاشِدِيْنَ، وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِيْنَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَىَ يَوْمِ الْدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الْرَّاحِمِيْنَ .[/FONT]
[FONT="]الْلَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيِنَ وَأَذِلَّ الْشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ المِلَّةِ وَالْدِّيْنِ. اللهمَّ اشْفِ مَرْضَانَا وَمَرْضَى المُسْلِمِيْنَ ، وَارْحَمْ مَوْتَانَا وَمَوْتَى المُسْلِمِيْنَ . اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً وَقَلْباً خَاشِعاً وَلِسَاناً ذَاكِراً. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْألُكَ البِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى . اللَّهُمَّ انْصُرِ المُسْلِمِيْنَ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَاقَوِيُّ يَاعَزِيْزُ. وَاحْفَظْ بِلَادَنَا مِنْ دَنَسِ المُفْسِدِيْنَ وَأَعْمَالِ المُخَرِّبِيْنَ وَاجْعَلْنَا آمِنِيْنَ مُطْمَئِنِّيْنَ . [/FONT]
[FONT="]الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الْشَّرِيِفَيْنِ وَأَلْبِسْهُ لِبَاسَ الصِّحَةِ وَالعَافِيَةِ، وَأَطِلْ فِي عُمْرِهِ ، وَبَارِكْ لَهُ فِي عَمَلِهِ ، وَكَذَلِكَ نَائِبَيْهِ وَإِخْوَانِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَفِّقْهُمْ جَمِيْعاً لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَىَ وَخُذْ بِنَواصِيْهِمْ لِلْبَرِّ وَالْتَّقْوَىْ ، وَارْزُقْهُمْ الْبِطَانَة الْصَالِحَة الَّتِيْ تُدِلْهُمْ عَلَىَ الْخَيْرِ وَالرُّشْدِ وَالْصَّلَاحِ.رَبَّنَا آَتِنَا فِيْ الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيْ الْآَخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ الْنَّارِ . [/FONT]
[FONT="]عِبَادَ الْلَّهِ اذْكُرُوْا الْلَّهَ الْعَظِيْمَ الْجَلِيْلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوْهُ عَلَىَ وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ الْلَّهِ أَكْبَرُ وَالْلَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ .[/FONT]
المرفقات

صفة حج الإفراد والتكبير وفضل صوم يوم عرفة 2-12-1435.doc

صفة حج الإفراد والتكبير وفضل صوم يوم عرفة 2-12-1435.doc

المشاهدات 2279 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا