رمضان ولَّى وجاء العيد (خطبة العيد 1435)

ناصر العلي الغامدي
1435/09/27 - 2014/07/24 08:31AM
خطبة عيد الفطر ينبغي أن تؤكِّد على العناصر التالية :


١) وداع رمضان، والعبرة في انقضاء الزمان.


٢) الثبات على الطاعة والاستقامة بعد رمضان.


٣) الفرح بالعيد والابتهاج والبسمة، والتآخي والتصافي، مع التحذير من غشيان الفجور، وفعل الزور.


٤) استعراض أحداث الأمة في كلامٍ مجملٍ وعلى عجلٍ، و بيان العبرة والمطلوب منها.


٥) التوجه بالخطاب إلى المرأة والأسرة المسلمة.


٦) الختام ببيان معنى الفرح الحقيقي وهو الفرح بنعمة الالتزام بدين الإسلام. فكل يومٍ نزداد قربى إلى الله فيه، ولا نعصي الله فيه فهو عيد.


ثمّ إسداء التهنئة للناس.
وكلَّ عامٍ أنتم بخير
والله تعالى أعلم
المشاهدات 3753 | التعليقات 4

وهذه محاولة لخطبة عيد الفطر 1435هـ
خاضعة لتغييراتك وذوقك ومعرفة الحال المناسبة لظروفك



الخطبة موجود في المرفقات

المرفقات

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/9/2/رمضان%20ولَّى%20وجاء%20العيد.doc

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/9/2/رمضان%20ولَّى%20وجاء%20العيد.doc

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/9/2/رمضان%20ولَّى%20وجاء%20العيد.pdf

https://khutabaa.com/wp-content/uploads/attachment/9/2/رمضان%20ولَّى%20وجاء%20العيد.pdf


رمضان ولَّى وجاء العيد
خطبة عيد الفطر 1435هـ

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وبفضله ومَنِّه يتجاوز عن السيئات. اللهم لك الحمد خيراً مما نقول، لك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت. لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد برمضان، ولك الحمد بالقرآن، لك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالصيام، ولك الحمد بالقيام. ولك الحمد على ما أسديته من إنعامٍ وإكرام. والصلاة والسلام على رسول الإسلام محمدٍ خيرِ الأنام، خيرِ من صلَّى وقام، خيرِ من زكَّى وصام، وخيرِ من طاف بالبيت الحرام، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الكرام ومن تبعهم واستقام، ما غرَّدت على الأيك الحمام، وما دارت في أفلاكها الأجرام
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.


[سلامٌ من الرحمن كـلَّ أوان* على خير شهرٍ قد مضى وزمان]
[سلام على شهر الصيام فإنه* أمانٌ من الرحمن أيُّ أمان]
[لئنْ فنيت أيامك الغرُّ بغـتةً* فما الحزنُ من قلبـي عليك بفانٍ]

ما أسرعَ مرورَ الأيام! وانقضاءَ الأعوام، ﴿ يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ﴾

عباد الله: رمضان ولى وراح، فياليت شعري من المقبول فنهنيه، ومن المحروم فنعزيه، نسأل الله أن يجبر مصيبتنا، وأن يجعلنا ممن كُتب في المقبولين المعتوقين
أيها الناس .. أيها الناس: من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد مات. ومن كان يعبد ربَّ رمضان، فإن الله حيٌّ أبديٌّ سرمديٌّ لا يموت: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ﴾
عباد الله: كم من مؤمِّلٍ أن يصوم رمضان، أو أن يكمل عدة رمضان! فخانه أمله، فصار قبلَهُ إلى ظلمة القبر.

