صفة الصلاة
الشيخ محمد بن حسن القاضي
صفة الصلاة 24 ربيع الأول 1446هـ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله.
{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون} [سورة آل عمران:102].
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} [سورة النساء:1]. {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) } [سورة الأحزاب:70-71].
أما بعد:
اعلموا أنَّ خير الكلام كلام الله، وخير الهدى هدى محمد صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أما بعد معاشر المسلمين! يقول رب العالمين في كتابه الكريم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [سورة الأحزاب:21]وهكذا يقول رب العالمين في كتابه الكريم: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُون} [سورة الأعراف:158] وهكذا يقول ربنا في كتابه الكريم: { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب} [سورة الحشر:7] إلى غير ذلك من الآيات التي يأمر الله فيهابالتأسي والإقتداء بنبي الهدى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
ألا وإن رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، قد بين لنا كل خير، وقد وضح لنا شيء، لم يترك صغيرة ولا كبيرة إلا وضحها، ولم يمت حتى أكمل الله به الدين، قال ربنا في كتابه الكريم: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [سورة المائدة:3] فلم يقبض الله نبيه إلا بعد أن أكمل به الدين، وبعد أن بلغ رسالة رب العالمين، على أكمل الوجوه.
ألا وإن مما علمنا إياه رسول الله عليه الصلاة والسلام صفة الصلاة، وكيف نؤدي الصلاة، وهذا من الأمور العظيمة المهمة، وما أكثر من يجهل أمر الصلاة فربما ينشأ فيرى أباه يصلي، ويرى أمه تصلي، ويرى أخاه يصلي، ويرى الناس يصلون، فيصلي كما يصلي الناس، لا يعرف أركانها، ولا يعرف شروطها، ولا يعرف واجباتها، ولا يعرف مستحباتها، ولا يعرف صفتها الصفة الشرعية التي جاءت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد عظم الجهل وتفشى الجهل بهذا الأمر؛ لهذا أحببت أن أطرق في هذا المقام صفة الصلاة باختصار لعل الله عز وجل أن ينفع بهذا.
معاشر المسلمين! روى الإمام البخاري من حديث ما لك بن الحويرث رضي الله عنه أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «صلوا كما رأيتموني أُصلي» هذا الحديث أصل في وجوب الإقتداء برسول الله عليه الصلاة والسلام في هيئة الصلاة وفي كيفية أدائها، صلى وقال عليه الصلاة والسلام صلوا كما رأيتموني أُصلي، وهكذا حج عليه الصلاة والسلام وقال: «يا أيها الناس خذوا عني مناسككم» فالرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، هو مبلغ عن الله، ومشرع لشرع الله عز وجل، فدعانا عليه الصلاة والسلام إلى أن نصلي كما صلى، كيف صلى عليه الصلاة والسلام? نقل إلينا الصحابة رضي الله عنهم، وآل بيت النبوة، والأئِمة الأعلام من بعدهم صفة صلاة رسول الله عليه الصلاة والسلام، ولا يزال أهل العلم ينقلون في مصنفاتهم وفي مؤلفاتهم صفة صلاة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأصرح ما في الباب ما رواه الإمام البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً دخل إلى مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام فصلى ركعتين لم يطمئن في ركوعها ولا في سجودها ولم يؤدها الأداء الصحيح ثم جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال له: «ارجع فصلي فإنك لم تصلي» فرجع فصلى كما كان قد صلى، ثم عاد إلى الرسول عليه الصلاة والسلام فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال له: «ارجع فصلي فإنك لم تصلي» فعاد ذلك الرجل فصلى كما كان قد صلى في المرتين السابقتين ثم جاء إلى النبي عليه الصلاة والسلام فسلم عليه فرد عليه السلام ثم قال له: «ارجع فصلي فإنك لم تصلي» فقال: والذي بعثك بالحق لا أحسن غير هذا فعلمني فعلمه النبي عليه الصلاة والسلام صفة الصلاة قال له: «إذا قمت إلى الصلاة فكبِر ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعا، ثم رفع حتى تعتدل قائما، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، ثم اجلس حتى تطمئن جالسا، ثم اسجد حتى تطمئن ساجدا، وافعل ذلك في صلاتك كلها» هذا الحديث أصل في تعليم صفة الصلاة، انظروا إلى هذا الحديث وماذا فيه من المعاني العظيمة والوصايا النفيسة التي ينبغي أن نعمل بها وأن لا نغفل عنها، هذا الرجل جاء إلى المسجد فصلى ولم يكن يعرف كيف يؤدي الصلاة، صلى صلاة لم يطمئن في ركوعها ولا في سجودها ولم يخشع فيها، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: «ارجع فصلي فإنك لم تصلي» وفي قوله عليه الصلاة والسلام: «فإنك لم تصلي» فائدة وهي أن من صلى صلاة على غير الهيئة الشرعية وعلى غير طمأنينة لا تعتبر صلاة ولو صلى ألف ركعة، ولو صلى ستين سنة أو ثمانين سنة وهو على ذلك الحال فإنه يعتبر ما صلى، قال له: «ارجع فصلي فإنك لم تصلي» والمعنى أنك لم تصلي الصلاة الصحيحة، والصلاة المرضية والمقبولة عند الله رب العالمين، ولهذا كان من ينتفع بالصلاة من المصلين هم الذين يصلون الصلاة الصحيحة، الذين يطمئن فيها، والذين يخشعون فيها، بعض الناس يقول: إننا نرى كثيراً من المصلين يأتي الفحشاء ويأتي المنكر ويفعل ويفعل ما نفعته صلاته، نقول: هذا بسبب نقص في الصلاة، وبسبب عدم أداء الصلاة على الجهة الشرعية، والجهة الصحيحة المقبولة التامة الكاملة، التي يقبلها الله، ألم يقل الله وهو أصدق القائلين في كتابه الكريم: {إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ} [سورة العنكبوت:45] فالمراد بالصلاة ها هنا الصلاة الصحيحة التامة التي يؤدي ركوعها وسجودها ويطمئن فيها.
