رَمَضَانُ مَدْرَسَةٌ عَظِيمَةٌ-صَلاةِ الْعِيدِ

محمد البدر
1446/09/27 - 2025/03/27 04:15AM

خُطْبَةٌ عَنْ:رَمَضَانُ مَدْرَسَةٌ عَظِيمَةٌ-صَلاةِ الْعِيدِ-محمد أحمد الذماري-جامع الشيخ صالح بن عبدالله العمودي رحمه الله-جدة التاريخية

الْخُطْبَةُ الأُولَى: 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ﴾ـ اعْلَمُوا رَحِمَكُمُ اللهُ بِأَنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ  رَمَضَانَ إِلَّا أَيَّامٍ وَلَيَالٍ قَلِيلَةَ،ولكنها عظيمةٌ جليلة،وقد تكونُ ليلةُ القَدْرِ فِي إحدى هذه الليالي فَاجْتَهِدْ يَا عَبْدَ اللهِ فِيمَا بَقِيَ مِنْ هَذَا الشَّهْرِ  الْمُبَارَكَ،قَالَﷺ:«تَحَرَّوْا لَيْلَةَ القَدْرِ فِي الوِتْرِ، مِنَ العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.،فَشَهْرُ رَمَضَانَ الْمُبَارَكَ مدرسة تربى فيها الكثير  من الناس فالمساجد امتلأت بالمصلين وتأدب كثير من الناس وتهذب سلوكهم،والكثير من العادات السيئة تركت،مثل شرب الدخان وغيره وتركت الكثير المعاصي واجتنب بعض الناس التخلف عن الصلاة وتحول المجتمع إلى مجتمع مثالي راقي في كل تعاملاته،فالبِدَارَ البِدَارَ للاستمرار على ذلك والاجتهاد لفعل الخيرات وأعمال الخير والبر والاحسان ومساعدة المحتاجين والفقراء والمساكين وغيرهم لإدخال الفرح والسرورِ عليهم بمناسبة قرب عيد الفطر المبارك،قَالَ تَعَالَى﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:بقي لَنَا فِي خِتَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُبَارَكَ (زَكَاةُ الْفِطْرِ , وَالتَّكْبِيرُ,وَصَلَاةُ الْعِيدِ).فَمِمَّا يُشْرَعَ لنا زَكَاةُ الْفِطْرِ وهي صَاعًا مِنْ طَعَامٍ مِنْ قوت البلد، وَتَجِبُ زَكَاةُ الْفِطْرِ بِغُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ, فَيُشْرَعُ إِخْرَاجُهَا حِينَئِذٍ,وَالأَفْضَلُ أَنْ تُخْرَجَ مَا بَيْنَ صَلاةِ الْفَجْرِ وَصَلاةِ الْعِيدِ,وَيَجُوزُ إِخْرَاجُهَا قَبْلَ الْعِيدِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ،وَلا يَجُوزُ تَقْدِيمُهَا قَبْلَ ذَلِكَ,وَلا تَأْخِيرُهَا إِلَى مَا بَعْدَ صَلاةِ الْعِيدِ,فَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:«أَنَّ رَسُولَ اللَّهِﷺفَرَضَ زَكَاةَ الْفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ حُرٍّ أَوْ عَبْدٍ أَوْ رَجُلٍ أَوِ امْرَأَةٍ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ:«فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِﷺزَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ مَنْ أَدَّاهَا قَبْلَ الصَّلاَةِ فَهِىَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ وَمَنْ أَدَّاهَا بَعْدَ الصَّلاَةِ فَهِيَ صَدَقَةٌ مِنَ الصَّدَقَاتِ»رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ.

