سلسلة أركان الإيمان 5: الإيمان باليوم الآخر. من علامات الساعة رقم 10الأخيرة.  

عبد الله بن علي الطريف
1446/07/16 - 2025/01/16 07:16AM

سلسلة أركان الإيمان 5: الإيمان باليوم الآخر. من علامات الساعة رقم 10الأخيرة. 1446/7/17هـ

الحمدُ للهِ على نعمائِه.. والشكرُ له على توفيقِه وعطائِه.. وأشهدُ ألا إله إلا الله وحدَهُ لا شريكَ له المتفردُ بكبريائِه، أعطى فأجزل ومنحَ فتفَضَّل.. وأشهد أن محمداً عبدُالله، ورسولُه، ومصطفاهُ، وخليلُه.. فصلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحبه...

أما بعد أيها الإخوة: أوصيكم ونفسي بتقوى اللهِ فهي وصيتُه للأولين والآخرين فقد قال: (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ..) [النساء:131]. واعلموا أَنَّ أحداثًا عظيمةً ستقعُ قبل قيام الساعة وهي ثابتة في السنة، وقد جعلها بعض أهل العلم من علامات الساعة، لكنها ليست من علامات الساعة الكبرى التي ذكرها النَّبِيُّ ﷺ في الحديث الذي رواه حُذَيْفَةُ بْنُ أَسِيدٍ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وفيه قَولُهُ ﷺ: «إِنَّهَا لَنْ تَقُومَ [أي الساعة] حَتَّى تَرَوْنَ قَبْلَهَا عَشْرَ آيَاتٍ..» رواه مسلم.

أيها الأحبة: من الأحداث العظام التي ستقع قبل قيام الساعة، وعَدَّهُ بعضُ العلماء من علامات الساعة إرسال ريحٍ طِّيبةِ لقبضِ أرواحِ المؤمنين، فلا يبقى على ظهرِ الأرضِ مَنْ يقول: الله، الله. ويبقى شرارُ النَّاسِ، وعليهم تقوم السّاعة، وبعث هذه الريح بعد نزولِ عيسى عليه السلام، وقتلِه الدَّجَّال، وهلاكِ يأجوج ومأجوج، وبعد طلوعِ الشّمس من مغربها، وبعد ظهورِ الدَّابَّة، وسائرِ الآيات العظام، وعلى هذا؛ وإرسالُ هذه الريح قريبٌ جدًّا من قيام السّاعة.. ففي حَدِيثِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: «ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ الدَّجَّالَ، وذكر وصفه ومكثه في الأرض وعلامات أخرى من علامات قيام الساعة، ثم قال في آخر الحديث فَبَيْنَمَا هُمْ [النَّاسِ] كَذَلِكَ ‌إِذْ ‌بَعَثَ ‌اللهُ ‌رِيحًا ‌طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.» رواه البخاري ومسلم. وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ..» ثم ذكر عَدَدًا مِنْ أَشْرَاطِها ثم قَالَ: «ثُمَّ يُرْسِلُ اللهُ رِيحًا طَيِّبَةً كَرِيحِ الْمِسْكِ مِنْ قِبَلِ الشَّامِ، وفي رواية: مِنْ الْيَمَنِ، أَلْيَنُ مِنْ الْحَرِيرِ تَأخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ فلَا تَتْرُكُ عَلَى وَجْهِ الْأَرْضِ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلَّا قَبَضَتْهُ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ دَخَلَ فِي كَبِدِ جَبَلٍ [أَيْ: وَسَطه وَدَاخِلَه] لَدَخَلَتْهُ عَلَيْهِ حَتَّى تَقْبِضَهُ فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ، وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ [قال النووي: أَيْ يَكُونُونَ فِي سُرْعَتِهمْ إِلَى الشُّرُورِ وَقَضَاءِ الشَّهَوَاتِ وَالْفَسَادِ كَطَيَرَانِ الطَّيْرِ وَفِي الْعُدْوَان وَظُلْمِ بَعْضِهمْ بَعْضًا، فِي أَخْلَاقِ السِّبَاعِ الْعَادِيَةِ.] لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا يَتَهَارَجُونَ فِيهَا ‌تَهَارُجَ ‌الْحُمُرِ [أَيْ: يُجَامِع الرِّجَال النِّسَاء بِحَضْرَةِ النَّاسِ كَمَا يَفْعَلُ الْحَمِيرُ، وَلَا يَكْتَرِثُونَ لِذَلِكَ، وَالْهَرْج الْجِمَاع] وفي رواية عند ابن حبان وصححها الألباني: (يَتَسَافَدُونَ فِي الطَّرِيقِ تَسَافُدَ الْحَمِيرِ) هُمْ شَرٌّ مِنْ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ.. فَيَتَمَثَّلُ لَهُمْ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ: أَلَا تَسْتَجِيبُونَ؟ فَيَقُولُونَ: فَمَا تَأمُرُنَا؟ فَيَأمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ لَا يَدْعُونَ اللهَ بِشَيْءٍ إِلَّا رَدَّهُ عَلَيْهِمْ فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ» رواه مسلم.

أيها الإخوة: ومما يقع في آخر الزمان وهو من أشراطِ الساعة استحلالُ البيتِ الحرام، وهدمُ الكعبة، وسلبُ حِلْيَتِها، وتجرِيدُها من كسوتِها، قال شيخنا محمد العثيمين رحمه الله: "هدم الكعبة حق ومن أشراط الساعة، فهذه الكعبة التي هي بيت الله، والتي بناها إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وحماها الله عز وجل من الأعداء حتى من أصحاب الفيل، الذين جاءوا بفيلهم وجنودهم من أجل هدم الكعبة قال الله تعالى فيهم: (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ* تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) [الفيل:4،3] لكن في آخر الزمان يُسَلِطُ اللهُ على الكعبةِ المشرفة رجلًا من الحبشة قصير افحج [أي الرجلين] فينتقضها حجرًا حَجَرًا، ومعه جنود يتناولون هذه الأحجار من رجل لآخر إلى البحر، أي أنهم من مكة إلى جدة، وهم صف يتناولون أحجارها ويلقونها في البحر، ولا يُسَلْطُ على هادم الكعبة أحدٌ، لأن الله عز وجل قد قضى بنهاية هذه الكعبة. أنتهى كلام الشيخ في شرحه للعقيدة السفارينية. وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ ‌حَتَّى ‌لَا ‌يُحَجَّ ‌الْبَيْتُ» رواه ابن حبان عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه وصححه الألباني.. وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ ذُو ‌السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ». رواه البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه (ذُو ‌السُّوَيْقَتَيْنِ) تثنية سويقة، وهي تصغير ساق، أي الذي له ساقان ضعيفتان، والتصغير هنا للتحقير، أي ضعيف هزيل لا شأن له.. وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ واصفًا هدمها: «كَأَنِّي بِهِ أَسْوَدَ أَفْحَجَ يَقْلَعُهَا حَجَرًا حَجَرًا». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما. وقال شيخنا محمد العثيمين رحمه الله: "ولا شك أن الله تعالى يُسَلِطُ هذا الرجل الحبشي على بيت الله فينتقضه حجراً حجرا، وإنما يكون ذلك -والله اعلم- إذا عَتَى أهلُ مكةَ فيها، وأهانوا حُرمةَ البيت، وذلك بالمعاصي؛ من شركٍ وزنا ولواطٍ وشربِ خَمْرٍ وغيرِ ذلك، فحينئذٍ لا يبقى مكان لهذا البيت المعظم بين هؤلاء الذين أهانوه.. أَمْا مَا دام معظمًا فإن الله سيحميه، لكن إذا أُسْقِطَتْ حُرمتُه من أهل مكة؛ حينئذٍ لا يبقى له مكانٌ بين هؤلاء القوم." أهـ.

أيها الإخوة: وقال شيخنا رحمه الله: "ومن أشراط الساعة، أنه يُذهبُ بالقرآن؛ فينزعُ من صدورِ الرجالِ، ويمحى من المصاحف، في ليلةٍ واحدةٍ يقومُ الناسُ والحفاظُ وقد نَسُوا، والمصاحفُ بيضاءٌ ليس فيها كتابةً.. وهذا هو أحدُ المعنيين في قولِ السلفِ: مِنْهُ ‌بَدَأَ، ‌وإِلَيْهِ ‌يَعُوْدُ، أي يرجعُ في آخر الزمان، فلا يبقى مصاحف، ولا قرآن في الصدور.

