شهر رمضان المبارك
عبدالله عوض الأسمري
شهر رمضان المبارك
الخطبة الأولى
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد
نبشر أنفسنا جميعاً بالضيف الكريم الذي حلا علينا هذا الضيف الذي نهنئ أنفسنا ونهنئ بعضنا بعضاً فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه برمضان فيقول : " اتاكم رمضان ، شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم " رواه النسائي وصححه الألباني.
قال ابن رجب رحمه الله هذا الحديث اصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان
وكيف لا نستبشر به وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق النيران وتغفر الذنوب.
من المهم الاستعداد لهذا الشهر الكريم وذلك أن يعقد المسلم العزم قبل رمضان على عدد من الطاعات ومن ذلك :
- صيام رمضان كاملاً ايماناً واحتسابا.
- أداء الصلوات الفرائض في المسجد.
- أداء التروايح مع الإمام حتى ينتهي الإمام من التراويح .
- ختم القرآن الكريم أكثر من مرة .
- أن تفطر عدد من الصائمين بقدر الاستطاعه
- عمره في رمضان
- المحافظة على السنن قبل وبعد الفرائض .
- ترك المعاصي التي كان يعملها قبل رمضان
- حفظ اللسان من السيئات كالغيبة والنميمة والسب والشتم وغير ذلك فإن الله عز وجل غني عن الصائم الذي يصوم عن الأكل والشرب ولا يصوم لسانه حيث قال النبي صلي الله عليه وسلم " من لم يدع قول الزور والجهل فليس لله حاجه في أن يدع طعامه وشرابه " والغيبة والنميمة في الصوم تقدح فيه وتؤثر في الصوم ويكسب من السيئات والإثم الكثير فعلينا أن نحفظ ألسنتنا في صومنا أقول ما سمعتم واستغفروا الله العظيم .
أيها الصائمون الذين صمتم نهار رمضان وقمتم ليله لقد ذهب ثلث هذا الشهر وبقي الثلثان وما بقي أهم مما ذهب لأن الأعمال بالخواتيم فضاعفوا الجهد في أنواع الطاعات من صيام وقيام وصلاة وتفطير للصائمين وقراءة للقرآن الكريم وحفظ للسان والجوارح من اللغو والرفث وغير ذلك وأحسنوا الظن وأعملوا على إصلاح القلوب وتطهيرها من الأمراض , أمراض الغل والحقد والحسد والكبر والنفاق والشح والبخل وغير ذلك فالصوم فرصة لتزكية النفوس والقلوب والأبدان من المعاصي والآثام .
*ولقد قسم العلماء صيام المسلمين إلي ثلاثة أقسام أو ثلاث مراتب :-
1-القسم الأول : قسم من المسلمين يصوم عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلي غروب الشمس لكنه وقع في آفات اللسان والجوارح , فتجده صائما لكنه يغتاب المسلمين ويعمل النمائم والدسائس بين المسلمين فهذا النوع من المسلمين لم ينتفع كثيراً من صومه وليس له من صومه إلا الجوع والعطش وقد نهي النبي صلي الله عليه وسلم من هذا النوع من الصيام , فقال عليه الصلاة والسلام " من لم يدع قول الزور والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " .
وفي الحديث " رب صائم حظه من صيامه الجوع والعطش " رواه بن ماجه حسنه الألباني *هذا القسم الأول الذي صام فقط عن الأكل والشرب وغيرها من المفطرات لكن آذى المسلمين بلسانه وجوارحه فخسر كثيراً .
2-أما القسم الثاني :
فهو الذي صام عن المفطرات ثم حفظ لسانه وجوارحه عن الزلل فاستطاع أن يتحكم في لسانه وفي سلوكياته فتجده صائما لا يغتاب المسلمين ولا يسب ولا يشتم أحداً من المسلمين قريباً من أهله أو بعيداً وإذا سابه أحداً أو شاتمه قال إني صائم ملتزما بتوجيه نبينا محمد صلي الله عليه وسلم إذا تعرض الصائم للإساءة "فليقل أني صائم ". وفي رواية إني امر صائم ".
*فهذا القسم من المسلمين الذين لم يقعوا في المفطرات وحفظوا جوارحهم هم المستفيدين من صيامهم حقاً وقد نفعهم الله بالصيام وأن استمروا على ذلك فسوف يتغير حالهم إلي الأفضل بعد رمضان لأنهم حققوا التقوى في الصيام .
3-القسم الثالث وهم أفضل الأقسام وهم الذين صاموا عن المفطرات وحفظوا السنتهم وجوارحهم في رمضان ثم زادوا على ذلك بأن صانوا قلوبهم عن سوء الظن في المسلمين وعن الكيد في المسلمين ومبتعدون عن امراض القلوب والكيد في المسلمين ويحبون لإخوانهم ما يحبون لأنفسهم فقلوبهم سليمة وجوارحهم لا تؤذي أحداً فهم الذين صاموا حقاً وهذه درجة الأنبياء والأولياء نسأل الله عز وجل أن يجعلنا منهم .
كما نسأله سبحانه وتعالي أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه كما نسأله أن يجعلنا ممن يسمع القول فيتبع أحسنه أنه ولي ذلك القادر عليه أقول ما سمعتم واستغفروا الله العظيم لي ولكم فاستغفروه أنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وآله وصحبه :
فقد سمعتم الأقسام الثلاثة للصائمين وأن أسوءها الذين صاموا عن المفطرات فقط لكنهم أطلقوا جوارحهم في المحرمات من نظر محرم في وسائل الإعلام أياً كانت أو سماع محرم أو سب أو شتم أو غيبة باللسان أو غير ذلك .
وعلى المسلم أن يرتقي بنفسه إلي الأفضل فتصون جوارحه ويصوم قلبه عن الحسد والحقد وسوء الظن ويحسن الظن بإخوانه المسلمين فهذا الصوم الحقيقي . نسأل الله أن يوفقنا لما يرضيه .
الا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم ( إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) اللهم اعز الإسلام والمسلمين واذل الشرك والمشركين اللهم اغفر لنا ذنوبنا ووالدينا وجميع المسلمين الأحياء منه والأموات اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على سيدنا ونبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .
المرفقات
رمضان-المبارك-docx2_
رمضان-المبارك-docx2_