سِيَاقُ صَلَاةِ النَّبِيِّ ﷺ ملخصة من ابن القيم رحمه الله

محمد بن عبدالله التميمي
1445/03/20 - 2023/10/05 20:18PM
 

 

سِيَاقُ صَلَاةِ النَّبِيِّ ﷺ

الخطبة الأولى

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْأَرَضِيْنَ وَالسَّمَوَاتِ، فَرَضَ عَلَىْ عِبَادِهِ الصَّلَوَاتِ، وَأَوْدَعَهَا حِكَمًا عَظِيْمَاتٍ وَأَسْرَارًا بَلِيْغَاتٍ، وَجَعَلَ هَذِهِ الصَّلَوَاتِ لِلذُّنُوْبِ مُكَفِّرَاتِ، أَحْمَدُهُ سُبْحَانَهُ وَأَشْكُرُهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ؛ أَفْضَلُ الْخَلْقِ مِنْ جَمِيْعِ الْبَرِيَّاتِ، صَلَّىْ اللهُ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَىْ آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَسْبَق النَّاسِ لِإِقَامَةِ الصَّلَوَاتِ، وَالْمُحَافَظَةِ عَلَيْهَا فِيْ الْجُمَعِ وَالْجَمَاعَاتِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ فِيْ الْسَّبْقِ إَلَىْ الْخَيْرَاتِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْمًا كَثِيْرًا. أَمَّا بَعْدُ:

فَإِنَّ الْصَّلَاةَ أَقْوَىْ أُسُسِ الْدِّيْنِ بَعْدَ الشَّهَادَتَيْنِ، وَبِهَا أَمَرَ اللهُ الْمُرْسَلِيْنَ، وَجَعَلَ الأُسْوَةَ لِلْمُسْلِمِ فِيْ صَلَاتِهِ وَغَيْرِهَا النَّبِيَّ ﷺ؛ كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَىْ: {‌لَّقَدۡ ‌كَانَ ‌لَكُمۡ ‌فِي ‌رَسُولِ ‌ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ لِّمَن كَانَ يَرۡجُواْ ٱللَّهَ وَٱلۡيَوۡمَ ٱلۡأٓخِرَ وَذَكَرَ ٱللَّهَ كَثِيرٗا}؛ فَأَمَرَنَا سُبْحَانَهُ بِالْاقْتِدَاءِ بِرَسُوْلِهِ ﷺ فِيْ أَعَمَالِنَا عَامَّة، وَفِيْ صَلَاتِنَا خَاصَّة، فَكُوْنُوْا بِصَلَاةِ الْنَّبِيِّ ﷺ مُقْتَدِيْنَ، ولِلصَّلَاةِ مُقِيْمِيْن، تَكُوْنُوْا مِنَ الرَّابِحِيْنَ، فَاتِّبَاعُ الرَّسُوْلِ ﷺ دَلِيْلُ عَلَىْ مَحَبَّةِ العَبْدِ اللهِ، فَيُحِبُّهُ اللهُ وَيغْفِرْ ذُنُوْبَهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَىْ: {قُلۡ إِن كُنتُمۡ ‌تُحِبُّونَ ‌ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ}، وَقَدْ قَالَ نَبِيُّنَا -عَلَيْهِ الْصَّلَاةُ وَالْسَّلَامُ-: «صَلُّوْا كَمَا رَأَيْتُمُوْنِيْ أُصَلِّيْ»، وَقَدْ نَقَلَ الصَّحَابَةُ -رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ- حَرَكَاتِهِ وَسَكَنَاتِهِ وَهَيْئَاتِهِ؛ حَتَّىْ اضْطِرَابَ لِحْيَتِهِ فِيْ الصَّلَاةِ.

فَإِلَيْكُم -عبادَ الله- سِيَاقَ صَلَاةِ الْنَّبِيِّ ﷺ مِنْ حِيْنِ اسْتِقْبَالِهِ الْقِبْلَةِ، وَتَكْبِيْرِهِ لِلْإِحْرَامِ إِلَىْ حِيْنِ سَلَامِهِ.

كَانَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ إِذَا قَامَ إِلَىْ الصَّلَاةِ وَقَفَ فِيْ مُصَلّاهُ وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَرَفَعَ يَدَيْهِ إِلَىْ فُرُوْعِ أُذُنَيْهِ، وَاسْتَقْبَلَ بِأَصَابِعِهِ الْقِبْلَةِ وَنَشَرَهَا، وَقَالَ: (اللهُ أَكْبَرُ)، ثُمَّ كَانَ يُمْسِكُ شِمَالَهُ بَيَمِيْنِهِ فَيَضَعُهَا عَلَيْهَا فَوْقَ الْمِفْصَلِ، ثُمَّ يَضَعُهَا عَلَىْ صَدْرِهِ.

ثُمَّ يَسْتَفْتِحُ بِأَحَدِ الْاسْتِفْتَاحَاتِ، وَهِيَ كَثِيْرَةٌ؛ أَصَحُّها سَنَدًا حَدِيْثُ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِيْ مِنْ خَطَايَايَ بِالْمَاءِ وَالثَّلْجِ وَالْبَرَدِ»، أَقْصَرُهَا وَأَفْضَلُهَا فِيْ ذَاتِهِ؛ لِأَنَّهُ ثَنَاءٌ عَلَى الله: «سُبْحَانَكَ اللهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، تَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ».

وَكَانَ ﷺ يَسْتَعِيْدُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ، ثُمَّ يُبَسْمِلُ فَيَقُوْلُ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ).

ثُمَّ يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ، فَإِنْ كَانَتِ الصَّلَاةُ جَهْرِيَّةً أَسْمَعَهُمُ الْقِرَاءَةَ.

وَكَانَ ﷺ يُقَطِّعُ قِرَاءَتَهُ آيَةً آيَةً؛ فَيَقِفُ عَلَىْ رُؤُوْسِ الْآيَاْتِ بتَرَسُّلٍ وَتَمَهُّلٍ وَتَرْتِيْلٍ، وَكَانَ يَمُدُّ (الْرَّحْمَنَ)، وَيَمُدُّ (الْرَّحِيْمَ)، وَإِذَا خَتَمَ السُّوْرَةَ قَالَ: (آمِيْنَ) يَجْهَرُ بِهَاْ، وَيَمُدُّ بِهَاْ صَوْتَهُ، وَيَجْهَرُ بِهَاْ مَنْ خَلْفَهُ حَتَّىْ يَرْتَجَّ الْمَسْجِدُ.

وَكَانَ ﷺ يَقْرَأُ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ فِيْ الرَّكْعَتَيْنِ الْأُوْلَيَيْنِ سُوْرَةً طَوِيْلَةً تَارَةً، وَقَصِيْرَةً تَارَةً، وَمُتَوَسِّطَةً تَارَةً؛ كَمَا وَرَدَ ذَلِكَ فِيْ الْأَحَادِيْثِ، وَيُطِيْلُ الرَّكْعَةَ الْأُوْلَىْ عَلَىْ الثَّانِيَةِ.

وَكَانَ ﷺ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَىْ أَنْ يُحَاذِيْ بِهِمَا فُرُوْعَ أُذُنَيْهِ، كَمَا يَفْعَلُ عِنْدَ تَكْبِيْرَةِ الْإِحْرَامِ، ثُمَّ يَقُوْلُ: (اللهُ أَكْبَرُ)، وَيَخِرُّ رَاكِعًا، وَيَضَعُ يَدَيْهِ عَلَىْ رُكْبَتَيْهِ فَيُمَكِّنُهُمُا مِنْ رُكْبَتَيْهِ، وَيُفَرِّجُ بَيْنَ أَصَابِعِهِ، وَيُجَافِيْ مِرْفَقَيْهِ عِنْدَ جَنْبَيْهِ، ثُمَّ يَعْتَدِلُ وَيَجْعَلُ رَأْسَهُ حِيَالَ ظَهْرِهِ؛ فَلَا يَرْفَعُهُ وَلَا يُصَوِّبُهُ، وَيَهْصِرُ ظَهْرَهُ -أَيْ: يَمُدُّهُ- ثُمَّ يَقُوْلُ: (سُبْحَانَ رَبِّيْ الْعَظِيْمِ)، وَيَمْكُثُ قَدْرَ مَا يَقُوْلُ الْقَائِلُ ذَلِكَ عَشْرَ مَرَّاتٍ، وَرُبَّمَا مَكَثَ فَوْقَ ذَلِكَ أَوْ دُوْنَهُ، وَيَمْكُثُ مِثْلَ ذَلِكَ فِيْ السُّجُوْدِ.