وهكذا رتب الله الفلاح والفوز والنجاح على أداء الصلاة أداء صحيحا، أداء برغبة بطمأنينة بخشوع، قال الله وهو أصدق القائلين: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُون (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاَتِهِمْ خَاشِعُون (2) } [سورة المؤمنون:1-2] هؤلاء هم الذين يفلحون الذين يؤدون الصلاة أداء صحيحا، لما قال ذلك الرجل والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني، طلب من النبي عليه الصلاة والسلام أن يعلمه؛ فلهذا علمه النبي عليه الصلاة والسلام، قال له: «إذا قمت إلى الصلاة فكبر- وهذه تسمى تكبيرة الإحرام وهي تحريم الصلاة، فيبدأ ويستقبل القبلة ثم يرفع يديه إلى حذو منكبيه أي كتفيه أو إلى حذو أذنيه ولا يمس شحمة أذنيه كما يفعل بعض العوام، فبعض العوام إذا أراد أن يكبر يرفع يديه إلى شحمة أذنيه ويمس هكذا، ويمس أذنيه، هذا الفعل خطأ وإنما الصحيح أن يرفع إلى حذو منكبيه أو إلى ما يعادل شحمة أذنيه كما أخبر بذلك الصحابة رضي الله عنهم نقلاً عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فيكبر تكبيرة الإحرام ويضع يده اليمنى على اليسرى على صدره، ثم بعد ذلك يقرأ الفاتحة، والفاتحة ركن من أركان الصلاة لا تسقط بحال، فإن تركها عمداً بطلت الصلاة، وإن تركها نسياناً بطلت الصلاة أيضا، قال الرسول عليه الصلاة والسلام:« لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب» فلا بد أن يقرأ الفاتحة، وينبغي للإنسان أن يتعلم قراءة الفاتحة سواء كان قارئا أو أميا صغيرا أو كبيرا رجلاً أو امرأة لا بد أن يتعلم قراءة الفاتحة، ولابد أن يقرأ الفاتحة قراءة صحيحة؛ لأن الخطأ فيها يبطل الصلاة، وما أكثر من يخطئ في بعض ألفاظ سورة الفاتحة، فبعضهم يقرأ إياك نعبَد، وبعضهم يقرأ اهدنا صراط ولا يأتي بالألف واللام وهكذا، هذه السورة اعتنى بها العلماء عناية عظيمة، وبينوا كم فيها من الشدات، وكم فيها من المدود، وكم فيها من الغنن، وكم فيها من الأحكام، فلا بد أن يعتني الإنسان بتعلم قراءة سورة الفاتحة حتى يحافظ على صلاته، وهكذا إذا قرأ الفاتحة فإنه يقرأ ما تيسر معه من القرآن ولو سورة صغيرة، ثم بعد ذلك يركع، والركوع هو أن ينحني ظهره وأن يعتدل ظهره حتى لو صب عليه ماء لاستقر كما جاء في بعض الروايات أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان إذا ركع لو صب على ظهره ماء لاستقر، يعني أنه لا يقوزه هكذا ولا ينزل رأسه كثيرا، ولا يرفع رأسه.
