سلسلة عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم (2)

قاسم الهاشمي
1439/03/19 - 2017/12/07 17:32PM

الخطبة رقم (2):

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له عز عن الشبيه وعن الند وعن النظير { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} وأشهد أن محمدا عبده ورسوله البشير النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور وسلم تسليما كثيرا .. أما بعد ...

فاتقوا الله تعالى وراقبوه وأطيعوا أمره ولا تعصوه { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون } بالتقوى تستجلب الأرزاق وتفتح الأغلاق وتفرج الكرب وتدفع النقم { ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب }.

أيها المسلمون : إن الحديث يحلو عن الرجال العظماء من الناس، ولكن الحديث عن النبي   لا يجاريه أي حديث في روعته وحلاوته والشوق إليه، رجل ملأ حبه القلوب، واصطفاه الله على الناس، فجعله أكرمهم وأحبهم إليه، إنه رسول الله   الذي تشتاق إليه النفوس، وبذكره ترق وتلين القلوب، وعند الحديث عنه تطمع النفوس المؤمنة إلى رؤيته والالتقاء به في الجنان، والموعد حوضه الشريف حيث ينتظر المؤمنون، يأتون إليه غرًا محجلين عن باقي الأمم، كي يشربوا من حوضه الشريف شربه هنيئة لا يظمؤون بعدها أبدا.

إنه محمد بن عبد الله، من بني هاشم من قريش، أعز الناس نسبًا، وأشرفهم مكانة.

ألَم تر أن الله خلَّد ذكره        إذا قال في الخمس المؤذن: أشهد

وشقّ له من اسْمه ليجله        فذو العرش مَحمود وهذا مُحمد

ولد في بطاح مكة، فرأت أمه نورًا أضاءت له قصور الشام، نشأ حين نشأ يتيمًا، فكفله جده ثم عمه، واسترضع في ديار بني سعد، أرضعته حليمة السعدية، فكانت أسعد الناس به، نزلت الملائكة من السماء فشقت صدره وغسلت قلبه، فنشأ نشأة طهر وعفاف في مجتمع جاهلي يعج بالشرك والظلم والمنكرات، لم يتجه يومًا بقلبه إلى صنم، ولم يعاقر خمرًا، ولم يتسابق كغيره إلى النساء، صادق اللسان، لم يجرب عليه قومه كذبةً واحدة، أمين وأي أمين!

تالله ما حملت أنثى ولا وضعت *** مثل الرسول نبي الأمّة الهادي

لما أضاء على البرية زانها *** وعلا بها فإذا هو الثقلان

صلى عليك الله يا علم الهدى *** ما لاح في فلكيهما القمران

وعندما بلغ رسول الله  اثنتي عشرة سنة ارتحل به أبو طالب تاجرًا إلى الشام حتى وصل إلى بصرى، وكان فيها راهب يقال له بحيرًا، فلما نزل الركب، خرج وأكرمهم وكان لا يخرج إليهم قبل ذلك، وعرف رسول اللهﷺبصفته، فقال وهو آخذ بيده: هذا سيد العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال أبو طالب: وما علمك بذلك فقال: إني أعرفه بخاتم النبوة أسفل غضروف كتفه مثل التفاحة، وإنا نجده في كتبنا، وسأل أبو طالب أن يرده، ولا يقدم به إلى الشام، خوفًا عليه من اليهود فبعثه عمه مع بعض غلمانه إلى مكة.

 

ثم لما بلغ خمسًا وعشرين سنة خرج تاجرًا إلى الشام في مال لخديجة مع غلامها ميسرة وعندما عادا حدثها ميسره عن خلال محمدﷺ العذبة، وشمائله الكريمة، وما أوتي من فكر راجح ومنطق صادق، ونهج أمين، وكَانَتْ خَدِيجَةُ امْرَأَةً عَاقِلَةً حَصِيفَةً، وَكَانَتْ هِيَ فِي نَفْسِهَا أَوْسَطَ نِسَاءِ قُرْيشٍ نَسَبَاً وَأَعْظَمَهُنَّ شَرَفًا وَأَكْثَرَهُنَّ مَالاً, وَكُلُّ رَجُلٍ فِي قَوْمِهَا كَانَ حَرِيصَاً عَلَى الزَّوَاجِ مِنْهَا لَوْ يَقْدِرُ عَلَيْهِ !
ففاتحت خديجة صديقتها نفيسة بنت منبه برغبتها الزواج من محمد فعرضت نفيسة على رسول الله الأمر، فرضي ثم كلم أعمامه فذهبوا إلى عم خديجة وخطبوها إليه، وأصدقها عشرين بكرة، وهي أول امرأة تزوجها، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت. فرضي الله عنها وأرضاها.

