شكر المُنعم، وسر الوحدة
د عبدالعزيز التويجري
1443/02/08 - 2021/09/15 21:31PM
الخطبة الأولى : شكر المُنعم، وسر الوحدة 10/2/1443هـ
الحمد لله الذي لا يبلغُ مِدحَتَه القائلون، ولا يُحصِي نعماءَه العادُّون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا رب غيره ولا إله سواه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه و من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد
يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبو بكرة وأصيلا
فضائل ربنا علينا لا تعد ولا تحصى، وجميله وإحسانه يُغدق علينا بالغدو والآصال.
لو كنتُ أعرفُ فوق الشكرِ منزلةُ ** أعلى من الشكرِ عند اللهِ في الثمنِ
إذاً منحتكـــــــــــــــها ربي مهذبـــــــــــــــــــةُ ** شكراً على صنعِ ما أوليتَ من حسنٍ
أنعم الله علينا نعم لم تشهد الدنيا لها مثيلًا ، يعبد الإنسانُ ربَهُ آمنا ظاهراً ، ويختارُ من الطيباتِ ما لذ وطاب..
خَرَجَ رَسُولُ اللهِ r ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: «مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟» قَالَا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللهِ،، قَالَ: «وَأَنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا»، فَقَامُوا مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي، قَالَ: فَانْطَلَقَ، فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ: كُلُوا مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ، فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ r لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ " أخرجه مسلم
أي عذرٍ لنا عند ربِنا إذا لم نشكره، وأي بقاءٍ نستحقه، إذا أنكرنا جميلَه، وآلائُه ونعمائُه تغشانا بالليلِ والنهار.( كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ)
لايُزيل النعمَ، ولا يهلكُ الأممَ إلا البطرَ والأشر{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا)
العمل بتقواه شكر لله (فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
لايحس بنعمة الأمن إلا من يتجرع الحروب والإضطراب والنهب والسلب ، ولا يتذكر طيب العيش إلا من يقاسي شدة الجوع والمسغبة .
غرس الوحدة وتحقيق الأمن ليست شعارات ترفع أو عبارات تردد، إنما هي ترسيخ مبادئ الوحدة بالاجتماع على تشريعات هذا الدين الخالدة، وأحكامه العادلة، وأخلاقياته السامقه، ومواجهة كل إفساد يستهدف هدم جدار أمننا ويحطم أخلاقنا وعقيدتنا .
تحقيق الأمن والمحافظة علية تكمُن في الثبات على العقيدة والتوحيد، والاعتصام بالكتاب والسنة، ونبذ الخلاف والفرقة {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}
إخلال بالأمن وخرق لوحدة البلد حين تُزعزع مبادئ العقيدة، ويشكك في قطعيات الدين ومسلمات الشريعة {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ r فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ r: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ r، فَقَالَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ "، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْشُدُكَ اللهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ r؟ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ، وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ، وَقَالَ: «سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي»، أخرجه مسلم
استغفر الله لي ولكم وللمسلمين فاستغفروه إن ربي رحيم ودود
الخطبة الثانية : الحمدُ لله وكفى، والصلاة والسلام على عبده المصطَفى، وعلى آله وصحبه ومَن اجتبى... أما بعد:
العمل بتقوى الله هي اساس اجتماع الكلمة ووحدة الصف (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون)
سر وحدتنا وتآلفنا وأمننا ورخائنا هو هذا الدين القويم ، بعقيدته الراسخه، وإقامة شعائره الظاهره، والتحلي بأخلاقه العالية ، وارتداءِ نسائه لباس الحشمة والحجاب والحياء، وأن كل إخلال بهذه الثوابت وتقصير في هذه المباديء ينشأ عنه خلل في الرخاء والأمن والنماء(وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاق ها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون .. )
المواطن الحق .. إيجابي في تعامله مع المنكر، يأنف منه ولايألفه، ويرغب عنه ولايرغبه، ينكر المنكر ولو كان من المذنبين وذلك بأضعف الإيمان .. بكراهية المنكر في قلبه وهجره ببدنه.
المواطن الحق .. ثابت في طريقه إلى الله يتقدم ولايتأخر .. لايقبل أن يدنس سمعه بالمعازف والألحان، أو يلج أماكن يذهب فيها حياء النساء وقوامة الرجال .
تربية الأسرةِ والمجتمعِ على الشكر واجب المُنعم، وركيزةُ أمانٍ لبقاء النعم {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
اللهم أدم علينا أمننا ورخائنا والتمسك بديننا، اللهم زدنا من خيرك وبرك وأحسانك وجعلنا لنعمك شاكرين ولأوامرك ونواهيك ممتثلين .
اللهم آمنا في دورنا واصلح ولاة امورنا وانصر المرابطين على ثغور بلادنا ...
الحمد لله الذي لا يبلغُ مِدحَتَه القائلون، ولا يُحصِي نعماءَه العادُّون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، لا رب غيره ولا إله سواه، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه و من اقتفى أثره واتبع منهجه بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد
يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبو بكرة وأصيلا
فضائل ربنا علينا لا تعد ولا تحصى، وجميله وإحسانه يُغدق علينا بالغدو والآصال.
لو كنتُ أعرفُ فوق الشكرِ منزلةُ ** أعلى من الشكرِ عند اللهِ في الثمنِ
إذاً منحتكـــــــــــــــها ربي مهذبـــــــــــــــــــةُ ** شكراً على صنعِ ما أوليتَ من حسنٍ
أنعم الله علينا نعم لم تشهد الدنيا لها مثيلًا ، يعبد الإنسانُ ربَهُ آمنا ظاهراً ، ويختارُ من الطيباتِ ما لذ وطاب..
خَرَجَ رَسُولُ اللهِ r ذَاتَ يَوْمٍ فَإِذَا هُوَ بِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ، فَقَالَ: «مَا أَخْرَجَكُمَا مِنْ بُيُوتِكُمَا هَذِهِ السَّاعَةَ؟» قَالَا: الْجُوعُ يَا رَسُولَ اللهِ،، قَالَ: «وَأَنَا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَأَخْرَجَنِي الَّذِي أَخْرَجَكُمَا، قُومُوا»، فَقَامُوا مَعَهُ، فَأَتَى رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ فَنَظَرَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ مَا أَحَدٌ الْيَوْمَ أَكْرَمَ أَضْيَافًا مِنِّي، قَالَ: فَانْطَلَقَ، فَجَاءَهُمْ بِعِذْقٍ فِيهِ بُسْرٌ وَتَمْرٌ وَرُطَبٌ، فَقَالَ: كُلُوا مِنْ هَذِهِ، وَأَخَذَ الْمُدْيَةَ، فَذَبَحَ لَهُمْ، فَأَكَلُوا مِنَ الشَّاةِ وَمِنْ ذَلِكَ الْعِذْقِ وَشَرِبُوا، فَلَمَّا أَنْ شَبِعُوا وَرَوُوا، قَالَ رَسُولُ اللهِ r لِأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَتُسْأَلُنَّ عَنْ هَذَا النَّعِيمِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمُ الْجُوعُ، ثُمَّ لَمْ تَرْجِعُوا حَتَّى أَصَابَكُمْ هَذَا النَّعِيمُ " أخرجه مسلم
أي عذرٍ لنا عند ربِنا إذا لم نشكره، وأي بقاءٍ نستحقه، إذا أنكرنا جميلَه، وآلائُه ونعمائُه تغشانا بالليلِ والنهار.( كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ)
لايُزيل النعمَ، ولا يهلكُ الأممَ إلا البطرَ والأشر{وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا)
العمل بتقواه شكر لله (فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)
لايحس بنعمة الأمن إلا من يتجرع الحروب والإضطراب والنهب والسلب ، ولا يتذكر طيب العيش إلا من يقاسي شدة الجوع والمسغبة .
غرس الوحدة وتحقيق الأمن ليست شعارات ترفع أو عبارات تردد، إنما هي ترسيخ مبادئ الوحدة بالاجتماع على تشريعات هذا الدين الخالدة، وأحكامه العادلة، وأخلاقياته السامقه، ومواجهة كل إفساد يستهدف هدم جدار أمننا ويحطم أخلاقنا وعقيدتنا .
تحقيق الأمن والمحافظة علية تكمُن في الثبات على العقيدة والتوحيد، والاعتصام بالكتاب والسنة، ونبذ الخلاف والفرقة {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}
إخلال بالأمن وخرق لوحدة البلد حين تُزعزع مبادئ العقيدة، ويشكك في قطعيات الدين ومسلمات الشريعة {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}
أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ، فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ، فَقَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ r فِي سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ، إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللهِ r: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ r، فَقَالَ: " إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ، فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ "، فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَقُلْتُ لَهُ: أَنْشُدُكَ اللهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ r؟ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ، وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ، وَقَالَ: «سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ، وَوَعَاهُ قَلْبِي»، أخرجه مسلم
استغفر الله لي ولكم وللمسلمين فاستغفروه إن ربي رحيم ودود
الخطبة الثانية : الحمدُ لله وكفى، والصلاة والسلام على عبده المصطَفى، وعلى آله وصحبه ومَن اجتبى... أما بعد:
العمل بتقوى الله هي اساس اجتماع الكلمة ووحدة الصف (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون)
سر وحدتنا وتآلفنا وأمننا ورخائنا هو هذا الدين القويم ، بعقيدته الراسخه، وإقامة شعائره الظاهره، والتحلي بأخلاقه العالية ، وارتداءِ نسائه لباس الحشمة والحجاب والحياء، وأن كل إخلال بهذه الثوابت وتقصير في هذه المباديء ينشأ عنه خلل في الرخاء والأمن والنماء(وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاق ها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون .. )
المواطن الحق .. إيجابي في تعامله مع المنكر، يأنف منه ولايألفه، ويرغب عنه ولايرغبه، ينكر المنكر ولو كان من المذنبين وذلك بأضعف الإيمان .. بكراهية المنكر في قلبه وهجره ببدنه.
المواطن الحق .. ثابت في طريقه إلى الله يتقدم ولايتأخر .. لايقبل أن يدنس سمعه بالمعازف والألحان، أو يلج أماكن يذهب فيها حياء النساء وقوامة الرجال .
تربية الأسرةِ والمجتمعِ على الشكر واجب المُنعم، وركيزةُ أمانٍ لبقاء النعم {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}
اللهم أدم علينا أمننا ورخائنا والتمسك بديننا، اللهم زدنا من خيرك وبرك وأحسانك وجعلنا لنعمك شاكرين ولأوامرك ونواهيك ممتثلين .
اللهم آمنا في دورنا واصلح ولاة امورنا وانصر المرابطين على ثغور بلادنا ...
المرفقات
1631741497_شُكر المُنعم ، وسر الوحدة.pdf
1631741506_شُكر المُنعم ، وسر الوحدة.docx