من الأخطاء بعض الناس إذا ركع يبقى رأسه مرفوعا عن مستوى ظهره هذا غلط، وبعضهم إذا ركع يصير رأسه منخفضاً عن مستوى ظهره وهذا خطأ، بل الإعتدال مطلوب، -قال عليه الصلاة والسلام ثم اركع حتى تطمئن راكعا- هذا شرط من الشروط المهمة أنه يطمئن، بعضهم يركع ربما لا يكاد أن يصل إلى ركبته إلا وقد رفع، لم هذه العجلة?! لم هذه السرعة?! أنت تعبد الله، وأنت تتقرب إلى الله، وأنت بين يدي ملك الملوك، ما الذي أعجلك? ما الذي جعلك لا تطمئن في صلاتك? ولا ترتاح في صلاتك؟ وإذا ركع الإنسان فإنه يقول حال ركوعه سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم سبحان ربي العظيم، يكررها ثلاثا والواجب واحدة والسنة والأكمل ثلاثا، ثم بعدها يرفع حتى يعتدل قائم وحتى يعود كل مفصل وكل عظم إلى موضعه، لا يفعل كما يفعل بعض الناس، بعضهم إذا رفع من الركوع لا يكاد يعتدل ولا يكاد يستوي قائما، مباشرة يهوي إلى السجود، بل بعضهم يختصر من عند الركوع يستمر إلى السجود هذا غلط، هذي عبادة لله، الله شرعها على هذه الصفة وعلى هذه الهيئة، فإذا رفع وقال سمع الله لمن حمده فإنه يعتدل قائما ويقول هذه اللفظة: سمع الله لمن حمده، فإن كان مأموما يقول: ربنا ولك الحمد أو ربنا لك الحمد، وله أن يزيد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيك وهكذا ثم بعد ذلك يسجد ويهوي إلى السجود ويقع ساجدا، إن كان مأموما لابد أن ينتظر حتى يسجد الإمام، أما إن كان منفردا أو إماما فهو الذي يسجد أولاً، وعلى كلٍ يسجد ويضع جبهته في الأرض، وأنفه في الأرض، ولا يجعل أنفه مرفوعة، وإنما يجعل الجبهة والأنف على الأرض، وكذلك اليدين، وكذلك الكفين، وكذلك الركبتين، وكذلك أطراف القدمين، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «أُمرت أن أسجد على سبعة أعظم، الجبهة والأنف هذا واحد، الثاني والثالث الكفين، الرابع والخامس الركبتين، السادس والسابع أطراف القدمين، فيعتنى بهذا، بعضهم إذا سجد ربما يجعل رجل على رجل وهذا غلط، بل تكون أطراف القدمين على الأرض، وينبغي أن تكون الأصابع أصابع القدمين منتصبة وإلى جهة القبلة إنعطافها، كذلك أيضا إذا سجد فإنه يقول في سجوده: سبحان ربي سبحان ربي الأعلى ثلاثا، هذا هو المستحب، والواجب واحدة، وله أن يدعو في سجوده، فإن العبد أقرب ما يكون من ربه وهو ساجد، فينبغي له أن يكثر من الدعاء في سجوده ولا يغفل عن أمر الدعاء في سجوده، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء فقمنن أن يستجاب لكم» ومعنى قمنن أي حري، ويقول الله كتابه الكريم: {كَلاَّ لاَ تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب} [سورة العلق:19] فإذا سجدت فقد اقتربت من ربك سبحانه وتعالى.
أستغفر الله إنه هو الغفور الرحيم
(الخطبة الثانية)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد.
هذه صفة ركعة في الصلاة ويفعل ذلك في صلاته كلها، كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام، بعد أن يسجد وبعد أن يطمئن ساجدا فإنه يجلس الجلسة التي بين السجدتين، ويقول فيها: ربي اغفر لي ثلاثا، أو يقول ربي اغفر لي وارحمني واهدني وعافني واجبرني وارزقني، ثم يسجد بعد ذلك السجدة الثانية كما سجد في الأولى، هذا اختصار لصفة الصلاة وبقيت هناك أشياء كثيرة وسأذكر فيما تبقى من الوقت شيئاً من الأخطاء وشيئاً من التنبيهات التي ينبغي أن يتنبه لها.
ومن ذلك أن الشخص إذا سجد فإنه ينبغي له أن يجافي يديه عن جنبيه وأن يرفع ذراعيه عن الأرض، روى الإمام البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: «اعتدلوا في السجود ولا يبسط أحدكم ذراعيهم انبساط الكلب» من الناس من إذا سجد طرح يديه على الأرض طرحا فتكون الكفين والذراعين ممدودة على الأرض هذا الفعل خطأ، بل ينبغي أن يكون الذي في الأرض هو الكفين، وأما الذراعين فإنها تكون مرفوعة، وأيضا يجافي عن جنبيه بقدر ما يستطيع، فإذا كان في الزحام وكان في الناس فيجافي بقدر ما يمكن ولا يزاحم الناس، وإن كان لوحده فيجافي حسب راحته.
كذلك أيضا من الأخطاء أن بعض الناس لا يحفظ التشهد التي هي التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، كثير من الناس ربما يخطئ فيها وربما يأتي بكلمة من هنا وكلمة من هنا تحية مباركة طيبة طاهرة ما عنده حفظ للتحيات ينبغي حفظها، جاء من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال:« كان يعلمنا رسول صلى الله عليه وسلم التشهد كما يعلمنا السورة من القرآن» هذا يدل على أهميتها وعلى أنها أمر مهم حيث أن الرسول كان يعلمهم التحيات كما يعلمهم السورة من القرآن، فينبغي للإنسان أن يتعلمها وإن كان كبيرا لا حرج أن يتعلم بل هو أحوج إلى العلم من غيره فيتعلم، وقد يسر الله عز وجل أمر التعلم وصارت الكتب متوفرة، وهكذا المواد الصوتية والدروس العلمية متوفرة في وسائل التواصل وعبر الإنترنت فينتقي ويختار العلماء الراسخين في علم الشريعة، الذين يعلمون من كتاب الله ومن سنة رسوله عليه الصلاة والسلام، ويتعلم ويسمع لصوتياتهم، ويقرأ في كتبهم، ويتفقه في دين الله ولا يرضى بالجهل، وأيضا بعد التشهد في الركعتين الأخيرتين في آخر الصلاة لا بد أن يصلي على النبي عليه الصلاة والسلام، الصلاة الإبراهيمية ولا ينبغي تركها.
كذلك أيضا من الأخطاء الحاصلة عند بعض الناس في أمر الصلاة أنه عندما يقرأ التشهد والصلاة الإبراهيمية وقبل أن يسلم يشير بأصابعه هكذا إشارات في آخر التشهد، هذه الإشارات ما وردت ولا جاءت عن الرسول عليه الصلاة والسلام الذي هو إمامنا والذي هو قدوتنا ومعلمنا، ولو فعلها لنقلت، لكن هكذا استحدثها بعض الناس وصار عليها كثير من الناس ممن لم يتعلم، فربما في آخر التشهد يدق إشارة على أنه انتهى وهذا من الجهل العميق عياذاً بالله، إذا يتنبه لهذه الأشياء.
كذلك أيضا تنبيه أخير مهم ألا وهو أن من جاء في آخر الصلاة أو أن من فاتته بعض الصلاة فجاء ولحق بما تيسر من الصلاة فإنه عند انتهاء الإمام من الصلاة وتسليم الإمام ينتظر لا يقوم يقضي حتى ينتهي الإمام من التسليم، بعض الناس إذا قال الإمام السلام عليكم ورحمة الله لا يزال يسلم التسليمة الأولى وصاحبنا قد قام يقضي، هذا الفعل غلط، انتظر حتى ينتهي الإمام من التسليمتين، فإذا انتهى من التسليمتين قم لقضاء ما تبقى من الصلاة، ولا تستعجل.
ما هذه إلا نبذ مختصرة وإشارات يسيرة في صفة صلاة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإلا فإن الأمر أوسع من ذلك، ولكن يكفي من القلادة ما أحاط بالعنق، وما ذكر بإذن الله يكون رافعاً للجهل ومنيراً للعقل بإذن الله رب العالمين.
أسأل الله بمنه وكرمه، وفضله وإحسانه أن يوفقنا لما يحب ويرضى، وأن يأخذ بنواصينا للبر والتقوى، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، وجعل هذا البلد آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين، اللهم احفظ يمن الإيمان والحكمة، ونجنا من كل ضائقة وفتنة، اللهم رحماك بأهل اليمن، اللهم رحماك بأهل اليمن، اللهم أصلح حال أهل اليمن واجمع قلوب أهل اليمن على الحق والهدى، اللهم اكفنا شر أنفسنا وشر أعدائنا وشر كل ذي شر، اللهم يا رب العالمين اللهم هيء لهذا البلد أمر رشد وأمر صلاح للأحوال يا كبير يا متعال، اللهم لا شكوى إلا إليك وأنت رب المستضعفين، اللهم ارحم ضعفنا واجبر كسرنا وأصلح ذات بيننا، اللهم اقهر أعدائنا ووحد صفنا واجمع كلمتنا ويسر معيشتنا وسهل فتح الطرق والمنافذ والمطارات يا أكرم الأكرمين، اللهم كن لإخواننا في فلسطين، اللهم انصرهم على اليهود الغاصبين، والنصارى الماكرين، اللهم أيدهم بتأييدك، وانصرهم بنصرك يا قوي يا متين، اللهم عليك بأعداء الإسلام خذهم من فوقهم ومن تحتهم واجعل الدائرة عليهم واشف قلوبنا بهلاك أعدائنا.
اللهم احفظنا بالإسلام قائمين، وقاعدين، وراقدين، واقم الصلاة.
المرفقات
1728237172_صفة الصلاة خطبة في مسجد عمر -حارة مصيبح بمدينة معبر 24 ربيع الأول 1446هـ.pdf