رمضان على الابواب
الشيخ المهندس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رمضان على الابواب
ولا اجد احبابي من المشايخ والخطباء قد اعدوا العده لهذا الضيف الكريم على هذا الموقع المبارك؟؟؟
سؤال يحتاج الى جواب؟؟؟
كل عام وانتم بخير واعاده الله علينا جميعا بقبول صالح الاعمال
المشاهدات 5574 | التعليقات 6
نفع الله بالجهود واعاننا على العمل الصالح
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه...
اخي الفاضل مازن
جزاك الله خيرا على الخطب الرائعة و وفقك الله لكل خير.
وعلى هذا الرابط في ملتقى خطبة الأسبوع خطبة ( رمضان قد حضركم ) :
https://khutabaa.com/forums/موضوع/137241
السلام عليكم ورحمة الله
يسرني المشاركة بإرفاق خطبتين عن استقبال رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم الجمعة 30/8/1429هـ
واشوقاه لرمضان العباس بن حسين الحازمي
الحمد لله , وفق من شاء لطاعته , فكان سعيهم مشكوراً , ثم أجزل لهم العطاء والمثوبة , فكان جزاؤهم موفوراً
أحمده سبحانه , وأشكره , وأتوب إليه , وأستغفره , إنه كان حليماً غفوراً
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صل وصام اجتهد في عبادة ربه حتى تفطرت قدماه , فكان عبدا شكوراً
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
أما بعد :
أيها المؤمنون :
حينما تقسو القلوب , وتنغمس النفوس في دنياها , ويتلاشى أو يكاد في داخلنا ذكر الآخرة , وتتصحر كثير من ذكرياتنا الإيمانية , حينما يقع ذلك كله أو بعضه , تشتد حاجتنا إلى واحة إيمانية وارفة الظلال باسقة الأشجار ناضجة الثمار عذبة المياه طيبة الهواء .
عندها ترنو أبصارنا إلى الأفق البعيد بحثا عن تلكم الواحة , ويقطع على النفس حديثها بشارة ربانية عظمة ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )
وبشارة أُخرى من النبي صلى الله عليه وسلم ( أتاكم شهر رمضان شهر مبارك تفتح فيه أبواب الجنة , وتغلق فيه أبواب النار وتصفد الشياطين )
أيها المسلمون :
ها هو رمضان أقبل بأنواره وروحانيته , ليغسل أدران قلوبنا , ويمحو أحزان نفوسنا , ويجدد ما اندرس من إيماننا . رمضان غنيمة ربانية , نسأل الله أن يجعل حظنا منه جميعاً مغفرة ماحية للذنوب وسعادة نافية للشقاء ورضى لا سخط بعده .
أهلا رمضان , عندما تحل بساحتنا تطمئن القلوب وتأنس النفوس وتنشرح الصدور . كم لك في الخواطر من ذكريات جميلة , في صدورنا إليك شوق وأي شوق , وفي أعماقنا إليك حنين وأي حنين .
ما أشد حاجتنا إليك , وما أشد شوقنا إليك , وما أشد حنيننا إليك .
جفت مآقينا ,قست قلوبنا , كثرت ذنوبنا , ضاقت نفوسنا , اختلطت نياتنا , ثقلت إلى الخير خطانا ..... لقد كدنا ننسى _ لبعد عهدنا عنك _ حلاوتك ولذتك في قلوبنا .
رمضان فرصة ننشد فيها إحياء ماذبُل وذوى من أزاهير الروح , أقبل يارمضان كي ندرك من سناك ما يغسل أدران العتمة .
اللهم بلغنا رمضان اللهم بلغنا رمضان اللهم بلغنا رمضان
اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم لنا رمضان وتسلمه منا متقبلاً
أيها المسلمون :
يفد علينا هذا الشهر المبارك والأمة أحوج ما تكون إليه , يأتي وكثير من الناس قد استأسدت شهواتهم , وتنمرت أهواؤهم , وتقطعت أواصرهم , وتعلقت بالعاجل الدنيئ هممهم , وخلت من ذكر الآخرة قلوبهم . يأتي هذا الشهر المبارك ليوقظ دواعي الخير في القلوب , وينمي مشاعر البر في النفوس , يأتي ليورث القلب صفاء والنفس زكاء , والبصيرة نقاءً .
