شدة الحر من فيح جهنم
د صالح بن مقبل العصيمي
1445/01/16 - 2023/08/03 14:40PM
شِدَّةُ الحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّم
الخُطْبَةُ الْأُولَى:
إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا . أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
1-عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ تَعْرِيضِ النَّفْسِ لِمَا فِيهِ ضَرَرٌ عَلَيْهَا، وَمِنْ ذَلِكَ الوُقُوفُ فِي الشَّمْسِ، وَالتَّعَرُّضُ لِأَضْرَارِهَا وَضَرَبَاتِهَا 2-(فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: (بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلَا يَقْعُدَ, وَلَا يَسْتَظِلَّ, وَلَا يَتَكَلَّمَ, وَيَصُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: مُرُوهُ فَلْيَتَكَلَّمْ, وَلْيَسْتَظِلَّ, وَلْيَقْعُدْ, وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ
3-فَسَبَبُ وَقْفَتِهِ نَذْرٌ جَعَلَهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مُرْهُ وَلْيَسْتَظِلَّ" مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ، فَقَدْ أَمَرَهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالطَّاعَةِ واليُسْرِ، والاسْتِظْلَالِ، وَالقُعُودِ
4-فَالنَّذْرُ لَا يَصِحُّ إِلَّا فِيمَا فِيهِ قُرْبَةٌ, وَمَا لَا قُرْبَةَ فِيهِ فَنَذْرُهُ لَغْوٌ لَا عِبْرَةَ بِهِ. فَالدِّينُ مَبْنَاهُ عَلَى اليُسْرِ وَعَدَمِ الْمَشَقَّةِ، والنَّذْرُ لَا يَقَعُ إلَّا فِي الطَّاعَاتِ؛ فَلَا يُكلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا.
5-إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِ الْعَبْدِ لِنَفْسِهِ وَتَكْلِيفِهَا مَا تَعْجِزُ عَنهُ وَلَا تَقدِرُ عَلَيْهِ (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
6-عِبَادَ اللهِ:إِنَّ الْعَبْدَ مَأْمُورٌ بِأَنْ يَحْمِيَ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَضْرَارِ الْعَظِيمَةِ النَّاتِجَةِ عَنْ حَرارَةِ الشَّمْسِ، وَحِمَايَةِ غَيْرِهِ مِمَّنْ لَهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَةٌ وَوِلَايَةٌ.
7-وَالْعَامِلِينَ فِي مُؤَسَّسَتِهِ وَشَرِكَاتِهِ، وَعَدَمِ تَكْلِيفِهِمْ بِالْعَمَلِ تَحْتَ هَذِهِ الْحَرارَةِ؛ فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ فِي نَفْسِهِ وَفِي مُوَظَّفِي شَرِكَتِهِ .وَالْتِزَام الأَنْظِمَة الَّتِيْ فَرَضَتْهَا الجِهَاتُ المَسْؤُولَة.
8-عِبَادَ اللهِ..قَالَ ﷺ: (اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ؛ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
9-فَشِدَّةُ الْحَرِّ وَشِدَّةُ الْبَرْدِ هُمَا مِنْ أَثَرِ نَفَسَيْ جَهَنَّمَ؛ فَأَشَدُّ مَا نَجِدُ مِنَ الْحَرِّ يَكُونُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ
10-فَهَذَا الْحَرُّ الَّذِي يَعِيشُهُ النَّاسُ فِي كَافَّةِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ؛ وَقَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهَا.
11-فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَّقِ هَذِهِ الشَّمْس المُحْرِقَة؛وَحِمَايَةُ فَلَّذَات الأَكْبَادِ مِنْهَا، وَمِنْ أَضْرَارِهَا وَآثَارِهَا، فَصِغَارُ السِّنِ لَا يَعُوْنَ خُطُورَتهَا،خَاصَةً فِيْ وَقْتِ الظَّهِيْرَةِ، وَبَعْضُ الآبَّاءِ وَالأُمّهَاتِ فِيْ غَفْلَةٍ عَنْهُمْ.
12-فالْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ يَسْعَوْنَ جَاهِدِينَ لإِيجَادِ سُبُلٍ لِلْوِقَايَةِ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ
13-فَيَسْتَخْدِمُونَ الْعَوَازِلَ الْحَرارِيَّةَ فِي بِنَاءِ بُيُوتِهِمْ؛ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ شِدَّةِ حَرِّ الشَّمْسِ
14-وَيَسْتَخْدِمُونَ الْمُكَيِّفَاتِ لِتَبْرِيدِ الْهَوَاءِ؛ لِيَهْنَؤُوا بِجَوٍّ بَارِدٍ طِيلَةَ يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ
15-وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْبَيْتِ اسْتَظَلَّ بِظِلِّ شَجَرَةٍ، أَوْ بَيْتٍ، أَوْ جِدارٍ، أَوْ سَيَّارَةٍ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، كُلُّ هَذَا اتِّقَاءً لِحَرِّ الشَّمْسِ، 16-وَهَذَا الظِّلُّ وَالْفَيْءُ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، 17-وَاسْمَعُوا لِقَوْلِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي هَذَا الشَّأْنِ : {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ * فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} .
18-آيَاتٌ عَظِيمَةٌ تُبَيِّنُ رَحْمَةَ اللهِ تَعَالَى بِعِبَادِهِ، وَشَفَقَتَهُ عَلَيْهِمْ، أَنْ هَيَّأَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ بِهِ شِدَّةَ الْحَرِّ، وَقَيْظَ الشَّمْسِ
19-فِيَا لَهُ مِنْ رَبٍّ عَظِيمٍ، كَرِيمٍ! فَهَلْ قُمْنَا بِحَقِّ شُكْرِ هَذِهِ النِّعْمَةِ، أَمْ أَنَّنَا غَفَلْنَا عَنْهَا كَمَا غَفَلْنَا عَنْ شُكْرِ نِعَمٍ كَثِيرَةٍ؟
20-وَالْمُنَظَّمَاتُ الصِّحِّيَّةُ تُوصِي بِعَدَمِ الْمَشْيِ فِي الشَّمْسِ؛ لِكَيْلَا يَتَعَرَّضَ الشَّخْصُ لِضَرْبَةِ شَمْسٍ تُخِلُّ بِدِمَاغِهِ؛ حِفَاظًا عَلَى صِحَّةِ الْإِنْسَانِ وَعَقْلِهِ مِنْ حَرارَةِ الشَّمسِ الشَّدِيدَةِ وَالْمُلْتَهِبَةِ صَيْفًا؛
21-وَأَنْظِمَةُ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ - تَقُومُ عَلَى مَنْعِ تَشْغِيلِ الْعُمَّالِ مَيْدَانِيًّا إِذَا تَجَاوَزَتِ الْحَرارَةُ دَرَجَاتٍ مُعَيَّنَةً؛ حِفَاظًا عَلَيْهِمْ
22-بَلْ وَتَضَعُ فِي الْمَشَاعِرِ وَغَيْرِهَا مُلَطِّفَاتٍ لِلْأَجْوَاءِ؛ حِفَاظًا عَلَى صِحَّةِ وَسَلَامَةِ النَّاسِ عَامَّةً.
23-فَعَلَى الْمُسْلِمِ اتِّبَاعِ التَّعْلِيْمَات الصَّادِرَةِ مِنْ وِزَارَةِ الصِّحَّةِ بِشَأْنِ التَّعْلِيْمَات الخَاصَّةِ بِالوِقَايَةِ مِنْ ضَرَبَاتِ الشَّمْسِ لِأَنَّ حِفْظَ النَّفْسِ مِن الضَّرُورِيَّاتِ الخَمْسِ الَّتِي جَاءَتْ بِهَا شَرِيْعَةُ الإِسْلَامِ.اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ.
