صادق الوعد
هلال الهاجري
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِىَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) .. أَمَّا بَعْدُ:
من منكم وهو يقرأُ يوماً في سورةِ مريمَ .. وقفَ .. وتأمَّلَ .. وتدبَّرَ .. قولَه تعالى: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا).
ما تقولونَ في صِفةٍ مدحَها اللهُ تعالى في كتابِه المُبينِ .. وأثنى بها على عبدٍ من عبادِه الصَّالحينَ .. بل وذكرَها قبلَ مدحِه بأنَّه كانَ من الرُّسلِ والنَّبيينَ .. (إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا) .. ولكنْ سِرعانَ ما يزولُ عنكَ العجبُ، إذا علمْتَ أنَّ صِدقَ الوعدِ صفةٌ من صفاتِ الرَّبِّ، فهو القائلُ: (وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ)، فلهُ سُبحانَه الصِّفاتُ العُلى، من كلِّ وصفٍّ أزكاهُ، ومن كلِّ كمالٍ أعلاهُ، ومن كلِّ جَلالٍ أوفاهُ.
ولا زالَ العربُ أحفادُ إسماعيلَ عليه السَّلامُ على هذه الخِصلةِ الحميدةِ .. حتى في جاهليتِهم، فهذا عوفُ بنُ النُّعمانِ الشَّيبانيُّ يقولُ في جاهليتِه: (لِأنْ أَمُوتَ عَطَشًا، أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَكُونَ مِخْلَافًا لِلْوَعْدِ).
وقالَ الشَّاعرُ العربيُّ:
إذا قلتَ في شيئٍ (نعم) فأَتِمَّهُ *** فإنَّ (نعم) دَينٌ على الحُرِّ واجِبُ
وإلاّ فقُل (لا) واسْتَرِح وأَرِح بها *** لكيلا يقولَ الناسُ إنكَ كاذِبُ
وكذلكَ كانتْ الملائكةُ .. فعَنِ مَيْمُونَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْبَحَ يَوْمًا وَاجِمًا –أيْ: حزيناً-، فَقَالَتْ مَيْمُونَةُ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَقَدِ اسْتَنْكَرْتُ هَيْئَتَكَ مُنْذُ الْيَوْمِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ جِبْرِيلَ كَانَ وَعَدَنِي أَنْ يَلْقَانِي اللَّيْلَةَ فَلَمْ يَلْقَنِي، أَمَا وَاللهِ مَا أَخْلَفَنِي)، ثُمَّ وَقَعَ فِي نَفْسِهِ جِرْوُ كَلْبٍ تَحْتَ فُسْطَاطٍ لَنَا، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِهِ مَاءً فَنَضَحَ مَكَانَهُ، فَلَمَّا أَمْسَى لَقِيَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ لَهُ: (قَدْ كُنْتَ وَعَدْتَنِي أَنْ تَلْقَانِي الْبَارِحَة)، قَالَ: (أَجَلْ، وَلَكِنَّا لَا نَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلَا صُورَةٌ).
فصدقُ الوعدِ هو من صفاتِ العُظماءِ .. وهو من شيَّمِ الأوفياءِ .. وهو من خِصالِ الكُبراءِ .. ومن شِدةِ ما يعلمُ الصَّحابةُ رضيَ اللهُ عنهم من وفاءِ النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلمَ بوعدِه، فقد بحثوا عن وعودِه حتى بعدِ موتِه ليُوفوا بها، فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَم قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ قَدْ جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ قَدْ أَعْطَيْتُكَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، فَلَمْ يَجِئْ مَالُ الْبَحْرَيْنِ حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا جَاءَ مَالُ الْبَحْرَيْنِ أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ فَنَادَى مَنْ كَانَ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِدَةٌ أَوْ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا، فَأَتَيْتُهُ، فَقُلْتُ: إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ لِي: كَذَا وَكَذَا، فَحَثَى لِي حَثْيَةً فَعَدَدْتُهَا، فَإِذَا هِيَ خَمْسُ مِائَةٍ، وَقَالَ: خُذْ مِثْلَيْهَا).
ولقدْ حذَّرَ من إخلافِ الوعدِ حتى مع الأطفالِ، وعدَّ ذلكَ من الكذبِ في الأقوالِ .. فَعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّهُ قَالَ: (أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِنَا وَأَنَا صَبِيٌّ، فَذَهَبْتُ أَخْرُجُ لِأَلْعَبَ، فَقَالَتْ أُمِّي: يَا عَبْدَ اللهِ تَعَالَ أُعْطِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا أَرَدْتِ أَنْ تُعْطِيَهُ؟، قَالَتْ: أُعْطِيهِ تَمْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَمَا إِنَّكِ لَوْ لَمْ تَفْعَلِي كُتِبَتْ عَلَيْكِ كَذْبَةٌ).
واعلموا أن من أعظمِ أسبابِ الخِلافِ بينَ الأصدقاءِ، هو أن تَعدَهُ ثُمَّ لا يجدُ منكَ الوفاءَ، جاءَ من كلامِ داوودَ عليه السَّلامُ: (وَلَا تَعِدَنَّ أَخَاكَ شَيْئًا، ثُمَّ لَا تُنْجِزُهُ، فَتُورِثَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةً)، وهل ترجو خيراً في صديقٍ يُخلفُ الوعودَ، ولا يفي بالعُهودِ، فهذا مما تستقبحُه الفِطرُ السَّليمةُ، وتأباهُ الأنفسُ الكريمةُ، يقولُ ابنُ القيمٍ: (وإخلافُ الوعدِ مما فطرَ اللهُ العبادَ على ذمِّهِ واستقباحِه، وما رآه المؤمنونَ قبيحًا فهو عندَ اللهِ قَبيحٌ).
واسمع رعاكَ اللهُ تعالى إلى هذا الحديثِ في تسميَّةِ الأشياءِ بأسمائها الحقيقةِ .. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِنْ صَامَ وَصَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ)، بل هو منافقٌ .. منافقٌ .. منافقٌ.
فإياكَ وصفاتِ المُنافقينَ .. وغضبَ ربِّ العالمينَ .. وكنْ للنَّاسِ وفيَّاً بالمواعيدِ .. يحترمُكَ القريبُ ويحبُّكَ البعيدُ .. يقولُ الشَّيخُ ابنُ عثيمينَ رحمَه اللهُ: (وأما إخلافُ الوعدِ فحرامٌ ويجبُ الوفاءُ بالوعدِ، سواءً وعدتَه مالًا، أو وعدتَه إعانةً تعينُه في شيءٍ، أو أيُّ أمرٍ من الأمورِ، إذا وعدتَ فيجبُ عليك أن تفيَ بالوعدِ، وفي هذا ينبغي للإنسانِ أن يحدِّدَ المواعيدَ، ويضبطَها فإذا قالَ لأحدِ إخوانِه: أواعدُك في المكانِ الفلانيِّ، فليحددْ الساعةَ الفلانيةَ، حتى إذا تأخرَ الموعودُ، وانصرف الواعدُ يكونُ له عذرٌ، حتى لا يربطَه في المكانِ كثيرًا، وقد اشتهر عندَ بعضِ السفهاءِ أنهم يقولونَ: أنا واعدُك ولا أخلفُك، وعدي إنجليزي، يظنون أنَّ الذين يوفونَ بالوعدِ هم الإنجليز، ولكن الوعدَ الذي يُوفى به هو وعدُ المؤمنِ، ولهذا ينبغي لك أن تقولَ إذا وعدتَ أحدًا وأردتِ أن تؤكدَ: إنه وعدُ مؤمنٍ، حتى لا يخلفَه؛ لأنَّه لا يخلفُ الوعدَ إلا المنافقُ).
واعلموا أيَّها الأحبابُ أن أعظمَ المواعيدِ اليوميةِ .. هي مواعيدُكَ مع اللهِ تعالى في اليومِ والليلةِ خمسَ مراتٍ .. حينَ يُنادي المؤذنُ: حيَّ على الصَّلاةِ .. حيَّ على الفلاحِ .. فمن أخلفَ هذه المواعيدَ أورثَه اللهُ تعالى نفاقاً إلى يومِ القيامةِ، (فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)، فتصبحُ الصَّلاةُ بعدَ ذلك على أحدِهم أثقلَ من الجبالِ، وإذا نوديَ للصَّلاةِ فكأنَّ رِجلاهُ قد رُبطتْ بالحبالِ، قالَ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: (إِنَّ أَثْقَلَ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ: صَلَاةُ الْعِشَاءِ، وَصَلَاةُ الْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لَأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا)، ولو قامَ إليها يوماً مجاملةً للرِّجالِ، كانتْ على صدرِه مثلُ الجبالِ، وكأنَّ على لسانِه ثقيلُ الأحمالِ، (وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَىٰ يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا).
