سؤالان أرجو من الخطباء إفادتي بهما ..
احمد ابوبكر
1- في صلاة الجمعة عندما ينتهي الخطيب من الخطبة ويشرع في الدعاء أجد من المصلين من يرفع يديه وهو يأمن وأجد من لا يرفع يديه !! فهل رفع اليدين من السنة أم لا ؟
2-ذهبت لصلاة الجمعة ودخلت المسجد وقت رفع الأذان ، فهل لي أن أبدأ في صلاة ركعتي تحية المسجد أم أنتظر واقفا حتى ينتهي الأذان؟ علما بأني أرى أن من يدخل المسجد وقت رفع الأذان يظل واقفا حتى ينتهي المؤذن.. فما الأصح في ذلك الصلاة أو الانتظار حتى ينتهي الأذان ؟
نرجو الإفادة بارك الله فيكم ..
المشاهدات 4767 | التعليقات 6
بارك الله فيك شيخ رشيد ماشاء الله اجابة كافية ،، جعله الله في ميزان حسناتك ...
ونرجو أن نلقى اجابة على السؤال الأول وجزاكم الله خيرا
الشيخ رشيد بوعافية ، أشكرك وجزاك الله خيرا على اجابتك واهتمامك ..
فهمت من الاجابة ان الأمر في وسع ولكن الأولى ترديد الأذان أولا ثم الصلاة بعدها ..
ونرجو أن ألقى إجابة لسؤال الآخر ، يارك الله في جميع القائمين على هذا المنتدى وجميع أعضاءه وزواره ،
[font="] إفادةٌ في السؤال الأول تحتاج من الإخوة الأفاضل إلى الإثراء و التفاعل : [/font]
عند تتبّع النصوص و أقوال العلماء في هذا نجد أنّ الموضوع يحتاج إلى تفصيل :
فأما عن الاستسقاء على المنبر يوم الجمعة:
فقد ورد ما يدلّ على مشروعيّة رفع الخطيب والمأمومين الأيدي للدعاء : روى البخاري (933) ومسلم (897) عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : أَصَابَتْ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، هَلَكَ الْمَالُ ، وَجَاعَ الْعِيَالُ ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا . فَرَفَعَ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ[ زَادَ البخاري في رواية تعليقاً ووصلها البيهقي : وَرَفَعَ النَّاس أَيْدِيهمْ مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُونَ) ] ، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا وَضَعَهَا حَتَّى ثَارَ السَّحَابُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ ، وَمِنْ الْغَدِ ، وَبَعْدَ الْغَدِ وَالَّذِي يَلِيهِ حَتَّى الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى .." .
أما في خطبة الجمعة عدَا الاستسقاء:
فقد ورد في شأن الخطيب يوم الجمعة إذا دعا على المنبر أنه يشير بسبابته فقط ولا يرفع يديه ، بل أنكر بعض الصحابة على الخطيب الذي يرفع يديه في الدعاء :
روى مسلم (874) عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ أنه رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ رَافِعًا يَدَيْهِ ( زاد أبو داود : وَهُوَ يَدْعُو فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ ) فَقَالَ: " قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ " .
قال النووي في شرحه للحديث : " فِيهِ أَنَّ السُّنَّة أَنْ لا يَرْفَع الْيَد فِي الْخُطْبَة وَهُوَ قَوْل مَالِك وَأَصْحَابنَا وَغَيْرهمْ " اهـ . وفي "تحفة الأحوذي:" وَالْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى كَرَاهَةِ رَفْعِ الأَيْدِي عَلَى الْمِنْبَرِ حَالَ الدُّعَاءِ " اهـ .
وهنالك دليلٌ سلبيٌّ ( تَركي ) يعضُدُ هذا : و هو أنّ النبي صلى الله عليه وسلم صلى الجمعةَ بأصحابه عشر سنين في المدينة، فلم ينقل لنا ولا بخبر ضعيف أنهم رفعوا أيديهم أثناء دعائه حال الخطبة، باستثناء رفعه يديه أثناء الاستسقاء .
بورك فيك شيخنا الفاضل أجبت فكفيت
واستفدت من اجابتك على السؤالين جعله الله في ميزان حسناتك
إضافة
إذا كان الداخل للمسجد في الجمعة أثناء الأذان الثاني فإنه يبدأ بتحية المسجد ليتفرغ لاستماع الخطبة فاستماع الخطبة واجب وأما متابعة المؤذن فهي سنة فيقدم الواجب على السنة .. هكذا قاله ابن عثيمين رحمه الله
رشيد بن ابراهيم بوعافية
أحاول الإفادة في السؤال الثاني ، وأتمنّى من الإخوة التوجيه والتفاعل والتصحيح وتعليمنا ممّا علّمهم الله :
[FONT="] [/FONT][FONT="]تحية المسجد لمن دخل مع الآذان[/FONT][FONT="]:[/FONT][FONT="] [/FONT]
[FONT="] س/ [/FONT][FONT="] هل يشتغل بالصلاة أم يجيب المؤذن حتى يفرغ من الآذان ثم يصلي..؟[/FONT]
[FONT="]هذه المسألة من مسائل الازدحام الحاصل بين عبادتين اجتمعتا في وقت واحد،وهي تحتاج إلى علم وفقه في الدين:[/FONT]
[FONT="] ورد عن النبي[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] النهيُ عن الجلوس في المسجد قبل صلاة ركعتين[/FONT][FONT="]: عن أبي قتادة [/FONT][FONT="][FONT="]رضي الله عنه[/FONT][/FONT][FONT="] قال:[/FONT] [FONT="]دخلت مسجد رسول الله بين ظهراني الناس فجلست،فقال رسول الله :" ما منعك أن تركع ركعتين قبل أن تجلس ؟" قال : فقلت يا رسول الله رأيتك جالسا والناس جلوس، فقال رسول الله[/FONT][FONT="][FONT="] صلى الله عليه وسلم[/FONT][/FONT][FONT="]:"إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين"[FONT="][1][/FONT].[/FONT]
[FONT="] ووردَ عنه الإخبارُ بفضل من يجيبُ المؤذن: [/FONT]
[FONT="]- عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله[/FONT][FONT="][FONT="] صلى الله عليه وسلم[/FONT][/FONT][FONT="]:"إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول المؤذن ثم صلوا علي،فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا،ثم سلوا الله [/FONT][FONT="][FONT="]تعالى[/FONT][/FONT][FONT="] لي الوسيلة،فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله تعالى،وأرجو أن أكون أنا هو،فمن سأل الله لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة[/FONT][FONT="] "[FONT="][2][/FONT].[/FONT]
[FONT="]- عن سعد بن أبي وقاص[/FONT][FONT="][FONT="] رضي الله عنه[/FONT][/FONT][FONT="] قال: قال رسول الله[/FONT][FONT="][FONT="] صلى الله عليه وسلم[/FONT][/FONT][FONT="]:"من قال حين يسمع المؤذن وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ما تقدم من ذنبه"[FONT="][3][/FONT].[/FONT]
[FONT="]تطبيق القاعدة على هذه الحالة[/FONT][FONT="]:[/FONT][FONT="] في هذه الصورة يمكن الجمعُ بين الحكمين لإدراك الفضيلتين:[/FONT]
- [FONT="]لا تعارضَ بين العملين لمن دخل المسجد،لأنَّ إجابة المؤذن لا تحتاج إلى الجلوس المنهيّ عنه قبل صلاة ركعتين.[/FONT]
- [FONT="]ولأنَّ تحيَّةَ المسجد ليست فوريَّة( أي مأمور بها على الفور بمجرد دخول القدمين إلى المسجد) لعدم ورود النهي عن الكلام قبلها أو الفعل،وإنما ورد النهي عن الجلوس قبلها.[/FONT][FONT="][/FONT]
- [FONT="]وقد ثبت عن النبي[/FONT][FONT="][FONT="]r[/FONT][/FONT][FONT="] الأمرُ بتدارُكها لمن سبق منه الجلوس والكلام – والجلوس والكلام فعل - : جاء سليك الغطفاني يوم الجمعة ورسول الله [/FONT][FONT="][FONT="]صلى الله عليه وسلم[/FONT][/FONT][FONT="] يخطب فجلس [ قبل أن يصلي ] فقال له[/FONT][FONT="][FONT="] صلى الله عليه وسلم[/FONT][/FONT][FONT="] : " يا سليك [ أصليت ركعتين ؟" قال : لا،قال :" قم فاركع ركعتين وتجوز فيهما"[FONT="][4][/FONT].[/FONT][FONT="][/FONT]
[FONT="]الجواب:[/FONT][FONT="] " الأفضل أن يجيب الأذان أولاً، ثم يصلي تحية المسجد ليجمع بين الفضيلتين، والأمر في ذلك واسع وبالله التوفيق". [/FONT]
[FONT="] وقال الشيخ محمد بن المختار الشنقيطي:" الأقوى والأشبه أنه يتابع المؤذن ثم بعد ذلك يصلي تحية المسجد لأن المضيق مقدم على غير المضيق ولو كان المضيق أقل درجة من غير المضيق.. والله - تعالى - أعلم ".[/FONT]
[FONT="][1][/FONT] - [FONT="]أخرجه الجماعة-أنظر الثمر المستطاب(2/616).[/FONT]
[FONT="][FONT="][2][/FONT][/FONT][FONT="] - أخرجه مسلم.[/FONT]
[FONT="][FONT="][3][/FONT][/FONT][FONT="] - صحيح الجامع (6422).[/FONT]
[FONT="][FONT="][4][/FONT][/FONT][FONT="] - الثمر المستطاب للألباني(2/618).[/FONT]
تعديل التعليق