سنة كاملة على العاصفة ووقفة مع رعد الشمال

راشد الناصر
1437/06/09 - 2016/03/18 04:42AM
هذه الخطبة من خطب شيخنا أحمد بن ناصر الطيار تم التصرف فيها بما يتناسب مع جماة المسجد


الخطبة الاولى
عباد الله وهاهي الأيام تمضي سريعا فتقطع بنا حولا كاملا على بداية عاصفة الحزم ومقارعة الباطل وأهله في ارض الحكمة والإيمان ولابد لنا من وقفات وقد بدأت البشائر تلوح في الأفق بإندحار العدو وإنحساره
الوقفةُ الأولى: أنْ نحذرَ من الغرور والتعالي, والاتكالِ على القوةوالسلاح, فقد كاد الصحابةُ أنْ يُهزموا يوم حنينٍ, حين داخَلَهُمُ الْعُجْبُوالْغُرورُ, قال اللَّهُ تَعَالَى حاكيًا حالهم يومَها: {وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْأَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُالأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ}.
فيجب علينا أنْ يكون إعتمادنا على الله وحده , وأنْ نثق بنصره وفتحه, وألا نتّكل على قوتّنا وجيوشناأبدا

الوقفة الثانية: أنه لابد من اليقين أنه لا عزّ لنا إلا بالقتالوالجهاد, ولا مَكَانَةَ لنا بين الأمم إلا بإعداد العُدّة والعتاد, فبه نَسْتَرِدُّحقّنا, ونحمي أنفسنا, ونُرهبَ أعداءَنا, بل هو من أعظم أسبابِ تآلُفِ قلوبِنا, وجَمْعِهَا بعد تفرّقها, فكم كانت بعضُ الدولِ مُمَزَّقَةً ومُتَنَاحِرَةً قَبْلَعاصفة الحزم, وها نحن نراها قد اجتمعت صفًّا واحدًا في قتال الرافضة, وصدق شيخ الإسلام حينما قال: ومتى جاهدت الأمَّةُ عدوَّها ألَّف الله بين قلوبها، وإن تركتِ الجهادَ شُغلَبعضُها ببعض. ا.ه
وهذا والله ما رأيناه ولَمِسْنَاه, فقبل عام من هذه المعركة الفاصلةِمع الرافضة, انْشغلنا ببعضنا في الداخل والخارج, والحالُ كذلك على مُستوى الدول, فقد وصل الصراعُ بين بعض الدولالإسلامية إلى حدِّ سحبِ السفراء, والتقاطعِ والتحريضِ والبغضاء.
ولكن ما إنْأَعْلَنَتِ الجهادَ على الأعداء, حتى توحّدت الكلمةُ في الداخل والخارج, وتآلفتالقلوب, وهذه مِنْ أعظم نِعَمِ اللهعلى هذه الأمة, أنها قد اجتمعت على قتال الحوثيِّ،
.
الوقفة الثالثة: أنّ هذه الحربوالمعركة, قد أوقفتِ الزَّحفَ والتمدّدَ الإيرانيَّ الفارسي, وقَلَبَتْ أوراقَه, وهو الذي جَمَعَ عشراتِ الأطنانِ مِن الأسلحةِ للحوثيّين, وأرسل مئاتِ الجنودوملايينَ الأموال لهم,

الوقفة الرابعة: أنّ العملَ الْمُخطّطَله, والمدروسَ بعنايةٍ وحكمة, والذي يأتي بعد طُول مَشُورة, واجتماعِ الكلمة: هوالذي ينفع ولا يضرّ.
هذه الحرب أعز الله بهاأهلَ السنة, وقَمَعَوأَغَاض بها الرافضة, وأحيتْ في قلوب المسلمين روحَ العزّةِ والكرامة, وأزالتْ عنهاأمراضَ اليأسِ والأسى,
الوقفة الخامسة: أنّ الحكمةَ تُوجب علينا أنْ نغزو العدوَّ قبل أنْيَغْزُوَنَا, قال شيخ الإسلام رحمه الله: لا يَحِلّ للمسلمين أن ينتظروا أعداءَالله حتى يطأوا بلاد المسلمين، فإنّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "ما غُزِيَ قومٌ في عُقْر دارِهِم إلاّ ذَلُوا". ا.ه
فمُباغتةُ دُولالتّحالفِ العربيّ السنيّ, جماعةَ الحوثيّ وأعوانَه, هو عينُ الْحكمةِ والصواب, وهوالواجبُ على ذوي العقولِ والألباب, ولو تركناهم لَتَعاظمتْ قُوّتُهم, واسْتشرىفسادُهم, ولَغَزوا بلادَنا, وزعزعوا أمْنَنَا.
الوقفة السادسة: أنْنعرف قَدْرَ هذه الدول, التي شاركتنا في هذه المحنة العصيبة, والتي لم تتأخر لحظةًواحدةً في دعمِنا والوقوفِ مَعَنَا, وخاصَّةً قبائلَ اليمن الشرفاء, الذين هم فيالواجهة وعلى الأرض,.
الوقفةُ السابعة والأخيرة: لِنَعْتَبِرْ في حال رئيس اليمنِ المخلوعِ الخائن, الذي عُرف عنه المكرُوالدّهاءُ, والْحِيْلةُ والذكاء, عَرَفَ ذلك عنه القاصي والداني, والْمُخَالِفُوالْمُؤالف. ولكن, هل نفعه ذلك, لا والله, لقد تحوّل الذكاء إلى بلاء, فها هوطريدٌ خائفٌ منبوذ, بل أوصل اليمن إلى حالةٍ يُرثى لها, وقاد أهله وعشيرتَه إلىالهلاك والدّمار.
وهكذا حال الرّؤساءِ الذين سبقوه, , ومن سبقهم من أذكياء رؤساء العالم, ما وصلوا إلى ما صلواإليه إلا بذكائهم وعقولهم.
ولكن, لماذا آل أمرُهم إلى ما آل إليه, من الدمارِوالقتل وخرابِ بُلْدانِهم؟
لأنّ الذكاءَ وحده لا يكفي
وصدق الإمام الذهبييوم أنْ قال: لَعَنَ اللهُ الذَّكَاءَ بِلاَ إِيْمَانٍ، وَرَضِيَ اللهُ عَنِالبَلاَدَةِ مَعَ التَّقْوَى.
وينطبق على هؤلاءِ الرؤساءِ والوزراءِ الأذكياءالمكرة, ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى عن أمثالهم: أُوتوا ذكاءوما أوتوا زكاءً, وأُعطوا فُهومًا وما أعطوا عُلومًا، وأُعطوا سمعًا وأبصارًاوأفئدة, فَمَا أَغْنَى عَنْهُمْ سَمْعُهُمْ وَلَا أَبْصَارُهُمْ وَلَاأَفْئِدَتُهُم مِّن شَيْءٍ. ا.ه
بارك الله لي ولكم في القران العظيم




الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدًاعبده ورسوله, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين, وسلم تسليمًا كثيراً إلىيوم الدين.

أما بعد: أيها الْمُسْلِمُون: لقد رأينا في الأسبوع الماضي ما يُثلج صدورَنا, ويرفعرؤوسَنا, من هذه المناورةِ العسكريّة الإسلاميّة, الْمُسمّاةِ برعدِ الشمال, التيدعا لها قادةُ هذه البلاد المباركة, الذين بذلوا الغاليَ والنفيس لتوحيد الأُمة, وتقويتها والدفاعِ عنها, من خطر الرافضةِ والخوارج وغيرِهم.
وهذا يدل على مكانةالمملكة وحكامها رعاهم الله, حيث كان اجتماع هذه الدول الإسلامية على يدها, وفيأرضها وتحت قيادتها, وحينما تقومَ المملكة بهذا الدورالعظيم فإنها لتثبت للعالم أجمع أنها مركز للعالم الإسلامي ومحوره وقد تقلدت هذه الأمانة بتشريف الله لها بالحرمين الشريفين
وهذا التدريبُ هو مِن إدخال الرعب في قلوب الأعداء, فإنهم إذا رأواقوتنا واتِّحادنا, وكثرةَ عَدَدِنا وعَتَادِنا, هابونا وأحجموا عما كانوا يعزمونعليه من مكر وحرب علينا. إن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً
ويقول تعالى في وجوب الإعداد العسكري لأعداء الدين والملة : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَااسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّاللهِ وَعَدُوَّكُمْ} أي تُخَوِّفُون بقوتكم الأعداء المجاهرينَ بالعداوة, {وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللهُ يَعْلَمُهُمْ
أيوتُرهبون أعداءً لكم يُخْفُون عداوتهم وحقدهم, ويتربصون بكم الدوائر, وما أكثرالمتربصين بدولتنا, الحاقدين على علمائنا وحكامنا, الذين يتمنون ضعفنا وفقرنا, لينقضوا علينا انقضاض الأسد على فريسته.
فلْنقف جميعًا أيها المسلمون مع قادتنا وعلمائنا, ولْنحذرْ مِن المرجفينَ والمثبطّين, الذين لا هَمَّ لهم إلا القدحَ والعيب, ولاشُغْلَ لهم إلا التَّسَخُّطَ وكفرانَ النعم.

نسأل الله تعالى أنْ يحفظ أمننا, ويمكرَ بأعدائنا, ويحفظ قادتنا وعلماءنا, إنه سميعٌ قريبٌ مجيب.

الجمعة 9/6/1437هـ

المشاهدات 1914 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا