صرخة طفل سوريّ علي جابر الفيفي

صرخة طفل سوريّ

هنا .. وتفتت لغتي الحبيسة داخل الدفتـــــــــــــــر !
وأتعبني خضوع الدمع تحت تسلط المَحجــــــــــر !
أنا السوريّ أحيا مثل خَلْق الله .. أو ُأُقبـَـــــــــــــر !
دفعت دمي .. لتنقش فوق جسمي النار " أنت الحُر"
إذا صار الردى " أســـــــــدٌ!!" فإنّ عليّ أن أزأر !
أنا طفل تحوّل ماردا من دون أن يشعـــــــــــــــر
تركتُ طفولتي وشرعتُ في كِبَرِيْ .. لكـي أثـأر !
ففي يومٍ رماديٍّ فقدت شقيقي الأصغــــــــــــــــــر
ومن بين الدماء رأيت خصلة شعره الأشقــــــــــر
بكيت هناك أحلام الطفولة عندما ُتقهـــــــــــــــر ..
بكيت الحب كيف يذوب في كأس من المرمــــــــر
وسوريٌّ له وجه كوجهي .. يقصف المعبــــــــر !
ويطعنني بسيفي .. ما أحدّ السيف والخنجــــــــر ؟
وينثرني رماداً .. كيف أنسى ذلك المنظــــــــــر ؟
أنا مازلت مذهولاً .. أكفكف جرحي الأغــــــزر !
مدافعنا التي كنا نجمّعها لكي نُنصَـــــــــــــــــــــر
لنُرجعَ أرضَنا "الجولانَ" نُرجعَ حُلْمنا الأخضر ..
أحالتنا هشيماً فوق جثّة أرضه يُنثــــــــــــــــــــر !
أنا السوريّ يقتلني الرصاص الحيّ .. والعسكــــر
أنا قلبٌ .. سكبتَ عليه نارَك أيّها" الأزعــــــــر !"
أنا دفءٌ .. ولكنّي احترقت بجمرك الأحمـــــــر ..
قصفتَ حدائق الزيتون .. والليمون .. والزعتر ..
سحقتَ عرائس الوادي الفسيح .. فلم تعد تثمــــــر
فذابتْ حُمرة التفاح فوق ترابها الأصفـــــــــــــــر
أحبُّ دمشق أعشقها .. وأعشق وجهها الأزهــــــر
أحب الصبح يكتب في جبين العشب .." لن نُقهـــر"
أحب نسيم غابات الصنوبر عندما تُمطــــــــــــــــر
أحب الجامع الأمويّ .. والمحراب والمنبـــــــــــر
نسيتُ الحب .. لم تترك لنا نبضا .. لكي نشعــر !
أنا السوري .. أصبر ثم أصبر ثم لا أصبــــــــر !
جعلت يدي تحاصرني .. وكنت لأجلها أسهـــــر !
سأذكر أوجه الجبناء ..لمّا أشعلوا المخفـــــــــــر !
ولمّا أطفئوا شمس الصباح فلم نعد نبصــــــــــر !
ولمّا دنّسوا الأشلاء فوق رصيفنا الأغبــــــــــــر ..
أيا من تقصف الأطفال بالنيــــــــران .. لن تُعذر ..
نثرت الملح فوق جراح من صنعوا لك السُــــــكّر
دماء الشعب مازالت على هاماتنا تقطُـــــــــــــــــر
أتُوْقِفُ أنت طوفاناً من الأحرار ؟ لن تقـــــــــــدر !!
وأمّا بابك الموصود دون طموحنا الأكبــــــــــــــر..
سنفتحه بإذن الله بـ(ــالتكبير) .. أو يُكســــــــــــــــر
علي جابر الفيفي


المصدر: لجينيات
المرفقات

104.doc

المشاهدات 1551 | التعليقات 0