نبّهــت فينـــــا أنفســـاً وعقولاً *** وحللـت للخير العميــم رســولا رمضــان يــاروض القـلوب تحـــية *** خـطرت تجـر إلـى حِـماكـ ذيولاً قـد جئـت مـرجـواً لأكـرم نـفحــة *** تـذر الفـؤاد بسـحرهـا مـتبـولاً أيـامــكـ الغـراء طـاهـرة الــرؤى *** مثـل الحـمائـم تســتـجمّ أصيلاً
أيها المسلمون :
ونحن نتأهب لاستقبال ضيفنا المبارك ( شهر رمضان ) يجدر بنا أن نحسن استقباله واستثماره والاستفادة منه وذلك بأمور عدة منها :
1 _ شكر الله عز وجل وحمده والثناء عليه أن أمد في أعمارنا حتى أدركنا شهرنا المبارك
كم كنـت تعرف ممـن صــام في سلف *** من بيــن أهل ٍ وجـيران وإخوان
أفنـــاهم الموت واستبـقاك بعــدهمُ *** حيّاً فـما أقـرب القاصي من الداني
2 _ محاسبة النفس , والوقوف معها قبل رمضان , والتوبة النصوح ليلج الإنسان هذا الشهر المبارك طاهراً نقياً , خفيف الحِمل , نقيّ القلب .
3 _ العزيمة التامة القوية على الاجتهاد في سائر أنواع الطاعات في هذا الشهر المبارك ( من صوم وصلاة وصدقة وتلاوة للقرآن وذكر لله وبر وصلة ....)
4 _ عهد جديد وميثاق أكيد مع خالقنا ومولانا وبارئنا , على التزام أوامره واجتناب نواهيه .
أيها المؤمنون :
ينبغي أن نضيف هذه القضايا المهمة إلى قوائم الطلبات التي امتلأت بها جيوبنا بل نقدمها عليها ؛ فأرواحنا وقلوبنا أحوج إلى الانتفاع بهذا الشهر المبارك من أجسادنا .
مر الحسن البصري رحمه الله بقوم يضحكون في شهر رمضان فقال :( ياقوم إن الله جعل رمضان مضماراً لخلقه , يتسابقون إلى رحمته , فسبق أقوام ففازوا , وتخلف أقوام فخابوا , فالعجب من الضاحك اللاهي في اليوم الذي فاز فيه السابقون , وخاب فيه المتخلفون . أما والله لوكشف الغطاء لشَغَلَ محسناً إحسانُه ومسيئاً إساءته )
أن العمل الجاد لا يكون على تمامه , ولا يقوم به صاحبه على كماله إلا حين يتهيأ له تمام التهيؤ , ويستعد له كامل الاستعداد , وكلما هيئنا قلوبنا وأرواحنا لاستقبال هذا الشهر المبارك والانتفاع به والاستفادة منه كان لنا مانريد . لنعزم أيها المؤمنون أن يكون هذا الشهر محطة تغيير كبرى في حياتنا . كم يعترينا الخوف والألم والإشفاق عندما نسمع عن دعاء جبريل عليه السلام على من أدرك رمضان فلم يغفر له , دعاؤه عليه بقوله : أبعده الله , وتأمين النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك .
يشتد بنا الألم والحسرة كلما شارف شهرنا المبارك على الانقضاء , ونحن نخاف أن نكون قد قصّرنا أو غفلنا فحرمنا المغفرة فاستحققنا ذلك الدعاء , واليوم تعود لنا الفرصة مرة أخرى فلم لاندركها ؟!!!فلم نفرط فيها ؟!!
( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفرله ما تقدم من ذنبه )
( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه )
( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه )
( أياماً معدودات ) ليست أشهر ولا سنوات بل أيام ثم ينال بعدها المؤمن موعوده الأسمى , وأمله الأعلى.