 

وَكَانَ عُمُرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تَزَوَّجَ خَدِيجَةَ خَمْسَاً وَعِشْرِينَ سَنَةً, وَكَانَ عُمُرُهَا إِذْ ذَاكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً, فَوَلَدَتْ لَهُ الْقَاسِمَ وَكَانَ بِهِ يُكْنَى، وعبد الله ويقال له: َالطَّيَّبَ وَالطَّاهِرَ، وَزَيْنَبَ، وَرُقَيَّةَ، وَأُمَّ كُلْثُومٍ، وَفَاطِمَةَ, وَأَمَّا وَلَدُهُ إِبْرَاهِيمُ فَمِنْ مَارِيَةَ الْقِبْطِيَّةِ وَلَيْسَ مِنْ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ, لَكِنَّ أَوْلادَهُ الذُّكُورَ مَاتُوا جَمِيعَاً فِي صِغَرِهِمْ, وَأَمَا بَنَاتُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُنَّ فَأَدْرَكْنَ الْبِعْثَةَ وَدَخَلْنَ فِي الإِسْلامِ وَهَاجَرْنَ مَعَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

 

ثم لما بلغ سن الخامسة والثلاثين من مولده عليه الصلاة والسلام جرف مكة سيل عرم، انحدر إلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة منه على الانهيار، فعزمت قريش على بناءها وألا يدخلوا في مالها إلا طيبًا فهدموها حتى بلغوا قواعد إبراهيم، ثم أرادوا الأخذ في البناء، فجزأوا الكعبة، وخصصوا لكل قبيلة جزءًا منها، فلما بلغ البنيان موضع الحجر الأسود، اختلفوا فيمن يمتاز بشرف وضعه في مكانه واستمر النزاع أربع ليالٍ أو خمسًا، وكاد الأمر أن يتحول إلى حرب في أرض الحرم إلا أن أبا أمية بن المغيرة المخزومي عرض عليهم أن يحكموا أول داخل من باب المسجد فارتضوه، وشاء الله أن يكون أول داخل هو رسول الله   فلما رأوه هتفوا: هذا الأمين رضيناه، هذا محمد، فأمر برداء ووضع الحجر وسطه وطلب من رؤساء القبائل رفع الرداء إلى موضع الحجر الأسود فوضعه بيده الشريفة.

 

هذا هو النبي   وهذه هي حياته قبل مبعثه، جمع خير ما في طبقات الناس من ميزات، كان طرازًا رفيعًا، وواحدًا فريدًا، ذا نظرة سديدة وفكر صائب، وفطنة وحسن خلق، نفر مما كان عليه قومه من خرافات وعبادات، ما وجده حسنًا شارك فيه، وما كان قبيحًا مشينًا عافه ونفر منه، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل مما ذبح على النصب، ولا يحضر للأوثان عيدًا ولا احتفالاً.

 ولا شك أن الله جل وعلا قد أحاطه بعنايته فحال بينه وبين أمور الجاهلية.

 

ثم بعد ذلك تباعدت الشقة بين النبي ﷺ وبين قومه، وأضحى يقلق لما يراهم عليه من الشقاوة والفساد، واشتد هذا القلق، حتى ما عاد يطيق الإقامة بينهم، فأخذ يحث المسير إلى غار حراء يتعبد فيه ويخلو، على بقايا دين إبراهيم عليه السلام، ويقيم فيه شهر رمضان المبارك يطعم فيه من جاءه من المساكين، ويتفكر فيما حوله من مشاهد الكون، وكان اختياره  لهذه العزلة طرفًا من تدبير الله له، وليعده لما ينتظره من الأمر العظيم.

 

ولما تكامل له أربعون سنة، وهي رأس الكمال ولها تبعث الرسل، بدأت آثار النبوة تلوح من وراء الأفق، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، روى البخاري في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله  من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه ـ وهو التعبد لله الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود ذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء،

فجاءه الملك فقال: اقرأ: فقلت: ما أنا بقارئ، قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني، فقال: اقرأ فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية ثم أرسلني فقال: اقرأ. قلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبّكَ ٱلَّذِى خَلَقَ  خَلَقَ ٱلإِنسَـٰنَ مِنْ عَلَقٍ  ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأْكْرَمُ   ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ  عَلَّمَ ٱلإِنسَـٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ، فرجع بها رسول الله ﷺ يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملوني زملوني، فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة، مالي؟ وأخبرها الخبر، لقد خشيت على نفسي، فقالت خديجة: كلا، والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتعين على نوائب الحق، فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة، وكان امرأً تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي فقالت له خديجة: يا ابن عم، اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة: يا ابن أخي ماذا ترى، فأخبره رسول الله  خبر ما رأى؟ فقال له ورقة، هذا الناموس الذي نزَّله الله على موسى، يا ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله : ((أو مخرجيَّ هم)) قال: نعم، لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا، ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي".

