سيد الأيام يوم الجمعة

عبد الله بن علي الطريف
1446/08/07 - 2025/02/06 17:25PM

سيد الأيام يوم الجمعة 1446/8/8هـ

اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَأَشْهَدُ أَلا إله إلا اللهُ وحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَ مُحَمَّداً عَبدُهُ وَرَسُولُهُ صَلْىَ اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آَلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسلِيمَاً كَثِيراً.. أما بعد: أيها الإخوة اتقوا الله حق التقوى واعلموا أن يَوْمَ الْجُمُعَةِ، سَيِّدُ الْأَيَّامِ وهو يوم عظيم، وموسم كريم تفضل الله تعالى به علينا، وخصنا به، وقد أضل تعالى عنه الأممَ قبلَنا وهدنا إليه بمنه وكرمه.. مصداقه قَولُ الَرَسُول ﷺ: «أَضَلَّ اللَّهُ عَنْ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ..» رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

وقد فضل الله تعالى هذا اليوم على غيره من الأيام، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» رواه أبو داود والنسائي وصححه الألباني عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وكان من هدي النَّبِيِّ ﷺ تعظيمُ هذا اليوم وتشريفُه وتخصيصُه بعبادات يختصُ بها عن غيره.. فيجب في هذا اليوم صلاة الجمعة التي هي آكد فروض الإسلام، ومن أعظم مجامع المسلمين، وهي أعظم من كل مجمع يجتمعون فيه وأفرضه سوى مجمع عرفة، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ* فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) [الجمعة:9،10].

ومن تركها تهاونًا بها طبع الله على قلبِه نعوذ بالله من ذلك.. قَالَ ﷺ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ». رواه مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.. وقَالَ ﷺ: «مَنْ تَرَكَ ثَلاَثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ». [أي: ختم الله على قلبه وسدّ أبواب الخير التي تصل إليه] رواه النسائي عَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وهو حديث حسن صحيح.

قال العلماء: إنه لا يجوز السفر يوم الجمعة لمن تلزمه صلاة الجمعة بعد دخول وقتها، وذلك حين تزول الشمس حتى يصلِيَها، أما السفر في أول النهار وقبل دخولِ وقتها فمكروهٌ إلا إذا كان سيصليها في مسجد في طريقه، أو يغلب على ظنه الوصول. قال شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله: إن الذين يفوتون صلاة الجمعة دون سبب شرعي قد عرضوا أنفسهم لعقاب الله وسخطه.. فليحذروا ذلك.. فليحذروا ذلك.. فليحذروا ذلك.. قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَلَا هَلْ عَسَى أَحَدُكُمْ أَنْ يَتَّخِذَ الصُّبَّةَ مِنْ الْغَنَمِ (وهي ما بين العشرين والأربعين) عَلَى رَأْسِ مِيلٍ أَوْ مِيلَيْنِ فَيَتَعَذَّرَ عَلَيْهِ الْكَلَأُ فَيَرْتَفِعَ، ثُمَّ تَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَجِيءُ وَلَا يَشْهَدُهَا، وَتَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَشْهَدُهَا وَتَجِيءُ الْجُمُعَةُ فَلَا يَشْهَدُهَا، حَتّى يُطْبَعَ عَلَى قَلْبِهِ». رواه ابن ماجة وابن خزيمة بإسناد حسن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ثم قال شيخنا: والذين يخرجون إلى البر يوم الجمعة إن كانوا يصلون الجمعة في بلدهم أو غيرها فقد أدوا ما بينهم وبين الله، وإن كانوا لا يصلون الجمعة ولا يبالون بها فما أعظم خسارتهم.. لقد فوّتوا الخير الكثير وعرضوا أنفسهم للعذاب الأليم.. اهـ.

أيها الأحبة: وتدرك صلاة الجمعة بإدراك ركعة منها، ومن لم يدرك ركعة فليتمها ظُهرًا.. ويجب الغسل لصلاة الجمعة وهو من خصائصها قَالَ النَّبِيُّ ﷺ «الْغُسْلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ» أخرجاه في الصحيحين عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.. خصوصًا من به رائحة كريهة، ويسن لبس أحسن الثياب والتطيب في يوم الجمعة وهو أفضل من التطيب في غيره، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَيَتَطَهّرُ مَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، وَيَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ، فَلَا يُفَرّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وفي رواية: "وَلَمْ يَتَخَطَّ أَحَدًا، وَلَمْ يُؤْذِهِ". رواها أحمد وهو حسن لغيره، ثُمَّ يُصَلِّي مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ إِلَّا غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى». رواه البخاري فعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِي رضي الله عنه.

قال شيخنا محمد بن عثيمين رحمه الله: «فَلَا يُفَرّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ»: يعني لا تأتي بين اثنين وتدخل بينهما وتضيّق عليهما، أما لو كان هناك فُرجَة فهذا ليس بتفريق؛ لأن هذين الاثنين هما اللذان تفرقا لكن أن تجد اثنين متراصين ليس بينهما مكان لجالس، ثم تجلس بينهما هذا من الإيذاء. أهـ

وقال ابن حجر في الفتح: «وتبين بمجموع ما ذكرنا أن تكفير الذنوب من الجمعة إلى الجمعة مشروط بوجود جميع ما تقدم من غسل، وتنظف، وتطيب، أو دهن، ولبس أحسن الثياب، والمشي بالسكينة، وترك التخطي والتفرقة بين الاثنين، وترك الأذى والتنفل والإنصات وترك اللغو..» ا هـ.

ويسن والتبكير للجمعة قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ، ثُمَّ رَاحَ في الساعة الأولى فَكَأَنَّمَا قَرّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتْ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ». رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

وتبدأ الساعة الأولى من طلوع الشمس وتنتهي الخامسة بحضور الإمام كما قال شيخنا.. أيها الإخوة: ويسن لمن قدم إلى الجمعة قبل دخول الإمام الاشتغال بالصلاة، فيصلي من النوافل ما يشاء مثنى مَثنى، أي ركعتين رَكعتين.. وليس لصلاة الجمعة راتبةٌ محددة قبلها. فيصلي ما استطاع، ويشرع للمنتظر كلك تلاوة القرآن، وتلاوة سورة الكهف في يومها عمومًا.. قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، أَضَاءَ لَهُ مِنَ النُّورِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ» رواه النسائي والحاكم والبيهقي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وصحح إسناده الألباني. والاشتغال بالذكر.

ومن خصائص الجمعة: وجوب الإنصات للخطبة إذا سمعها ولو كان في طريقه إلى المسجد. ويقبل على الإمام ويدنوا منه. ومن ترك الإنصات كان لاغيًا ومن لغا فلا جمعة له. قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ يَوْمَ الجُمُعَةِ: أَنْصِتْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، فَقَدْ لَغَوْتَ». رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

قال أهل اللغة: واللغو ما لا يحسن من الكلام. ومعناه لا جمعة له كاملة للإجماع على إسقاط فرض الوقت عنه.

أيها الإخوة: وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «فيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ قَائمٌ يُصَلّي، يَسْأَلُ اللهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا» رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.. وذكر ابن القيم رحمه الله في تحديد الساعة أحد عشر قولًا ثم قال: "وَأَرْجَحُ هَذِهِ الْأَقْوَالِ: قَوْلَانِ تَضَمَّنَتْهُمَا الْأَحَادِيثُ الثَّابِتَةُ، وَأَحَدُهُمَا أَرْجَحُ مِنَ الْآخَرِ.. الْأَوَّلُ: أَنَّهَا مِنْ جُلُوسِ الْإِمَامِ إِلَى انْقِضَاءِ الصَّلَاةِ، لِأَنَّ لِاجْتِمَاعِ الْمُسْلِمِينَ وَصَلَاتِهِمْ وَتَضَرُّعِهِمْ وَابْتِهَالِهِمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى تَأْثِيرًا فِي الْإِجَابَةِ، والثاني أَنَّهَا بَعْدَ الْعَصْرِ، وَهَذَا أَرْجَحُ الْقَوْلَيْنِ فَهِيَ سَاعَةٌ مُعَيَّنَةٌ مِنَ الْيَوْمِ لَا تَتَقَدَّمُ وَلَا تَتَأَخَّرُ، ثم قال: فَكِلَاهُمَا سَاعَةُ إِجَابَةٍ، وتُرْجَى فِيهَا الْإِجَابَةُ، وَعَلَى هَذَا تَتَّفِقُ الْأَحَادِيثُ كُلُّهَا، وَيَكُونُ النَّبِيُّ ﷺ قَدْ حَضَّ أُمَّتَهُ عَلَى الدُّعَاءِ وَالِابْتِهَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي هَاتَيْنِ السَّاعَتَيْنِ.."  إخوتي: لنجتهد في الدعاء في هاتين الساعتين لعلنا نوفق للإجابة، فإن الله جواد كريم. أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.

 الخطبة الثانية:

الحمد لله رب العالمين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله  صحبه وسلم تسليمًا أما بعد أيها الإخوة: اتقوا الله وتعالى واشكروه، وأعظم الشكر شكرُه أن خصكم بهذا اليوم العظيم ومن شكره استثماره بالطاعة، قال ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد عَنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ "أَنّهُ الْيَوْمُ الّذِي يُسْتَحَبّ أَنْ يُتَفَرّغَ فِيهِ لِلْعِبَادَةِ، وَلَهُ عَلَى سَائِرِ الْأَيّامِ مَزِيّةٌ بِأَنْوَاعٍ مِنْ الْعِبَادَاتِ وَاجِبَةٌ وَمُسْتَحَبّةٌ فَاَللّهُ سُبْحَانَهُ جَعَلَ لِأَهْلِ كُلِّ مِلّةٍ يَوْمًا يَتَفَرّغُونَ فِيهِ لِلْعِبَادَةِ، وَيَتَخَلّوْنَ فِيهِ عَنْ أَشْغَالِ الدّنْيَا فَيَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمُ عِبَادَةٍ وَهُوَ فِي الْأَيّامِ كَشَهْرِ رَمَضَانَ فِي الشّهُورِ وَسَاعَةُ الْإِجَابَةِ فِيهِ كَلَيْلَةِ الْقَدْرِ فِي رَمَضَانَ. وَلِهَذَا مَنْ صَحّ لَهُ يَوْمُ جُمُعَتِهِ وَسَلِمَ.. سَلِمَتْ لَهُ سَائِرُ جُمْعَتِهِ» (يعني أسبوعه).

أيها الأحبة: لنعزم على استثمار دقائق هذا اليوم وساعاته ونجاهد أنفسنا على ذلك ونتدرج معها في التبكير والالتزام بآداب الجمعة.. وقد قَالَ النَّبِيُّ ﷺ للمتأخر الذي يتخطى الصفوف يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَخْطُبُ: «اجْلِسْ، فَقَدْ آذَيْتَ وَآنَيْتَ» رواه ابن ماجة وصححه الألباني عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وبعد أحبتي: لو تَأملَ كل واحد منا سبب تأخره عن التبكير للجمعة لم يجد أمرًا ذا بال.. فلنراجع النفس ونجاهدها، وينبغي للمبكرين عدم التأخر في آخر المسجد، فقد حثَّ النَّبِيُّ ﷺ على الدنو من الإمام، وحذَّر من التأخر، بقَولِه: «احْضُرُوا الذّكْرَ وَادْنُوا مِنَ الإِمَامِ فَإِنَّ الرّجُلَ لاَ يَزَالُ يَتَبَاعَدُ حَتَّى يُؤَخّرَ فِي الْجَنّةِ وَإِنْ دَخَلَهَا». رواه أبو داود في سننه عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رضي الله عنه وهو حديث حسن.

وبعد أحبتي: ومما يُشرع للمتقدم للجمعة الاشتغال بالصلاة على النَّبِيِّ ﷺ. فَرَسُولُ اللَّهِ ﷺ سَيِّدُ الْأَنَامِ، وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ سَيِّدُ الْأَيَّامِ، فَلِلصَّلَاةِ عَلَيْهِ فِي هَذَا الْيَوْمِ مَزِيَّةٌ لَيْسَتْ لِغَيْرِهِ؛ ويُشرع الإكثار من الصلاة على النَّبِيِّ ﷺ في عموم يوم الجمعة وليلته، قَالَ ﷺ: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَلَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَمَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا» رواه البيهقي عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وحسنه الألباني.

ومعنى الصلاة على النبي ﷺ أنك تسأل الله أن يثني عليه في الملأ الأعلى.

 

المشاهدات 3683 | التعليقات 0