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ العظيمِ، ونفعنا بما فيه من البيانِ والذكرِ الحكيمِ، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم ولجميعِ المسلمينَ من كلِ ذنبٍ، فاستغفروه إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ خالقِ الأرضِ والسماءِ، الذي ليسَ بعدَ جودِه جودٌ، وليسَ فوقَ عطائه عطاءٌ، أحمدُه سبحانَه وأشكرُه تكفَّلَ بالوفاءِ لأهلِ الوفاءِ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له المنزهُ سبحانَه عن الأعوانِ والشركاءِ، وأشهدُ أن محمداً عبدُ اللهِ ورسولُه صلى اللهُ عليه وعلى آلِه وصحبِه أهلِّ الطهرِ والنقاءِ وسلمَ تسليماً كثيراً .. أمابعد:
فاسمعو لهذه القصَّةِ من عجائبِ بني إسرائيلَ .. عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ عَنْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (أَنَّهُ ذَكَرَ رَجُلًا من بَنِي إِسْرَائِيلَ سَأَلَ بَعْضَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يُسْلِفَهُ أَلْفَ دِينَارٍ، فقال: ائْتِنِي بِالشُّهَدَاءِ أُشْهِدُهُمْ، فقال: كَفَى بِالله شَهِيدًا، قال: فَأْتِنِي بِالْكَفِيلِ، قال: كَفَى بِالله كَفِيلًا، قال: صَدَقْتَ، فَدَفَعَهَا إليه إلى أَجَلٍ مُسَمًّى، فَخَرَجَ في الْبَحْرِ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ الْتَمَسَ مَرْكَبًا يَرْكَبُهَا يَقْدَمُ عليه لِلْأَجَلِ الذي أَجَّلَهُ فلم يَجِدْ مَرْكَبًا، فَأَخَذَ خَشَبَةً فَنَقَرَهَا فَأَدْخَلَ فيها أَلْفَ دِينَارٍ وَصَحِيفَةً منه إلى صَاحِبِهِ ثُمَّ زَجَّجَ مَوْضِعَهَا ثُمَّ أتى بها إلى الْبَحْرِ، فقال: اللهم إِنَّكَ تَعْلَمُ أَنِّي كنت تَسَلَّفْتُ فُلَانًا أَلْفَ دِينَارٍ فَسَأَلَنِي كَفِيلَاً فقلت كَفَى بِالله كَفِيلًا فَرَضِيَ بِكَ، وَسَأَلَنِي شَهِيدًا فقلت كَفَى بِالله شَهِيدًا فَرَضِيَ بِكَ، وَأَنِّي جَهَدْتُ أَنْ أَجِدَ مَرْكَبًا أَبْعَثُ إليه الذي له فلم أَقْدِرْ، وَإِنِّي أَسْتَوْدِعُكَهَا، فَرَمَى بها في الْبَحْرِ حتى ولَجَتْ فيه، ثُمَّ انْصَرَفَ وهو في ذلك يَلْتَمِسُ مَرْكَبًا يَخْرُجُ إلى بَلَدِهِ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ الذي أَسْلَفَهُ يَنْظُرُ لَعَلَّ مَرْكَبًا قد جاء بِمَالِهِ فإذا بِالْخَشَبَةِ التي فيها الْمَالُ فَأَخَذَهَا لِأَهْلِهِ حَطَبًا فلما نَشَرَهَا وَجَدَ الْمَالَ وَالصَّحِيفَةَ، ثُمَّ قَدِمَ الذي كان أَسْلَفَهُ فَأَتَى بِالْأَلْفِ دِينَارٍ، فقال: والله ما زِلْتُ جَاهِدًا في طَلَبِ مَرْكَبٍ لِآتِيَكَ بِمَالِكَ فما وَجَدْتُ مَرْكَبًا قبل الذي أَتَيْتُ فيه، قال: هل كُنْتَ بَعَثْتَ إلي بِشَيْءٍ، قال: أُخْبِرُكَ أَنِّي لم أَجِدْ مَرْكَبًا قبل الذي جِئْتُ فيه، قال: فإن الله قد أَدَّى عَنْكَ الذي بَعَثْتَ في الْخَشَبَةِ فَانْصَرِفْ بِالْأَلْفِ دينار رَاشِدًا)، فماذا يعني لنا حفظُ اللهِ تعالى لخشبةٍ في البَّحرِ الوسيعِ، حتى أصبحتْ الأمواجُ لها كالبريدِ السَّريعِ؟ .. إنَّه حبُّ اللهِ تعالى لصادقي الوعدِ، والوفاءُ لهم.
اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ لِسَاناً صَادِقاً ذَاكِراً، وَقَلْباً خَاشِعاً مُنِيْباً، وَعَمَلاً صَالِحاً زَاكِياً، وَعِلْماً نَافِعاً رَافِعاً، وَإِيْمَاناً رَاسِخاً ثَابِتاً، وَيَقِيْناً صَادِقاً خَالِصاً، وَرِزْقاً حَلاَلاً طَيِّباً وَاسِعاً، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ صُفُوْفَهُمْ، واجْمَعْ كَلِمتَهمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظَّالمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعَبادِكَ الْمُسْلِمِيْنَ.
المرفقات
الوعد
الوعد
الوعد-2
الوعد-2