سيبل النصر والكرامة مقتبسة معدلة بمناسبة الأحداث الجارية

أبو عبد الرحمن
1438/07/10 - 2017/04/07 06:04AM
إن الحمد لله نحمده ، و نستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .وأشهد أن محمداً عبدُه و رسولُه صلى الله عليه وآله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليما كثيرا أمّا بعد: فيا أيها المسلمون، اتقوا الله فإنَّ تقواه أفضَل عدّة عند البلاء وأمضى مكيدَةٍ عند اللّقاء، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا .أيّها المسلمون، الدّهرُ ذو غِيَر والعَبد ذو ضَجَر، وما هو إلا قَضاء وقدَر، فطوبى لمن أصابَته سرّاء فشَكر، وطوبى لمن أصابَته ضرّاء فصبر، وطوبى لمن أصَابته بلوَى فاعتَبر، وقد يهلِك المرءُ من وجهِ حِذرِه وينجو مِن حيث حَذِر.
رُبَّ أمرٍ تتّقيه جرَّ أمرًا ترتضيه*خفِي المحظوظُ منه وبدَا المكروهُ فيه
وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ .أيّها المسلمون، لله أن يفعَلَ ما يشاء، ويسلّط مَن يشاء على من يَشاء إذا شاءَ، تقويةً وإقدارًا وتغليبًا وإظهارًا، بما رَأَى من الحكمة وسبَق من الكَلِمة، قال جل في علاه: وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ و َلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ فهي سنة ربانية يسخر فيها من شاء لمن شاء على من شاء ، إما بتقاطع مصالح أو ظروف مواتية أو متطلبات دعاية ، لكن لا يطول عادة ذلك التوافق المؤقت حينما تنقلب تلك المصالح وتنعكس تلك الأسباب، والتاريخ شاهد والتجارب ماثلة ومتكررة ، فلا يجب أن تعول الأمة على غير دينها وأبنائها، لقد وعد الله سبحانه هذه الأمة بقوله جل في علاه: وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ،ولكن ليس ذلك دون استحقاق أو سبب بل هو تحقيق وصف الإيمان بألاّ يفرطوا في مقتضيات الإيمان وواجبات الإسلام والإعداد والاستعداد وأن لا يصيبوا من الظلم و الذّنوبِ الكبار ما يكون سببًا لتسلِيط الأعداء وحلولِ البلاء ونزول البأساء والضّرّاء، وما تقاعسَ قومٌ عن الجهاد ونصرة المظلوم وما فرط قوم في التوبةِ أوتواصوا بالباطل ولم يتناهَوا عن إذاعَةِ المنكر وظهور المعاصِي والشرّ إلا أحلّوا أنفسَهم الخُسرَ والخذلان والذّلَّ والهوان، فعن ابن عمرَ رضي الله عنهما قال: سمعت رسولَ الله يقول: ((إذا تبايَعتُم بالعينة وأخَذتم أذنابَ البقر ورضِيتم بالزرع وتركتم الجهادَ سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا ينزِعه عنكم حتى ترجِعوا إلى دينِكم)) أخرجه أبو داود ، ويقول رسول الهدى : ((يا معشرَ المهاجرين: خمسٌ إنِ ابتليتم بهن ونزَلنَ بكم أعوذ بالله أن تدركوهنّ: لم تظهَرِ الفاحشةُ في قومٍ قطّ حتى يُعلِنوا بها إلاّ ظهر فيهم الطّاعونُ والأوجاع التي لم تكن مضَت في أسلافِهِم، ولم ينقُصوا المكيالَ والميزان إلاّ أخِذوا بالسنين وشدّةِ المؤونة وجَور السلطان عليهم، ولم يمنَعوا الزكاةَ إلاّ مُنعوا القطرَ من السماء، ولولا البهائم لم يُمطَروا، ولم ينقُضوا عهدَ الله وعهدَ رسوله إلاّ سلَّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم وأخَذوا بعضَ ما كانَ في أيدِيهم، وما لم تحكُم أئمَّتُهم بكتابِ الله إلاّ ألقى الله بأسَهم بينهم)) أخرجه الحاكم والبيهقي ،ووقع صِدقُ الخبر وصَدَق سيّدُ البشر محمّد ، فها هي قوَى الظّلمِ المخذولَة وقد حلّت في العُقر والدّار وغَلَبت على الأرضِ والذِّمار في عدَدٍ من الأمصار والأقطار، في عداوةٍ كامنة أظهَرَتِ الإصلاحَ وحرب الاستبداد بمَكنونِ بِغضَةٍ وخِيانة، وأعلنت معاونَة شعوبٍ ورفع