شُكْرَ اللهِ عَلَى نِعمَةٌ الأمْنُ -خَطَرُ الشَّائِعَاتِ -طَاعَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ

محمد البدر
1445/10/16 - 2024/04/25 02:54AM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.وَقَالَﷺ:«مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ آمِنًا فِي سِرْبِهِ عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَابنُ مَاجَهْ وَغَيرُهُمَا وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.إِنَّ الأَمنَ وَالاطمِئنَانَ مَطلَبٌ لكل العالم، وَبِهِ امتَنَّ اللهُ عَلَى المَمْلَكَةُ العَرَبِيَّةُ السّعُوْدِيَّةُ،فَالأَمَنُ نِعمَةٌ،وَكَذَا الاستِقْرَارُ وَالرِّزقُ الوَافِرُ، وَالرَّخَاءُ وَالصِّحَّةُ، وَالتَّعلِيمُ ،إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ النِّعَمِ الَّتِي نَرفُلُ فِي أَثوَابِهَا، وَنَتَقَلَّبُ فِي نَعِيمِهَا،ذَلِكَ جَمِيعُهُ مِمَّا يَستَوجِبُ الشُّكْرَ،قَالَ تَعَالَى:﴿وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾.وَقَالَ تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾.وَقَالَﷺ«كَفَى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أَنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ» رَوَاهُ مُسْلِمٌ.فالشَّائِعَاتِ من وسائل الحروب والتدمير قديماً وحديثاً، وهي من أخطر الأسلحة ومن أقوى وسائل التدمير المعنوي والمادي للأفراد والمجتمعات فإن الإشاعات اليوم تنتشر بسرعة فائقة،ساعد على انتشارها وسائل الاتصالات الحديثة والقنوات الفضائية ،فكم من أخبارٍ كاذبةٍ ومعلوماتٍ خاطئة،واتهاماتٍ باطلة،وإشاعاتٍ مغرضة تُنشَر ضد أفرادٍ أو مجتمعاتٍ أو شعوبٍ أو دول، فكثير من الناس لا يتثبّت ولا يتحرّى الصدق ولا يتأنّى بل يُشارك في نقلها ولا يُدرِك أن ناقل الكذب والمروِّج له، مُعينٌ على الشرّ والعدوان، ناشرٌ للإثم والظلم،وبسبب الشَّائِعَاتِ حُرم الكثير من الدول الأسلامية من نعمة الأمن ذلك لأنها صدقة الشَّائِعَاتِ وخالفت هدى النبيﷺفي باب الجهاد والطاعة لولاة الأمر والخُرُوجَ عَلى الحُكَّامِ ومُنَازَعَتَهُمْ أمرَهُمْ،واعلموا أن من أبرز أسباب تحقق الأمن والرخاء هو طاعة الله ورسوله وطاعة ولي الأمر التي  أمر الله بها قَالَ تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ﴾.فهم الآن يَتَمَنَّون أن يعود إليهم الأَمنُ ولا يُرِيدُونَ أَكثَرَ مِن أَن يَزُولَ عَنهُم الخَوفِ وَالرُّعبِ الَّذِي بُلُوا بِهِ بَينَ أَهلِيهِم وَفي دِيَارِهِم، وَأَن يَتَحَقَّقَ لهمُ الأَمنُ النَّفسِيُّ وَطُمَأنِينَةُ القُلُوبِ، وَأَن يُحِسُّوا بِالسَّكِينَةِ في مَسَاكِنِهِم وَيَشعُرُوا بِالرَّاحَةِ في مَوَاطِنِهِم.قَالَ تَعَالَى:﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ﴾.

أَقُولُ قَوْلِي هَذَا...


 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾يَقُولُ ابنُ كَثيرٍ رَحِمهُ الله:المُرَابَطَةُ هِيَ حِفْظُ ثُغُورِ المُسْلِمينَ وصَيَانَتُهَا عَنْ دُخُولِ الأعْدَاءِ إلى حَوزَةِ بِلادِ المسْلِمينَ.اهـ. وَقَالَﷺ«رِبَاطُ يَومٍ فِي سَبيلِ الله خَيرٌ مِنَ الدُّنْيَا ومَا عَلَيْهَا»رَواهُ البُخَاريُّ. وَقَالَﷺ«رِبَاطُ يَومٍ ولَيلَةٍ خَيرٌ مِنْ صِيامِ شَهرٍ وقِيَامِهِ، وإنْ مَاتَ جَرَى عَلَيهِ رِزْقَهُ وأمِنَ الفَتَّانَ»رَوَاهُ مُسْلِمُ.وَقَالَﷺ«أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ حَارِسٌ حَرَسَ فِي أَرْضِ خَوْفٍ لَعَلَّهُ أَنْ لاَ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ. فعلينا أن نشكرالله صباحاً ومساءً على ما من به من رجال مخلصين في الحد الجنوبي يقومون بحفظ الثغور والرباط في سبيل الله،فهم أبطال بحق فقد تركوا الوالدين والأبناء والزوجات وكل ملذات الدنيا من أجل أن تعيش هذه البلاد في أمن وأمان أنسأل الله أن ينصرهم ويثبت أقدامهم ويعز بلد التوحيد.

عِبَادَ اللَّهِ:ينبغى أن نشكر الله على هذه النعم نِعمَةُ الاسلام أولاً وَ نِعمَةُ التَّوحيدِ والسُّنَّةِ وَ نِعمَةُ الأمْنُ وَالأَمَانُ وَ نِعمَةُ إقامة شَرْعَ الله،في ظل شريعة سمحة وتحت قيادة حكيمة ونعمة اللحمة الوطنية واجتماع الكلمة ووحدة الصف وَلله الحمد وَالمنة قَالَ تَعَالَى:﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾.

فاتَّقُوا اللهَ عِبادَ اللهِ، والزَمُوا طَاعَتَهُ والتَّقَرُّبَ إليهِ، وكُونُوا قَائِمينَ بالأمْنِ سَاعِينَ إليهِ، وإيَّاكُمْ والنِّزَاعَ والشِّقاقَ ومُخَالَفَةَ وُلَاةِ الْأَمْرِ.

عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد.وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن صحابته أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين،اللّهمّ أعِزّ الإسلامَ والمسلمين، وأذِلَّ الشِّركَ والمشركين، ودمِّر أعداءَ الدّين،واحفظ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وأيِّد بالحق إمامنا ووليّ أمرنا، اللّهمّ وهيّئ له البِطانة الصالحة الناصحة الصادِقة التي تدلُّه على الخير وتعينُه عليه، واصرِف عنه بطانةَ السوء يا ربَّ العالمين، واللهم وفق جميع ولاة أمر المسلمين لما فيه صلاح الإسلام والمسلمين يا ذا الجلال والإكرام.﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذكروا الله يذكركم،واشكروه على نعمه يزدكم.﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

المرفقات

1714002966_شُكْرَ اللهِ عَلَى نِعمَةٌ الأمْنُ –خَطَرُ الشَّائِعَاتِ -طَاعَةُ وُلَاةِ الْأَمْرِ.pdf

المشاهدات 1281 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا