شكر النعمة .. العبادة المغتربة // عمرو سامي
احمد ابوبكر
1435/05/14 - 2014/03/15 03:48AM
غافلون هم الذين يتنعمون بنعم ربهم سبحانه ويلتهون عن شكره , وخاسرون هم الذين ألهتهم النعم عن ذلك الشكر , فتقلبوا فيها ليلا ونهارا بينما هم لا يؤدون حق شكرها من صالح العمل
قال سبحانه واصفا حال قرية كانت مرفهة منعمة تتقلب في أنعم الله فغفلت عن شكره وكفرت بأنعمه ... :" وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون "
وبينما قوم آخرون يرتعون في النعيم , فيطغون مستكبرين عن شكر ربهم بالعمل الصالح , إذ يقلب سبحانه نعيمهم نقمة , ورغدهم خسرانا قال سبحانه : " لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور . فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قلبل , ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور "
قال ابن كثير :" كانت سبأ ملوك اليمن وأهلها ، وكانت التبابعة منهم ، وبلقيس - صاحبة سليمان - منهم ، وكانوا في نعمة وغبطة في بلادهم ، وعيشهم واتساع أرزاقهم وزروعهم وثمارهم . وبعث الله إليهم الرسل تأمرهم أن يأكلوا من رزقه ، ويشكروه بتوحيده وعبادته ، فكانوا كذلك ما شاء الله ثم أعرضوا عما أمروا به ، فعوقبوا بإرسال السيل والتفرق في البلاد ، شذر مذر .. وعوقبوا بالقحط والجذب .. وذلك بسبب كفرهم وشركهم بالله ، وتكذيبهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل"
لقد تعبدنا ربنا سبحانه بالشكر له "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ" لكن كثيرين جعلوا عبادة الشكر عبادة ممسوخة بلا روح، فإما أن يكفر بها أو ينساها أو يرددها بحركات لسان مع قلب غافل وعقل لا يعي معنى شكرها .
لقد سمى سبحانه نفسه "بالشاكر والشكور" أي: الذي يشكر القليل من العمل، ويغفر الكثير من الزلل، ويضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب، ويشكر الشاكرين، ويذكر من ذكره، ومن تقرب إليه بشيء من الأعمال الصالحة، تقرب الله منه أكثر.
ليس ذلك فقط، بل ان الله تعالى وعدنا بمضاعفة الأجر من الحسنات، واتبع الزيادة بالمغفرة للسيئات، والشكر على ذلك كله، فقال تعالى: "وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ"
كذلك أذن الله لعباده المؤمنين بالتمتع من طيباته التي رزقنا إياها بالحلال الطيب، ومتابعة التمتع بها بالشكر له، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ"
ذكر القرطبي أن للشكر ثلاثة أركان , الإقرار بالنعمة للمنعم سبحانه , الاستعانة بها على طاعته , شكر من أجرى النعمة على يده تسخيرا منه إليه.
فما من مسلم إلا ويقر بأن النعم من الله وحده ولكن المشكلة هل هذه النعم يستعان بها على طاعته سبحانه وتعالى، أم على معصيته، فكم ممن انعم الله عليه بالمال والصحة والوقت وأنفقها في المعاصي واللهو والمحرمات! بل قد يحيا العبد ويموت ولا يعلم إلا طريق المعاصي ولا يعلم طريق الهداية ,فكيف ينعم الله عليك وتستعين بنعمه على معصيته!
وانظر إلى حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أن تورمت قدماه من شكر الله على ما أنعم عليه به، فقيل له -صلى الله عليه وسلم- أتفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال صلى الله عليه وسلم: "أفلا أكون عبدا شكورا"البخاري
وكما ألزمنا سبحانه بالشكر له , فقد حذرنا من الكفر بنعمته وجحودها. وحذرنا من أن نسلك مسلك من قبلنا، من أتباع الشرائع الأخرى، أن كفروا بنعم الله وجحدوها، فقال تعالى: " سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"وقال تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ" , فبالشكر تدوم النعم ويزيد الخير وبكفرها تزول النعم ويكثر الخبث .
