سؤال للخطباء الأعزاء ..
احمد ابوبكر
ما هي الحالة أو الحالات الضرورية التي يتم فيها مقاطعة الخطيب عن خطبته وهو على المنبر أو الاعتراض عليه ؟
بتوضيح أكثر : هل يجوز أن أوقف الخطيب واقاطع خطبته إذا خرج عن نص معين أو قال شيء مخالف للعقيدة ؟
المشاهدات 10369 | التعليقات 11
جزاك الله خيرا شيخ رشيد على اهتمامك واستجابتك السريعة بارك الله في علمك
ولكن ظهرت في الأيام الاخيرة وخصوصا بعد الثورات العربية عندما يتكلم الخطيب في السياسة الشرعية بطريقته هو وعندما لا تعجب أحد المستمعين المؤيدين أو المعارضين لغته أو انحيازه لطرف دون طرف يقوم ويقاطع الخطيب فجأة ويحصل بلبلة وهرج ومرج في المسجد وقد حصلت مثل هذه الأمور وللأسف كثيرا في أيامنا الماضية بسبب تفرق الناس على كلمة واحدة وفلسفتهم الزائدة في السياسة وكأنهم خبراء قدامى ولكنهم ظهروا فجأة بعدما اخذوا الحرية الكاملة للتعبير عن أرائهم ولكنهم استعملوا هذه الحرية بتبزر ودون قيود حتى انقلبت عليهم وتركوا القنوات الدينية وتابعوا الأخبار والبرامج الفاشية والاعلام الكاذب وتركوا المصحف وقرءوا الجرائد وأصبحوا اهتمامهم الاول التكلم في السياسة بدون وعي وأحيانا يزيد عليها قلة الأدب وسب الدين والعياذ بالله ..
معذرة ان كنت قد أطلت عليكم وخرجت عن المقصود وهو مقاطعة الخطيب الذي ينحاز لطرف سياسي او يتكلم في السياسة بشكل عام ؟ فهل يجوز ذلك
و فيكم بارك الله أخي أحمد .
الحقيقة أنّ السياسة الشرعيّة غير السياسة المعروفة اليوم ، وبينهما اشتراكٌ في اللفظ و فرقٌ كبيرٌ جدًّا في المعنى ، فسياسة اليوم فلسفة و ممارسة مبتذلة متاحة للجميع قولاً وتحليلاً و ممارسةً وتطبيقًا ، و في الغالب الأعم غير منضبطة بضوابط الشرع الصارمة ، أما السياسة الشرعيّة التي يتكلم فيها الفقهاء فهي وظيفة يتم إسنادها للحاكم بموجب البيعة تخوله مهمة قيادة و تدبير الشؤون العامة للدولة والناس داخليا وخارجيا ، و قد تكونُ صالحةً كسياسة الخلافة الراشدة ، وقد تكون غير ذلك بحسب انضباط أصحابها بالشرع .
من هنا يقع الخطأ و استفزاز الجماهير : للخطيب الحق في تعليم الناس الدين وتربيتهم عليه و بث الوعي السياسي والفكري و التربوي و الاجتماعي للناس ، ولكن لا يحق له تجاوز صلاحياته فيقوم بممارسة السياسة على المنبر قولاً أو عملاً ثم يطلق عليها عنوان " السياسة الشرعيّة " ! هذا لا يصح !
أعتقد و الله أعلم أنه على الخطيب أن يكون ملكًا للأمّة وقفًا على الدين والعلم والتربية قاسمًا مشتركًا بين الناس ، وحتى لو كان منتميا لحزب من الأحزاب أو تنظيمًا من التنظيمات و الجمعيات التي رأى مصلحته في الانتماء إليها عليه أن لا يستغل المنبر في غير ما وُجِدَ له . .
و الحاصل : أخطاء كثير من الناس في الرد على الخطباء وهم على المنبر هي نتاجُ أخطاء الخطباء وتجاوزاتهم التي لا تُحتَمَل ، ولا يخفى عليكم دور المنبر كوسيلة إعلامية تضر وتنفع ، والله تعالى أعلم .
