ستّة خطوط دفاعية تنشرها أمريكا لكسب المعركة في مصر

أبو عبد الرحمن
1432/02/30 - 2011/02/03 11:50AM
ستّة خطوط دفاعية تنشرها أمريكا لكسب المعركة في مصر
وأفكار لإحباطها



بقلم: د. جمال إدريس السلقان

لأهمية مصر وفرادتها وتحوطا ضد نهوض هذا البلد - الذي عادة ما يقوم بإنهاض ما حوله عندما ينهض - تستثمر أمريكا في القادم من الأيام وفيما تحمله من احتمالات. وفي سبيل ذلك أقامت أمريكا عدة استحكامات لضمان تعيين رئيس قادم جديد لمصر يكون من عملائها.

المرصود من هذه الإستحكامات ستّة حتى الأن وهي ما يمكن تبيّنه من خلال قراءة مختلفة للأحداث والتطورات الأخيرة.

أول خطوط الدفاع لأمريكا هي مبارك نفسه : فثمة رهان على أن يفلح في البقاء في الحكم بعد أن قام بتعيين عمر سليمان نائبا للرئيس. المقصود الأهم من هذه الخطوة هو التراجع عن فكرة التوريث. ما يريد مبارك قوله هو ان ابنه جمال ليس الرئيس القادم لمصر اعتقادا بأن "لعل الأمر ينجح" ويقنع الشارع بهذه الخطوة ويبقى هو رئيسا لنهاية ولايته.

الإستحكام الثاني هو عمر سليمان : وبه تضمن أمريكا استمرار النظام الذي أنشأته في مصر. يكون الإنتقال الى هذا الخيار"الدستوري" في حالة استمرار الرفض الشعبي لمبارك وعندها تسحب أمريكا كرت عمر سليمان وتضعه على الطاولة من دون ان يكون اللعب على المكشوف: تضعه وتراقب وترى وتساعد بالخفاء على هضم الشعب المصري للطعم.

بعد استنفاذ الخيارين السابقين -في حالة إصرار الشارع على خلع مبارك وتبعاته - يأتي المرشح الدستوري رئيس مجلس الشعب (وسيساعدهم في هذا الترشيح أنه سيبدو على أنه محاكاة للنموذج التونسي) وسيبدو الأمر أنه يتم وفق الدستور!

رئيس المحكمة الدستورية سيكون في الإنتظار كخيار رابع ودستوري!

إذا لم تنطلي كل هذه الحيل على الشعب وتمسك بخيار من خارج الدستور فلأمريكا كرت رابح من داخل المعارضة: إنه "المنقذ" محمد البرادعي! الرجل الذي استخدمته أمريكا واستفادت لأقصى درجة منه ومن أسمه - الأول على الأقل أي "محمد" - في موضوعي العراق وإيران وفي إطلاق حربها الصليبية ضد الإسلام وليس من قبيل الصدف كل هذا التطبيل والتزمير للبرادعي وترويجه كرئيس محتمل لمصر.

خط الدفاع السادس والذي قد يقفز الى الميدان بأي وقت وليس بالضرورة بعد استنفاذ كل الخيارات السابقة هو الجيش ورئيس أركانه. الرجل كان في أمريكا وعاد الى مصر على عجل بعد اندلاع الثورة ويقوم بدور في غاية الدهاء : فقد أبقى على الجيش بعيدا عن المس بالمتظاهرين حتى يبقى الجيش غير ملوثا بدماء مواطنيه وليكوّن الإنطباع بأن الجيش هو القاسم المشترك لكل المصريين. هذا يؤهله للإنقضاض في أي وقت لإستلام السلطة وحسم المشهد المصري وربما يتم ذلك وسط تصفيق المصريين لا سيما إذا اقترن ذلك بإزاحة مبارك أو أحد خلفائه المحتملين وبحيث يبدو تحرك الجيش على أنه جاء استجابة لمطالب الثورة في عدم قبول أي من خلفاء مبارك الدستوريين.


المقلق في الأمر أن تحرك الجيش سيأتي في توقيت حرج يبدو معه صعبا على المتظاهرين الإستمرار في النزول للشارع أو الإستمرار في الثورة أوتحدي الجيش، وقد يكون الأمر صعبا لأسباب عدة كأن يكون الشعب قد شعر بالإنهاك والضيق الإقتصادي أو أن تسود الفرقة في أوساط الشعب الثائر بين مؤيد ومعارض إزاء أخر رسم للمشهد. هذا حصل في تونس مثلا فبينما استطاع المتظاهرون إجبار بن علي على الرحيل لكنهم لم يستطيعوا الإطاحة بالغنوشي وببقية رموز النظام . وهذا كان من أخطاء الثورة في تونس حيث لم يكن لها مرشحين لإستلام الحكم.