فإذا قال قائل: كيف يكون ذلك وما هي الحكمة من ذلك.؟ فالجواب يكون ذلك حين يُعْرضُ الناسُ عن كتاب الله فلا يتلونه حقَ تلاوته، ولا يصدقون أخبارَه، ولا يعملون بأحكامِه، فيبقى هذا القرآن الكريم في قوم قد جفوه تمامًا، فلا يليقُ أن يبقى بينهم.. أهـ

أيها الإخوة: وعلى هذا يحمل والله أعلم حَدِيثُ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «‌يَدْرُسُ ‌الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ [أي نَقْشُهُ] حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ، وَلَا صَلَاةٌ، وَلَا نُسُكٌ، وَلَا صَدَقَةٌ، وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عز وجل فِي لَيْلَةٍ [يَذهبُ باللَّيْلِ] فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ، وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ، يَقُولُونَ: أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، فَنَحْنُ نَقُولُهَا». رواه بن ماجة وصححه الألباني ورواه الحاكم في مستدركه وقال صحيح على شرط الشيحين ولم يخرجاه. وهذا يكون بعد نزع القرآن من الصدور والمصاحف، ولا يبقى شيء يُعْلَم -نسأل الله العافية- وهو من أشراط الساعة؛ لأن نزعه من الأمةِ دليلٌ على قُرب انتهائِها.. أنتهى كلامه رحمه الله. قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ ‌أَنْ ‌يُرْفَعَ ‌الْعِلْمُ، وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا.» رواه البخاري ومسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ. وكل هذا من علم الغيب الذي ذكره اللهُ تعالى في كتابه أو أخبرَ به رسولُه ﷺ، فنسأل الله تعالى أن يرزقنا الإيمان الراسخ بالغيب، ويعيذنا من الشك والريب إنه جواد كريم.. وصلى الله وسلم على نبينا محمد..

الخطبة الثانية:

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ بِهِمُ اهْتَدَى إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ أيها الإخوة: اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، واعلموا أَنَّ من علمِ الغيبِ الذي لا مجالَ للعقلِ فيه، علاماتُ الساعةِ التي لم تقع.. سواء منها ما أشار الله تعالى إليها في كتابه، أو أخبر بها النَّبِيُّ ﷺ في سُنتِه، والواجبُ علينا أنْ نُسَلِّمَ بها تسْلِيمًا كَامِلًا، وأَنْ نَأخُذَ بِظَاهرِ النَّصِ الواردِ فيها، ولا نَتعرَّضُ لشيءٍ مما دلَ عليه، ولا نسألُ عن شيءٍ لم يبينْهُ النَّصُ، بل نقولُ: سمعنا وآمنا وصدقنا، ونُعْرِضُ عن كُلِ شيءٍ من شأنِهِ رَدَّ مثل هذه النصوص.. وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيْكُم كَمَا أَمَرَكُم رَبُّكُم بِقُولِهِ: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56] فهذه الآية فيها من تعظيمِ النَّبِيِّ ﷺ والتَنْويْهِ به ما ليس في غَيرِها، وذلك بسببِ ما فيها من تمييزٍ للنبيِّ ﷺ عند ذكره، ولا شك أنَّ في ذلك رفعٌ لقدره وإعلاءٌ لمكانته في حياته وبعد موته.. وَقَالَ المصطفى ﷺ مُرَغِبًا بالصلاةِ عليه «مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرَ صَلَوَاتٍ، وَحُطَّتْ عَنْهُ عَشْرُ خَطِيئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ» رواه النسائي صححه الألباني. وَقَالَ ﷺ: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، ‌فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» رواه ابن ماجة عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ وصححه الألباني. فأكثروا من الصلاة عليه ﷺ هذا اليوم، وكان السلف يجعلون الصلاة عَلَى النَّبِيِّ ﷺ جزءً من وردِهم اليومي، ويضاعفون العددَ يومَ الجمعة، فمنهم من ورده مائةَ صَّلَاةٍ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ ومنهم من يزيد.. ويكثرون الصَّلاةَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ يوم الجُمعةِ وربما تعدوا الألفَ لحثِه ﷺ على الإكثارِ من الصلاة عليه يوم الجمعة فهل نفعل ذلك.. اللهم صلى وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهرًا وباطنًا. اللهم وفقنا لكل عمل صالح يرضيك، وجنبنا سخطك ومعاصيك..  

 

المشاهدات 3125 | التعليقات 0