سبعة يظلهم الله في ظله ( الإمام العادل )

الخطبة الأولى: سبعة يظلهم الله في ظله-الإمام العادل

الحمد لله، أعظَمَ للمتقينَ العاملينَ أجورَهم، وشرحَ بالهدى والخيراتِ صدورَهم، وأشهدُ أن لا إله إلا اللـهُ وحدَه لا شريكَ له، وفّقَ عبادَه للطاعاتِ وأعانَ، وأشهدُ أنّ نبيَّنا محمّدًا عبدُ اللـهِ ورسولُه خيرُ من علَّمَ أحكامَ الدِّينِ وأبان، صلّى اللـهُ عليه وعلى آله وأصحابِه أهلِ الهدى والإيمانِ، وعلى التابعينَ لهم بإيمانٍ وإحسانٍ ما تعاقبُ الزمانُ، وسلّم تسليمًا مزيدا.                                    أَمَّا بعدُ: فأوصيكم ....

عن أبي أُمَامَةَ t أنَّ رسولَ اللَّـهِ ﷺ قال: «تَدْنُو الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى قَدْرِ مِيلٍ، وَيُزَادُ فِي حَرِّهَا كَذَا وَكَذَا، يَغْلِي مِنْهَا الْـهَامُّ كَمَا تَغْلِي الْقُدُورُ، يَعْرَقُونَ فِيهَا عَلَى قَدْرِ خَطَايَاهُمْ، مِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى سَاقَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى وَسَطِهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ» أخرجه أحمدُ، وأصلُه في صحيحِ مُسْلِمٍ .

معاشرَ المُسلمين: في يومٍ عَبُوسٍ قَمْطَرِيرٍ، تَدْنُو الشمسُ من الخلائقِ دُنُوّاً عظيماً، ويُزَادُ في حَرِّها حتى تَغْلِيَ منه رؤوسُ الخلائقِ، ويَبْلُغُ منهم الحَرُّ مَبْلَغَه، ولو كان وقتُ هذا الحَرِّ قصيراً لهَان أمرُه -وليس بهَيِّنٍ وربِّ الكعبةِ-ولكنَّه وقتٌ طويلٌ جِدّاً (فِي يَومٍ كَانَ مِقدَارُهُ خَمسِينَ أَلفَ سَنَةٍ).

فما ظَنُّكم -ياعبادَ اللَّـهِ- بمَن يقفُ خمسين ألفَ سَنَةٍ، في هذا الحَرِّ الشديدِ؟!

وفي هذا الحَرِّ الشديدِ، واليومِ المَدِيدِ؛ هناك أصنافٌ من الناسِ، يُظِلُّهمُ اللَّـهُ في ظِلِّه، يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ.

فعن أبي هُرَيْرَةَ t عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّـهُ فِي ظِلِّهِ، يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ رَبِّهِ، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْـمَسَاجِدِ، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللَّـهِ، اجْتَمَعَا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ طَلَبَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ؛ فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ اللَّـهَ، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ، أَخْفَى حَتَّى لَا تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّـهَ خَالِياً فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ».خ.م

قال ابنُ القَيِّمِ «إذا تأمَّلتَ السبعةَ الذين يظلُّهم اللَّـهُ -عزَّ وجلَّ- في ظِلِّ عرشِه، يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه: وجدتَّهم إنَّما نالوا ذلك الظِّلَّ بمُخالفةِ الهَوى.

