سعة الخيرات..!
HAMZAH HAMZAH
سعة الخيرات..!
١٤٢٥/٦/١٣هـ
د. حمزه يافع الفتحي
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه , ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً
أما بعـــد :
إخوة الإسلام : من رحمة الله تعالى بعباده ومحاسن هذه الشريعة أن أبواب الخير ومظان الفضل والمغفرة فيها واسعة جداً، لا تأتي على الحصر، يستطيع الجاد والضعيف ، والكبير والصغير أن يصيب منها، وأن يفوز برضوان الله تعالى، وأن يدرك فضلاً كثيراً .
قال عز وجل (فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ) (البقرة: 146) . وقال : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران: 133).
وهنا نرشد إلى بعض الأعمال التي زخرت بها الشريعة ومن ذلك :
1 – الصلاة في جماعة، قال صلى الله عليه وسلم: ( صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد بسبع وعشرين درجة) . ( ومن صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل، ومن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله ) .
وجاء فضل شهود الفجر ( بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة )
ومنها التبكير للصلاة، وقد صح عنه إنه قال (والله لو تعلمون ما في التهجير والصف الأول) والتهجير هو التبكير .
ومنها : التبكير لصلاة الجمعة فقد جاء عند أحمد وأبي داود ( من غسّل يوم الجمعة واغتسل ، وبكّر وابتكر ، ومشى ولم يركب ، ودنا من الإمام، كان له بكل خطوة عملُ سنة قيامُها وصيامها ).
وفي الجمعة ساعة إجابة من وافقها يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه ، وهي آخر ساعة من وقت العصر على الراحج .
ومن الأعمال الفاضلة : قراءة القرآن، والحديث فيه واسع جداً لكن ثمة سور مخصوصة ورد بها بشان عظيم كالإخلاص فقد جاء في الصحيح يستحث صحابته (أيكم يعجز أن يقوم بثلث القرآن ) وشق ذلك على الصحابة فقالوا : وأينا يطيق ذلك ؟ فقال : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تعدل ثلث القرآن) .
وكقوله في البقرة: ( اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة، وتركة حسرة ، ولا يستطيعها البطلة ) يعني السحرة .
ومن الأعمال الفاضلة الطيبة : صلاة الضحى فقد قال (يصبح على كل سُلامي من الناس صدقة ، فبكل تكبيرة صدقة ، وبكل تسبيحة صدقة ، وبكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة، ويعدل عن ذلك ركعتان يركعها من الضحى) .
من أفضل أوقاتها حين اشتداد الشمس لقوله ( صلاة الأوابين حين ترمَض الفصال)
ومن الأعمال الصالحة: إماطة الأذى عن الطريق ، فكم من أجر، عندما ترفع شوكاً او بلية من طريق الناس ، وإماطة الأذى من شعب الإيمان، وقد ذكر أن رجلاً رفع عصن شوك من طريق الناس، فشكر الله له ، وغفر له ، وآخر أخذ فأسه وقطع شجرة من طريق الناس، وذكر أنه يتقلب في أنهار الجنة .وهذه أخبار صحيحة .
فاحرص على الأجر عبد الله ، ولا تحقرن من المعروف شيئاً ، وإزالة الأذى نوع من الإيمان ، وخصلة تواضع ، وفيه حفظ للجتمع ، وتحقيق للمحبة والتعاون .
ومن الأعمال الصالحة : كفالة اليتيم ، فهل فكر أحدنا في البحث عن الأيتام ، هل تفقدت حيّك ، وهل بحثت عن أسرة منكوبة، أو عائلة فقيرة بئيسة ؟!
قال ( أنا وكافل اليتيم، كهاتين في الجنة ) وقرَن بين أصبعيه .
قد تقصر في الصلاة أو الصوم أو الذكر ، فلا يفوتنك مثل هذا الثواب، الذي به تحط رجلك في الجنة بإذن الله تعالى . قال تعالى (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ) سورة الضحى.الاية رقم 9
ومن الأعمال الصالحة المهمة : الذكر المطلق ، جاء في صحيح مسلم (سبقَ المفرِّدون قالوا : وما المفردون يا رسول الله ، قال الذاكرون الله كثيرا والذاكرات). (سبحان الله وبحمده نخلة في الجنة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز الجنة) .
و(لأن أقول سبحان الله ، والحمد لله ولا إله إلا الله، أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس).
وأصناف الذكر واسعة لأنه حياة الميت ، وبلسم الحياة، وملاذ الراحة والسعادة .
قال تعالى : (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ) (البقرة: 152).
ومنها : الصلاة والسلام على نبينا وهي طاعة نبيلة وقربة شريفة .
وتعظم يوم الجمعة لقوله (أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة) .
ومنها : الصدقة : قال (كل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة).
(وما من يوم يصبح فيه العباد، إلا وملكانِ ينزلان يناديان: اللهم أعطِ منفقاً خلَفاً، واللهم أعطِ ممسكاً تلَفاً)
فاجتهدوا عباد الله، وسارعوا إلى الخيرات , وأصيبوا ما ينفعكم وينجيكم يوم المعاد.
اللهم وفقا للخيرات ، وجنبنا الغفلة والحسرات ...
أقول قولي هذا وأستغفر الله ...
الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً ....
إخوة الإسلام : إن مثل تلك الخيرات، وتلك الأعمال، حريّ بالمسلم إذا سمعها أن يتوق إليها، وأن يسارع إلى شئ منها ، وهو لا يزال في زمن المهلة .
ومثل تلك الأعمال هي نور في الحياة ، وطريق الثبات والصعود، أيام المحن والشدائد .
وإنها لبابُ السعادة والطمأنية القلبية، التي ينشدها الناس في كل مكان . وإن سعادةً يحصلها المرء في معصية وجريرة يغضب الله بها، لهي أحقر من أن يتعب المرء فيها نفسه، ويضيع ماله، ويهدر وقته ...!
إن الطاعات الشرعية، مظانُ السعادة ، ومنافذ الربح والتجارة، فهلموا إليها يا مسلمون.
(وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران: 133).
وصلوا وسلموا يا عباد الله على من أمركم الله تعالى بالصلاة والسلام عليه....