شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمِ وَصِيَام عَاشُورَاء

عبدالعزيز محمد الخرمي
1434/01/08 - 2012/11/22 04:47AM
شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمِ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ
9-1-1434هـ
الخطبة الأولى
الحَمْدُ للهِ، وَعَدَ بالزيَادَةِ لِمَنْ شَكَرَ، وَالعَذَابِ الشدِيدِ لِمَنْ كَفَرَ، )وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ(، وأشهدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، عَزَّ سُلْطَانُهُ فَقَهَرَ، وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ خَيْرُ البَشَرِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ السَّادَةِ الغُرُرِ، وَالتَّابعِينَ لَهُم بإحْسَانٍ مَا تَعَاقَبَ الليْلُ والنَّهارُ والشَّمْسُ والقَمَرُ .
أَمَّا بَعْدُفَأوصِيْكُم وَنَفْسِي بِتَقوى اللهِ، فَتَقَوى اللهِ جِمَاعُ الخَيْرَاتِ، وَحُصُولُ البَرَكَاتِ ، وَهِيَ وَصِيَّةُ اللهِ لَلأَوَّلِينَ والآخِرِينَ:
}وَلَقَدْ وَصَّيْنَا ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّـٰكُمْ أَنِ ٱتَّقُواْٱللَّهَ{[ النساء:131].
عبادَ اللهِ، لَقَدْ جَعَلَ اللهُ فَاتِحَةَ العَامِ شَهْراً مُبَارَكاً تُشْرَعُ فِيْهَ الطَّاعَةُ والعِبَادَةُ، وَكَأَنَّهُ يُعَلِّمُ عَبَادَهُ أَنْ يَسْتَفْتِحُوا كُلَّ أَمْرٍ بِطَاعَتِهِ وَتَقْوَاهُ .

فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ ، وَأَفْضَلُ الصَّلاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلاةُ اللَّيْلِ " [مسلم:1163].
فَهَذَا الحَدِيْثُ صَرِيْحُ الدَّلالَةِ عَلَى تَفْضِيْلِ الصَّومِ فِي هَذا الشَّهْرِ المُحَرَّمِ .

وَمِنْ عَظِيْمِ فَضْلِ اللهِ أَنْ جَعَلَ آخِرَ شَهْرٍ في العَامِ شَهْرَ عِبَادَةٍ وَطَاعَةٍ، وَأَوّلَ شَهْرٍ فِي العَامِ شَهْرَ عِبَادَةٍ وَطَاعَةٍ؛ لِيَفْتَتِحَ المَرْءُ عَامَهُ بِإِقْبَالٍ وَيَخْتَتِمُهُ بِإِقْبَالٍ، قَالَ ابنُ رَجَبٍ: مَنْ صَامَ مِنْ ذِي الحِجَّةِ وَصَامَ مِنَ المُحَرَّمِ فَقَدْ خَتَمَ السَّنَةَ بِالطَّاعَةِ وافتَتَحَهَا بالطَّاعَةِ، فَيُرْجَى أَنْ تُكْتَبَ لَهُ سَنَتُهُ كُلُّهَا طَاعَةً، فَإِنَّ مَنْ كَانَ أَوَّلُ عَمَلِهِ طَاعَةً وَآخِرُهُ طَاعَةً فَهُوَ فِي حُكْمِ مَنِ اسْتَغْرَقَ بِالطَّاعَةِ مَا بَيْنَ العَمَلَيْنِ . [لطائف:85].

وَقَدْ سَمَّى النَّبِيُّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الشَّهْرَ شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمِ فَاخْتَصَّهُ بِإِضَافَتِهِ إِلَى اللهِ وَإِضَافَتِهِ إِلَى اللهِ تَدُلُّ عَلَى شَرَفِهِ وَفَضْلِهِ، وَلمَّا كَانَ هَذَا الشَّهْرُ مُخْتَصًّا بِإضَافَتِهِ إِلَى اللهِ، وَكَانَ الصِّيَامُ مِنْ بَيْنِ الأَعْمَالِ مُخْتَصًّا بِإِضَافَتِهِ إِلَى اللهِ؛ نَاسَبَ أَنْ يَخْتَصَّ هَذَا الشَّهْرُ المُضَافُ إِلَى اللهِ بِالعَمَلِ المُضَافِ إِلَى اللهِ المُخْتَصِ بِهِ وَهُوَ الصَّومُ . [انظر لطائف:86].
وَمِمَّا اخْتصَّ بِهِ شَهْرُ اللهِ المُحَرَّمِ يَومُهُ العَاشِرُ وَهُوَ يَومُ عَاشُورَاء.

وَهَذَا اليومُ يَومٌ مُبَارَكٌ مُعَظَّمٌ مُنْذُ القِدَمِ.

فَاليهودُ ـ أَتْبَاعُ مُوسَى عَليهِ السَّلامُ ـ كَانُوا يُعَظِّمُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ وَيَصُومُونَهُ وَيَتَّخِذُونَهُ عِيْداً لَهُم، وَتَلْبَسُ فِيْهَ نَساءَهُم حُلِيَّهُنَّ وَاللبَاسُ الحَسَنُ الجَميل ، وَسِرُّ ذَلكَ- عِنْدَهُم - أَنَّهُ اليَومُ الذي نَجَّى اللهُ فيهِ مُوسَى عليهِ السلامُ مِنْ فِرْعَونَ.

وَكَذَلِكَ النَّصَارَى كَانَ لَهُم حَظٌ مِنْ تَعْظِيمِ هَذَا اليَومِ، والظَّاهِرُ أَنَّهُم في هَذَا تَبَعٌ لِليهُودِ، إِذْ أَنَّ كَثِيْراً مِنْ شَرِيْعَةِ مُوسَى عَليهِ السلامُ لَمْ تُنْسَخْ بِشَرِيْعَةِ عِيْسَى، بِدَلِيلِ قَولِهِ تَعَالَى:
)وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِي حُرّمَ عَلَيْكُمْ( [آل عمران:50]. وَحَتَّى قُرَيشٌ فَإِنَّهَا عَلَى وَثَنِيَّتِهَا وَعِبَادَتِهَا الأَصْنَامُ كَانَتْ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ وَتُعَظِّمُهُ! تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " كَانَتْ قُرَيْشٌ تَصُومُ عَاشُورَاءَ فِي الجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ يَصُومُهُ فِي الجَاهِلِيَّةِ " [مسلم].
وَأَمَّا سِرُّ صِيَامِهِمُ هَذَا، فَلَعَلَّهُ مِمَّا وَرِثُوهُ مِنَ الشَّرْعِ السَّالِفِ، وَقَدْ رَوَى البَاغِنْدِيُّ عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ ذَلِكَ فَقَالَ: " أَذْنَبَتْ قُرَيْشٌ ذَنْبًا فِي الجَاهِلِيَّةِ فَعَظُمَ فِي صُدُورِهِم، فَقِيْلَ: صُومُوا عَاشُورَاء يُكَفِّرُ ذَلِكَ " وَاللهُ تَعَالَى أَعْلَم .

وَحِيْنَ جَاءَ الإسلامُ، وَهَاجَرَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلى المَدِينَةِ وَرَأى اليَهُودَ يَصُومُونَ هَذَا اليَومَ فَرَحاً بِنَجَاةِ مُوسَى قَالَ: " أَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُم " فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِه. [متفق عليه]. وَكَانَ ذَلِكَ فِي أَوَّلِ السَّنَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَانَ صِيَامُهُ وَاجِباً فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ فَوَّضَ الأَمْرَ فِي صَومِهِ إِلى التَّطَوِّعِ، وَإِذَا عَلِمْنَا أَنَّ صَومَ رَمَضَانَ فُرِضَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ للِهِجْرَةِ تَبَيَّنَ لَنَا أَنَّ الأَمْرَ بِصَومِ عَاشُورَاءَ وُجُوباً لَمْ يَقَعْ إِلا فِي عَامٍ وَاحِـدٍ، تَقُولُ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: " فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ هُوَ الْفَرِيضَةَ ، وَتُرِكَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ، وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ " [البخاري].
وَصَومُ عَاشُورَاءَ وَإِنْ لَمْ يَعُدْ وَاجِباً فَهُوَ مِمَّا يَنْبَغِي الحِرْصُ عَلَيْهِ غَايَةَ الحِرْصِ، لأَنَّ صِيامَهُ يُكَفِّرُ السَّنَةَ المَاضِيَةَ: فَفِي صَحِيْحِ مُسْلِمٍ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولُ اللهِ عَنْ صِيَامِ عَاشُورَاءَ فَقَالَ: "أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ التِي قَبْلَهُ " .

وَكاَنَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم يُصَوِّمُونَ فِيْهِ صِبْيَانَهُم تَعْويَداً لَهُم عَلَى الفَضْلِ.

بَلْ كَانَ بَعْضُ السَّلَفِ يَصُومُونَ يَومَ عَاشُورَاءَ حَتَّى فِي السَّفَرِ، لِأَنَّهُ لَيْسَ كَرَمَضَان فَرَمَضَانُ لَهُ عِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر، وَعَاشُورَاءَ يَفُوت.

وَنَصَّ الإِمَامُ أَحْمَدُ بنُ حَنْبَل رَحِمَهُ اللهُ عَلَى أَنَّهُ يُصَامُ عَاشُوَرَاءَ فِي السَّفَر. [لطائف:121].

والسُّنَّةُ فِي صَومِ هَذَا اليَومِ أَنْ يُصَامَ يَوماً قَبْلَهُ أَو يَومًا بَعْدَهُ، لِقَولِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَئِنْ بَقَيْتُ إِلى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ " [مسلم]. أَيْ التَّاسِعَ مَعَ العَاشِرِ .
وَقَدْ ذَكَرَ بَعْضُ الفُقَهَاءُ أَنَّ صِيَامَ عَاشُورَاءَ عَلَى ثَلاثِ مَرَاتِبٍ:

1ـ صَومُ التَّاسِعِ وَالعَاشِرِ وَالحَادِي عَشَرَ وَهَذِهِ أَكْمَلُ المَرَاتِبِ

2ـ صَومُ التَاسِعِ وَالعَاشِرِ أَوْ العَاشِرِ والحَادِي عَشَرَ .

3ـ صَومُ العَاشِرِ وَحْدَهُ . [فقه السنة:3/127]، [زاد المعاد:2/76]. ولا يُكْرَهُ ـ عَلَى الصَّحِيْحِ ـ إِفْرَادُ اليَومِ العَاشِرِ بِالصَّومِ كَمَا قَالَهُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ الله.

أَسَأَلُ اللهَ لَنَا وَلَكُمُ التَّوفِيْقَ وَالسَّدَادَ، والعَونَ عَلَى كُلِّ خَيْرٍ، إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيْرٍ.

بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيْمِ ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيْهِ مِنَ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيْمِ ، أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيْمَ الجَلِيْلَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسْلِمِيْنَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيْمُ .

الخطبة الثانية
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ تَعْظِيْماً لِشَأْنِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلى رِضْوَانِهِ صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِيْن.
أَمَّا بَعْدُ ، فَالوَصِيَّةُ لِي وَلَكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون.

عِبَادَ اللهِ، ذَكَرْنَا فِي الخُطبَةِ الأُولَى أَنَّ مِنْ مَرَاتِبِ الصَّيَامِ فِي عَاشُورَاءَ صِيَامُ يَومٍ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ وَقَدْ ذَكَرَ العُلَمَاءُ أَسْبَاباً لِذَلِكَ قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ حِيْنَ يَقُول: قَالَ بَعْضُ العُلَمَاءِ وَلَعَلَّ السَّبَبَ فِي صَوْمِ التَّاسِعِ مَعَ العَاشِرِ أَلَّا يُتَشَبَّهَ بِاليَهُودِ فِي إِفْرَادِ العَاشِرِ، وَفِي الحَدِيْثِ إِشَارَةٌ إِلى هَذَا، وَقِيْلَ لِلاحْتِيَاطِ فِي العِبَادَةِ، وَالأَوَّلُ أَوْلَى، وَاللهُ أَعْلَمُ. اهـ.

فَانْظُرْ ـ رَحِمَكَ اللهُ ـ كَيْفَ يُرِيْدُ الإِسْلامُ مِنَّا أَنْ نَتَمَيَّزَ، أَنْ تَكُونَ لَنَا شَخْصِيَّتنَا المُسْتَقِلَّةَ، أَلَّا نَذُوبَ فِي غَيْرِنَا، أَنْ لَا نَكُونَ إِمَّعَةً حَتَّى لَو كَانَ الأَمْرُ عِبَادَهً، فَمَا بَالُكَ بِغَيْرِهَا .

وَبَلِيَّةُ كَثِيْرٍ مِنَ المُسْلِمِيْنَ اليَومَ فِي هَذِهِ التَّبَعِيَّةِ المُفْرِطَةِ لِلأفْكَارِ وَالمَذَاهِبِ والأَزْيَاءِ وَالعَادَاتِ وَالتَّقَالِيْدِ، حَتَّى كَادَ أَحَدُهُم يَنْسَلِخُ مِنْ شَخْصِيَّتِهِ . فَلا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللهِ .

وَقَبْلَ أَنْ أَخْتِمَ أُذَكِّرُ بَأَنَّ صِيَامَ يَومِ عَاشُورَاءَ كَمَا تَعْلَمُونَ هُوَ يَومُ غَدٍ، وَمِنَ المُسْتَحْسَنِ كَمَا ذَكَرْنَا مِنْ قَبْلُ، أَنْ نَصُومَ يَوماً قَبْلَهُ أَوْيَوماً بَعَدَهُ، أَمَّا أَفْضَلُ المَرَاتِبِ كَمَالاً أَنْ نَصُومَ يوَماً قَبْلَهُ وَيَوماً بَعْدَهُ. فَمَنْ فَاتَهُ صِيَامُ اليَومِ فَلا يَفُوتَنَّهُ صِيَامُ يَومِ غَدٍ وَبَعْدَ غَدٍ، وَمَنْ صَامَهُ بِمُفْرَدِهِ فَلا حَرَجَ حَتَّى وَإِنْ وَافَقَ يَوْمَ سَبْتٍ.

نَسْأَلُ اللهَ العَلِّيَّ العَظِيْمَ أَنْ يُوَفِّقَنَا لِصَيَامِ يَومِ عَاشُورَاءَ وَغَيْرِهِ مِنَ الأَيْامِ الفَاضِلَةِ، وَأَنْ يَتَقَبَّلَهُ مِنَّا خَالِصاً لِوَجْهِهِ الكَرِيْمِ .


هَذَا وَصَلُّوْا رَحِمَكُمُ الْلَّهُ عَلَىَ مَنْ أُمِرْتُمْ بِالْصَّلاةِ عَلَيْهِ حَيْثُ يَقُوْلُ الْلَّهُ تَعَالَى: } إِنَّ ٱلَلَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَىَ ٱلَنَّبِىِّ يُٰأَيُّهَا ٱلَّذِيَنَ ءَامَنُوا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْما { وَيَقُوْلُ عَلَيْهِ الْصَّلاةُ وَالْسَّلامُ مَنْ صَلَّىَ عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّىَ الْلَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرَا " . الْلَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَىَ عَبْدِكَ وَرَسُوْلِكَ مُحَمَّدٍ، وَعَلَىَ آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَىَ يَوْمِ الْدِّيْنِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الْرَّاحِمِيْنَ .

الْلَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِيِنَ وَأَذِلَّ الْشِّرْكَ وَالْمُشْرِكِيْنَ وَدَمِّرْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الْدِّيْنِ .اللهمَّ اشْفِ مَرضَانا ومَرْضَى المُسْلِمِيْنَ ، وَارْحَمْ مَوْتَانَا وَمَوْتَى المُسْلِمِيْنَ. اللهُمَّ نَسْأَلُكَ أَنْ تُصْلِحَ قُلُوبنَا، وَأَنْ تُسَخِّرَ جَوَارِحنَا فِي مَرْضَاتِكَ . اللهُمَّ زَيِّنَّا بِزِيْنَةِ الإِيْمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِيْنَ، اللهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ المُسْلِمِيْنَ فِي كُلِّ مَكَانٍ يَاقَوِيُّ يَاعَزِيْزُ وَاحْفَظْ بِلادَنَا مِنْ دَنَسِ المُفْسِدِيْنَ وَأَعْمَالِ المُخَرِّبِيْنَ وَاجْعَلْنَا آمِنِيْنَ مُطْمَئِنِّيْنَ. الْلَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الْشَّرِيِفَيْنِ وَأَلْبِسْهُ لِبَاسَ الصِّحَّةِ وَالعَافِيَةِ ، وَأَطِلْ فِي عُمْرِهِ، وَبَارِكْ لَهُ فِي عَمَلِهِ، وَوَلِيّ عَهْدِهِ الأَمِيْن، وَإِخْوَانِهِ وَأَعْوَانِهِ وَفِّقْهُمِ جَمِيْعاً لِمَا تُحِبُ وَتَرْضَىَ وَخُذْ بِنَواصِيْهِمْ لِلْبَرِّ وَالْتَّقْوَىْ ، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الْصَالِحَةَ الَّتِيْ تَدُلُّهُمْ عَلَىَ الْخَيْرِ وَالرُّشْدِ وَالْصَّلَاحِ .

رَبَّنَا آَتِنَا فِيْ الْدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِيْ الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ الْنَّارِ

عِبَادَ الْلَّهِ اذْكُرُوْا الْلَّهَ الْعَظِيْمَ الْجَلِيْلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوْهُ عَلَىَ وَافِرِ نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ الْلَّهِ أَكْبَرُ وَالْلَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُوْنَ .
المشاهدات 3960 | التعليقات 5

جزاك الله خيرا ونفع بك وبما كتبت


جزاك الله خيرا


خطبة رائعة
جزاك الله خيرا


خطبة جميله ومميز ه أسأل أن يرزقنا وإياكم الإخلاص بالقول والعمل .


اللهم آمين وإياكم ،،
وأشكر لكم مروركم الكريم .