شروط الضربة العسكرية لنظام الأسد
احمد ابوبكر
1434/10/24 - 2013/08/31 03:17AM
بدأ الغرب يكشر عن أنيابه أخيرا تجاه نظام بشار الأسد بعد الجريمة المروعة التي نفذها ضد المدنيين الأبرياء في الغوطة وقتل وأصاب الآلاف في عملية إبادة جماعية بامتياز بالسلاح الكيماوي وعلى مرأى ومسمع من المفتشين الدوليين الذين بدأوا التحرك بعد فوات الأوان..
الغرب وجد نفسه في حرج بعد أن أظهر الأسد تحديا واضحا له ولم يحترم غض الطرف الذي دأب على التعامل معه به طوال الفترة الماضية..لقد وجد الغرب نفسه أمام خيارات محدودة بعد تزايد الضغوط الشعبية والإعلامية وانتشار صور الأطفال المختنقين من أثار الغاز الذي قصفهم به الأسد وتواتر الشهادات من الاطباء على أن جريمة استخدام الكيماوي لا لبس فيها ومع دخول المفتشين الدوليين لمكان المجزرة ومقابلتهم للضحايا أصبح لابد من قرار يحفظ ماء الوجه..القرار لم يتخذ بعد كما صرح بذلك البيت الأبيض ووزير الدفاع الأمريكي ولكن كل التوجهات تشير إلى أن هناك ضربة عسكرية ما في الأفق وعلى الأغلب فهي صاروخية محدودة أشبه بالعقاب الوقتي على موضوع السلاح الكيماوي, حيث أكد رئيس الوزراء البريطاني أن أي ضربة ستوجه لنظام الأسد ستكون محدود حتى لا تؤدي لحرب واسعة في منطقة الشرق الأوسط وهو أمر لا تحبذه جميع الاطراف..
ولا تشمل الضربة فيما يبدو هجمات بالطائرات علىى الأقل في البداية لأن الأسد لا يزال يملك قوة دفاع صاروخي روسي تمنع الغرب من المغامرة في هذه المرحلة بخسارة عدد من طائراته قبل أن يمهد لها بقصف الرادارات والحائط الصاروخي..الغرب أكد بوضوح أنه لا يهدف لإسقاط نظام الأسد من وراء الضربة المتوقعة وأن كل ما يهدف إليه هو الرد على استخدام السلاح الكيماوي وكأن الـ 100 ألف قتيل الذين سقطوا قبل ذلك ليسوا ضحايا لنظام فاشي!..
ما يلفت الانتباه هو الموقف الروسي الذي وضح أنه تراجع أكثر من خطوة للخلف فقد أكدت موسكو أنها لن تدخل الحرب من أجل سوريا, مشيرة إلى أنها ستسحب بوارجها الحربية من قاعدته البحرية الاستراتيجية من ميناء طرطوس السوري, وهو ما يظهر نوع من التوافق الغربي على عملية محدودة لا يسقط فيها نظام الأسد ويحتفظ الغرب بنفوذه من أجل ضمان مستقبل الحكم في سوريا بعيدا عما يسميه "التطرف الإسلامي" وهي القضية الابرز في هذا التوقيت؛ فالغرب لا يريد أن يضعف نظام الأسد إلى الحد الذي يجعل المعارضة تستطيع الإطاحة به قبل أن يضمن تركيبة معينة فيها تستبعد الإسلاميين وبالتالي فهو يشترط على المعارضة استبعاد جماعات إسلامية بعينها يعتبرها "متشددة" كما اشترط من قبل عندما أعلن عن تسليح الثوار في قتالهم ضد نظام بشار الأسد..
إن الضربات التي ينوي التحالف الغربي توجيهها للأسد على شاكلة ضربات كوسوفا ضد الصرب قد تؤثر على حيوية هذه القوات ولكنها لن تجبرها على الخضوع كما حدث في كوسوفا ففي كوسوفا تزحزحت القوات الصربية إلى الجمهوريات المجاورة التابعة لها أما الأسد فهو قد يترك بعض المناطق وينحاز لمناطق أكثر أمنا وهو ما يمهد لتقسيم سوريا إلى دويلات وهو أمر جد خطير على مستقبل المنطقة بأسرها وإن كان يرضي فيما يبدو أصحاب المصالح والنفوذ في هذا الصراع مثل إيران وأمريكا..فإيران قد تجد أنه من المناسب بعد كل ماحدث وبدلا من خسران حليف مثل الأسد بشكا نهائي أن تقوم دولة علوية موالية لها في الساحل السوري, كما ترى الولايات المتحدة أن تقسيم سوريا سيجهز على أحد أكبر الجيوش الذي قد يمثل خطرا مستقبليا على حليفتها "إسرائيل" وفي نفس الوقت يمنح الثوار دولة يعيشون فيها بعيدا عن نظام الأسد وينشغل كل طرف بالآخر وتخرج سوريا من معادلة القوة في المنطقة...إن الأيام القادمة قد تجيب على جميع الأسئلة الحائرة وقد تفجر ما هو أخطر.
المصدر: المسلم
الغرب وجد نفسه في حرج بعد أن أظهر الأسد تحديا واضحا له ولم يحترم غض الطرف الذي دأب على التعامل معه به طوال الفترة الماضية..لقد وجد الغرب نفسه أمام خيارات محدودة بعد تزايد الضغوط الشعبية والإعلامية وانتشار صور الأطفال المختنقين من أثار الغاز الذي قصفهم به الأسد وتواتر الشهادات من الاطباء على أن جريمة استخدام الكيماوي لا لبس فيها ومع دخول المفتشين الدوليين لمكان المجزرة ومقابلتهم للضحايا أصبح لابد من قرار يحفظ ماء الوجه..القرار لم يتخذ بعد كما صرح بذلك البيت الأبيض ووزير الدفاع الأمريكي ولكن كل التوجهات تشير إلى أن هناك ضربة عسكرية ما في الأفق وعلى الأغلب فهي صاروخية محدودة أشبه بالعقاب الوقتي على موضوع السلاح الكيماوي, حيث أكد رئيس الوزراء البريطاني أن أي ضربة ستوجه لنظام الأسد ستكون محدود حتى لا تؤدي لحرب واسعة في منطقة الشرق الأوسط وهو أمر لا تحبذه جميع الاطراف..
ولا تشمل الضربة فيما يبدو هجمات بالطائرات علىى الأقل في البداية لأن الأسد لا يزال يملك قوة دفاع صاروخي روسي تمنع الغرب من المغامرة في هذه المرحلة بخسارة عدد من طائراته قبل أن يمهد لها بقصف الرادارات والحائط الصاروخي..الغرب أكد بوضوح أنه لا يهدف لإسقاط نظام الأسد من وراء الضربة المتوقعة وأن كل ما يهدف إليه هو الرد على استخدام السلاح الكيماوي وكأن الـ 100 ألف قتيل الذين سقطوا قبل ذلك ليسوا ضحايا لنظام فاشي!..
ما يلفت الانتباه هو الموقف الروسي الذي وضح أنه تراجع أكثر من خطوة للخلف فقد أكدت موسكو أنها لن تدخل الحرب من أجل سوريا, مشيرة إلى أنها ستسحب بوارجها الحربية من قاعدته البحرية الاستراتيجية من ميناء طرطوس السوري, وهو ما يظهر نوع من التوافق الغربي على عملية محدودة لا يسقط فيها نظام الأسد ويحتفظ الغرب بنفوذه من أجل ضمان مستقبل الحكم في سوريا بعيدا عما يسميه "التطرف الإسلامي" وهي القضية الابرز في هذا التوقيت؛ فالغرب لا يريد أن يضعف نظام الأسد إلى الحد الذي يجعل المعارضة تستطيع الإطاحة به قبل أن يضمن تركيبة معينة فيها تستبعد الإسلاميين وبالتالي فهو يشترط على المعارضة استبعاد جماعات إسلامية بعينها يعتبرها "متشددة" كما اشترط من قبل عندما أعلن عن تسليح الثوار في قتالهم ضد نظام بشار الأسد..
إن الضربات التي ينوي التحالف الغربي توجيهها للأسد على شاكلة ضربات كوسوفا ضد الصرب قد تؤثر على حيوية هذه القوات ولكنها لن تجبرها على الخضوع كما حدث في كوسوفا ففي كوسوفا تزحزحت القوات الصربية إلى الجمهوريات المجاورة التابعة لها أما الأسد فهو قد يترك بعض المناطق وينحاز لمناطق أكثر أمنا وهو ما يمهد لتقسيم سوريا إلى دويلات وهو أمر جد خطير على مستقبل المنطقة بأسرها وإن كان يرضي فيما يبدو أصحاب المصالح والنفوذ في هذا الصراع مثل إيران وأمريكا..فإيران قد تجد أنه من المناسب بعد كل ماحدث وبدلا من خسران حليف مثل الأسد بشكا نهائي أن تقوم دولة علوية موالية لها في الساحل السوري, كما ترى الولايات المتحدة أن تقسيم سوريا سيجهز على أحد أكبر الجيوش الذي قد يمثل خطرا مستقبليا على حليفتها "إسرائيل" وفي نفس الوقت يمنح الثوار دولة يعيشون فيها بعيدا عن نظام الأسد وينشغل كل طرف بالآخر وتخرج سوريا من معادلة القوة في المنطقة...إن الأيام القادمة قد تجيب على جميع الأسئلة الحائرة وقد تفجر ما هو أخطر.
المصدر: المسلم