صفة الحج @@@ مختصرة
عبدالله منوخ العازمي
" صفة الحج مختصرة "
( أما بعد : فيا عباد الله )
" مناسك الحج "
، ولأن البعض من الناس قد تتداخل عليه المسائل وتشكل عليه بعض الأمور فلا يعرف صفة الأنساك الثلاثة " التمتع والقِران والإفراد " وافضلاها التمتع ، ونكتفي
بشرح التمتع
(صفة حج التمتع )
أي يُحرم من الميقات الذي يمر به " يتنظف – يغتسل – يتطيب في بدنه فقط – ثم يلبس الإزار والرداء ويلبي " أي – يقول لبيك اللهم عمرة
وفي انطلاقه من الميقات لا يزال ملبياً حتى يصل مكة ،
فإذا شرع في الطواف قطع التلبية
ثم يأتي إلى الحجر الأسود / إن استطاع أن يستلمه بيده – يعني يمسحه بيده – وأن يقبِّله فحسن ، وإن لم يستطع فإنه يستقبله ويشير إليه بيدٍ واحدة ، بيده اليمنى قائلا " الله أكبر "
يطوف سبعة أشواط ، وليس في أي شوط من هذه الأشواط " ذكر مخصص " بل يذكر الله عز وجل بما شاء ، له أن يدعو ، له أن يقرأ القرآن ،فإذا بلغ الركن اليماني فإنه لا يستحب أن يقبَّل ولا يستحب أن يقال عنده شيء ، إنما السنة إن قدر " أن يمسحه بيده اليمنى "
وما بين الركن اليماني وما بين الحجر الأسود هناك ذكر واحد وهو قوله : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
ويكون حال إحرامه " مضطبعاً " بمعنى أنه يخرج كتفه الأيمن ، ويكون طرفا الرداء على عاتقه الأيسر .
فإذا فرغ من الطواف يتقدم إلى " مقام إبراهيم ": ويقرأ قوله تعالى { َواتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى }البقرة125، ويصلي خلفه ركعتين إن تيسر ، فإن لم يتيسر ففي أي مكان من الحرم .
يقرأ بعد الفاتحة في الركعة الأولى : بـ { قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ{1} ، وفي الركعة الثانية بعد الفاتحة بـ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ{1} .
ثم يتجه إلى الصفا ، وعند دنوه من الصفا يقرأ :
{إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ ،
ويقول ( أبدأ بما بدأ الله به ) ولا يكررها مرة أخرى .
فإذا صعد إلى الصفا يستحب له أن يستقبل القبلة وأن يرفع يديه ، ولا يُشرْ بهما ، وإنما يرفع يديه فيقول : ( لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده " ويدعو ) يفعل ذلك ثلاث مرات .
ثم ينطلق إلى " المروة " وما فعله على الصفا من استقبال القبلة ومن الذكر والدعاء يفعله على المروة .
وذهابه من الصفا إلى المروة " هذا شوط " ورجوعه من المروة إلى الصفا " هذا شوط ثاني "
وليس في السعي ذكر مخصص ، بل يقرأ القرآن أو يذكر الله أو يدعو بما شاء .
فإذا فرغ من السعي " يقصر من جميع شعر رأسه ، وليس من جهة أو من جهتين أو من ثلاث " بل يقصر من جميع شعره .
بعدها يتحلل ، وبهاذا تنتهي عمرة المتمتع ويتحلل،
فيباح له كل شيء حرم عليه بدخوله في النسك .
فإذا جاء يوم " التروية " وهو اليوم الثامن ،
السنة في حقه قبل أذان الظهر أن يحرم بالحج ، ويغتسل ويتطيب في بدنه قبل أن يحرم ثم يقول " لبيك حجاً "
وإن أخره إلى ما بعد الظهر ، فلا إشكال ، لكن ذكري لهذه الصفة إنما هي الصفة المشتملة على " الأركان والواجبات والمستحبات "
فيمكث في منى يوم التروية ، فيصلي الصلوات كلها قصرا من غير جمع "
ويستحب له أن يشتغل بالذكر وبالتلبية وبقراءة القرآن "
فإذا جاء يوم عرفة وطلعت الشمس سار إلى عرفة ، فيصلي بها الظهر والعصر جمعا وقصرا ، وبعد الصلاة يشتغل بالذكر وبالدعاء حتى تغرب الشمس .
ويستحب له أن يكثر من قول : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير "
فإذا غربت الشمس ينطلق إلى مزدلفة فيبت بها ، ويصلي " المغرب والعشاء " جمع تأخير، ثم ينام ، ولا يحيي تلك الليلة بأي شيء ، لا بجمع الحصى ولا بذكر ولا بغيره .
فإن كان من الضعفة أو كبار السن
أو المرضى
أو النساء أو من يقوم على خدمتهم
فله أن يتقدم ويذهب الى منى قبل الناس بعد مغيب القمر " بعد ثلثي الليل " ويجوز لهم رمي جمرة العقبة وهي الكبرى
بسبع حصيات
وإن كان من الأقوياء فيبقى في مزدلفة فيصلي الفجر بها في أول الوقت .
فإذا فرغ من الصلاة يستقبل القبلة ويدعو الله عز وجل حتى يسفر جداً
وقبل طلوع الشمس يتوجه إلى " منى " فيرمي جمرة العقبة بعد طلوع الشمس ،
فتكون الكعبة عن يساره ، ومنى عن يمينه ، ويكون مستقبلا لجمرة العقبة ، وهنا تنقطع التلبية ، يرميها بسبع حصيات ، يكبر مع كل حصاة قائلا " الله أكبر " ولا يقف عندها للدعاء .
فإن كان الهدي معه متيسرا فليذبح ، وفي الغالب أنه لا يكون متيسرا عند الكثير ، لأنهم يوكلون غيرهم.
بعد ذلك يحلق أو يقصر ، والسنة في حقه أن يحلق ، وإن قصَّر أجزأ .
وأما المرأة – فكما هو معلوم – تقصر فقط .
بعد أن يحلق يتطيب لكي يذهب إلى " طواف الحج "
وعند رميه للجمرة / وحلقه للشعر يحل له كل شيء إلا النساء .
فيتوجه إلى مكة فيطوف بالبيت سبعة أشواط ثم يسعى سعي الحج ، لأن السعي الأول هو سعي العمرة ، فإذا طاف وسعى حلَّ له كل شيء حتى النساء .
ثم يعود إلى منى فيبيت بها أيام التشريق " ليلة الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر "
فإذا أصبح في اليوم الحادي عشر يتوجه إلى الجمرات ولا يرمِ إلا بعد الزوال " بعد أذان الظهر "
يأتي إلى الجمرة الأولى / فيستقبل القبلة ، ويرميها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ، فإذا فرغ فإن السنة في حقه " أن يذهب من جهة اليمين ويتقدم ويدعو دعاء طويلا " وإن لم يتيسر فليدع ولو دعاء يسيرا .
ثم يأتي إلى الجمرة الوسطى / فيفعل عندها مثل ما فعل عند الجمرة الأولى ، لكنه إذا فرغ يتوجه إلى اليسار ويتقدم ويدعو .
ثم يأتي إلى جمرة العقبة/ فيستقبلها ، وتكون الكعبة عن يساره ومنى عن يمينه ، ولا يقف عندها للدعاء .
فإذا جاء اليوم الثاني عشر يفعل مثل ما فعل في اليوم الحادي عشر ، فإن كان يريد التعجل فيخرج من منى قبل غروب الشمس، فإن أراد الخروج وحبسه الزحام فليستمر في الخروج ، وإن بقي فإنه يبيت ليلة الثالث عشر ويرمي بعد الظهر مثل ما رمى في اليوم الحادي عشر وفي اليوم الثاني عشر
بعدها يتوجه إلى " مكة " فيطوف طواف الوداع " سبعة أشواط "
ثم يخرج من مكة ولا يبقي إلا إن أراد أن يشتري بعض الأغراض أو بقي لانتظار رفقائه فلا إشكال ، لكن لو بقي طويلا ، فإنه في مثل هذه الحال يلزمه أن يعيد طواف الوداع .
هذه صفة " حج التمتع مختصرة .
ولعلها إن شاء الله اتضحت .
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه انه هوا الغفور الرحيم
( الخطبة الثانية )
أما بعد / فيا عباد الله /
( محظورات الإحرام )
هناك ما يسمى بـ " محظورات الإحرام "
يجب على من أراد حجا أو عمرا أن يعرفها أوردها على وجه الاختصار وهي تسعة محظورات "
أولا : " حلق الشعر من جميع البدن "
ثانيا : " تقليم الأظافر "
ثالثا : " تغطية الرأس بالنسبة إلى الذكر يعني الرجل .
رابعا : " لبس ما يسمى بالمخيط " وهو ما خيط على قياس عضو أو قياس البدن كالثوب والشماغ والطاقية والسراويل " هذه محرمة على الرجل فقط .
هذا بالنسبة إلى الرجل ، أما المرأة فإنه يحرم عليها أن تلبس" القفازين والنقاب " ومن باب أولى " البرقع " .
خامسا : " الطيب " لما تدخل في النسك ، لا طيب ، لا في البدن ولا لباس الإحرام .
سادسا : " الصيد المأكول البري أصلا "
سابعا : " عقد النكاح " ولا فدية فيه .
ثامنا : " الجماع في الفرج إما في القبل وإما في الدبر "
تاسعا : " المباشرة دون الجماع " كتقبيل أو ضم أو نحو ذلك .
هذه محظورات تسعة، من فعلها ناسيا أو جاهلا فلا شيء عليه ، ومن فعلها عالما متعمدا فإنه يكون آثما وعليه " فدية محظور " ما هي فدية المحظور ؟
أفضلها شاة ، لكن هو مخير بين ثلاثة أشياء :
" ذبح شاة ، أو سبع بدنة أو سبع بقرة - أو إطعام ستة مساكين من مساكين الحرم لكل مسكين نصف صاع - أو صيام ثلاثة أيام متتابعة أو متفرقة في مكة أو إذا رجعت إلى بلدتك وأمافدية الجماع وقتل الصيد فلها تفصيل في بابه "
وإن فعلها الإنسان متعمدا لكنه محتاج إليها فإنه لا يأثم وإنما عليه " فدية محظور "
هذه محظورات الإحرام سواء كانت للحج أو للعمرة .
( أركان الحج والعمرة )
فهذه الأشياء إذا لم تفعل أو أسقط شيء منها فإن الحج أو العمرة لم يتما .
( أركان الحج أربعة )
أولا : الإحرام " وهو نية الدخول في النسك ، وهو مثل تكبيرة الإحرام للصلاة ، فلو لم تكبر تكبيرة الإحرام لم تنعقد صلاتك ، كذلك إذا لم تحرم لم تدخل في النسك .
ثانيا : " الوقوف بعرفة ولو لحظة "
ثالثا : الطواف "
رابعا : " السعي "
هذه أركان الحج .
عباد الله :
هذا وصلو ا وسلموا على نبيكم محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً مزيدا