مظالم بمُستَسَرِّ عداوةٍ ومُناوَأة، وأبانت عن تحريرِ أوطانٍ بمُضمَرِ إجرامٍ ونهب واجتياح واحتلال. ها هِيَ تستبدّ، فتغصِب أرضًا، وتنتهِك شرفًا وعِرضًا، وتُقاتِل تشفِّيًا وحقدًا وبُغضًا، وتنتهِك العقودَ والمواثيق حينما تتعارض مع مصالحها إخلافًا وكذِبًا ونقضًا،وتظهر الإنسانية والعدل والنجدة حينما تجد وراءها مصلحة آنية أو دعاية سياسية أو انتخابية ، تناصر طرفا ضد آخر وتظهر التدخل لصالحه وتغض الطرف عن جرائمه فإذا انتهت مهمته أظهروا وجههم الحقيقي و نالوا منه وحطموه هو الآخر،والضحية في كل الأحوال المسلمون وبلادهم ومقدراتهم،وصدق الله جل وعلا ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ﴾ ولن يسجِّلَ التاريخ صُورًا سوداء قاتمة كصُوَر الظلم المفضوحِ والعدوان المقبوح على أرضِ الإسلامِ وثَرَاها الطّاهر منذ ما يزيد على مائة سنة، ولن يسجِّلَ التاريخ إرهابًا سَافرًا كمِثلِ الإرهابِ الذي يمارَس ضِدَّ المسلمين طوال تلك المدة ،يتباكون على العشرات والمئات ويقتلون ويستعبدون ويشردون الملايين وصدق رسول الله : ((يوشِك الأمم أن تداعى عليكم الأمم كما تدَاعَى الأكَلَة إلى قصعتها))، فقال قائل: ومِن قِلّةٍ نحن يؤمئذ؟! قال: ((بل أنتم كثير، ولكنّكم غُثاء كغثاءِ السيل، ولينزِعنّ الله من صدورِ عدوّكم المهابةَ منكم، وليقذفنَّ في قلوبكم الوَهن))، فقال قائل: يا رسولَ الله، وما الوهن؟ قال: ((حُبّ الدنيا وكراهيةُ الموت)) أخرجه أبو داود ،أيّها المسلمون، إنَّ ثمنَ الكرامةِ كبير، وتكاليفَ العِزّة غالية، وإنما تحيَا الأمَم بجهاد أفرادِها وتُنصَر بتضحياتِ رجالها، ولا خيرَ في أمّةٍ يوطَأ مِنَ العِدا أرضُها ويُداس مِنَ البُغاة حريمها، فتَركنَ إلى الإخناع والإخضاع والاستسلام والإخشاع، ولن تُحمَى الأوطانُ إلا بالتضحية والفداء، ولن تُصَانَ الذِّمار إلاّ بالجهاد والإِباء، ولا تقوم الممالِك والأمجادُ إلاّ على مركب العِزّة ومتنِ الكرامة، ورسول الله يقول: ((مَن قُتِل دون ماله فهو شهيد، ومن قتِل دون دمه فهو شهيد، ومن قتِل دون دينِه فهو شهيد، ومَن قتِل دون أهلِه فهو شهيد)) أيّها المسلمون، أين يذهب الظالمُ الجاثم والعدوّ الغاشم وظلمُه مؤذِنٌ بزواله، وعتوُّه مبشِّر بانكِسَاره وانخِذاله؟! المهلَكَة تحوطه من كلِّ جانب، والموتُ يدرِكه في كلّ مكان، ودعوةُ المظلوم تصيبُه في كلِّ حين، وسيجرّ الظالم أذيالَ الخيبة مُهانًا، ويندَحِر بالهزيمة إلى دارِه مقهورًا مُدانًا، وسيكون سُمعةً رادعة ومُثلةً وازعة وعِبرة مانعة لكلِّ القوى الظالمةِ الجائِرَة كما كانت القوى الظاهِرة البائدةُ، يحفِزه إلى مصرَعِه جنونُه بقوّته، ويعجله إلى حَتفِه غرَّةُ تيهه، ويَدفَع إلى مَهلكِه خمرةُ كِبرِه، وسنّةُ الله إمهالُ الطغاة وإنظارُ المجرِمين العتاة واستدراجُ المعتَدِين البغاة، وللظّالِم صولة وللباغي جَولَة، ولكنّها صَولَة آفِلَة وجَولةٌ خاسرة، وما مِن غلَبة للكفار إلاّ وهي إملاءٌ محفوف بخُذلانٍ وسوءِ عاقبةٍ وخسران، وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ، سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ . وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إنّ الله ليُملِي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته))، وقرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ . متفق عليه أيّها المسلمون، ولو يشاءُ الله لأهلكهم وكفَّ أيديَهم وبأسَهم وجعَل الدائرةَ عليهم وجعَلهم أحاديثَ ولم يُبقِ لهم باقيةً وتبَّرهم تتبِيرًا ودمّرهم تدميرًا، والله أشدُّ بأسًا وأشدُّ تنكيلاً وأوسع مُلكًا وأعظَمُ سلطانًا وأسرَع مكرًا وأمضَى كيدًا وأقدَر أمرًا، وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ ، وما كانوا سابقين، ولا مِن عذابِ الله فائِتين، ولكن ليتحقَّقَ الامتحَان والابتلاءُ، وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ .ومن ظنَّ أنّ دينَ محمّد لا يُنصَر وشرعَه لا يظهَر فقد ظنَّ سوءًا واعتَقَد زورًا، فدين الله منصورٌ وعدوُّه مقهور، فعن تميم الداريّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((ليبلغَنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيتَ مدَر ولا وبَر إلا أدخله الله هذا الدين، بعِزِّ عزيزٍ أو بذلِّ ذليل، عزًا يُعزّ الله به الإسلامَ، وذلاً يُذلّ به الكفر)) أخرجه أحمد وعن أبي هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((لن يبرَحَ هذا الدّين قائمًا يقاتِل عليه عصابةٌ من المسلمين حتى تقوم الساعَة)) أخرجه مسلم
أيّها المسلمون، لا سبيلَ للعزّةِ ولا طريقَ للكرامَةِ ولا أمَلَ في النصر والرِّفعة ولا رجاءَ في دَفع العقوبة والنِّقمة إلا بالرجوع إلى دينِ الله العظيم وصِدق التمسُّك بما تقتضيه العقيدةُ وتُوجبه الشريعة ومحاربَة الفسادِ والقَضاء على المنكرَاتِ الظاهرة وإعزاز وِلاية الحِسبة ورِجال الأمرِ بالمعروف والنهيِ عن المنكر والتصدِّي لحمَلات التّغريب وصَونِ المجتمع من مظاهِرِ الانحلال وبَوَادِر الانفلاتِ الأخلاقيّ والسلوكيِّ وتجفيفِ منابع الشرِّ ومثيراتِ الفتنةِ في النفوس والتّسليم التامّ لدين الإسلام وأوامرِ الملك العلاّم وصِدقِ الاتّباع لسيِّد الأنام محمّد ، الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ .أيّها المجاهرونَ بالمعاصي والمنكراتِ، أيها السارقون والمعتدون، أيّها المعلِنون للسّوء والمحاربون للفضيلة، ما لكم لا ترجون لله وقارًا؟! ما لكم لا تُبالون للهِ عَظَمةً ولا إجلالاً؟! ما لكم لا تعرِفون لله حقًّا ولا تشكرون له فضلاً ولا إنعامًا؟! ما لكم لا تخشَون من الله عِقابًا ولا انتقامًا؟! أما تخافون من الجبار؟! أما تخشَونَ من لَفح النار؟! ما لكم لا تتوبُون ولا تتَّعِظون؟! ما لكم ترعَوون ولا تنزَجِرون وأنتم إلى الله راجعون، وبين يديه موقوفون، وعلى أعمالكم مجزيّون، وعلى تقصيركم محاسَبون، وعلى تفريطكم نادمون؟! فاستدرِكوا أنفسَكُم قبلَ المماتِ بتوبةٍ ورجوع صادقٍ وأوبةٍ، وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ .بارَكَ الله لي ولَكم في القرآنِ والسنّة، ونفعني وإيّاكم بما فيهما من البينات والحكمة، أقول ما تسمعون، وأستغفِر الله لي ولكم ولسائرِ المسلمين من كلِّ ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله على إحسانِه، والشّكر له علَى توفيقه وامتنانِه، وأشهد أن لا إلهَ إلاّ الله وحدَه لاَ شريكَ له تَعظيمًا لشأنه، وأشهَد أنّ نبيّنا وسيدنا محمّدًا عبده ورَسوله الدّاعي إلى رِضوانه، صلّى الله عليه وعلَى آلِهِ وأَصحابِه وإخوانِه، وسلّم تَسليمًا كثيرًا. أما بعد: فيا أيّها المسلمون، اتَّقوا الله حقَّ تقاته، وتعرَّضوا لأسبابِ مَغفِرتِه ومرضاته ونيلِ كرامَتِه ودخولِ جناته، وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمْ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ربنا جل جلاله هو خالق الخلق، ومالك الملك، ومدبر الأمر، وبيده مقاليد كل شيء، فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير.بيده سبحانه وتعالى الذل والعز، والنصر والهزيمة، وهو الذي يعطي ويمنع، ويبسط ويقبض، ويرفع ويضع ﴿ قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾، ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾. من ابتغى العزة فليطلبها منه وحده لا شريك له، ولا عزة إلا في دينه الذي ارتضاه لعباده ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعاً ﴾ أي من أرادها فليطلبها بطاعته بدليل قوله سبحانه بعد ذلك ﴿ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ﴾ ولا يضر المؤمن قدح الكفار والمنافقين في دينه، أو انتقاصهم له، فإن العزة فيه مهما قالوا ﴿ولا يحزنك قولهم إن العزة لله جميعا﴾ ولما قال المنافق: ﴿ َليُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ ﴾ كان الجواب: ﴿ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾ وبين سبحانه أن من والى الكفار يطلب العزة منهم فقد طلبها في غير محلها ﴿ الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً ﴾. وبيده سبحانه النصر والتأييد، ويطلب ذلك منه لا من أحد غيره مهما علا قدره، ومهما بلغت قوته ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ ﴿ أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُم مِّن دُونِ الرَّحْمَٰنِ ۚ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُور﴾، ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ ، ﴿ يَنصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ﴾. أيّها المسلمون، أحسنُ الكلام في الشّكوى سؤالُ المولى زوالَ البَلوى، فاستدفِعُوا أمواجَ البلاءِ بالتضرُّع والدّعاء، فليس شيءٌ أكرَم على الله عز وجل من الدّعاء، وأعجَزُ الناس من عجَز عن الدعاء، ولا يردّ القدرَ إلا الدعاء، فأكثِروا من الدعاء والمناجاةِ، فإنّ الله يسمع دعاءَ من دعاه، ويبصِر تضرُّعَ من تضرَّع إليه ونادَاه، ومن سأل الله بصدقٍ وضراعة كشَفَ عنه بلواه وحماه ووقاه وكفَاه وحقَّق له سؤلَه ومُناه، فارفَعوا أَكُفَّ الضراعةِ، وادعُوا بصدقٍ ورِقّةٍ وفاقَةٍ للإسلام وبلاد الإسلامِ وأهلِ الإسلام. ثم اعلموا أن الله أمركم بالصلاة على نبيه ..فاللهمّ صلّ وسلّم... ومن تبعهم ... وعنا معهم ...اللهم أعز ..اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء..اللهم رحمتك بأمة .. اللهم أنج.. اللهم رحمتك بإخواننا المستضعفين والمشردين والمحاصرين والمظلومين..اللهم قاتل الكفرة الذين ..اللهم أفرغ على إخواننا... اللهم منزل الكتاب مجري السحاب هازم الأحزاب اهزم أعداءك وأعداءنا و انصر جنودنا وجنود الإسلام في كل مكان وقو عزائمهم وسدد رميهم وصوب آراءهم واحفظهم وانصرهم على عدوك وعدوهم..اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء والربا والزنا والتبرج والسفور والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم آمنا في أوطاننا واصلح أئمتنا وولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة الناصحة اللهم وفق إمامنا لما تحب وترضى وخذ بناصيته للبر والتقوى اللهم وفقه وإخوانه ونوابه وأعوانه لما فيه صلاح البلاد والعباد ، وعؤ الإسلام والمسلمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات.. ربنا آتنا في .. عباد الله (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر يعظكم لعلكم تذكرون) فاذكروا الله الجليل العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم (ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون).

أصل الخطبة لإمام الحرم المدني الشيخ صلاح البدير وجرت تعديلات لتناسب الأحداث الجارية في المنطقة مؤخرا.
المرفقات

1287.doc

1288.doc

المشاهدات 1007 | التعليقات 0