سمو ورفعة خطبة للشيخ علي عبدالمحسن الشايع

أبامحمد أبامحمد
1444/11/24 - 2023/06/13 07:28AM
الحمدلله رب العالمين اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لمن اضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما اعطيت، اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله سيد الخلق أجمعين وقائد الغر المحجلين صلى الله وسلم وبارك على اله وصحبه أجمعين وعلى أتباعه الى يوم الدين
أما بعد
فاتقوا الله وتواصوا بهافهي وصية الله لعباده"ياعبادي فاتقون"
أيها الأخوة ، إننا في زمن كثرت فيه الملهيات والمغريات وغفل فئام من الناس عن دينهم وعبادة ربهم فما حالنا مع الصلاة وما حالنا مع تلاوة كتاب الله عز وجل وماحالنامع الذكر والاستغفار تهاون وتكاسل وغفلة إلامن رحم الله
أفتتنا بما أنتجه هذا العصر من ملهيات يقضى بها الوقت بل يقتل قتلا كم تأخد الأجهزة الذكية من وقت الإنسان اليوم وماالنتيجة والفايدة منها نفعهاقليل ووضررها كثير تتبع للمشاهير والمهرجين بلا فائدة أو جدوى ناهيك عما يبثون من سموم ومحرمات غفلة وتغافل عن الآخرة"ولا تطلع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا"
عباد الله
لم يخلق الإنسان عبثاً ولم يترك سدى وإنما خلق لعبادة الله "وماخلقت الجن والانس إلا ليعبدون" المسلم يعلم علم اليقين أنه مخلوق لهذه الغاية وهي العبادة لذا يجب عليه ألا يغفل عنها كل الغفلة ، المسلم له غاية وهي طاعة الله وعبادته في هذه الحياة ومن بعدها رضى الله ودخول الجنة . المسلم لم يخلق ليلبي رغبةويقضي شهوة بل هي أسمى من ذلك وأرفع قدراً
أيها الاخوة:
إن قلوبنا بحاجة إلى ذكرى وتذكير تنبهها وتوقضها من غفلتها وسباتها، وهذه إشارة عابرة ووقفه يسيرة مع مناقب بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أدركوه من الفوز والرفعه والبشارة بالمنازل العالية، ادركوه بسبب ايمانهم وعقيدتهم وصدقهم وطاعتهم لله ورسوله والتاربخ على مر أعصره وأدهره لم يشهد له من الصدق والتوثيق مثل ماشهده تاريخ الإسلام في سيرة رجاله السابقين بل لم يشهد التاريخ بعد الانبياء والمرسلين رجالاً كصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم وأرضاهم"رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه" وهذه حديث عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا عن سيرهم وجهادهم وأخلاقهم ولكنه حديث عن المنزلة التي بلغوها والمكانةالتي أدركوها والفوز الذي حققوه والجزاء الذي نالوه، لقد أثنى عليهم ربهم في ايات محكمات من كتابه الذي انزله ورضي عنهم وتاب عليهم ، يقول جل وعلا في السابقين الأولين من صحابة رسول الله صلى الله عليه ويسلم "والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضو عنه وأعد لهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم" وقال تعالى "للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون، واللذين تبوؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة فيما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة" وفي الذين بايعوا تحت الشجرة وذلك حين حبس عثمان رضي الله عنه في مكة وأشيع أنه قتل فبايع صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول الله على الموت وكان عددهم ألفاً وأربع مئة رجل فأنزل الله فيهم "لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم مافي قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريبا" وفي عموم الصاحبة يقول تعالى"محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعاً سجدا يبتغون فضلاً من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود " هذا ثناء الله تعالى عليهم وأي ثناء أعظم من هذا الثناء وأي فضل أسمى من هذا الفضل وأي منزلة تسمو إلى هذه المنزلة ، هؤلاء صحابة رسول الله منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والعشرة المبشرون بالجنة وأهل بدر وبيعة الرضوان والمهاجرون والأنصار . فأبو بكر رضي الله عنه يدخل الجنة من جميع أبوابها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان من أهل الصلاة ودعى من باب الصلاة و من كان أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي بباب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الصيام وباب الريان فقال أبو بكر رضي الله عنه ماعلى احد يدعى من هذه الأبواب من ضرورة فهل يدعى احد من تلك الابواب كلها قال نعم وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر " أخرجه البخاري .أبو بكر الذي قدم كل مايملك لله ورسوله ماذا بلغ؟ يقول عليه الصلاة والسلام : ما لأحد عندنا نعمةإلا كافيناه بهاخلا أبا بكر ……… ، أخرجه الترمذي
أيها الأخوة في الله أي ايمان استقر في قلوبهم ؟ وأي عمل قدموه؟ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبر عمر رضي الله عنه :بينما أنا نائم اذ رايتني في الجنة فاذا امرأة تتوضاء الى جانب قصر فقلت لمن هذا فقالوا لعمربن الخطاب فذكرت غيرة عمر فوليت مدبرا فبكى عمر رضي الله عنه ثم قال بابي وامي يارسول الله أعليك اغار( رواه مسلم، عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يقول عنه رسول الله صل الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده مالقيك الشيطان قط سالكا فجاً الا سلك فجا غيرفجك …. رواه مسلم، وهذا عثمان رضي الله عنه الذي تستحي منه الملائكة ، يقول عليه الصلاة والسلام : ألا أستحي من رجل -يقصد عثمان- تستحي منه الملائكة " رواه مسلم ، وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه يخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم "أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله" ففي يوم خبير قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا أعطين الراية رجلا يفتح الله على يدبه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ثم قال : أين علي بن أبي طالب فأعطاه الرايه " رواه مسلم ، أي منزلة أعظم من هذه المنزله عباد الله وغير الخلفاء الأربعة هذا بلال رضي الله عنه يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قصره في الجنةوفوزه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لبلال بعد صلاة غداة يابلال حدثني بأي عمل ارجي عندك عملته في الإسلام فإني سمعت الليلة خشخشة نعليك بين يدي في الجنة ، قال بلال رضي الله عنه ماعملت عملاً أرجي عندي منفعه ممن أني لا اتطهر طهوراً تاماً في ساعة من الليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ماكتب الله لي أن أصلي رواه مسلم وهذا سعد بن معاذ يخبر رسول الله صل الله عليه وسلم أن جنازته أهتز لها عرش الرحمن" رواه مسلم وهذا أبي بن كعب يبلغ منزله لاينالها أحد غيره لحمله كتاب الله تعالى فقد قال النبي صل الله عليه وسلم لأبي ان الله امرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب قال وسماني ….. قال نعم فبكى رضي الله عنه . رواه البخاري بارك الله لى ولكم في القرآن. الخطبة الثانية. أيها الأحبة : ولم تكن هذه المنزلة للرجال فحسب بل نالتها النساء . عن ‌أبي هريرة رضي عنه قال : «كان جبريل عندالنبي فقال هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام، أو إناء فيه شراب، فأقرئها من ربها السلام، وبشرها ببيت من قصب، لا صخب فيه ولا نصب.» رواه البخاري. وهذه أم سليم يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الفوز الي نالته وأدركته ، قال دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت من هذا قالوا هذه …. بنت ملحان أم أنس بن مالك .. رواه مسلم . هذه أيها الأخوه ومضات من العلو والرفعة والمنازل العالية عند رب العالمين أدركها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ، لا بكثرة أموالهم ولا برفعة نسبهم ولكن بإيمانهم وعقيدتهم وطاعتهم لربهم جل وعلا ، قوم جعلوا الأخرة همهم الأول وعملوا لها ولم يهملوا دنياهم فقد كان فيهم التجار والأغنياء ولكن الأخرة هي مطلبهم والعمل لله هو همهم
المشاهدات 327 | التعليقات 0