جزيت خيرا شيحنا العزيز ، وقد صححت فهمي في مسألة السياسة الشرعية وسياسة اليوم ...
ويعلم الله اني أستفيد وغيري من المطلعين من اجابتك على أسئلتي من حين لآخر ..
نفع الله بكم وبما تقدمون
بارك الله فيك اخي الخطيب رشيد بن ابراهيم على الفوائد الجمة
سؤال : اذا نسي الخطيب الخطبة الثانية .....كيف الحل وهل الصلاة صحيحة اذا صلى والخطبة واحدة وهل يكلمه الناس في سهوه
اخي رشيد
لابد من يقول ان الخطبتين بدل عن الركعتين لا يجيز خطبة واحدة عمدا او سهوا وتبطل الجمعة بواحدة
ولكن قد يعكر على هذا القول ان النبي صلى الله عليه وسلم خطب خطبة واحدة فقط في العيد كما في حديث جابر المشهور
فقد يكون الامر فيه سعة ....
*اخي رشيد ما رايك في شيخ سلفي معروف في العاصمة اصلى عنده الجمعة احيانا اذا خطب استفتح الخطبة الاولى بالحمدلة كما هو معروف لكن الخطبة الثانية لا تشعر به ابدا يقطع الخطبة ويجلس جلسة خفيفة فاذا قام لا يستفتح بالحمدلة و المقدمة المعروفة وانما يكمل الكلام ويتمه فالذي لا يراه يظن انه خطب خطبة واحدة فقط...
الحقيقة تعجبت وقلت هذا مخالف لهدي العلماء كيف لايستفتح في الخطبة الثانية
ما قولك
[FONT="]الأستاذ الفاضل حليم بدر : هذه مشاركة في الإجابة تحتاج من الإخوة الخطباء إلى الإثراء : [/FONT]
[FONT="] اعلم أخي علّمني الله و إيّاك :[/FONT][FONT="] أنه اتفق أئمة المذاهب [ [/FONT][FONT="]انظر : بدائع الصنائع (2/195) و عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة[/FONT][FONT="] ( 1/ 227 ) [/FONT][FONT="]،و المجموع ( 4/ 383 ) ،و المغني ( 3/ 170 ) ، و مصنف عبد الرزاق ( 3/222)[/FONT][FONT="] و غير ها ] على كون الخطبة شرطًا [/FONT][FONT="]للجمعة : يقول ابن قدامة رحمه الله ( 2/74 ) : [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]" [/FONT][FONT="]وجملة ذلك أن الخطبة شرط في الجمعة ، لا تصح بدونها كذلك قال عطاء ، والنخعي ، وقتادة ، والثوري ، والشافعي ، وإسحاق ، وأبو ثور ، وأصحاب الرأي ، ولا نعلم فيه مخالفا إلا الحسن[/FONT][FONT="] ". [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]و قال القاضي عياض :" [/FONT][FONT="]وهو قول كافة العلماء[/FONT][FONT="] " ( إكمال المعلم 3/ 256 ) . [/FONT]
[FONT="] و اتفقوا مع ذلك على مسألتين : أن تقع في وقت صلاة الجمعة ، وأن تكون قبل الصلاة و ليس بعدها . و اختلفوا فيما سوى هذا . [/FONT]
[FONT="] ومن ذلك هذه المسألة ، فإن العلماءَ اختلفوا فيها على قولين : [/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]فأما الذين اشترطوا الخطبتين فلا تصح عندهم الجمعة إلا بالإتيان بالخطبتين معا : وهذا مذهب الإمام الشافعي و المشهور من مذهب الحنابلة[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]: ودليلهم أنه ثبت هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قوله صلى الله عليه وسلم "صلُّوا كما رأيتموني أُصلِّي " رواه البخاري . [/FONT]
[FONT="] قال النووي في " المجموع 4/382 " :" [/FONT][FONT="]ولا تصح الجمعة حتى يتقدمها خطبتان [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]:"[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]صلوا كما رأيتموني أصلي"[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]؛ ولم يصل الجمعة إلا بخطبتين ، وروى [/FONT][FONT="]ابن عمر [/FONT][FONT="]قال[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]:"[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة خطبتين ، يجلس بينهما [/FONT][FONT="]" ( البخاري ومسلم ) ، [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]ولأن السلف قالوا : إنما قصرت الجمعة لأجل الخطبة ، فإذا لم يخطب رجع إلى الأصل[/FONT][FONT="] .." . ا هـ . [/FONT]