أيها المسلمون :
رمضان درة الشهور , حديقة ورافة الظلال , دانية الثمار , عندما يلج المسلم بابها يقبل بكل نشاط وروحانية على أنواع العبادات والطاعات , فنهاره صائم عن المفطرات , خاشع لله , قائم بعبادته , قارئ للقرآن متدبر لآياته , مؤمل في شفاعته له عند ربه .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة , يقول الصيام : أي رب , منعته الطعام والشهوة , فشفعني فيه , ويقول القرآن : منعته النوم بالليل , فشفعني فيه , قال : فيشفعان )
والمؤمن الصائم : محافظ عل فرائضه , مواظب على نوافله في سائر عامه , وهو أشد محافظة عليها في رمضان , مسارع للنفقة في سبيل الله , ولإطعام إخوانه الصائمين , يقول النبي صلى الله عليه وسلم :( إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها , فقال رجل : لمن هي يا رسول الله ؟ قال : لمن أطاب الكلام ,وأطعم الطعام , وأدام الصيام , وصلى لله بالليل والناس نيام )
وعبادة المسلم الصائم ليست مقتصرة على المسجد فقط , بل يملأ بيته هو وأولاده وأهله بالعبادة والقربة من الله تعالى . إن فئاماً من الناس يقبلون على طاعة الله في بيوت الله _ وهذا أمر حسن _ ولكن بيوتهم ظلت مأوى لكثير من المنكرات والملهيات والمغريات , فكم ضاع من حسنات هؤلاء .
أيها المسلمون :
يفد علينا ضيفنا المبارك هذا العام في أيام حارة وصيف لم يكتمل رحيله بعد , وذلك أدعى لاحتساب الأجر عند الله , وذلك الذي كان يحب معاذ رضي الله عنه الحياة من أجله فقد قال عند موته :( اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب الدنيا لكري الأنهار ولا لغرس الأشجار , ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر )
والأجر إنما يكون بالصبر وعدم التشكي .
اللهم قد أظلنا شهر رمضان فسلمه لنا وسلمنا له ووفقنا لصيامه وقيامه وتقبله منا
اللهم ارزقنا فيه الجد في العمل والقوة في الطاعة وحسن العبادة , وأعذنا فيه من الفتن ما ظهر منها وما بطن
اللهم إنا نسألك التوفيق لكل خير , والمزيد من كل بر
اللهم أوزعنا شكر نعمتك , ووفقنا لعمل صالح ترضاه , أدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
اللهم أهل علينا شهر رمضان بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام
العباس حسين الحازمي الجمعة 26 / 8 / 1426 هـ
(مستفاد من توجيهات وذكرى , خطب الشيخ ابن حميد)
الحمد لله خلق فقدر , وملك فدبر, وشرع فيسر , وبيده تصريف الأمور , أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره ما تعاقب الجديدان , وتوالت الشهور , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وهو الرحيم الغفور , وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله أفضل من صام وصلى وأعطى واتقى فكان هو العبد الشكور , صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين
أما بعد :
في بحر الدنيا المتلاطم وأمواج شهواتها وملهياتها العاتية يأذن الله لعباده المؤمنين بطوق نجاة ينتشلهم من تلك الأمواج وذلكم البحر { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون } وتنصرم الليالي والأيام وتتوالى الدقائق والساعات وتقترب اللحظات المباركة ويتعالى النداء الحق يتردد صداه في جنبات الكون :
يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر ، وإن لله عتقاء من النار .
أيها المؤمنون :
تقبل علينا أيام لها في القلوب مكان ولها في النفوس منازل ، أيام خلدها القرآن ، أيام يزاد فيها العطاء ويرفع فيها الدعاء وتغفر فيها الذنوب .
أيام تكثر فيها الصلاة , وتعظم فيها الصدقة ، أيام تتعلم فيها النفوس الطاعة بعد الشرود , والشفافية بعد القتامة ، وتُردّ فيها النفوس إلى فطرتها رداً جميلاً .
