سبب الغيث الأعظم
عبدالله بن رجا الروقي
1437/01/15 - 2015/10/28 10:55AM
الحمدلله الملك الحق المبين، الحمدلله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا ،
﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ﴾
﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾
وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فإن في نزول الأمطار وتصريفها بين البلاد، عبرةً للمتذكرين من العباد ، وعظةً للمتعظين وحجة على الكافرين ، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا ﴾
ومن آيات الله في المطر أن الله قد يحبسه عمن شاء من خلقه بسبب ذنوبهم ليرجعوا إليه ويستغفروه قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
فالله سبحانه تعالى يرسل المطر لحكمة ويحبسه لحكمة فله سبحانه فيما يقدره حكم وأسرار فهو الحكيم الحميد.
عباد الله ماوقع بلاء إلا بذنب وما ارتفع إلا بتوبة ،
وقد بيّن الله أن ترك المعاصي والقيام بالواجبات من أعظم أسباب إنزال البركات، فقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ .
ذكر الله أن أهل القرى لو آمنوا بقلوبهم إيمانًا صادقًا صدَّقَتْه الأعمال، واستعملوا تقوى الله تعالى ظاهرًا وباطنًا، بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات السماء والأرض، فأرسل السماء عليهم مدرارًا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيش وأغزر رزق، ولكنهم لم يؤمنوا ولم يتقوا، ﴿ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ بالعقوبات والبلايا، ونزع البركات، وكثرة الآفات، وهي بعض جزاء أعمالهم، وإلا فلو أخذهم بجميع ما كسبوا ما ترك عليها من دابة، كما قال تعالى ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ ا.هـ [ تفسير ابن سعدي ]
وقد قال الإمام البخاري – رحمه الله – في صحيحه في أبواب الاستسقاء : ((بابُ انتقام الرب من خلقه بالقحط إذا انتُهِكَتْ محارمُه)).ا.هـ
قال أحد علماء التابعين وهو مجاهد رحمه الله :إذا أجدبت الأرض قالت البهائم:هذا من أجل عُصاة بني آدم،لعن الله عصاة بني آدم. ا.هـ
عباد الله : إن المعاصي تُزيل النعم وتُحِلُّ النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلَّت به نقمة إلا بذنب ،قال الله تعالى ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾ ، وقال تعالى ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ الله لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ ، فلا يغيِّر الله تعالى نعمته التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يُغَيِّرُ ما بنفسه، فيغير طاعة الله بمعصيته، وشكره بكفره، وأسباب رضاه بأسباب سخطه، فإذا غيَّر غُيِّر عليه جزاءً وفاقًا، وما ربُّك بظلام للعبيد.
عباد الله : لاتكن حالنا كمن لاتزيده المصائب إلا قسوة في قلبه ، قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَآ إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا۟ وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾
ولا تكن حالنا كمن قال الله فيهم:0
﴿ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ ﴾
فعلينا جميعًا أن نتوب الله ، ونستغفره ، فإن أعظم سبب لحفظ نعم الله على عباده ، هو فعل ما أوجبه الله وترك ماحرمه، وقد جاء في القرآن مايدل على أن التوبة والاستغفار سبب لنزول الأمطار قال تعالى
﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾
وقال تعالى : ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴾
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل علينا مدرارا
نستغفر الله ، نستغفر الله ، نستغفر الله ، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أسقنا سقيا رحمة لاسقيا عذاب ولاهدم ولا تدمير...
عباد الله من كان عليه عباءة فليقلبها اقتداء بالنبي ﷺ وارفعوا أيديكم وادعوا ربكم وألحوا في الدعاء إن الله سميع قريب مجيب.
اللهم صل وسلم على نبيك محمد وآله وصحبه أجمعين.
﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ﴾
﴿ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ ۚ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ ﴾
وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد
فإن في نزول الأمطار وتصريفها بين البلاد، عبرةً للمتذكرين من العباد ، وعظةً للمتعظين وحجة على الكافرين ، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا * لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَامًا وَأَنَاسِيَّ كَثِيرًا * وَلَقَدْ صَرَّفْنَاهُ بَيْنَهُمْ لِيَذَّكَّرُوا فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُورًا ﴾
ومن آيات الله في المطر أن الله قد يحبسه عمن شاء من خلقه بسبب ذنوبهم ليرجعوا إليه ويستغفروه قال تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾
فالله سبحانه تعالى يرسل المطر لحكمة ويحبسه لحكمة فله سبحانه فيما يقدره حكم وأسرار فهو الحكيم الحميد.
عباد الله ماوقع بلاء إلا بذنب وما ارتفع إلا بتوبة ،
وقد بيّن الله أن ترك المعاصي والقيام بالواجبات من أعظم أسباب إنزال البركات، فقال تعالى: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ .
ذكر الله أن أهل القرى لو آمنوا بقلوبهم إيمانًا صادقًا صدَّقَتْه الأعمال، واستعملوا تقوى الله تعالى ظاهرًا وباطنًا، بترك جميع ما حرَّم الله؛ لفتح عليهم بركات السماء والأرض، فأرسل السماء عليهم مدرارًا، وأنبت لهم من الأرض ما به يعيشون وتعيش بهائمهم في أخصب عيش وأغزر رزق، ولكنهم لم يؤمنوا ولم يتقوا، ﴿ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ ﴾ بالعقوبات والبلايا، ونزع البركات، وكثرة الآفات، وهي بعض جزاء أعمالهم، وإلا فلو أخذهم بجميع ما كسبوا ما ترك عليها من دابة، كما قال تعالى ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ ا.هـ [ تفسير ابن سعدي ]
وقد قال الإمام البخاري – رحمه الله – في صحيحه في أبواب الاستسقاء : ((بابُ انتقام الرب من خلقه بالقحط إذا انتُهِكَتْ محارمُه)).ا.هـ
قال أحد علماء التابعين وهو مجاهد رحمه الله :إذا أجدبت الأرض قالت البهائم:هذا من أجل عُصاة بني آدم،لعن الله عصاة بني آدم. ا.هـ
عباد الله : إن المعاصي تُزيل النعم وتُحِلُّ النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا بذنب، ولا حلَّت به نقمة إلا بذنب ،قال الله تعالى ﴿ وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ ﴾ ، وقال تعالى ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ الله لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ الله سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ ، فلا يغيِّر الله تعالى نعمته التي أنعم بها على أحد حتى يكون هو الذي يُغَيِّرُ ما بنفسه، فيغير طاعة الله بمعصيته، وشكره بكفره، وأسباب رضاه بأسباب سخطه، فإذا غيَّر غُيِّر عليه جزاءً وفاقًا، وما ربُّك بظلام للعبيد.
عباد الله : لاتكن حالنا كمن لاتزيده المصائب إلا قسوة في قلبه ، قال تعالى: ﴿ فَلَوْلَآ إِذْ جَآءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا۟ وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ ٱلشَّيْطَٰنُ مَا كَانُوا۟ يَعْمَلُونَ ﴾
ولا تكن حالنا كمن قال الله فيهم:0
﴿ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَّظَلُّوا مِن بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ ﴾
فعلينا جميعًا أن نتوب الله ، ونستغفره ، فإن أعظم سبب لحفظ نعم الله على عباده ، هو فعل ما أوجبه الله وترك ماحرمه، وقد جاء في القرآن مايدل على أن التوبة والاستغفار سبب لنزول الأمطار قال تعالى
﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾
وقال تعالى : ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴾
اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل علينا مدرارا
نستغفر الله ، نستغفر الله ، نستغفر الله ، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أغثنا ، اللهم أسقنا سقيا رحمة لاسقيا عذاب ولاهدم ولا تدمير...
عباد الله من كان عليه عباءة فليقلبها اقتداء بالنبي ﷺ وارفعوا أيديكم وادعوا ربكم وألحوا في الدعاء إن الله سميع قريب مجيب.
اللهم صل وسلم على نبيك محمد وآله وصحبه أجمعين.