وينطبع خلق الشكر حتى يحوي الناس أيضا , ففي الحديث "من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل"مسند أحمد ,فإذا كان الله تعالى قد أمرنا بالشكر له، كذلك اتبع شكره بشكر الوالدين فقال تعالى: "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ". وحثنا كذلك على الشكر لمن أبدى لنا الخير فقال صلى الله عليه وسلم: "من صنع إليه معروف فقال لفاعله: "جزاك الله خيرا" فقد أبلغ في الثناء" الترمذي
قال سبحانه واصفا حال قرية كانت مرفهة منعمة تتقلب في أنعم الله فغفلت عن شكره وكفرت بأنعمه ... :" وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون "
وبينما قوم آخرون يرتعون في النعيم , فيطغون مستكبرين عن شكر ربهم بالعمل الصالح , إذ يقلب سبحانه نعيمهم نقمة , ورغدهم خسرانا قال سبحانه : " لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور . فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قلبل , ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور "
قال ابن كثير :" كانت سبأ ملوك اليمن وأهلها ، وكانت التبابعة منهم ، وبلقيس - صاحبة سليمان - منهم ، وكانوا في نعمة وغبطة في بلادهم ، وعيشهم واتساع أرزاقهم وزروعهم وثمارهم . وبعث الله إليهم الرسل تأمرهم أن يأكلوا من رزقه ، ويشكروه بتوحيده وعبادته ، فكانوا كذلك ما شاء الله ثم أعرضوا عما أمروا به ، فعوقبوا بإرسال السيل والتفرق في البلاد ، شذر مذر .. وعوقبوا بالقحط والجذب .. وذلك بسبب كفرهم وشركهم بالله ، وتكذيبهم الحق وعدولهم عنه إلى الباطل"
لقد تعبدنا ربنا سبحانه بالشكر له "فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ" لكن كثيرين جعلوا عبادة الشكر عبادة ممسوخة بلا روح، فإما أن يكفر بها أو ينساها أو يرددها بحركات لسان مع قلب غافل وعقل لا يعي معنى شكرها .
لقد سمى سبحانه نفسه "بالشاكر والشكور" أي: الذي يشكر القليل من العمل، ويغفر الكثير من الزلل، ويضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب، ويشكر الشاكرين، ويذكر من ذكره، ومن تقرب إليه بشيء من الأعمال الصالحة، تقرب الله منه أكثر.
ليس ذلك فقط، بل ان الله تعالى وعدنا بمضاعفة الأجر من الحسنات، واتبع الزيادة بالمغفرة للسيئات، والشكر على ذلك كله، فقال تعالى: "وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْنًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ"
كذلك أذن الله لعباده المؤمنين بالتمتع من طيباته التي رزقنا إياها بالحلال الطيب، ومتابعة التمتع بها بالشكر له، فقال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ"
ذكر القرطبي أن للشكر ثلاثة أركان , الإقرار بالنعمة للمنعم سبحانه , الاستعانة بها على طاعته , شكر من أجرى النعمة على يده تسخيرا منه إليه.
فما من مسلم إلا ويقر بأن النعم من الله وحده ولكن المشكلة هل هذه النعم يستعان بها على طاعته سبحانه وتعالى، أم على معصيته، فكم ممن انعم الله عليه بالمال والصحة والوقت وأنفقها في المعاصي واللهو والمحرمات! بل قد يحيا العبد ويموت ولا يعلم إلا طريق المعاصي ولا يعلم طريق الهداية ,فكيف ينعم الله عليك وتستعين بنعمه على معصيته!
وانظر إلى حال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، أن تورمت قدماه من شكر الله على ما أنعم عليه به، فقيل له -صلى الله عليه وسلم- أتفعل ذلك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فقال صلى الله عليه وسلم: "أفلا أكون عبدا شكورا"البخاري
وكما ألزمنا سبحانه بالشكر له , فقد حذرنا من الكفر بنعمته وجحودها. وحذرنا من أن نسلك مسلك من قبلنا، من أتباع الشرائع الأخرى، أن كفروا بنعم الله وجحدوها، فقال تعالى: " سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ"وقال تعالى: " أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ" , فبالشكر تدوم النعم ويزيد الخير وبكفرها تزول النعم ويكثر الخبث .
وينطبع خلق الشكر حتى يحوي الناس أيضا , ففي الحديث "من لم يشكر الناس لم يشكر الله عز وجل"مسند أحمد ,فإذا كان الله تعالى قد أمرنا بالشكر له، كذلك اتبع شكره بشكر الوالدين فقال تعالى: "أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ". وحثنا كذلك على الشكر لمن أبدى لنا الخير فقال صلى الله عليه وسلم: "من صنع إليه معروف فقال لفاعله: "جزاك الله خيرا" فقد أبلغ في الثناء" الترمذي