عِبَادَ اللَّهِ:أَمَّا مِقْدَارُهَا فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ«كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.وَلا يَجُوزُ إِخْرَاجُهَا نقداً فَإِخْرَاجُهَا نقداً  مخالفةلأمر.النَّبِيِّﷺ فَالنَّبِيِّﷺقَالَ:

«صَاعًا مِنْ طَعَامٍ..»ولم يقل صَاعًا مِنْ نقود.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى:﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾.وَمِمَّا يُشْرَعَ فِي خِتَامِ شَهْرُ رَمَضَانَ التَّكْبِيرُ،فِي الْمَسَاجِدِ وَالْبُيُوتِ وَالأَسْوَاقِ،وَارْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ بها وتسر بها النِّسَاءِ,وَيَمْتَدُّ وَقْتُهُ مِنْ غُرُوبِ شَمْسِ آخِرِ يَوْمٍ مِنْ رَمَضَانَ إِلَى صَلاةِ الْعِيدِ،وَاحْذَرُوا  مِنْ التَّكْبِير الْجَمَاعِيِّ وتنغيمه وتلحينه،وَمِنْ صِيَغِ التَّكْبِيرِ:(اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ،لا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَ اللَّهُ أَكْبَرُ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَللهِ الحَمدُ).وَمِنْ صِيَغِ التَّكْبِيرِ أَيْضًا:(اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ،وَللهِ الحَمدُ،اللَّهُ أَكْبَرُ وَأَجَلُّ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَى مَا هَدَانَا).

أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الْخُطبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:وَمِنْ السُّنَّةُ الْخُرُوجِ إلَى الْمُصَلَّى خارج البنيان الا مِنْ عذرٍ،فَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ«كَانَ رَسُولُ اللَّهِﷺيَخْرُجُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَالْأَضْحَى إِلَى الْمُصَلَّى فَأَوَّلُ شَيْءٍ يَبْدَأُ بِهِ الصَّلَاةُ ثُمَّ يَنْصَرِفُ فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ وَالنَّاسُ جُلُوسٌ عَلَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ وَيُوصِيهِمْ وَيَأْمُرُهُمْ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.وَعَنْ أَنَسٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ«كَانَ رَسُولُ اللَّهِﷺلاَ يَغْدُو يَوْمَ الْفِطْرِ حَتَّى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وَعَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ«أُمِرْنَا أَنْ نُخْرِجَ الْعَوَاتِقَ,وَالْحُيِّضَ فِي الْعِيدَيْنِ,يَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُسْلِمِينَ,وَيَعْتَزِلُ الْحُيِّضُ اَلْمُصَلَّى»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

عِبَادَ اللَّهِ:مِنْ سُنَنِ الْعِيدِ:أَنْ يَلْبِسَ أَحْسَنَ ثِيَابَهُ,وَأَنْ يَتَنَظَّفَ وَيَتَطَيَّبَ.وَمِنْ سُنَنِ الْعِيدِ:مُخَالِفَة الطَّرِيقَ:

فَيَذْهَبَ مِنْ طَرِيقٍ وَيَرْجِعَ مِنْ آخَرَ فَعَنْ جَابِرٍ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ قَالَ«كَانَ النَّبِيُّﷺإِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وَأن يَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ«كَانَ رَسُولُ اللَّهِﷺيَخْرُجُ إِلَى الْعِيدِ مَاشِيًا وَيَرْجِعُ مَاشِيًا»رَوَاهُ التِّرمِذِيُّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانِيُّ.

عِبَادَ اللَّهِ:نُذكِّر الجَمِيعِ بِصِيَامِ سِتًّا مَنْ شَوَّال قَالَﷺ:«مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

عِبَادَ اللهِ:إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَرَنَا بِأَمْرٍ بَدَأَ فِيهِ بِنَفْسِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد،وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ، وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَاحْفَظْ اللّهمّ ولاةَ أمورنا، وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا،اللّهمّ وَهيِّئْ لَهُ الْبِطَانَةَ

الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَالَّتِي تَدُلُّهُ عَلَى الْخَيرِ وَتُعِينُهُ عَلَيْهِ ،واصرِفْ عَنه بِطانةَ السُّوءِ يَا رَبَّ العَالمينَ،وَاللّهمّ وَفِّقْ جَميعَ ولاةِ أَمرِ الْمُسْلِمِينَ لما تُحبهُ وَتَرضَاهُ لمَا فِيهِ صَلَاحُ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾

عِبَادَ اللَّهِ:اذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ،وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ 

يَزِدْكُمْ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾.

المرفقات

1743038101_رَمَضَانُ مَدْرَسَةٌ عَظِيمَةٌ -صَلاةِ الْعِيدِ.pdf

المشاهدات 408 | التعليقات 0