سهام الحقد الطائفي في الموصل

احمد ابوبكر
1438/01/16 - 2016/10/17 08:35AM
تستعد القوات العرقية بمشاركة مليشيات الحشد الشيعي الموالية لإيران لاقتحام مدينة الموصل السنية من أجل تحريرها من أيدي تنظيم داعش وسط مخاوف واسعة من ارتكاب جرائم طائفية على شاكلة ما جرى في الفلوجة...

العجيب أن بغداد ترفض بشكل حاسم مشاركة قوات تركية في الهجوم رغم مشاركة مليشيات تابعة لإيران وقوات عسكرية أجنبية من دول غربية فلماذا الإصرار على إقصاء أنقرة التي لها مصالح أكبر بكثير من الدول الأخرى في هذا الأمر؟!...

الرفض العراقي يثير الريبة والقلق ويزيد الشكوك في الرغبة الانتقامية للمليشيات الشيعية ضد أهالي الموصل الذين يعانون من داعش ولكنهم يخشون أيضا من حملات القتل والإبادة على أيدي مليشيات الحشد..

قبيل بدء الهجوم انطلقت التصريحات الاستفزازية من جانب المليشيات الإيرانية المدعومة من الحكومة العراقية حيث توعد زعيم ميليشيا "عصائب أهل الحق" الرافضية "قيس الخزعلي" أهالي مدينة الموصل السنية وقال : إنه سينتقم من قتلة الموصل عند تحريرها, كما أطلق زعيم ميليشيات "بدر" هادي العامري تهديدات شبيهة ضد أهالي الموصل...الدول السنية المجاورة التي رأت ما ارتكبته المليشيات الطائفية في الفلوجة استبقت الهجوم على الموصل بسلسلة تصريحات تحذيرية حيث أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أن بلاده لن تسمح بأن تتسبب عملية تحرير الموصل من داعش في "دماء ونار" بالمنطقة لما سيترتب عليها من صراع طائفي...

وأضاف إردوغان أن تركيا "مستهدفة بشكل شرس فيما يتعلق بمسألة الموصل، لأنها تحدث تغييرا في التوازنات الإقليمية." كما قال نائب رئيس وزراء تركيا نعمان قورتولموش ، إن القوات التركية ستبقى في معسكر بعشيقة العسكري شمالي العراق حتى يتم طرد تنظيم داعش من مدينة الموصل القريبة منه...وأضاف قورتولموش، إن تركيا ستشارك في عملية الموصل ما لم تشارك وحدات حماية الشعب الكردية السورية....

في نفس الوقت حذر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من حصول "كوارث" طائفية في حال مشاركة قوات الحشد الشيعي، في معارك استعادة مدينة الموصل العراقية ذات الغالبية السنية، من تنظيم داعش...

وقال الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التركي مولود تشاوش اوغلو في الرياض، وردا على سؤال عن مشاركة الحشد في المعركة المرتقبة لاستعادة الموصل "فيما يتعلق بالحشد الشعبي، هذه مؤسسة ميليشيا طائفية انتماؤها لايران، سببت مشاكل وارتكبت جرائم في اماكن مختلفة في العراق، واذا ما دخلت الموصل قد تحدث كوارث".

واضاف "من الافضل على العراق ان تركز وتستخدم جيشها الوطني، وتستخدم ابناء المناطق وتستخدم عناصر ليست محسوبة على ايران ومعروفة بالطائفية المتشددة، اذا ارادت ان تواجه ارهاب داعش واذا ارادت ان تتفادى سفك الدماء والطائفية بين اولاد العراق الاشقاء"....

وتابع الجبير "عندما دخلت هذه الميليشيات الفلوجة (غرب)، ارتكبت جرائم هائلة"، مضيفا "ثمة قبور جماعية، هناك اعتداءات على حرمة المنازل، حرمة العوائل، هناك قتل للابرياء". وزاد: "هذا زاد من التأزم الطائفي في العراق"....

المخاوف من الحقد الشيعي في المنطقة أصبح واضحا ولم تعد الدول المجاورة تخفي قلقها أو تعرب عنه بتصريحات دبلوماسية كما كان يحدث من قبل بسبب جرأة طهران في دعم المليشيات الطائفية وإصرارها على إشعال المنطقة في ظل تراجع القوى الغربية عن الوقوف في وجهها مع تغير استراتيجيتها في المنطقة وتعديل أولوياتها.
المشاهدات 610 | التعليقات 0