 

قال ابن حجر رحمه الله: وكان ذلك (أعني انقطاع الوحي أيامًا) ليذهب ما كان  وجده من الروع، وليحصل له التشويق إلى العود ، روى البخاري عن جابر بن عبد الله أنه سمع رسول الله  يحدث عن فترة الوحي قال: فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتًا من السماء فرفعت بصري قبل السماء، فإذا الملك الذي جاءني بحراء قاعد على كرسي بين السماء والأرض فجثثت منه حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زملوني، زملوني، فزملوني، فأنزل الله تعالى: يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ثم حمي الوحي وتتابع حينها قام رسول الله يحمل على عاتقه العبء الثقيل عبء الأمانة الكبرى في هذه المعمورة عبء البشرية كلها، عبء العقيدة ونشرها، وعبء الكفاح والجهاد جهاد السيف والكلمة، والدعاء والدعوة, فاللهم أجزه خير ما جزيت نبيًا عن أمته ﷺ.

 

وفي أول يوم من أيام الدعوة أسلم الرعيل الأول السابقون الأولون، فأسلمت خديجة زوج النبي عليه السلام ومولاه زيد بن حارثة وابن عمه علي بن أبي طالب وإمام الأمة بعد رسولها أبي بكر الصديق، ثم نشط أبو بكر في الدعوة إلى الإسلام، وكان رجلاً مألوفًا محببًا سهلاً رفيعًا في قومه، فأسلم على يده عثمان بن عفان والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله، ثم تلى أولئك بلال وأبو عبيدة والأرقم وخباب وابن مسعود وغيرهم.

 

قال ابن إسحاق: ثم دخل الناس في الإسلام أرسالاً من الرجال والنساء حتى فشا ذكر الإسلام بمكة وتُحدث به وكان رسول الله  يجتمع بهم سرًا ويرشدهم إلى الدين متخفيًا حيث إن الدعوة لا تزال فردية سرية، وكان في أوائل ما نزل الأمر بالصلاة, فكان النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه إذا حضرت الصلاة ذهبوا في الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، ومضت ثلاث سنين والأمر كما هو إلى أن أُمر عليه السلام بالصدع بدعوة الحق فنزل قول الله تعالى: وأنذر عشيرتك الأقربين.

حينها جهر النبي ﷺ بدعوته كما أمره ربه سبحانه وتعالى.

 

أقول قولي هذا و أستغفر الله لي.......

 

الخطبة الثانية

الحَمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَه، وأَشْهَدُ أنَّ سيِّدَنا محمَّداً عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَى سيدِنَا محمدٍ وعلَى آلِهِ الطيبينَ الطاهرينَ وعلَى أصحابِهِ أجمعينَ، والتَّابعينَ لَهُمْ بإحسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.     أمَّا بعدُ:

 

عباد الله ... ومما أحدثه بعض الجهلة والمغرضين من البدع: بدعة الاحتفال بالمولد النبوي، وهو احتفال يقام في مثل الأيام الذي يُدعى أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد فيه، وهو بدعة محدثة، وأمر منكر، وهو ممنوع مردود، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقم بهذا الاحتفال المزعوم في حياته، ولم يأمر به أصحابه بعد موته وهم أحب الناس لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يؤثر عن أحدهم أنه أشار إليه أو استحبه لا من قريب ولا من بعيد. ولم يفعل هذا أصحاب القرون الثلاثة المفضلة جميعهم، ولو كان هذا خيراً لسبقونا إليه.

 

إن في الاحتفال بذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم وسيلة إلى الغلو فيه والمبالغة في تعظيمه حتى يفضي ذلك إلى دعائه والاستغاثة به من دون الله؛ كما هو الواقع الآن في كثير ممن يحيون هذه البدعة، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن الغلو في مدحه فقال ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا: عبد الله ورسوله ).

واعلموا .. أن في إحياء هذه البدعة فتح لأبواب البدع الأخرى والاشتغال بها عن السنن، لأنه ما أحييت بدعة إلا بموت سنة.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله.....

اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، اللَّهُمَّ أذل الشرك والمشركين، اللَّهُمَّ دمر أعداء الدين، اللَّهُمَّ اجعل هذا البلد أمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين عامة يا رب العالمين.

اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا وجعلهم هداة مهتدين غير ضالين ولا مظلين، اللَّهُمَّ أصلح بطانتهم وأبعد عنهم بطانة السوء والمفسدين.

اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثاً هنيئاً....................

عبادَ الله، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ * فاذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ الله أكبرَ، والله يعلمُ ما تصنعون).

المرفقات

النبوية2-10-3-1438

النبوية2-10-3-1438

المشاهدات 1030 | التعليقات 0