شهادة راهبات معلولا...انتصار جديد للإسلام
احمد ابوبكر
1435/05/10 - 2014/03/11 03:43AM
في زحمة الهجوم الإعلامي الدولي على الإسلام والمسلمين , وفي خضم محاولة الغرب إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلاميين , ولهثه المحموم لتشويه صورة الإسلام السمح العظيم , من خلال محاولة تثبيت أكذوبة "التلازم بينه وبين العنف والإرهاب" يأتي خبر شهادة راهبات معلولا في الثوار السوريين انتصارا لمبادئ الإسلام , و صفعة في وجه أمريكا والغرب المنافق .
فقد تم الإعلان اليوم عن صفقة الإفراج عن 13 راهبة ومساعداتهن الثلاثة اللواتي كن مختطفات منذ مطلع ديسمبر الماضي ، مقابل إطلاق سراح أكثر من 150 معتقلة في سجون النظام السوري , كما أعلن عن ذلك رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان .
ومن المعلوم أن كتائب "أحرار القلمون" السورية أعلنت في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي مسؤوليتها عن اختطاف الراهبات بعدما سيطرت على معلولا بريف دمشق جنوب سوريا، وتم ربط مصير الراهبات بالإفراج عن ألف معتقلة سورية من سجون النظام السوري .
وبعيدا عن تفاصيل شكليات عملية التبادل التي تمت , والجهات التي لعبت دورا محوريا في إنجاح هذه العملية , حيث لعبت قطر دورا أساسيا من خلال تفاوضها المباشر مع الجهة الخاطفة ، بينما كان دور اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام اللبناني يتمثل في التواصل المباشر مع النظام السوري , فإن هناك بعض الملاحظات التي لا بد من التوقف عندها في هذه الصفقة , وعلى الأخص شهادة الراهبات بحسن معاملة الجهة الخاطفة .
أولى الملاحظات على هذه الصفقة : الاهتمام المحلي والدولي بقضية راهبات معلولا , وانشغال الجميع بأمر إطلاق سراحهن , رغم وجود عشرات آلاف المحتجزين والمعتقلين السوريين والسوريات في سجون بشار , ومنهم كثير من علماء ورجال الدين الإسلامي إن صح التعبير , ممن لا يهتم بهم أحد لا عربيا ولا دوليا .
فلماذا كل هذا الاهتمام بأمر الإفراج عن الراهبات , بينما لا يؤبه لعشرات الآلاف من المعتقلين المسلمين ؟؟ ولماذا هذا الاستقبال الرسمي والشعبي الذي حظيت به الراهبات حين وصولهن - منتصف ليل أمس الأحد - إلى نقطة "جديدة يابوس" على الحدود اللبنانية السورية ، بينما لم يهتم أو يحفل أحد بالسوريات المفرج عنهن .
إنها العنصرية والازدواجية الغربية الصليبية في التمييز في المعاملة بين المسلم وغيره , فبينما تقوم الدنيا ولا تقعد لمقتل واحد منهم أو اعتقاله أو سوء معاملته , لا يكترثون لمقتل آلاف المسلمين ذبحا وقصفا وحصارا وجوعا .
كما أنها تشير إلى مقدار الوهن والضعف والذل الذي وصل إليه المسلمون , فدماؤهم أضحت بلا ثمن , وأعراضهم صارت مستباحة , وديارهم مغتصبة , وأموالهم منهوبة , ومقدساتهم تنتهك , والقادم والمستقبل ربما يحمل المزيد والأسوأ إن لم نتدارك الأمر ونوحد الصف ونعود إلى "الإسلام" مصدر قوتنا وعزتنا .
أما الملاحظة الثانية والأهم : فهي شهادة راهبات معلولا بحسن معاملة المسلمين لهم , وعدم إكراههن على أي أمر أو سلوك , إضافة لتلبية جميع طلباتهن واحتياجاتهن , ناهيك عن احترام معتقداتهن ومنحهن الحرية الكاملة في ممارسة شعائرهن .
كانت الشهادة الأولى من رئيسة دير مار تقلا في معلولا بريف دمشق الراهبة "بيلاجيا سياف" التي قالت للصحفيين بمركز جديدة يابوس الحدودي السوري : إن معاملة الخاطفين من "جبهة النصرة" كانت جيدة , وأشارت إلى أن الراهبات الـ16 المفرج عنهن جميعهن بصحة جيدة ، وأنهن خلعن صلبانهن بملء إرادتهن مسايرة للوضع الذي عشنه ولم يفرض عليهن أحد ذلك .
كما أكدت أكثر من واحدة من الراهبات أنّهن حظين بمعاملة جيدة من الجهة الخاطفة وقالت إحدى الراهبات : إن الخاطفين "عاملونا بكل احترام وطيبة وأخلاق عالية، ولم يتعرضوا لنا بأي ضرب أو أذى" .
وأشارت إلى أن الخاطفين لم يطلبوا منهن أن يخلعوا الصلبان عن صدورهن، وأنهن كن يصلين "بكل حرية وأمان" , وأضافت أنهم كانوا يؤمّنون لهن كل ما يحتاجونه من طعام ومشرب وملبس .
فأين هذه المعاملة من معاملة الغرب للمعتقلين المسلمين , حيث سمعة معتقل "غوانتانامو" السيئة التي انتشرت فظائعه وفضائحه في جميع وسائل الإعلام , ناهيك عن المعتقلات السرية الأمريكية والغربية المنتشرة في شتى أنحاء العالم , والتي لا تقل سوءا عن "غوانتانامو" بالتأكيد .
وإذا كان الغرب الذي يدعي التقدم والتحضر في مجال حقوق الإنسان يفعل ذلك , فلا شك أن أزلامه في العالم العربي والإسلامي يتجاوزون بجرائمهم كل الحدود البشرية والمقاييس الإنسانية .
أما الملاحظة الأخيرة فهي : عدم التركيز الإعلامي على هذه الشهادة أبدا , والمرور عليها مرور الكرام كما يقال , لا لشيء إلا لأنها تصب في صالح الإسلام والثوار المجاهدين في سورية , ولو كان الأمر عكس ذلك لرأيت الزخم والتركيز الإعلامي غير المحدود للنيل من الإسلام وتشويه سمعة المجاهدين .
إن الإسلام يثبت يوما بعد يوم أنه الأصل في سمو المبادئ والقيم , والنموذج والقدوة في السماحة وحسن المعاملة مع غير المسلمين وخاصة مع أهل الكتاب , وإذا كانت شهادة راهبات معلولا وساما على صدور الثوار في سوريا , فإن شهادة المفرج عنهم من سجون بشار وصمة عار على هذا النظام وعلى كل من يسانده أو يتغافل عن جرائمه .
فقد تم الإعلان اليوم عن صفقة الإفراج عن 13 راهبة ومساعداتهن الثلاثة اللواتي كن مختطفات منذ مطلع ديسمبر الماضي ، مقابل إطلاق سراح أكثر من 150 معتقلة في سجون النظام السوري , كما أعلن عن ذلك رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان .
ومن المعلوم أن كتائب "أحرار القلمون" السورية أعلنت في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي مسؤوليتها عن اختطاف الراهبات بعدما سيطرت على معلولا بريف دمشق جنوب سوريا، وتم ربط مصير الراهبات بالإفراج عن ألف معتقلة سورية من سجون النظام السوري .
وبعيدا عن تفاصيل شكليات عملية التبادل التي تمت , والجهات التي لعبت دورا محوريا في إنجاح هذه العملية , حيث لعبت قطر دورا أساسيا من خلال تفاوضها المباشر مع الجهة الخاطفة ، بينما كان دور اللواء عباس ابراهيم المدير العام للأمن العام اللبناني يتمثل في التواصل المباشر مع النظام السوري , فإن هناك بعض الملاحظات التي لا بد من التوقف عندها في هذه الصفقة , وعلى الأخص شهادة الراهبات بحسن معاملة الجهة الخاطفة .
أولى الملاحظات على هذه الصفقة : الاهتمام المحلي والدولي بقضية راهبات معلولا , وانشغال الجميع بأمر إطلاق سراحهن , رغم وجود عشرات آلاف المحتجزين والمعتقلين السوريين والسوريات في سجون بشار , ومنهم كثير من علماء ورجال الدين الإسلامي إن صح التعبير , ممن لا يهتم بهم أحد لا عربيا ولا دوليا .