[FONT="] و لازم هذا القول أن من ترك الخطبة الثانية لا تصح صلاته و يلزمه الإعادة : [/FONT]
[FONT="] فقد سُئل الشيخ محمد العثيمين رحمه الله تعالى [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]:
[/FONT][FONT="]فضيلة الشيخ : حصل أن سها الخطيب وخطب بالناس خطبة واحدة ، صلى بعدها بالناس ، والسؤال يا فضيلة الشيخ هو : هل هذه الجمعة صحيحة أم لا ؟ ، وهل تلزم الإعادة للإمام والمأمومين ، أم الإمام فقط ، فيصليها ظهرا ؟ ؛ وفقكم الله . [/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="] فأجاب الشيخ رحمه الله :[/FONT][FONT="] ( [/FONT][FONT="]يجب على الإمام والمأمومين أن يعيدوها ظهرا[/FONT][FONT="] ) .ا.هـ . مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين ج16 ص79[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] [/FONT][FONT="]سؤال آخر للشيخ العثيمين : السؤال [/FONT][FONT="]: [/FONT][FONT="] بارك الله فيكم هذا السائل يا فضيلة الشيخ يقول: خطيب الجمعة في بلدي يخطب خطبة واحدة ، لا يجلس فيها الجلسة المعتادة من قبل الخطباء هل يعتبر هذا مخالفا للسنة؟ :[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]الجواب[/FONT][FONT="] :[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="]نعم هذا مخالف للسنة بلا شك ، فإنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يخطب في يوم الجمعة بخطبتين ، يفصل بينهما بجلوس [/FONT][FONT="]، بل إن أكثر أهل العلم يقولون: إن صلاة الجمعة لا تصح ،[/FONT][FONT="] لأن من شرط صحة صلاة الجمعة أن يتقدمها خطبتان[/FONT][FONT="] .[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وعلى هذا فبلغ هذا الإمام أن عمله هذا مخالف للسنة ، وأن عمله هذا مقتض عند كثير من العلماء ألا تصح جمعته[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="]وقل له يتق الله عز وجل ، ويتابع النبي -صلى الله عليه وسلم- في هديه ، فإن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، نسأل الله لنا وله الهداية[/FONT][FONT="])اهـ[/FONT][FONT="].[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="](نور على الدرب) شريط(284). [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] و ذهب كثيرٌ من أهل العلم : إلى كون الجلوس بين الخطبتين سنّة وليس بواجب ، ففعله صلى الله عليه وسلم لا يقتضي دائما الوجوب والركنية . ولازم هذا القول أنها تصح ولو بدون جلسة بين الخطبتين . [/FONT][FONT="]فقد جاء في المغني لابن قدامة (2/304) ما نصه :" [/FONT][FONT="]وجملته : أنه يشترط للجمعة خطبتان ، وهذا مذهب الشافعي، وقال مالك والأوزاعي وإسحاق وأبو ثور وابن المنذر وأصحاب الرأي يجزيه خطبة واحدة وقد روي عن أحمد ما يدل عليه[/FONT][FONT="]... " . [/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="] و الأظهر في هذا : أنها تصح فيما وقع سهوًا ، و فيما حصل وانتهى رعايةً للخلاف القوي ، مع أنها خلاف الأولى ، وينبغي مع ذلك تنبيه الإمام قبل الصلاة : وهذا اختيار اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ( فتاوى اللجنة فتوى 2741 ) : " [/FONT][FONT="]وإذا كانت الخطبة مختلفًا في أصلها وكان الخلاف في الثانية قويًّا فصلاتكم الجمعة مع نسيان الخطبة الثانية صحيحة إن شاء الله في رأي كثير من أئمة الفقهاء ، ولكن يجب على المأموم تنبيه الخطيب إذا ترك الخطبة الثانية في الحال قبل إقامة الصلاة ، لأن من علم السنة لا يتركها إلا نسيانًا غالبًا [/FONT][FONT="]" .[/FONT][FONT="] [/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="] أما فيما يُستقدَمُ فلا يجوزُ فتح هذا الباب ، حرصًا على الهدي النبوي ، والله تعالى أعلم . [/FONT]
حليم بدر معجب بهذا
أخي الفاضل حليم :
هذه المسألة أيضًا مما اختلف فيه اهل العلم في مسائل خطبة الجمعة :
فقد ذهب الشافعية والحنابلة : إلى أن حمد لله تعالى في الخطبة ركن من أركانها وأنه يتكرر وأنه في الخطبتين [ انظر روضة الطالبين للنووي (1/529)والكافي لابن قدامة المقدسي (1/220) ]. . وخالف الحنفية والمالكية في هذا : فذهب الحنفية إلى أن المطلوب هو مطلق الذكر من تحميدة أو تسبيحة أو تهليلة بقصد الخطبة خلافاً لأبي يوسف ومحمد القائلين : لابد من ذكر طويل يسمى خطبة وهو مقدار ثلاث آيات . أما المالكية فقالوا : يكفي في الخطبة كل كلام تسميه العرب خطبة ولو سجعتين ، نحو :اتقوا الله فيما أمر ، وانتهوا عما نهى عنه وزجر. انظر الشرح الصغير للدردير (1/214 ) والتمهيد ( 2/166) .
و اما ما يفعله أخونا الإمام من ترك استفتاح الخطبة الثانية بالحمدلة ، فأذكر انني سمعتُ هذا الاختيار لأحد كبار المحقّقين وهو الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني رحمه الله ؛ فقد نصّ رحمه الله في جوابات حول هذا الموضوع على عدم ثبوت الاستفتاح بالحمدلة إلا في أول الخطبة ، وهذا يكفي ، واختار أن تكون الثانية بعد جلسة بدون حمدلة ، بل يستمر الخطيبُ في طرح ما كان فيه أو يستأنف بدون التزامٍ للحمدلة لعدم ثبوتها في الثانية رغم كثرة خطبه صلى الله عليه وسلم . والله تعالى أعلم .
شكرنا لمن أثرى هذه الأسئلة والشكر موصول للشيخ رشيد لإفادته وتأصيله للمسألة ونقله الممتاز عن الأئمة الأعلام نفع الله بكم وجزيتم خيرا.
رشيد بن ابراهيم بوعافية
[font="]السلام عليكم و رحمة الله : هذه إضاءة في الموضوع ، تحتاج إلى إثراء : [/font]
[font="]لا شكّ أنّ واجبَ خطبة الجمعة الإنصاتُ وترك الكلام ولو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر : [/font]
[font="] عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا قلت لصاحبك والإمام يخطب يوم الجمعة أنصت فقد لغوت[/font][font="] [/font][font="]" رواه البخاري ( 892 ) ومسلم ( 851[/font][font="] [/font][font="]) . فكلمة " أنصت " أمرٌ بالمعروف " ومع ذلك عدّها الشرعُ من اللغوِ رفعًا لشأنِ الإنصاتِ الواجب ، وجمعًا للناسِ على إمامِهم الخطيبِ الذي يخطُب . [/font]
[font="] و لحديث أبي الدرداء رضي الله عنه قال : جلس النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وخطب الناس وتلا آية وإلى جنبي أُبيّ بن كعب فقلت له : يا أُبيّ متى أنزلت هذه الآية ؟ فأبى أن يكلمني ، ثم سألته فأبى أن يكلمني ، حتى نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي أبيٌّ : مَالَكَ من جُمُعَتِكَ إلا ما لَغَوْت ، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم جئته فأخبرته فقال " صدق أُبيّ إذا سمعت إِمَامَكَ يتكلّم فأنصت حتى يفرغ[/font][font="] [/font][font="] " رواه ابن ماجه ( 1111 ) ، وأحمد ( 20780 ) . وصححه الألباني في " تمام المنة " ( ص 338[/font][font="] [/font][font="] ) . [/font][font="] [/font]
[font="] و لكن هنالك حالاتٌ يجوزُ فيها الكلام ولو كان الإمامُ يخطُبُ : [/font]
[font="]الحالة الأولى : طلب الناس من الإمام أن يدعُوَ لهم بالسُّقيا ( الاستسقاء ) ولو كان يخطُب[/font][font="] [/font][font="]: عن أنس بن مالك قال : أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة من باب كان نحو دار القضاء ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً ، ثم قال : " يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله أن يغيثنا " فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه … [ رواه البخاري ( 967 ) ومسلم ( 897) ] . [/font]
[font="] ففي الحديث تكليمُ الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يخطُبُ ولم يُنكر عليه المصطفى لشدّة الحاجة و وجود المقتضَى بالاستسقاء على المنبر قبل النزول . [/font]
[font="] ويلحقُ بهذا كل مصلحةٍ و حاجةٍ لا بُدّ منها تحصل المفسدة بفوات تكليم الخطيب فيها : [/font]
[font="]قال الشيخ العثيمين - رحمه الله- في شرحه الممتع على زاد المستقنع :" وكذلك من يكلم الإمام للمصلحة والحاجة يجوز له ذلك " . [/font]
[font="] [/font][font="]الحالة الثانية : الفتح على الخطيب أو التصحيح في القرآن خاصّة[/font][font="] [/font][font="]: و يندُرُ في هذا دليلٌ من الصدر الأول لعدم وجود اللحن يومها ، ولكن قال الشيخ العلاّمة محمد الصالح العثيمين -رحمه الله- في شرحه الممتع :" ومن الحاجة أيضاً أن يخطئ الخطيب في آية خطأ يحيل المعنى، مثل: أن يسقط جملة من الآية، أو يلحن فيها لحناً يحيل المعنى[/font][font="] [/font][font="] " .[/font][font="] [/font][font="][/font]
[font="]الحالة الثالثة : الردّ على ضلالةٍ يعظُمُ بها الفساد [/font][font="]: بشرط الموازنة بين المفاسد موازنةً دقيقةً قبل الإقدام ، و أن يكون الرد من ذي علمٍ و ضبطٍ و مكانة ، و إلاّ وجب تأخير النصح والردّ ، بل و رفع أمره إلى الحاكم بعد صلاة الجمعة . وقد يستأنس في هذا بحديث عمارة :".. قبّح الله هاتين اليدين .. " ( صحيح : سنن الترمذي 515 ) . [/font]
[font="]الحالة الرابعة : إجابَةُ الإمام إن خصّكَ بالسؤال[/font][font="]: لحديث جابر بن عبد الله قال جاء رجل والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس يوم الجمعة فقال :" أصليت يا فلان ؟ " قال : لا ، قال : " قم فاركع ركعتين " . رواه البخاري ( 888 ) ومسلم ( 875[/font][font="] [/font][font="]) . ففي الحديث ما يدلّ على الترجمة في الحالة الرابعة . [/font]
[font="] ولا شكّ أنّ الأصل أن يُلقي الخطيب الخطبة على وجهها المعتاد المعلوم شرعاً، والذي جرى عليه عمل المسلمين عبر العصور، فإذا دعت حاجةٌ إلى أن يكلم الخطيب المأمومين ويجيبوه، فلا بأس بذلك، كأن يرى غفلتهم، أو يشعر بعدم استجابتهم له، فيطرح عليهم سؤالا ينبههم به، فلا بأس بذلك إذا دعت إليه الحاجة ، وأما أن يُتخذ ذلك عادة في الخطب ، وديدناً لازما للخطيب مع المأمومين، فلا شك في أن هذا خلاف السنة . [/font][font="][/font]
[font="] والعلّة في جواز هذه الأمور [/font][font="]أنها لا تشغل عن سماع الخطبة كحديث الناس فيما بينهم[/font][font="] [/font][font="]، والله تعالى أعلم . [/font]
تعديل التعليق