****************************
———— الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:—————
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ،وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً . أمَّا بَعْدُ ...... فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.
أمَّا بَعْدُ.وَلِلْوِقَايَةِ مِنْ مَخَاطِرِ اِرْتِفَاعِ دَرَجَاتِ اَلْحَرَارَةِ ، يَنْصَحَ بَمَايْلِي :
١-اِرْتِدَاءُ اَلْمَلَابِسِ اَلْفَضْفَاضَةِ وَالْخَفِيفَةِ.
٢-اَلْبَقَاءُ فِي اَلْأَمَاكِنِ اَلْبَارِدَةِ.
٣- تَجَنُّب شُرْبِ اَلسَّوَائِلِ اَلَّتِي تَحْتَوِي عَلَى كَمِّيَّاتٍ كَبِيرَةٍ مِنْ اَلسُّكَّرِ.
٤-حِمَايَة جِسْمِكَ بِتَغْطِيَةِ اَلْأَجْزَاءِ اَلظَّاهِرَةِ.
٥-شُرْبُ اَلْكَثِير مِنَ اَلسَّوَائِلِ .
٦-عَدَم تَرْك أَيّ شَخْصٍ فِي اَلسَّيَّارَةِ.
٧- عَدَم الخُرُوج وَقْت اِرْتِفَاعِ اَلْحَرَارَةِ إِلَّا لِلْحَاجَةِ اَلْمَاسَّةِ وَالضَّرُورَةِ.
اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا،اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا،
اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
اللَّهُمَّ امْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ،اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.
الخُطْبَةُ الْأُولَى:
إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا . أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
1-عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ تَعْرِيضِ النَّفْسِ لِمَا فِيهِ ضَرَرٌ عَلَيْهَا، وَمِنْ ذَلِكَ الوُقُوفُ فِي الشَّمْسِ، وَالتَّعَرُّضُ لِأَضْرَارِهَا وَضَرَبَاتِهَا 2-(فَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: (بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلَا يَقْعُدَ, وَلَا يَسْتَظِلَّ, وَلَا يَتَكَلَّمَ, وَيَصُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: مُرُوهُ فَلْيَتَكَلَّمْ, وَلْيَسْتَظِلَّ, وَلْيَقْعُدْ, وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ
3-فَسَبَبُ وَقْفَتِهِ نَذْرٌ جَعَلَهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مُرْهُ وَلْيَسْتَظِلَّ" مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ، فَقَدْ أَمَرَهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالطَّاعَةِ واليُسْرِ، والاسْتِظْلَالِ، وَالقُعُودِ
4-فَالنَّذْرُ لَا يَصِحُّ إِلَّا فِيمَا فِيهِ قُرْبَةٌ, وَمَا لَا قُرْبَةَ فِيهِ فَنَذْرُهُ لَغْوٌ لَا عِبْرَةَ بِهِ. فَالدِّينُ مَبْنَاهُ عَلَى اليُسْرِ وَعَدَمِ الْمَشَقَّةِ، والنَّذْرُ لَا يَقَعُ إلَّا فِي الطَّاعَاتِ؛ فَلَا يُكلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا.
5-إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِ الْعَبْدِ لِنَفْسِهِ وَتَكْلِيفِهَا مَا تَعْجِزُ عَنهُ وَلَا تَقدِرُ عَلَيْهِ (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).
6-عِبَادَ اللهِ:إِنَّ الْعَبْدَ مَأْمُورٌ بِأَنْ يَحْمِيَ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَضْرَارِ الْعَظِيمَةِ النَّاتِجَةِ عَنْ حَرارَةِ الشَّمْسِ، وَحِمَايَةِ غَيْرِهِ مِمَّنْ لَهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَةٌ وَوِلَايَةٌ.
7-وَالْعَامِلِينَ فِي مُؤَسَّسَتِهِ وَشَرِكَاتِهِ، وَعَدَمِ تَكْلِيفِهِمْ بِالْعَمَلِ تَحْتَ هَذِهِ الْحَرارَةِ؛ فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَّقِيَ اللهَ فِي نَفْسِهِ وَفِي مُوَظَّفِي شَرِكَتِهِ .وَالْتِزَام الأَنْظِمَة الَّتِيْ فَرَضَتْهَا الجِهَاتُ المَسْؤُولَة.
8-عِبَادَ اللهِ..قَالَ ﷺ: (اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ؛ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
9-فَشِدَّةُ الْحَرِّ وَشِدَّةُ الْبَرْدِ هُمَا مِنْ أَثَرِ نَفَسَيْ جَهَنَّمَ؛ فَأَشَدُّ مَا نَجِدُ مِنَ الْحَرِّ يَكُونُ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ
10-فَهَذَا الْحَرُّ الَّذِي يَعِيشُهُ النَّاسُ فِي كَافَّةِ أَنْحَاءِ الْعَالَمِ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ؛ وَقَانَا اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْهَا.
11-فَعَلَيْنَا أَنْ نَتَّقِ هَذِهِ الشَّمْس المُحْرِقَة؛وَحِمَايَةُ فَلَّذَات الأَكْبَادِ مِنْهَا، وَمِنْ أَضْرَارِهَا وَآثَارِهَا، فَصِغَارُ السِّنِ لَا يَعُوْنَ خُطُورَتهَا،خَاصَةً فِيْ وَقْتِ الظَّهِيْرَةِ، وَبَعْضُ الآبَّاءِ وَالأُمّهَاتِ فِيْ غَفْلَةٍ عَنْهُمْ.
12-فالْكَثِيرُ مِنَ النَّاسِ فِي هَذِهِ الْأَزْمِنَةِ يَسْعَوْنَ جَاهِدِينَ لإِيجَادِ سُبُلٍ لِلْوِقَايَةِ مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ
13-فَيَسْتَخْدِمُونَ الْعَوَازِلَ الْحَرارِيَّةَ فِي بِنَاءِ بُيُوتِهِمْ؛ لِلتَّخْفِيفِ مِنْ شِدَّةِ حَرِّ الشَّمْسِ
14-وَيَسْتَخْدِمُونَ الْمُكَيِّفَاتِ لِتَبْرِيدِ الْهَوَاءِ؛ لِيَهْنَؤُوا بِجَوٍّ بَارِدٍ طِيلَةَ يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ
15-وَمَنْ لَمْ يَكُنْ فِي الْبَيْتِ اسْتَظَلَّ بِظِلِّ شَجَرَةٍ، أَوْ بَيْتٍ، أَوْ جِدارٍ، أَوْ سَيَّارَةٍ، أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، كُلُّ هَذَا اتِّقَاءً لِحَرِّ الشَّمْسِ، 16-وَهَذَا الظِّلُّ وَالْفَيْءُ مِنْ فَضْلِ اللهِ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ، 17-وَاسْمَعُوا لِقَوْلِ اللهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- فِي هَذَا الشَّأْنِ : {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ * فَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ الْمُبِينُ * يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا وَأَكْثَرُهُمُ الْكَافِرُونَ} .
18-آيَاتٌ عَظِيمَةٌ تُبَيِّنُ رَحْمَةَ اللهِ تَعَالَى بِعِبَادِهِ، وَشَفَقَتَهُ عَلَيْهِمْ، أَنْ هَيَّأَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ بِهِ شِدَّةَ الْحَرِّ، وَقَيْظَ الشَّمْسِ
19-فِيَا لَهُ مِنْ رَبٍّ عَظِيمٍ، كَرِيمٍ! فَهَلْ قُمْنَا بِحَقِّ شُكْرِ هَذِهِ النِّعْمَةِ، أَمْ أَنَّنَا غَفَلْنَا عَنْهَا كَمَا غَفَلْنَا عَنْ شُكْرِ نِعَمٍ كَثِيرَةٍ؟
20-وَالْمُنَظَّمَاتُ الصِّحِّيَّةُ تُوصِي بِعَدَمِ الْمَشْيِ فِي الشَّمْسِ؛ لِكَيْلَا يَتَعَرَّضَ الشَّخْصُ لِضَرْبَةِ شَمْسٍ تُخِلُّ بِدِمَاغِهِ؛ حِفَاظًا عَلَى صِحَّةِ الْإِنْسَانِ وَعَقْلِهِ مِنْ حَرارَةِ الشَّمسِ الشَّدِيدَةِ وَالْمُلْتَهِبَةِ صَيْفًا؛
21-وَأَنْظِمَةُ الْمَمْلَكَةِ الْعَرَبِيَّةِ السُّعُودِيَّةِ - حَرَسَهَا اللَّهُ - تَقُومُ عَلَى مَنْعِ تَشْغِيلِ الْعُمَّالِ مَيْدَانِيًّا إِذَا تَجَاوَزَتِ الْحَرارَةُ دَرَجَاتٍ مُعَيَّنَةً؛ حِفَاظًا عَلَيْهِمْ
22-بَلْ وَتَضَعُ فِي الْمَشَاعِرِ وَغَيْرِهَا مُلَطِّفَاتٍ لِلْأَجْوَاءِ؛ حِفَاظًا عَلَى صِحَّةِ وَسَلَامَةِ النَّاسِ عَامَّةً.
23-فَعَلَى الْمُسْلِمِ اتِّبَاعِ التَّعْلِيْمَات الصَّادِرَةِ مِنْ وِزَارَةِ الصِّحَّةِ بِشَأْنِ التَّعْلِيْمَات الخَاصَّةِ بِالوِقَايَةِ مِنْ ضَرَبَاتِ الشَّمْسِ لِأَنَّ حِفْظَ النَّفْسِ مِن الضَّرُورِيَّاتِ الخَمْسِ الَّتِي جَاءَتْ بِهَا شَرِيْعَةُ الإِسْلَامِ.اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا.
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ.
****************************
———— الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:—————
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدَاً عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ ،وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمَاً كَثِيرَاً . أمَّا بَعْدُ ...... فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.
أمَّا بَعْدُ.وَلِلْوِقَايَةِ مِنْ مَخَاطِرِ اِرْتِفَاعِ دَرَجَاتِ اَلْحَرَارَةِ ، يَنْصَحَ بَمَايْلِي :
١-اِرْتِدَاءُ اَلْمَلَابِسِ اَلْفَضْفَاضَةِ وَالْخَفِيفَةِ.
٢-اَلْبَقَاءُ فِي اَلْأَمَاكِنِ اَلْبَارِدَةِ.
٣- تَجَنُّب شُرْبِ اَلسَّوَائِلِ اَلَّتِي تَحْتَوِي عَلَى كَمِّيَّاتٍ كَبِيرَةٍ مِنْ اَلسُّكَّرِ.
٤-حِمَايَة جِسْمِكَ بِتَغْطِيَةِ اَلْأَجْزَاءِ اَلظَّاهِرَةِ.
٥-شُرْبُ اَلْكَثِير مِنَ اَلسَّوَائِلِ .
٦-عَدَم تَرْك أَيّ شَخْصٍ فِي اَلسَّيَّارَةِ.
٧- عَدَم الخُرُوج وَقْت اِرْتِفَاعِ اَلْحَرَارَةِ إِلَّا لِلْحَاجَةِ اَلْمَاسَّةِ وَالضَّرُورَةِ.
اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَوَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى؛ وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا،اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا،
اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ
اللَّهُمَّ امْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ،اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ،اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكمْ يَرْحَـمـْكُمُ اللهُ.
المرفقات
1691357353_خطبة الجمعة بعنوان شدة الحر من فيح جهنم.docx
1691357353_خطبة الجمعة بعنوان شدة الحر من فيح جهنم.pdf
شبيب القحطاني
عضو نشطجزاك الله خيرا
تعديل التعليق