فلماذا كل هذا الاهتمام بأمر الإفراج عن الراهبات , بينما لا يؤبه لعشرات الآلاف من المعتقلين المسلمين ؟؟ ولماذا هذا الاستقبال الرسمي والشعبي الذي حظيت به الراهبات حين وصولهن - منتصف ليل أمس الأحد - إلى نقطة "جديدة يابوس" على الحدود اللبنانية السورية ، بينما لم يهتم أو يحفل أحد بالسوريات المفرج عنهن .
إنها العنصرية والازدواجية الغربية الصليبية في التمييز في المعاملة بين المسلم وغيره , فبينما تقوم الدنيا ولا تقعد لمقتل واحد منهم أو اعتقاله أو سوء معاملته , لا يكترثون لمقتل آلاف المسلمين ذبحا وقصفا وحصارا وجوعا .
كما أنها تشير إلى مقدار الوهن والضعف والذل الذي وصل إليه المسلمون , فدماؤهم أضحت بلا ثمن , وأعراضهم صارت مستباحة , وديارهم مغتصبة , وأموالهم منهوبة , ومقدساتهم تنتهك , والقادم والمستقبل ربما يحمل المزيد والأسوأ إن لم نتدارك الأمر ونوحد الصف ونعود إلى "الإسلام" مصدر قوتنا وعزتنا .
أما الملاحظة الثانية والأهم : فهي شهادة راهبات معلولا بحسن معاملة المسلمين لهم , وعدم إكراههن على أي أمر أو سلوك , إضافة لتلبية جميع طلباتهن واحتياجاتهن , ناهيك عن احترام معتقداتهن ومنحهن الحرية الكاملة في ممارسة شعائرهن .
كانت الشهادة الأولى من رئيسة دير مار تقلا في معلولا بريف دمشق الراهبة "بيلاجيا سياف" التي قالت للصحفيين بمركز جديدة يابوس الحدودي السوري : إن معاملة الخاطفين من "جبهة النصرة" كانت جيدة , وأشارت إلى أن الراهبات الـ16 المفرج عنهن جميعهن بصحة جيدة ، وأنهن خلعن صلبانهن بملء إرادتهن مسايرة للوضع الذي عشنه ولم يفرض عليهن أحد ذلك .
كما أكدت أكثر من واحدة من الراهبات أنّهن حظين بمعاملة جيدة من الجهة الخاطفة وقالت إحدى الراهبات : إن الخاطفين "عاملونا بكل احترام وطيبة وأخلاق عالية، ولم يتعرضوا لنا بأي ضرب أو أذى" .
وأشارت إلى أن الخاطفين لم يطلبوا منهن أن يخلعوا الصلبان عن صدورهن، وأنهن كن يصلين "بكل حرية وأمان" , وأضافت أنهم كانوا يؤمّنون لهن كل ما يحتاجونه من طعام ومشرب وملبس .
فأين هذه المعاملة من معاملة الغرب للمعتقلين المسلمين , حيث سمعة معتقل "غوانتانامو" السيئة التي انتشرت فظائعه وفضائحه في جميع وسائل الإعلام , ناهيك عن المعتقلات السرية الأمريكية والغربية المنتشرة في شتى أنحاء العالم , والتي لا تقل سوءا عن "غوانتانامو" بالتأكيد .
وإذا كان الغرب الذي يدعي التقدم والتحضر في مجال حقوق الإنسان يفعل ذلك , فلا شك أن أزلامه في العالم العربي والإسلامي يتجاوزون بجرائمهم كل الحدود البشرية والمقاييس الإنسانية .
أما الملاحظة الأخيرة فهي : عدم التركيز الإعلامي على هذه الشهادة أبدا , والمرور عليها مرور الكرام كما يقال , لا لشيء إلا لأنها تصب في صالح الإسلام والثوار المجاهدين في سورية , ولو كان الأمر عكس ذلك لرأيت الزخم والتركيز الإعلامي غير المحدود للنيل من الإسلام وتشويه سمعة المجاهدين .
إن الإسلام يثبت يوما بعد يوم أنه الأصل في سمو المبادئ والقيم , والنموذج والقدوة في السماحة وحسن المعاملة مع غير المسلمين وخاصة مع أهل الكتاب , وإذا كانت شهادة راهبات معلولا وساما على صدور الثوار في سوريا , فإن شهادة المفرج عنهم من سجون بشار وصمة عار على هذا النظام وعلى كل من يسانده أو يتغافل عن جرائمه .