سلسلة حقوق المصطفى 2 - مقتضيات الإيمان بالمصطفى (صلى الله عليه وسلم)

ماجد بن سليمان الرسي
1445/07/27 - 2024/02/08 11:36AM

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبدُه ورسولُه.

أما بعد، فإن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون).

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبا).

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيما).

أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى وراقبوه، وأطيعوه ولا تعصوه، واعلموا أن من رحمة الله بعباده أن بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين، والإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم يقتضي خمسة عشر أمرا:

1.     أولها: معرفة اسمه ونسبه، وهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن مَعد بن عدنان، وعدنان من ولد إسماعيل، وإسماعيل من ولد إبراهيم عليه السلام. ويكفي من هذا معرفة اسمه، محمد بن عبد الله، وأنه من قريش.

2.     ومن مقتضيات الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وسلم) الإيمان بما جاء من دلائل نبوته، وهي كثيرة، وأعظمها إنزال القرآن العظيم عليه، وانشقاق القمر له، وحنين الجذع إليه، وتسبيح الطعام بين يديه، ونبع الماء وتكثيره بين أصابعه، وتكثير الطعام القليل، وإخباره عن كثير من الغيبيات المستقبلية.

3.     ومن مقتضيات الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وسلم) الإيمان بنبوته ورسالته، وأنه نـبيٌّ رسول من عند الله حقا وصدقا.

4.     ومن مقتضيات الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وسلم) الإيمان بأنه خاتم النبيين، ورسالته خاتم الرسالات، كما قال تعالى ﴿ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين﴾.

وعن ثوبان رضي الله عنه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين، لا نبي بعدي ... الحديث.[1]

وعن جابر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : إن مَثلي ومَثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لَــبِــنَة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويَعجبون له ويقولون: هلاَّ وُضِعت هذه اللَّـبِنة؟

قال: فأنا اللَّـبِنة، وأنا خاتم النبيين.[2]

5.     ومن مقتضيات الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وسلم) الإيمان بأن شريعته ناسخة لـما قبلها من الشرائع، كشريعة عيسى وموسى عليهما السلام، ومهيمنة عليها كلها، قال تعالى )وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه(، وبناء عليه فلا يجوز التعبد لله بغير شريعة الإسلام.

6.     عباد الله، ومن مقتضيات الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وسلم) الإيمان بأنه بعد بعثته لا دين مقبول عند الله إلا دين الإسلام، والدليل على ذلك قوله تعالى )ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين(.

ومن السنة قوله (صلى الله عليه وسلم) : والذي نفس محمد بيده؛ لا يسمع بي أحد من هذه الأمة، يهودي ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به؛ إلا كان من أصحاب النار.[3]

7.     ومن مقتضيات الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وسلم) الإيمان بأنه بلغ الرسالة وأكملها، وترك أمته على البيضاء، والدليل على هذا قوله تعالى ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾.

ومن السنة ما روى الشيخان عن مسروق قال: كنت متكئا عند عائشة فقالت: يا أبا عائشة، ثلاثٌ من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفِرية  - وذَكَرَت منها – : ومن زعم أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كتم شيئا من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول )يا أيها الرسول بَلِّغ ما أُنزِل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته(.[4]

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: لقد تركَنا محمد (صلى الله عليه وسلم) وما يحرِّك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علما.[5]

وقد شهد الصحابة للنبي (صلى الله عليه وسلم) في حجة الوداع بأنه بلَّغ الدين، وكان عددهم نحوا من أربعين ألفا، فإنه لـما قال لهم النبي (صلى الله عليه وسلم) : تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به؛ كتاب الله، وأنتم تُسألون عني فما أنتم قائلون؟

قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأدَّيت ونصحت.

فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكُـتُها[6] إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات.[7]

8.     ومن مقتضيات الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وسلم) الإيمان بعموم رسالته إلى الإنس والجن، قال تعالى ﴿قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا﴾، وقوله ﴿وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين﴾.