أيا مَن يدّعي الفَهْمْ * الى كمْ يا أخا الوَهْمْ
تُعَبِّي الذّنْبَ والذَّمْ * وتُخْطي الخَطأَ الجَمْ
أمَا بانَ لكَ العيْبْ * أمَا أنْذرَكَ الشّيب
وما في نُصحِهِ ريْبْ * ولا سمْعُكَ قدْ صمّ
أمَا نادَى بكَ الموتْ*أمَا أسْمَعَك الصّوْتْ
أما تخشَى من الفَوْتْ * فتَحْتاطَ وتهْتَمْ
ستُذْري الدّمَ لا الدّمْعْ*إذا عايَنْتَ لا جمْعْ
يَقي في ساحة الجمعْ * ولا خالَ ولا عمّ
فزوّدْ نفسَكَ الخيرْ * ودعْ ما يُعقِبُ الضّيرْ
وهيّئ مركبَ السّيرْ * وخَفْ منْ لُجّةِ اليمّ
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.


أيها المسلم: عهدناك في رمضان منيباً إلى ربك، تائباً من ذنبك. عهدناك محافظاً على الصلوات حريصاً على الجمعة والجماعات. عهدناك مهذباً نقياً، متواضعاً تقياً. فعلى أي شيء عوَّلت بعد رمضان؟!
أتُراك بعدما ذُقْتَ حلاوة الإيمان تعودُ إلى مرارة العصيان!
أتراك بعدما صرت من حزب الرحمن تنضمُّ إلى حزب الشيطان!
أتراك بعدما حُسبت في عداد المصلين تترك الصلاة وهي عماد الدين؟!
وهل يليق بك يا مسلم بعدما كُتبت في جملة المرحومين أن تصير في زمرة المحرومين؟
كلا ما هكذا يكون العقلاءُ المتبصرون
أيها الناس: حذارِ من توبةِ الكذَّابين، التي وصف أبو هريرة رضي الله عنه صاحبَها كالمستهزئ بربه، وهو الذي يتوب، ويعزم أنْ يعودَ إلى الذنوب. ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً ﴾.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.


عباد الله: وجاء العيد، والفرح بالعيد سنة نبوية، والترفيه البريء واللعب المباح مطلوب في حياة الإنسان كي يجدد نشاطه. كان الأحباش يلعبون بالسيوف في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول لهم: دونكم يا بني أَرْفِدَةَ، لِتَعلمَ اليهودُ والنصارى أنَّ في دينِنَا فسحةً، إنِّي أُرْسِلتُ بحنيفيَّةٍ سَمْحةٍ» والحديث صحيحٌ، أصله في الصحيحين.
ولكن ليس معنى هذا أن ننطلق بلا ضابطٍ من شريعةٍ أو مروءةٍ، فلا يصح أبداً أن تُغشى الفجور باسم العيد، فالسهرات التي تؤدي إلى تضييع الصلوات لا تجوز، والتبرج والاختلاط والرقص والغناء والتخريب والتهريج بدعوى الفرح بالعيد أو باليوم الوطني أيضًا لا تجوز، قال صلى الله عليه وسلم : «لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ» رواه البخاري تعليقًا مجزومًا به، ووصله غيره بسندٍ صحيحٍ.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.


عباد الله: وجاء العيد وبلغنا نحن العيد، وبعد عامٍ وسنةٍ مريرة، طاف بعالمنا أحداثٌ كثيرة، أحداثٌ جِسامٌ بأرض الشام، في سوريا، وغزة، وفي العراق، وليبيا، ومصر، واليمن، وفي بورما، وفي أفريقيا الوسطى، وفي أماكن أخرى. حروبٌ وكروبٌ، وخطوبٌ وندوبٌ، وفتنٌ ومحنٌ، وصارت مجتمعاتُنا رحىً تدور بين فكَّيْ التغريب والتخريب، بين مناهجَ زائغةٍ في الجفاء والانسلاخ، وفي الغلو والتطرُّف.

وجاء العيد وضرباتٍ غَاشِمَةً على قطاع غزَّةَ الصامدةِ، لتتحوَّلَ إِلى خرابٍ ودمارٍ، ويتفرج العالمُ على تلك المجازر: تُذَبَّحُ الأطفال، وتُنْتَهك النساء، وتُقتل الشيوخ، وتُدمَّر المساكن، وتُحطَّم المدارس، وتُهدَّم المشافي، وتُحْرَق المزارع، وتُغلق المعابر، ويُحاصَر الشعب. وبعد ذلك يكون الحلُّ المشبوه في هُدْنةٍ باردةٍ أو مبادرةٍ باهِتةٍ!

بالله عليكم يا ناس لو أن عدوًّا غاشمًا احتلَّ ديارَنا - لا قدَّر الله - وهدم بيوتَنا، وقتَّل أطفالَنا، وانتهك أعراضَنا، وأفسد أمنَنا، هل كنَّا ننتظر حتى يستفيقَ العالمُ في ضميرِه وإنسانيتِه؟! هل كنَّا سنقبل هذا الصمتَ الرهيب؟! حتى الجعجعات الكلاميَّة المعتادة خَرِسَتْ هذه المرَّة، فلا شَجْب ولا استنكار! ولا تنديد ولا استنفار! إلَّا ما قلَّ وندر. حتى ظنَّ العدوُّ الصهيونيُّ أنَّها معركَتُهُ مع الذين يؤيِّدونه من العرب ضدَّ فصائل المقاومة في غزة!!معاونة الأعداء ولو بالكلام والرضا بما يفعلونه بالمسلمين كفرٌ وضلالٌ مبين. قال الشيخ ابنُ بازٍ عالمُ الأمَّةِ رحمه الله: [وقد أجمع علماءُ الإسلام على أنَّ مَنْ ظاهر الكفَّارَ على المسلمين، وساعدهم عليهم، بأيِّ نوعٍ من المساعدة فهو كافرٌ مِثْلُهم]. وصدق والله؛ لأنَّ الله يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾

يا أمَّةَ المليار! أينَكُم من قول المصطفى المختار صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى»رواه مسلم.

[كم يستغيث بنا المستضعفون * وهم قتلى وأسرى فما يهتزُّ إنسانُ]
[ماذا التقاطعُ في الإسلام بينكمو * وأنتمْ يا عبادَ الله إخوانُ]
[ألَا نـفـوسٌ أَبِيَّاتٌ لـها هـممٌ * أمـَا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ]
[لـمِثْل هـذا يذوبُ القلبُ من كَمَدٍ * إنْ كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ]

ولْيَحذرِ المسلمُ من خُذلانِ إخوانِه بأيِّ نوعٍ من أنواع الخُذلانِ، قال عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «مَا مِنِ امرِئٍ يَخذُلُ امرَأً مُسلِمًا في مَوطِنٍ يُنتَقَصُ فِيهِ مِن عِرضِهِ وَيُنتَهَكُ فِيهِ مِن حُرمَتِهِ إِلاَّ خَذَلَهُ اللهُ تَعَالى في مَوطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصرَتَهُ» رواه أبو داود بسندٍ حسن.


ولْيُعلَمْ أنَّ جميعَ المسلمين في مشارقِ الأرضِ ومغاربِها إخوةٌ، لا تَفصِلُ بينهم حدودٌ، ولا تُفَرِّقُهم جنسيَّاتٌ، فإنَّ اللهُ تعالى هو الذي رَبَطَ بينَهم برِباطِ الأُخُوَّةِ، كُلُّنا إخوانٌ مسلمون، قال تعالى: ﴿إِنَّمَا المُؤمِنُونَ إِخوَةٌ﴾، وقال سبحانه: ﴿فَأَصبَحتُم بِنِعمَتِهِ إِخوَانًا﴾، وقال صلى الله عليه وسلم : «لَا تَحَاسَدُوا، وَلَا تَنَاجَشُوا، وَلَا تَبَاغَضُوا، وَلَا تَدَابَرُوا، وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا. المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ؛ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسلِمُهُ وَلا يَخذُلُهُ وَلا يَحقِرُهُ ... كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ: دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ» رواه مسلم.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد


أيها الإخوة: لست أحاول قتلَ أفراح العيد، ولا التضييقَ على مشاعر الناس. ولم أكن أودُّ أن أكدِّر خواطركم مع إطلالة عيد الفطر الأغر، ولكنها وقفةُ محاسبةٍ مع النفس، ومشاعرُ مسلمٍ لا يحبُّ الأنانية، فيفرحُ بالعيد وأخوه يعيش الحُزْنَ والتنكيد.
وجاء العيد والمسلم يفرح بالعيد؛ لأن العيد فرحةٌ بالانتصار على الشهوات والعادات، انتصارٌ على الأنانية والأخلاق المرذولة ووساوس الشيطان مدَّةَ شهرٍ كاملٍ ﴿يَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ*بِنَصْرِ اللَّهِ﴾، ولهذا يهتف الصائمون المنتصرون يوم العيد بالتكبير والتهليل والتحمد: ﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.


بارك الله لي ولكم في العيد السعيد، وأعاده الله علينا وعليكم بالعمر المزيد للأمد البعيد.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم

الخطبة الثانية


الحمد لله على رمضانَ والعيد، الحمد لله على ما شرع من شرائع، وما هدانا إليه من شعائر. والصلاة والسلام على نبينا محمدٍ وعلى آله ..
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيها الإخوة المسلمون: في العيد تُقَدَّم الحلوى إلى كل ثَغْرٍ لتحلوَ بعد ذلك الكلماتُ في أفواهنا، «والكلمة الطيبة صدقة». وفي العيد تَعُمُّ عباراتُ الدعاء التهنئة لتسموَ النفوس فوق الأحقاد والضغائن. العيد فرصةٌ للتواصل والتزاور والألفة والمودة بين الأهل والأقرباء والأرحام والأصدقاء يتبادلون التبريكات والتحايا لتذوب الخلافات وتنمحيَ الشحناءُ
[على ماذا التناحر والضغينة* وفيم الحقد يفقدنا السكينة]
[أيهجر مسلم فينا أخاه* سنينًا لا يمدُّ له يمينه]
[أيهجره لأجل حطام دنيا* أيهجره على نتف لعينه]
[ألا أين السماحة والتصافي* وأين عرى أخوتنا المتينة]

ليكنْ شعارنا في العيد الآن:
[من اليوم تعارفنا ونطوي ما جرى منا]
[فلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قلنا]
[وإن كان ولابدَّ من العُتْبى فبالحسنى]
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، وأصلحوا ذات بينكم وأحسنوا، وكونوا عباد الله إخواناً.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.


أيها المسلمون والمسلمات: دعوني الآن أتوجه بالخطاب إلى المرأة المسلمة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بإخراج النساء إلى صلاة العيد، وكان يتوجَّه إليهن بالموعظة، قالت أمِّ عطية رضي الله عنها: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفطر والأضحى، العواتقَ والحُيَّضَ وذواتِ الخدور، فأما الحُيَّضُ فيعتزلْنَ المصلَّى ويشهدْنَ الخيرَ ودعوةَ المسلمين قلتُ: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلبابٌ، قال: «لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا» متفق عليه.
اعلمي يا أختاه! رحمك الله أن مؤامرةً رهيبةً تحاك ضدَّك. وأنَّ حرباً ضروساً ماكرةً يقودها أناس من بني جلدتنا بأجنداتٍ خارجيَّةٍ ضد المرأة السعودية،
والله يا إخواني وأخواتي ليستِ المسألةُ قيادةَ سيارةٍ، ولا رياضةً نِسويةً، ولا ظهورًا إعلاميًّا، ولا وظائفَ شاغرة، بل وراءَ الأكمة ما وراءها! إنَّه تغريبٌ للمرأة السعودية. دعيني أذكرك يا بنت الإسلام بحديث النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَةً أَضَرَّ عَلَى الرِّجَالِ مِنْ النِّسَاءِ» متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم: «فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء»رواه مسلم. إن أمة بني إسرائيل بأسرها كان أولُ سببٍ في هلاكها يومَ أن تجاوزت المرأة مكانَها الصحيحَ اللائقَ بها، الذي وضعها فيه الخالق العلين الخبير.
فنصيحتي لك يا أختاه أن تقابلي كل دعوات التحرر والانفتاح بالرفض والإباء نصيحتي لك أن تتخذي من بيتك مقرًّا لحياتك وعملك، قال تعالى: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى﴾
أيتها السعودية المؤمنة: أنت المرأة الأولى في العالم، أنت تتبوئين المركز الأول؟ وهكذا الشأن مع كلِّ امرأةٍ مسلمةٍ أيًّا كانت جنسِيَّتُها. أتدرين في ماذا حُزْتِ قَصَبَ السَّبْق؟
سبقتِ بنات العالم في الخلق والدين، والعِفَّة والحياء، في قيامِك بواجبات دينك وبيتك، أنت مؤمنة عفيفة، وزوجة ودودة، ومربية فاضلة. قالصلى الله عليه وسلم: «إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا وَصَامَتْ شَهْرَهَا وَحَفِظَتْ فَرْجَهَا وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الْجَنَّةَ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتِ» رواه أحمد بسند حسن.
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.


أيها المسلمون والمسلمات: وطالما بقي المسلم طائعاً لله ملتزماً بشرع الله فإنه في عيد، وإنه رَضِيٌّ سعيد، قال الله جلَّ وعلا: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ* قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾ فرح المسلم الحقيقي ليس في مالٍ يُحْرزه، أو دنياً يصيبها بل بمدى قربه من مولاه، وتوفيقه لرضاه. دخل رجلٌ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يومَ العيد فوجد بين يديه خبزاً خشناً يابساً (هذه حلاوة العيد) فقال: يا أمير المؤمنين يومُ عيد وخبز خشن؟ فقال علي رضي الله عنه: ((اليومُ عيدٌ لمن قُبِل بالأمس صيامُه وقيامه، عيدٌ لمن غُفِر ذنبه وشُكِرَ عملُه، وكل يوم لا يُعصى اللهُ فيه فهو لنا عيد)) وصدق والله، فكل يوم لا نعصي الله فيه فهو عيد.قال تعالى: ﴿كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنْ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله. والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، واخذل الطغاة أعداء الملة والدين.
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا
اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ
اللهم آمنا في الأوطان والدور، وأصلح الأئمة وولاة الأمور، وولِّ على المسلمين خيارهم، ولا تولِّ عليهم شرارهم.
اللهم انصر عبادك المستضعفين في كل مكان، انصرهم في سوريا وانصرهم في بورما وانصرهم في فلسطين وانصرهم في كل مكان. اللهم كن لهم معينا ونصيرا، اللهم اجعل لنا ولهم من كل همٍّ فرجًا ومن كل ضيقٍ مخرجًا. وانصرهم على من بغى عليهم.
اللهم عليك بالطغاة المستبدين. اللهم أنزل عليهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين.
ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْأَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
رَبَّنَا اغْفِرْ لنا ولوالدينا وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
أيها المسلمون والمسلمات: عيدكم مبارك، صمتم شهركم، وحضرتم عيدكم، وقضيتم صلاتكم، وأرضيتم ربكم، فانصرفوا من مصلَّاكم بفضل الله بذنبٍ مغفور وسعيٍ مشكور وعملٍ مبرورٍ، وتجارةٍ لن تبور. أعاده الله علينا وعليكم وعلى المسلمين باليمن والإيمان والأمن والأمان والسلامة والإسلام.


كلَّ عامٍ أنتم بخير، وتقبَّل الله منا ومنكم أجمعين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


جزاك الله خيرا