أيها المؤمنون :
والأمة تحبس أنفاسها انتظاراً لذلك القادم الكريم ، تتملى أوصافه ، تستعد لخيراته .
يتفاوت أبناؤها في استعدادهم لذلك الضيف القادم كيف يستقبلونه ، وعلى أي مركب يحملونه ، فمنهم من رأى فيه موسماً تجارياً يزيد فيه أرباحه وينفق فيه سلعته ، ومنهم من رأى فيه موسم تسلية وترفيه يشبع فيه نهمته من اللهو واللعب ، ومنهم من رأى فيه وقت نوم وغفلة ، فأرخى جفونه وأعظم وساده .
ومنهم من أغاظه رؤيته جحافل المؤمنين تتوجه إلى ربها حاملة ذنوبها وخطاياها ليشملها بعفوه ورحمته وستره , أغاظهم ذلك وحرّك كوامن الشر فيهم رؤية المؤمنين تغصّ بهم بيوت الله , يصلون ويسبحون ويستعيذون ويقرؤون القرآن . فنابوا عن أسيادهم المصفدين فراحوا يحثون الخطى ليصرفوا الناس عن ذلك الخير الذي وهبهم الله إياه فشحنوا كثيراً من الفضائيات ووسائل الإعلام بالملهيات والمغريات وأفسدوا على الناس لحظات الذكر وأوقات العبادة وحسدوهم أن ترتفع لهم في تلك اللحظات أعمال صالحة وأدعية صادقة وأبدلوهم من ذلك معاصي وآثاماً .
أما أهل الإيمان فقد عظُمت في قلوبهم محبة هذا الزائر , هم مستشعرون لنعمة الله العظمى عليهم أن أمد في عمارهم حتى بلغهم هذا الشهر المبارك .
يحدوهم في ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله برحمته ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء ينظر الله إلى تنافسكم فيه ويباهي بكم ملائكته فأروا الله من أنفسكم خيراً فإن الشقي من حرم رحمة الله "
ولذلك فهم من أكرموا هذا الوافد العظيم , وجاهدوا أنفسهم بالطاعات , وبذلوا أموالهم في البر والصلات , استقبلوا شهرهم بالتوبة الصادقة والرجوع إلى الله وجددوا العزم مع ربهم وشدوا العزم على الاستقامة
حداؤهم في ذلك : هاهو من طالت غيبته قد قرب فيا غيوم الغفلة تقشعي ويا قلوب المشفقين اخشعي ويا جوارح المجتهدين اسجدي لربك واركعي وبغير جنان الخلد لا تقنعي فطوبى لمن أجاب وأصاب وويل لمن طرد عن الباب
عباد الله :
إن العمل الجاد لا يكون على تمامه ولا يقوم به صاحبه على كماله إلا حين يتهيأ له تمام التهيؤ ويستعد له كامل الاستعداد عندها يستثير في النفس همتها ويحدوه الشوق بمحبة صادقة ورغبة مخلصة .
ولقد كان السلف يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم وكان من دعائهم : اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم لنا رمضان وتسلمه منا متقبلاً
في استقبال شهر الصوم تجديد لطيف الذكريات وعهود الطهر والصفاء والعفة والنقاء وترفع عن مزالق الإثم والخطيئة إنه شهر الطاعات بأنواعها : صيام وقيام جود وقرآن صلوات وإحسان تهجد وتراويح أذكار وتسبيح له في نفوس الصالحين بهجة وفي قلوب المتعبدين فرحة
أيها المسلمون :
يفد علينا الشهر المبارك والأمة أحوج ما تكون إليه , يأتي وكثير من الناس قد استأسدت شهواتهم , وتنمرت أهواؤهم , وتقطعت أواصرهم , وتعلقت بالعاجل هممهم , وخلت من ذكر الآخرة قلوبهم , ويأتي هذا الموسم الكريم ليوقظ دواعي الخير في القلوب , وتتنامى أحاسيس البر في النفوس , يأتي ليورث القلب صفاءً والنفس زكاءً والبصيرة نقاءً , يأتي ليوحد الأمة في صومها وفطرها وعاداتها وتحمل التكاليف وكافة صفاتها وبرامجها .