وَكَانَ ﷺ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوْعِ يَقُوْلُ: سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ كَمَاْ رَفَعَهَا عِنْدَ الرُّكُوْعِ، فَإِذَا اعْتَدَلَ قَائِمًا قَالَ: (رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ)، وَرُبَّمَا قَالَ: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَوَاتِ، وَمِلْءَ الْأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، أَحَقُّ مَا قَالَ الْعَبْدُ، وَكُلُّنَا لَكَ عَبْدٌ: اللهُمَّ لَا مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلَا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلَا يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ » وَكَانَ -عَلَيْهِ الْصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ- يُطِيْلُ الْوُقُوْفَ حَتَّىْ يَقُوْلُ الْقَائِلُ: قَدْ أَوْهَمَ أَوْ قَدْ نَسِيَ.

وَكَانَ ﷺ إِذَا أَرَادَ الْسُّجُوْدَ يُكبِّرُ وَيَخِرُّ سَاجِدًا وَلَا يَرْفَعُ يَدَيْهِ، [وَيَنْزِلُ مُطْمَئِنًّا عَلَى يَدَيْه وَإِنْ شَاءَ عَلَى رُكْبَتَيْه، ولا يُلْقِي بِنَفْسِه عَلَى الأَرْض]، يَسْجُدُ عَلَىْ جَبْهَتِهِ وَأَنْفِهِ وَيَدَيْهِ وَرُكْبَتَيْهِ، وَيَرْفَعُ مِرْفَقَيْهِ، وَيُجَافِيْ عَضُدَيْهِ عَنْ جَنْبَيْهِ حَتَّىْ يَبْدُوْ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ، وَيَرْفَعُ بَطْنَهُ عَنْ فَخْذَيْهِ، وَفَخْذَيْهِ عَنْ سَاقَيْهِ، وَيَعْتَدِلُ فِيْ سُجُوْدِهِ، وَيُمَكِّنُ وَجْهَهُ مِنَ الْأَرْضِ، ويَقُوْلُ: (سُبْحَانَ رَبِّيَ الْأَعْلَىْ)، وَيَمْكُثُ قَدْرَ عَشْرِ تَسْبِيْحَات.

ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَائِلًا: (اللهُ أَكْبَرُ) غَيْرَ رَافِعٍ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَفْرِشُ رِجْلَهُ الْيُسْرَىْ وَيَجْلِسُ عَلَيْهَا وَيَنْصُبُ الْيُمْنَىْ، وَيَضَعُ يَدَيْهِ عَلَىْ فَخَذَيْهِ ثُمَّ يَقُوْلُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيْ وَارْحَمْنِيْ وَاهْدِنِيْ وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي وَاجْبُرْنِي، وَارْفَعْنِي »، ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَسْجُدُ غَيْرَ رَافِعٍ يَدَيْه.

ثُمَّ يَرْفَعُ ﷺ رَأْسَهُ مُكَبِّرًا، وَيَنْهَضُ عَلَىْ صُدُوْرِ قَدَمَيْهِ مُعْتَمِدًا عَلَىْ رُكْبَتَيْهِ وَفَخَذَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِيْ هَذَا الْقِيَامِ، ، وَيَصْنَعُ فِيْ الْثَّانِيَةِ مِثْلَ مَا صَنَعَ فِيْ الْأُوْلَىْ.