وللإستدراك فإني أعتقد بأن على الثورة في مصر (وتونس أيضا) أن لا تقتصر شعاراتها على الإطاحة بالرئيس وأعوانه فحسب بل يجب التسبيق في المطالب لقطع الطريق على محاولات الإلتفاف على الثورة. في الحالات التي لا يوجد لدى الثورة مرشحين لإستلام الحكم ( وهو أمر مكروه) فعلى الأقل يجب على الثورة ألا تسمح بفقدان قواها لزمام المبادرة وعليها ان تكون مبادرة دائما لا أن تعطي موقفها حيال اقتراحات معينة من السلطة أو الجيش. فمثلا عليها أن تحدد ناطقا رسميا بإسمها بحيث يمثل كافة القوى المشاركة بالثورة وأن تقوم بتعيين حكومة ظل من القضاة وأساتذة الجامعات ورجال الأعمال والمفكرين المشهود لهم بمواقف سابقة من النظام ومن القضايا الرئيسية التي تهم الوطن. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى وبدءاً بالأيام الأولى للثورة تطلب الثورة من مختلف كفاءات الوطن لإعداد دستور جديد للبلاد "الميثاق العظيم" يجيب على أهم القضايا المفصلية لمصالح الوطن ويحدد كيفيات السلوك الجماعي في أثناء المرحلة الإنتقالية وما بعدها ويتم تذييل هذا الميثاق بتوقيعات الشعب (في انجاترا وويلز بقيت أحكام الماغناكارتا منذ القرن الثالث عشر حتى اليوم تلزم الملك ان لا يتعرض لأي شخص حر إلا بالقانون).

الفوائد التي ستجنيها الثورة في سلوك كهذا عظيمة فهي تتحوط ضد أي محاولة لإلغاء نتائج الثورة وهي تترك "أثراً" يبقى ملزما عبر التاريخ لكل الحكام وتجنب الشعب الحاجة للخروج للشوارع مرة أخرى وتمأسس انجازات الثورة وتحفظها بعد عودة المتظاهرين لبيوتهم وتحكم مسبقا على أي حاكم متجاوز للميثاق على أنه يسير ضد الشعب .....انه الميثاق العظيم الذي يكيل مصلحة الفرد والجماعة والوطن بمكيال أبنائه وهم يوقعون على عقدهم الإجتماعي بكل حرية ودون ضغوط والأهم من ذلك فإنهم يفعلون ذلك في فرصة تاريخية لا تتكرر ! سيكون من المفجع الّا تقوم الثورة بذلك.

(ملاحظة: أثبتت التجربة أن العرب أمة واحدة في المصير كما كانت دائما وأن مشاركة كل العرب في الثورة في مصر وتونس هو أمر حاصل فعلا وما يجري في القاهرة وتونس يشعر المواطن العربي على أنه في الحي الذي يسكن فيه، أتمنى أن تكون المادة الأولى في ميثاق مصر العظيم:
المادة الأولى: إسم الجمهورية
يكون الإسم الرسمي للجمهورية هو "الجمهورية العربية المتحدة" ويلغى كل ما هو غير ذلك.
* خبير في الإقتصاد- رام الله

http://amin.org/articles.php?t=opinion&id=13248


مواد أخرى


1. مجرم الحرب محمد البرادعي

2. محمد البرادعي والانصياع الذليل

3. الذاكرة حين تعود.. أنها صفيقة مثلما يفعل محمد البرادعي حين يعود ...

4. تسفي بارئيل : هل يكون البرادعي رئيس مصر القادم ؟

المشاهدات 3153 | التعليقات 3

الخيار الثاني شغال
نيويورك تايمز: امريكا تناقش مع مصر استقالة مبارك
رويترز العربية - واشنطن (رويترز) - ذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما تناقش مع مسؤولين مصريين اقتراحا يقضي باستقالة الرئيس حسني مبارك على الفور. واضافت نقلا عن مسؤولين في الادارة ودبلوماسيين عرب انه بموحب الاقتراح يسلم مبارك السلطة الى حكومة مؤقتة برئاسة نائب الرئيس عمر سليمان بدعم من الجيش. وقالت الصحيفة ان الاقترح يتضمن ايضا أن تدعو الحكومة المؤقتة اعضاء من نطاق واسع من جماعات المعارضة بما في ذلك جماعة الاخوان المسلمين المحظورة الى بدء العمل لفتح النظام الانتخابي للبلاد المزيد


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يبدوا أن الخيار في مصر وصل للسادس وأما ليبيا فالخيارالسابع الذي لم يذكره الكاتب وهو تدخل الأجنبي بجيوشه كما في الرابط التالي :
الجيش الأمريكي يعيد نشر قواته البحرية والجوية حول ليبيا

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل