شهد سمان ودماء النبلاء /حسن الخليفة عثمان
حسن الخليفة عثمان
1438/04/05 - 2017/01/03 22:56PM
مهما بلغ الشر من سطوة وبطش فإن ليله المظلم منقشع لا محالة، ولن تموت نفس حتى تستوفي أجلها ورزقها، وأشرف ما يلقى به العبد ربه أن تفيض روحه وهو من الشاهدين له بالوحدانية ولنبيه بالرسالة، ومن الناس من خرج مقاتلا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأبلى بلاء شديدا أشاد به الصحابة لكن النبي صلى الله عليه وسلم شهد عليه أنه في النار، فلم يكن ينفعه الموضع الذي مات فيه، ولا ظاهر الحال الذي كان عليه؛ بل حاق به ما يفسد النوايا والصدور، من غلول وغرور.
إثر مقتل العديد من الجنسيات العربية، جُلهم من المملكة العربية السعودية، في الهجوم الإرهابي على مطعم بأرتاكوي في اسطنبول؛ انبرت نفوس مظلمة غمزاً ولمزاً في مصائر أرواح فاضت إلى بارئها، ولم يُعرف عنها ردة عن الإيمان به، ولم يُؤثر عنها نكوص عن حب الله ورسوله، وما نقموا منهم سوى أنهم أرواح تسير في ملكوت الله الذي وسعت رحمته كل شيء، وكتب على نفسه الرحمة أنه من لقيه بالتوحيد لا يشرك به شيئا غفر له وتقبله في عداد المسلمين.
وأنها نفوس أقل ما توصف به أنها نفوس شجعان؛ لم تأبه أن تسيح في مدينة يتربص أعداؤها بها الدوائر، ويريدون أن ينفض الأثرياء من حولها، ويسحبوا استثماراتهم منها، ويتخلوا عن مؤازرتها في محنتها وأزمتها.
جاء في القاعدة الحادية عشر من “قواعد العشق الأربعون: “عندما تجد القابل أن الحُبلى لا تتألم أثناء المخاض فإنها تعرف أن الطريق ليس سالكا بعد لوليدها، فلن تضع وليدها إذاً؛ ولكي تولد نفس جديدة يجب أن يكون ألم.."
فكيف إذا كانت النفوس تتوق إلى ميلاد عالم جديد وأمة جديدة؟!
يذهب بعيدا من يظن أن ثمة نكوصا على الأعقاب يمكن أن تنجزه يد الشر الآثمة بتفجيراتها واغتيالاتها وخستها؛ النفوس الكبيرة تعلم أنه لن يكون في كون الله إلا ما قدره الله، وتعلم أنه لا يغني حذر من قدر، وتعلم أن للقيادة ثمن، وللريادة أثمان.
الدماء السعودية التي سالت على أرض اسطنبول سطّرت أسمى معان النبل والإخاء، والبذل والفداء، الدماء السعودية التي سالت على أرض اسطنبول خطّت للعالم برقية نُبل عاجلة عنوانها: تركيا ليست وحدها.
كانوا بالأمس معنا يشاكسوننا، يشاغبوننا، لكنهم كانوا يحبوننا، وكنا وكانوا على عهد أن نعمر بالحب هذه الدنيا، وألا نُرد على أعقابنا، فما من وفاء لهم بعد رحيلهم أجمل من أن تكون دماؤهم فتحا ونورا ينقشع به الظلام، وواحة نبل يفيء إليها أخيار الأنام، ويُرفع على أغصانها لواء المجد، ويغرد حمام السلام.
سلام على شهد سمان وإخوانها، وعلى نفوس نبضت قلوبها بحب الله ورسله وأوليائه، وحب الخير لعباده.
اللهم إن عبادا لك وفدوا عليك وأنت أعلم بهم منا، وما علمناهم إلا إخوة لنا فاللهم أكرم بالعفو نُزلهم، وأحسن بالفضل مثواهم، وتقبل بالإحسان صالح نواياهم ومسعاهم، ولا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر اللهم لنا ولهم.
إثر مقتل العديد من الجنسيات العربية، جُلهم من المملكة العربية السعودية، في الهجوم الإرهابي على مطعم بأرتاكوي في اسطنبول؛ انبرت نفوس مظلمة غمزاً ولمزاً في مصائر أرواح فاضت إلى بارئها، ولم يُعرف عنها ردة عن الإيمان به، ولم يُؤثر عنها نكوص عن حب الله ورسوله، وما نقموا منهم سوى أنهم أرواح تسير في ملكوت الله الذي وسعت رحمته كل شيء، وكتب على نفسه الرحمة أنه من لقيه بالتوحيد لا يشرك به شيئا غفر له وتقبله في عداد المسلمين.
وأنها نفوس أقل ما توصف به أنها نفوس شجعان؛ لم تأبه أن تسيح في مدينة يتربص أعداؤها بها الدوائر، ويريدون أن ينفض الأثرياء من حولها، ويسحبوا استثماراتهم منها، ويتخلوا عن مؤازرتها في محنتها وأزمتها.
جاء في القاعدة الحادية عشر من “قواعد العشق الأربعون: “عندما تجد القابل أن الحُبلى لا تتألم أثناء المخاض فإنها تعرف أن الطريق ليس سالكا بعد لوليدها، فلن تضع وليدها إذاً؛ ولكي تولد نفس جديدة يجب أن يكون ألم.."
فكيف إذا كانت النفوس تتوق إلى ميلاد عالم جديد وأمة جديدة؟!
يذهب بعيدا من يظن أن ثمة نكوصا على الأعقاب يمكن أن تنجزه يد الشر الآثمة بتفجيراتها واغتيالاتها وخستها؛ النفوس الكبيرة تعلم أنه لن يكون في كون الله إلا ما قدره الله، وتعلم أنه لا يغني حذر من قدر، وتعلم أن للقيادة ثمن، وللريادة أثمان.
الدماء السعودية التي سالت على أرض اسطنبول سطّرت أسمى معان النبل والإخاء، والبذل والفداء، الدماء السعودية التي سالت على أرض اسطنبول خطّت للعالم برقية نُبل عاجلة عنوانها: تركيا ليست وحدها.
كانوا بالأمس معنا يشاكسوننا، يشاغبوننا، لكنهم كانوا يحبوننا، وكنا وكانوا على عهد أن نعمر بالحب هذه الدنيا، وألا نُرد على أعقابنا، فما من وفاء لهم بعد رحيلهم أجمل من أن تكون دماؤهم فتحا ونورا ينقشع به الظلام، وواحة نبل يفيء إليها أخيار الأنام، ويُرفع على أغصانها لواء المجد، ويغرد حمام السلام.
سلام على شهد سمان وإخوانها، وعلى نفوس نبضت قلوبها بحب الله ورسله وأوليائه، وحب الخير لعباده.
اللهم إن عبادا لك وفدوا عليك وأنت أعلم بهم منا، وما علمناهم إلا إخوة لنا فاللهم أكرم بالعفو نُزلهم، وأحسن بالفضل مثواهم، وتقبل بالإحسان صالح نواياهم ومسعاهم، ولا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر اللهم لنا ولهم.