فإنَّ الإمامَ المُسَلَّطَ القادِرَ؛ لا يتمكَّنُ من العدْلِ إلا بمُخالفةِ هواه، والشابَّ المُؤْثِرَ لعبادةِ اللَّـهِ على داعي شبابِه؛ لولا مُخالفةُ هواهُ لم يَقْدِرْ على ذلك، والرَّجُلَ الذي قلبُه مُعَلَّقٌ بالمَساجدِ؛ إنَّما حمَلَه على ذلك مُخالفةُ الهَوى الدَّاعي له إلى أماكنِ اللَّذَّاتِ، والمُتَصَدِّقَ المُخْفِي لصدقتِه عن شمالِه؛ لولا قهرُه لهَواهُ لم يَقْدِرْ على ذلك، والذي دَعَتْهُ المَرأةُ الجميلةُ الشريفةُ؛ فخاف اللَّـهَ -عزَّ وجلَّ-، وخالفَ هواه، والذي ذَكَرَ اللَّـهَ -عزَّ وجلَّ- خالِياً؛ ففاضتْ عيناه من خشيتِه، إنَّما أوصله إلى ذلك مخالفةُ هواه. فلم يكن لحَرِّ المَوْقِفِ، وعَرَقِه وشِدَّتِه سبيلٌ عليهم يومَ القيامةِ، وأصحابُ الهَوى قد بلغ منهم الحَرُّ والعَرَقُ كلَّ مَبْلَغٍ، وهم ينتظرون بعدَ هذا دخولَ سِجْنِ الهَوَى».

وقال ابنُ رَجَبٍ: «هذه السبعةُ اختلفت أعمالُهُم في الصُّورَةِ، وجَمَعَها معنىً واحدٌ، وَهُوَ مجاهدتُهم لأنفسِهم، ومخالفتُهم لأهوائِها، وذلك يحتاجُ -أولاً- إلى رياضةٍ شديدةٍ، وصبرٍ عَلَى الِامتناعِ مِمَّا يدعو إليه داعي الشَّهْوَةِ أوِ الغضبِ أوِ الطَّمَعِ، وفي تَجَشُّمِ ذلك مَشَقَّةٌ شديدةٌ على النَّفْسِ، ويحصلُ لهَا به تَأَلُّمٌ عظيمٌ، فإنَّ القلبَ يكادُ يحترقُ من حَرِّ نارِ الشَّهْوَةِ أوِ الغضبِ عندَ هَيَجَانِها؛ إذا لم يُطْفَءْ ببلوغِ الغرضِ من ذلك، فلا جَرَمَ كان ثوابُ الصبرِ على ذلك أَنه إذا اشتدَّ الحَرُّ في المَوْقِفِ، ولم يكن للنَّاسِ ظِلٌّ يظلُّهم، ويَقِيهِم حَرَّ الشمسِ يومَئِذٍ، وكان هؤلاءِ السبعةُ في ظِلِّ اللَّـهِ -عزَّ وجلَّ-، فلم يجدوا لحَرِّ المَوْقِفِ أَلَـماً؛ جزاءً لصبرِهم على حَرِّ نارِ الشَّهْوَةِ أوِ الغضبِ في الدُّنيا» اهـ .

أيها المؤمنون: إنَّ النُّفوسَ العَلِيَّةَ تَتَشَوَّفُ أن تكونَ أحدَ هؤلاءِ السبعةِ، الذين يظلُّهم اللَّـهُ في ظِلِّه، يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّه.

وقد نَوَّع اللَّـهُ هذه الأصنافَ -رحمةً بعبادِه-، فما منكم من أَحَدٍ إلَّا وهو يستطيعُ أن يكونَ في صنفٍ واحدٍ منها -على الأَقَلِّ بفضلِ اللـهِ وتوفيقِه-وأَوُّلُ السبعةٍ: إِمَامٌ عَادِلٌ.

 إنَّ الإمامَ هو كلُّ مَن أمَّ غيرَه، وهو لفظٌ يتناولُ الإمامةَ العُظْمى كما يتناولُ غيرَها، فوالي المُسلمين إمامٌ، والأميرُ إمامٌ، والوزيرُ إمامٌ، ومديرُ المَدرسةِ إمامٌ، وربُّ الأسرةِ إمامٌ، وهَلُمَّ جَرّاً.

فاللفظُ عامُّ يتناولُ هؤلاءِ، ويتناولُ كلَّ مَن كان يَأْتَمُّ به غيرُه، ولو قَلَّ مَن يأتمُّ به. قال ابنُ عبدِ البَرِّ «وَيَدْخُلُ فِي قَوْلِهِ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- «إِمَامٌ عَادِلٌ» كُلُّ مَنْ حَكَمَ بَيْنَ اثْنَيْنِ فَمَا فَوْقَهُمَا مِنْ رَعِيَّةٍ، أَوْ أَهْلٍ وَذُرِّيَّةٍ» اهـ .