فَإِذَا جَلَسَ فِيْ التَّشَهُّدِ الْأوَّلِ جَلَسَ مُفْتَرِشًا كَمَا يَجْلِسُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَيَضَعُ يَدَهُ الْيُسْرَىْ عَلَىْ رُكْبَتِهِ الْيُسْرَىْ، وَالْيُمْنَىْ عَلَىْ فَخِذِهِ الْأَيْمَن، وَأَشَارَ بِأُصْبعِهِ السَّبَّابَةِ، وَوَضَعَ إِبْهَامَهُ عَلَىْ أُصْبَعِهِ الْوُسْطَىْ كَهَيْئَةِ الْحَلَقَةِ، وَجَعَلَ بَصَرَهُ إِلَىْ مَوْضِعِ إِشَارَتِهِ، وَكَانَ ﷺ يَرْفَعُ أُصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ، وَيَحْنِيْهَا قَلِيْلًا يُوَحِّدُ بِهَا رَبَّهُ -عَزَّ وَجَلَّ-، وكَانَ يَقُوْلُ: «التَّحِيَّاتُ للهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَىْ عِبَادِ اللهِ الصَّالِحْيْنَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ».

وَشَرَعَ لِأُمَّتِهِ أَنْ يُصَلُّوْا عَلَيْهِ فِيْ التَّشَهُّدِ الْأَخِيْرِ؛ فَيَقُوْلُوْا: «اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ».

وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَتَعَوَّذُوْا بَعْدَ الصَّلَاةِ عَلَيه ﷺ فَيَقُوْلُوْا: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ المَسِيحِ الدَّجَّالِ»، وَعَلَّمَ الصِّدِّيْقَ-رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنْ يَدْعُوْ فِيْ صَلَاتِهِ: «اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وَارْحَمْنِي إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ»، وَكَانَ مِنْ آخِرِ مَا يَقُوْلُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيْمِ: «اللهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ».

ثُمَّ كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِيْنِهِ فَيَقُوْلُ: «الْسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ»، وَيُسَلِّمُ عَنْ يَسَارِهِ فَيَقُوْلُ: «الْسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ».

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِلْاقْتِدَاءِ بِنَبِيِّكَ وَخَلِيْلِكَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِلْاعْتِنَاءِ بِصَلَوَاتِنَا، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا قُرَّةَ عُيُوْنِنَا، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنَ الْمُقِيْمِيْنَ لِلصَّلَوَاتِ، الْمُحَافِظِيْنَ عَلَيْهَاْ.

أَقُولُ قُولِي هَذَا وَاسْتَغْفَرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ ربِّ العالَمِيْن، له الحَمْدُ أَنْ جَعَلَنَا مُصَلِّيْن، ونَسْأَلُه أَنْ يَجْعَلَنَا لها مُقِيْمِيْن، وأُصَلِّي وأُسَلِّمُ على نَبِيِّه الأَمِيْن، وَمَنْ كَانَت الصلاةُ له قُرَّةَ العَيْن، أما بعد:

فَلَقَدْ وَصَفَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- صَلَاةَ رَسُوْلِ اللهِ ﷺ بِالْتَّمَامِ وَالْكَمَالِ مَعَ الْإِيْجَازِ؛ فَعَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ قَالَ: «كَانَ رَسُوْلُ اللهِ ﷺ يُوْجِزُ الصَّلَاةَ وَيُكَمِّلُهَا»، وَعْنُه أَنَّهُ قَالَ: «مَاْ صَلَّيْتُ وَرَاءِ إِمَامٍ قَطُّ أَخَفَّ صَلَاةٍ، وَلَا أَتَمَّ مِنَ النَّبِيِّ ﷺ»، وَفِيْ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ عَنْ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: «كَانَتْ صَلَاةُ رَسُولِ اللهِ ﷺ وَرُكُوعُهُ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَسُجُودُهُ، وَمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ».

• اختصرها الشيخ عبدالعزيز الراجحي من كلام الإمام ابن  القيم، فقمت بتلخيص ما اختصره شيخنا، ولم أتصرف إلا في جملة واحدة بين معقوفتين 

 

 

المرفقات

1696526288_سياق صلاة النبي صلى الله عليه وسلم ج.docx

1696526289_سياق صلاة النبي.pdf

المشاهدات 651 | التعليقات 0