وقد جاء ذكر دعوة النبي r للجن إلى الإسلام في سورة «الجن»، فقد أتى بعض الجن فبايعوا النبي r على الإسلام، فنزلت في هذا آيات من سورة الأحقاف وهي قوله تعالى )وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن فلما حضروه قالوا أنصِتوا فلما قضي ولوا إلى قومهم منذرين * قالوا يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى مصدقا لما بين يديه يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم(.

وقد قام النبي (صلى الله عليه وسلم) بدعوة الناس كافة كما أمره ربه، فدعا عشيرته الأقربين، ثم كاتَبَ ملوك العرب والفرس والروم، وكاتب النجاشيَّ ملك الحبشة، ودعا الجن إلى الإسلام، وغزا من أجل تسهيل الطريق أمام الدعوة، ثم سار صحابته على سيرته من بعده، فدعوا إلى الله تعالى، وحفظوا السنة والقرآن، وحاربوا المرتدين، وقاتلوا من ادّعى النبوة، وفتحوا الآفاق، ففتحوا الشام ومصر والمغرب، وفتحوا خُراسان، ونشروا التوحيد في كل مكان، وهدموا الأصنام، وفعلوا الكثير لنصرة الإسلام مما هو مُدوَّنٌ في بطون كتب التاريخ والحديث، فرحمهم الله وجزاهم خيرا، وجعل ما قدموا وما قدّمت الأجيال بعدهم في موازين حسناتهم يوم القيامة.

9.     ومن مقتضيات الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وسلم) الإيمان بأن هديه أكمل هدي، وطريقته أحسن طريقة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عله وسلم كان يقول في خطبته: أما بعد، فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهديِ هديُ محمد، وشر الأمور محدَثاتها، وكل بدعة ضلالة.[8]

10. ومن مقتضيات الإيمان بالنبي (صلى الله عليه وسلم) القيام بحقوقه، وعلى رأسها تصديقه، والانقياد لشريعته، بفعل ما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر، وكذا محبته (صلى الله عليه وسلم).

11.  عباد الله، ومن مقتضيات الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم الإيمان ببشريته، وأنه عبد لله لا يُعبد، ورسول لا يُكَذَّب، وقد جاء التصريح بذلك في آيات كثيرة، كقوله تعالى في أول سورة الإسراء )سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى(.

وعن عمر رضي الله عنه قال: سمعت النبـي (صلى الله عليه وسلم) يقول: لا تُطروني[9] كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله.[10]

وقال تعالى لنبيه )قل إنما أنا بشر مثلكم يوحى إلي أنما إلـٰهكم إلـٰه واحد(.

والإيمان ببشريته (صلى الله عليه وسلم) يستلزم الإيمان بأنه لا يملك من خصائص الربوبية ولا الألوهية شيئا، وهكذا جميع الأنبياء والمرسلين، قال تعالى آمرا نبيه أن يقول للناس )قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون(.

فهذه الآيات وأمثالها تفيد بشرية النبـي (صلى الله عليه وسلم)، وأنه لا يملك من خصائص الربوبية ولا الألوهية شيئا، فهو لا يعلم الغيب، ولا يتصرف في الكون، ولا يجيب الدعاء، بل هو عبد لله مثلنا، وإنما اختصه الله بالنبوة، وكذلك بقية الأنبياء عليهم السلام.

12.  ومن مقتضيات الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بما صح في سيرته من الأخبار الدالة على سيرته المباركة، وخصاله الحميدة، وجهاده في سبيل الله، وصبره وتحمله لنشر الحق.

13.  ومن مقتضيات الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بما جاء من صفاته الخَـلْقية والخُـلُقية، كصفة طوله وهيئته ومِشيته، وصفة وجهـه الشريف وجمال خِلقته، وكذا ما حباه الله من أخلاق عظيمة لم تجتمع لأحد غيره، كالصدق والأمانة والرحـمة وصلة الرحم والعفو وغيرها، وقد صَنف أهل العلم في صفاته الخَـلْقية والخُـلُقية مصنفات كثيرة.

14.  ومن مقتضيات الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بما ورد في حقه من الخصائص الذاتية والشرعية، فمن الذاتية خاتم النبوة، وهو قطعة لحم ناتئة، عليها شعر، عند كتفه الأيسر، حجمها قدر بيضة الحمامة.

ومن خصائصه الذاتية أنه تنام عيناه ولا ينام قلبه.

ومنها ما جعل الله فيما انفصل من جسده من عَــرَقِـــهِ وريقه من البركة.

وأما خصائصه الشرعية فمنها أنه لا يُــــورَث، ومنها أن الصدقة مُـحرَّمة عليه وعلى آل بيته، ومنها جواز الوِصال[11] في الصوم في حقه، ومنها أن الله أباح له الزواج من أكثر من أربع نسوة، ومنها اختصاصه بصحة نكاح من وهبت نفسها له، ومن خصائصه كذلك دفنه في المكان الذي قُبِض فيه، وغير ذلك من الخصائص.

15.  عباد الله، ومن مقتضيات الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم الإيمان بعصمته[12]، وهو معصوم من خمسة أمور؛

1.         أولها أنه معصوم في مجال التبليغ من الخطأ والنسيان والكتمان، ودليله قوله تعالى ﴿وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى﴾، وقوله تعالى )يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس(.

2.         ومن جوانب عصمته (صلى الله عليه وسلم)؛ عصمته من الوقوع في الشرك، فقد عُصم النبي (صلى الله عليه وسلم) من الوقوع في الشرك قبل البعثة، فقد دلت النصوص الثابتة على أنه لم يسجد لصنم قط أو استلمه أو غير ذلك من أمور الشرك التي كان يفعلها قومه، فقد كان يَعرف الله بفطرته، وكان يتعبد الله في غار حراء سنين عديدة ويُفرِدُه بذلك، ولا غرابة في ذلك التوحيد لله تعالى، فقد استخرج الله حظ الشيطان منه مرتين؛ لما كان صغيرا، ولـما كبر، وذلك في حادثة شق صدره (صلى الله عليه وسلم).

3.         ومن جوانب عصمته (صلى الله عليه وسلم)؛ عصمته من الوقوع في كبائر الذنوب، وسيرته شاهدة على هذا، سواء قبل البعثة وبعدها، فإنه لم يشـرب الخمر قط، ولم تمس يده يدَ امرأة قط، ولم يكذب قط، وكيف تقع منه الكبيرة وقد قال لصحابته: أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له.[13]

قال القرطبي رحمه الله: والأنبياء معصومون من الكبائر ومن الصغائر التي فيها رذيلة إجماعا.

4.         ومن جوانب عصمته (صلى الله عليه وسلم)؛ عصمة نسبه الذي تناسل منه من السِّفَاح، أي الزنا، فقد حـمـى الله تبارك وتعالى أصولَ نبينا من سِفاح الجاهلية، فلم يخالط نسَبَه شيء من ذلك، لا من جهة آبائه ولا من جهة أمهاته، ولم يولد إلا من نكاح كنكاح الإسلام.[14]

والدليل على هذا قول النبي (صلى الله عليه وسلم) في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: لم يلتقِ أبواي على سِفاح، لم يزل الله عز وجل ينقلني من أصلاب طيبة إلى أرحام طاهرة مصفّى مهذبا، لا تتشعَّب شُعبتان إلا كنتُ في خيرهما.[15]

5.         ومن جوانب عصمته (صلى الله عليه وسلم)؛ عصمته من رذائل الأخلاق، والكلام في باب خُلُق النبي (صلى الله عليه وسلم) يطُول جدا، ويكفي القول بأنه ليس ثمة صفة حميدة إلا وقد تحلى بها، وما من خلق سيء إلا وقد نُــزِّه عنه، وحسبنا في هذا الباب قوله تعالى لنبيه ﴿وإنك لعلى خلق عظيم﴾.

فهذه خمسة عشر مقتضى من مقتضيات الإيمان بالنبي صلى الله عليه وسلم، أعاننا الله على الإيمان بها وتحقيقها، وجعلنا ممن آمنوا به ونصروه وعزروه واتبعوا النور الذي أنزل معه، أولئك هم المفلحون.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد، فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن تحقيق هذه المقتضيات والإيمان بها يعتبر من تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله، فليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني، ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل.

ثم اعلموا رحمكم الله أن الله تعالى أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه، وثـنّى بملائكته المسبحة بقدسه، وثلّث بكم أيها المسلمون من جنه وإنسه، فقال (إن اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تسليما)، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خُلِق آدم عليه السلام، وفيه قُبِــــض، وفيه النفخة[16]، وفيه الصَّعقة[17]، فأكثروا عليَّ من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة علي)[18]، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض عن أصحابه الخلفاء، وارض عن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداءك أعداء الدين، وانصر عبادك الموحدين.

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعلهم هداة مهتدين، اللهم وفق جميع ولاة المسلمين لتحكيم كتابك، وإعزاز دينك، واجعلهم رحمة على رعاياهم. اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بشر فاشغَله بنفسه، ورد كيده في نحره.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتحول عافيتك، وفجاءة نقمتك، وجميع سخطك.

اللهم إنا نعوذ بك من البرص والجنون والجذام وسائر الأسقام. اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان، اللهم بلغنا رمضان.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

عباد الله، إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

أعد الخطبة: ماجد بن سليمان الرسي، في الخامس من شهر شعبان لعام 1442، في مدينة الجبيل، في المملكة العربية السعودية، وهي منشورة في www.saaid.net/kutob ، https://t.me/jumah_sermons

 



[1] رواه أبو داود (4252) وأحمد (5/278)، وصححه الألباني، وكذا محققو «المسند»، وقالوا: على شرط مسلم.
[2] رواه البخاري (3535) ومسلم (2286).
[3] رواه مسلم (153) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[4] رواه البخاري (4855) ومسلم (287، 177)، واللفظ لمسلم.
[5] رواه أحمد (5/153)، وحسنه محققو «المسند».
[6] أي يقلِبها ويردِّدها إلى الناس مشيرا إليهم. قاله النووي في شرح الحديث.
[7] خرجه مسلم (1218) عن جابر رضي الله عنهما.
[8] رواه مسلم (867) عن جابر رضي الله عنهما.
[9] الإطراء هو الإفراط في المدح، انظر شرح اللفظة في شرح الحديث في «فتح الباري».
[10] رواه البخاري (3445) واللفظ له، وأحمد (1/23)، والدارمي (2787).
[11] الوِصال هو أن يَصِل الصائم صِيام اليوم باليوم الذي بعده بدون فطر، فربما صام يومين أو ثلاثة.
[12] العِصمة في اللغة هي المنع والوقاية، انظر «لسان العرب».
[13] رواه البخاري (5063).
[14] بتصرف يسير من «معارج القبول» للحكمي، باب مولده (صلى الله عليه وسلم)، ص (1051)، الناشر: دار ابن القيم – الدمام.
[15] أخرجه أبو نعيم في «دلائل النبوة»، الفصل الثاني – ذكر فضيلته بطيب مولده وحسبه ونسبه.
[16] أي النفخة الثانية في الصور، وهو قرنٌ يَنفخ فيه إسرافيل، وهو الـمَـلك الـمُـوكَل بالنفخ في الصور، فيقوم الخلائق من قبورهم.
[17] أي يُصعق الناس في آخر الحياة الدنيا، فيموتون كلهم، والصعقة تكون بسبب النفخة الأولى في الصور، وبين النفختين أربعون عاما.
[18]  رواه أحمد (4/8) وغيره، وصححه الألباني في «صحيح أبي داود»، ومحققو «المسند» برقم (16162).

 

المرفقات

1732429826_خطبة مختصرة في مقتضيات الإيمان بالمصطفى.docx

1732429827_خطبة مختصرة في مقتضيات الإيمان بالمصطفى.pdf

المشاهدات 226 | التعليقات 0