عبادَ اللَّـهِ: إنَّ اللَّـهَ أَمَرَ عمومَ عبادِه بالعدلِ، فقال تعالى: (إِنَّ ٱللَّـهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ).

وإنَّ الواجبَ على كلِّ إمامٍ أن يسيرَ في رعيَّتِه -كَبُرَتْ أم صَغُرَتْ- بالعدلِ: فيطيعُ اللَّـهَ فيهم، ويأمرُهم بأمرِه، وينهاهم عمَّا نهى عنه، وألَّا يُحابيَ أحداً لقرابتِه، وألَّا يظلمَ أحداً لعداوتِه، وأن يُوَلِّيَ في كلِّ أمرٍ مَن هو أهلٌ له، وأن يرفقَ بهم ويرحمَهم، وأن يعلمَ أنَّ دينَهم هو أهمُّ ما يجبُ عليه حفظُه عليهم، فإنَّ مَن أقام دنيا رعيَّتِه وأهمل دينَهم فقد بالغ في ظلمِهم؛ ولِيَتَذَكَّرْ كلُّ إمامٍ أنه مسؤولٌ عن رعيَّتِه يومَ القيامةِ، قال ﷺ: «كُلُّكُمْ رَاعٍ، فَمَسْؤُولٌ عَن رَّعِيَّتِهِ، فَالأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهْوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهْوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهْيَ مَسْؤُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهْوَ مَسْؤُولٌ عَنْهُ، أَلاَ فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه» خ.م

ولْيَبْشِرْ كلُّ إمامٍ عادلٍ أنَّ اللَّـهَ وعَدَه وعداً حَسَناً، فقد وَعَدَه أن يكونَ -يومَ القيامةِ- في ظِلِّه، يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظلُّه -كما سَلَفَ-، وذلك جَزَاءً لمُخالفتِه هَوَاه، وصبرِه عن تنفيذِ مَا تدعوه إليه شهواتُه وطمعُه وغضبُه، مَعَ قدرتِه على بلوغِ غرضِه من ذلك.

والعادِلون يومَ القيامِةِ على مَنَابِرَ من نورٍ، قال ﷺ: «إِنَّ الْـمُقْسِطِينَ عِنْدَ اللـهِ عَلَى مَنَابِرَ مِن نُّورٍ، عَنْ يَمِينِ الرَّحْمَنِ -عَزَّ وَجَلَّ-، وَكِلْتَا يَدَيْهِ يَمِينٌ، الَّذِينَ يَعْدِلُونَ فِي حُكْمِهِمْ، وَأَهْلِيهِمْ، وَمَا وَلُوا» م.

بل وَعَدَ اللَّـهُ الإمامَ العادِلَ بجنَّاتِ النعيمِ، قال ﷺ: «أَهْلُ الْجَنَّةِ ثَلَاثَةٌ: ذُو سُلْطَانٍ مُقْسِطٌ مُتَصَدِّقٌ مُوَفَّقٌ، وَرَجُلٌ رَحِيمٌ رَقِيقُ الْقَلْبِ؛ لِكُلِّ ذِي قُرْبَى وَمُسْلِمٍ، وَعَفِيفٌ مُتَعَفِّفٌ ذُو عِيَالٍ» م.

ومن واسعِ كَرَمِ اللـهِ على الإمامِ العادلِ أنه لا يَرُدُّ دعوتَه، قال ﷺ: «الْإِمَامُ الْعَادِلُ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُ» أحمدُ وغيرُه.

فاللَّهُمَّ اجعلنا ممَّن تُظِلُّه في ظِلِّك، يومَ لا ظِلَّ إلَّا ظلُّك . بارك الله ...

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله ...أما بعد: فيا عباد الله: كما أنَّ للإمامِ العادِلِ فضائلَ كثيرةً، فللإمامِ الذي لا يعدلُ وعيدٌ شديدٌ، فأَصْغِ له سمعَك -يا عبدَ اللَّـهِ-؛ لعلَّ ذلك يحمُلك على أن تكونَ عادلاً في مَنِ استرعاك اللَّـهُ عليهم.

فقد دعا النَّبيُّ ﷺ على كلِّ مَن وَلِي من أمورِ المُسلمين شيئاً -ولو كان يسيراً-، ثمَّ شَقَّ عليهم: أن يَشُقَّ اللَّـهُ عليه، قال ﷺ: «اللهُمَّ، مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَشَقَّ عَلَيْهِمْ، فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئاً فَرَفَقَ بِهِمْ، فَارْفُقْ بِهِ» م.

بل الإمامُ غيرُ العادلِ موعودٌ بالحرمانِ من جنَّاتِ النعيمِ، قال r : «مَا مِنْ عَبْدٍ يَستَرْعِيهِ اللَّـهُ رَعِيَّةً، يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِّرَعِيَّتِهِ، إِلاَّ حَرَّمَ اللَّـهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ» خ.م

 وفي روايةٍ للبخاريِّ: «فَلَمْ يَحُطْهَا بِنُصْحِهِ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ». وفي روايةٍ لمُسلمٍ: «مَا مِنْ أميرٍ يلي أمورَ المُسْلِمينَ، ثُمَّ لا يَجْهَدُ لَهُمْ، وَيَنْصَحُ لَهُمْ، إِلاَّ لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْـجَنَّةَ». معاشرَ المُسلمين: إنَّ كلَّ امرئٍ إمامٌ في بيتِه، وكثيرٌ من الناسِ يغفُلُ عن العدلِ بين زوجاتِه وأولادِه، وقد نُهِينا عن ذلك:

فمَن لم يعدِلْ بين زوجاتِه لم يكن إماماً عادلاً، وقد توعَّده النَّبيُّ ﷺ بقولِه: «مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ، فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ» أحمدُ  وغيره .

والعدلُ بين الأولادِ في العطايا أمرٌ واجبٌ، وتركُه من الظلمِ: فعنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ y قال: أَعْطَانِي أَبِي عَطِيَّةً، فَقَالَتْ عَمْرَةُ بِنْتُ رَوَاحَةَ: لاَ أَرْضَى حَتَّى تُشْهِدَ رَسُولَ اللـهِ ﷺ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقَالَ: إِنِّي أَعْطَيْتُ ابْنِي مِنْ عَمْرَةَ بِنْتِ رَوَاحَةَ عَطِيَّةً، فَأَمَرَتْنِي أَنْ أُشْهِدَكَ يَا رَسُولَ اللـهِ، قَال: أَعْطَيْتَ سَائِرَ وَلَدِكَ مِثْلَ هَذَا قَالَ: لَا، قَالَ: «فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْدِلُوا بَيْنَ أَوْلاَدِكُمْ»، قَالَ فَرَجَعَ فَرَدَّ عَطِيَّتَهُ.

واعلموا -علَّمكم اللَّـهُ-: أنَّ هذا في ما كان من قبيلِ الهَدَايا، وأمَّا ما كان من قبيلِ النَّفقاتِ، فيُعْطَى كلُّ واحدٍ من الأولادِ من النَّفَقَةِ بقَدْرِ احتياجِه. معاشرَ المُؤمنين: إنه يجبُ على كلِّ إمامٍ -كبيراً كان أم صغيراً- أن يتعلَّمَ طرائقَ العدلِ ليسلُكَها، ومسالِكَ الظُّلْمِ ليتركَها، وإلَّا فإنه لن يسلمَ من ظلمِ رعيَّتِه، والظلمُ ظلماتٌ يومَ القيامةِ.   وللحديث تتمةٌ عن السبعةِ في الخطبِ القادمةِ بإذن اللـهِ...ثم صلوا ...

المرفقات

1721888368_سبعة يظلهم الله في ظله ( الإمام العادل ).pdf

1721888369_سبعة يظلهم الله في ظله ( الإمام العادل ).docx

المشاهدات 507 | التعليقات 0