سكينة القلب
المهذب المهذب
1436/05/15 - 2015/03/06 03:09AM
هذه خطبة مختصرة عن أسباب تحصيل سكينة القلب .. وجدتها عندي في الإرشيف ولا أتذكر كاتبها
سكينة القلب
15/5/1436
الخطبة الأولى :
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، واعتصموا بكتاب ربكم وسنة نبيكم فإن أجسامكم على النار لا تقوى، "وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ".
عباد الله! الإنسان في هذه الحياة محتاج إلى طمأنينة القلب وسكينته، وهو يمر في هذه الحياة بمكدرات ومنغصات، وفتن ومحن، ومشكلات وخصومات، ومعوقات وكربات، وأحياناً يمر بفترات يحس فيها بوحدة وانفراد ووحشة .
وإن من أعظم الأسباب التي تجعل القلب يسكن ويطمئن، هو توحيد الله عز وجل والإيمان بقضائه وقدره، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ".
وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم من أركان الإيمان وأسسه الإيمانَ بالقضاء والقدر، لما سأله جبريل عن الإيمان أجابه بقوله: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن باليوم الآخر وبالقدر خيره وشره"، ونحن نرى أن الذين تنتابهم المخاوف، وينتابهم القلق، ربما أقدموا على أشياء محرمة يظنون أن فيها نجاتهم مما هم فيه، وغاب عنهم أن فيها شقاءَهم وتعاستَهم في الدنيا والآخرة، مثل الإقدام على المشروبات المحرمة، أو المأكولات المحرمة، أو الانتحار، نرى أن هؤلاء هم الذين فقدوا الإيمان الصحيح، والإيمان بالقضاء والقدر .
ومن أهم الأسباب التي تجلب السكينة والطمأنينة للقلب العلم النافع والعمل الصالح، فإن فيهما راحة الضمير وطمأنينة القلب وسكن النفس، لأن العلم النافع يرشد الإنسان إلى ما فيه خيره وسعادته في الدنيا والآخرة، ولأن العمل الصالح يجعل الإنسان يرتبط بربه ويناجيه ويدعوه ، قال تعالى: "إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"، وقال سبحانه : "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ".
وأهل العلم النافع والعمل الصالح هم أهل الإحسان، فالله تعالى قريب منهم ، معهم بعلمه وتأييده ونصره وتوفيقه، وهم قريبون من الله ، ومن كان الله عز وجل معه، فقلبه مطمئن، وضميره مرتاح، ونفسه ساكنة، وأما أهل الجهل والعمل السيئ فهم بعيدون من الله ، ولا جرم أن يصابوا بالقلق والخوف والهم والغم، قال الله تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"، وقال سبحانه: "فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ".
ومن أهم الأسباب أيضاً التي تجلب طمأنينة القلب وسكون النفس : ذكر الله عز وجل، في الليل والنهار ، في الصباح والمساء ، عند النوم وعند الاستيقاظ، عند الأكل وعند الشرب، عند ركوب الدابة، وفي الصلوات وسائر العبادات، فإن ذكر الله عز وجل من أعظم الأسباب في طمأنينة القلب، وقد قال سبحانه وتعالى:"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
ومن الأسباب أيضاً في طمأنينة القلب وراحته، الزوجة الصالحة التي ترافق الرجل في حياته مرافقة الشريك لشريكه بل أعظم مرافقة وأشد صحبة، فإن الزوجة الصالحة من أعظم الأسباب في طمأنينة قلب الرجل وراحته وهدوء باله، قال تعالى:"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وجعل بينكم مودةً ورحمة"، وقال سبحانه: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا".
فكما أن الرجل يرتاح في سكنه وأعني به بيته، فكذلك الزوجة هي بمثابة السكن للرجل يرتاح بها من آلام الحياة ولأوائها، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "من تمام رحمة الله عز وجل ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم ... ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل بينهم وبينهن مودةً ورحمة، يمسك المرأة إما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد ومحتاجة إليه في الإنفاق، أو للألفة بينهما أو لغير ذلك".
ولهذا كان حسن اختيار الزوجة وحسن اختيار الزوج، من أعظم الأسباب في حصول طمأنينة القلب، وراحة الضمير وهدوء البال، واستقرار الحياة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية:
عباد الله! ومن أعظم الأسباب في طمأنينة القلب وراحة الضمير الصحبة الصالحة ؛ لأنها تذكر الإنسان بربه وبالدار الآخرة، وتذكره بما له من الأجر العظيم عند الله إن هو صبر على الضراء وشكر على السراء، كما قال عليه الصلاة والسلام: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن"، وما نال الإنسانَ من عذاب القلب وقلقه واضطراب الحياة، إلا بسبب الصحبة السيئة التي تُورِده المهالك ، وتدله على الشر الذي يحصله في دنياه وآخرته .
ومن أهم الأسباب أيضاً في طمأنينة القلب أكل المال الحلال، فإن له تأثيراً عظيماً في سكون النفس وراحة الضمير ، والواقع شاهد على ذلك، تجد كثيراً من أصحاب الأموال الطائلة المكتسبة من طرق محرمة ، لا يهنؤون بها في مأكل ولا مشرب ولا ملبس ولا مركب، ونجد أن أصحاب الأموال القليلة التي اكتسبوها من طريق حلال مشروع، أكثر الناس رضا واحتسابا، وأعظم الناس طمأنينة وراحة بال.
ألا فلنحرص عباد الله على ما يشرح صدورنا ويُطَمْئن قلوبنا، ويهدينا إلى طريق الله المستقيم.
سكينة القلب
15/5/1436
الخطبة الأولى :
أما بعد : فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، واعتصموا بكتاب ربكم وسنة نبيكم فإن أجسامكم على النار لا تقوى، "وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ".
عباد الله! الإنسان في هذه الحياة محتاج إلى طمأنينة القلب وسكينته، وهو يمر في هذه الحياة بمكدرات ومنغصات، وفتن ومحن، ومشكلات وخصومات، ومعوقات وكربات، وأحياناً يمر بفترات يحس فيها بوحدة وانفراد ووحشة .
وإن من أعظم الأسباب التي تجعل القلب يسكن ويطمئن، هو توحيد الله عز وجل والإيمان بقضائه وقدره، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: "الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ".
وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم من أركان الإيمان وأسسه الإيمانَ بالقضاء والقدر، لما سأله جبريل عن الإيمان أجابه بقوله: "الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وتؤمن باليوم الآخر وبالقدر خيره وشره"، ونحن نرى أن الذين تنتابهم المخاوف، وينتابهم القلق، ربما أقدموا على أشياء محرمة يظنون أن فيها نجاتهم مما هم فيه، وغاب عنهم أن فيها شقاءَهم وتعاستَهم في الدنيا والآخرة، مثل الإقدام على المشروبات المحرمة، أو المأكولات المحرمة، أو الانتحار، نرى أن هؤلاء هم الذين فقدوا الإيمان الصحيح، والإيمان بالقضاء والقدر .
ومن أهم الأسباب التي تجلب السكينة والطمأنينة للقلب العلم النافع والعمل الصالح، فإن فيهما راحة الضمير وطمأنينة القلب وسكن النفس، لأن العلم النافع يرشد الإنسان إلى ما فيه خيره وسعادته في الدنيا والآخرة، ولأن العمل الصالح يجعل الإنسان يرتبط بربه ويناجيه ويدعوه ، قال تعالى: "إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ"، وقال سبحانه : "إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ".
وأهل العلم النافع والعمل الصالح هم أهل الإحسان، فالله تعالى قريب منهم ، معهم بعلمه وتأييده ونصره وتوفيقه، وهم قريبون من الله ، ومن كان الله عز وجل معه، فقلبه مطمئن، وضميره مرتاح، ونفسه ساكنة، وأما أهل الجهل والعمل السيئ فهم بعيدون من الله ، ولا جرم أن يصابوا بالقلق والخوف والهم والغم، قال الله تعالى: "وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى"، وقال سبحانه: "فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ".
ومن أهم الأسباب أيضاً التي تجلب طمأنينة القلب وسكون النفس : ذكر الله عز وجل، في الليل والنهار ، في الصباح والمساء ، عند النوم وعند الاستيقاظ، عند الأكل وعند الشرب، عند ركوب الدابة، وفي الصلوات وسائر العبادات، فإن ذكر الله عز وجل من أعظم الأسباب في طمأنينة القلب، وقد قال سبحانه وتعالى:"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
ومن الأسباب أيضاً في طمأنينة القلب وراحته، الزوجة الصالحة التي ترافق الرجل في حياته مرافقة الشريك لشريكه بل أعظم مرافقة وأشد صحبة، فإن الزوجة الصالحة من أعظم الأسباب في طمأنينة قلب الرجل وراحته وهدوء باله، قال تعالى:"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وجعل بينكم مودةً ورحمة"، وقال سبحانه: "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا".
فكما أن الرجل يرتاح في سكنه وأعني به بيته، فكذلك الزوجة هي بمثابة السكن للرجل يرتاح بها من آلام الحياة ولأوائها، قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "من تمام رحمة الله عز وجل ببني آدم أن جعل أزواجهم من جنسهم ... ثم من تمام رحمته ببني آدم أن جعل بينهم وبينهن مودةً ورحمة، يمسك المرأة إما لمحبته لها أو لرحمة بها بأن يكون لها منه ولد ومحتاجة إليه في الإنفاق، أو للألفة بينهما أو لغير ذلك".
ولهذا كان حسن اختيار الزوجة وحسن اختيار الزوج، من أعظم الأسباب في حصول طمأنينة القلب، وراحة الضمير وهدوء البال، واستقرار الحياة.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : "من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون".
بارك الله لي ولكم ...
الخطبة الثانية:
عباد الله! ومن أعظم الأسباب في طمأنينة القلب وراحة الضمير الصحبة الصالحة ؛ لأنها تذكر الإنسان بربه وبالدار الآخرة، وتذكره بما له من الأجر العظيم عند الله إن هو صبر على الضراء وشكر على السراء، كما قال عليه الصلاة والسلام: "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن"، وما نال الإنسانَ من عذاب القلب وقلقه واضطراب الحياة، إلا بسبب الصحبة السيئة التي تُورِده المهالك ، وتدله على الشر الذي يحصله في دنياه وآخرته .
ومن أهم الأسباب أيضاً في طمأنينة القلب أكل المال الحلال، فإن له تأثيراً عظيماً في سكون النفس وراحة الضمير ، والواقع شاهد على ذلك، تجد كثيراً من أصحاب الأموال الطائلة المكتسبة من طرق محرمة ، لا يهنؤون بها في مأكل ولا مشرب ولا ملبس ولا مركب، ونجد أن أصحاب الأموال القليلة التي اكتسبوها من طريق حلال مشروع، أكثر الناس رضا واحتسابا، وأعظم الناس طمأنينة وراحة بال.
ألا فلنحرص عباد الله على ما يشرح صدورنا ويُطَمْئن قلوبنا، ويهدينا إلى طريق الله المستقيم.