أيها المؤمنون :
ونحن نتهيأ لاستقبال هذا الضيف المبارك علنا نلقي نظرة متأنية على قوائم الطلبات التي امتلأت بها أيدينا وجيوبنا ونضيف عليها إن لم نكن أضفناها من قبل :
- توبة صادقة ندخل بها شهرنا وقد نقينا من الذنوب والخطايا
- عزيمة قوية على الاجتهاد في سائر أنواع الطاعات القربات
- صفحاً وعفواً وتجاوزاً عن كل من آذاك أو كانت بينك وبينه شحناء
- عهداً جديداً مع خالقك ومولاك على التزام أوامره واجتناب نواهيه
أيها المؤمنون : إن من يعود بالذاكرة إلى الوراء قليلاً , ليتأمل في أحوال الناس في صيامهم رمضانات مضت , يجد أنهم على قسمين :
قسم : ألسنتهم صائمة عن الرفث والجهل والصخب , آذانهم مُعرضة عن السماع المحرم , أعينهم محفوظة عن النظر المحظور . قلوبهم خالية من العزيمة على الإثم والخطيئة . نهارهم عمل وإتقان , ليلهم تهجد وقرآن .
صومهم صحة للأجساد , تهذيب للنفوس , ضبط للإرادات , إيقاظ لمشاعر الرحمة , وتدريب على الصبر والرضا , واستسلام لله رب العالمين .
صومهم : نور يتلألأ في الوجوه , وخير يتدفق في البيوت , وذكر تمتلىء به المساجد , ونداء تصدح به المآذن .
صومهم الحق : إمساك للجوارح عن الأذى , وفطام للنفوس عن الهوى .
وفي الحديث القدسي يقول الله عزوجل : (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به .
والصيام جنة , فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب , فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم .. إني صائم ..) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم :( من صام مضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه , ومن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه )
القسم الثاني : قسم من لا يعرف في رمضان إلا الموائد , وصنوف المطاعم والمشارب . يقضي نهاره نائماً , ويقطع ليله هائماً , لايرون في الصوم إلا حرماناً لشهواتهم العارمة , وغرائزهم الجامحة .
وجوههم لاستقبال شهرهم عابسة , وصدورهم به ضائقة , ونفوسهم فيه منقبضة , وألسنتهم سليطة . ليلهم سهر , وضياع , ولهو , ومجون . ونهارهم نوم , وإضاعة للحقوق والواجبات والتكاليف .
ترى هل رعى هؤلاء حقاً قوله تعالى ( لعلكم تتقون ) ؟ ! وهل حرك في نفوسهم ساكنا قول أبي ذر لأصحابه :( إن سفر القيامة طويل , فخذوا مايُصلحكم . صوموا يوماً شديد الحر لحر يوم النشور , وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور , وتصدقوا بصدقة السر ليوم عسير ) .
ألا فاتقوا الله رحمكم الله واتخذوا من استقبال شهركم موقف محاسبة فهو شهر متتابع الأيام متكرر كل عام وما ذلك إلا ليتكرر الدرس وينمو الغرس
اللهم أظلنا شهر رمضان فسلمه لنا وسلمنا له ووفقنا لصيامه وقيامه وتقبله منا اللهم وارزقنا فيه الجد في العمل والقوة في الطاعة وحسن العبادة وأعذنا فيه من الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم إنا نسألك التوفيق لكل خير والمزيد من كل بر اللهم أوزعنا شكر نعمتك ووفقنا لكل عمل صالح ترضاه وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين
نفعني الله وإياكم ......
الحمد لله جعل الصيام جنة وسبيلاً موصلاً إلى الجنة , أحمده سبحانه وأشكره هدى إلى خير طريق وأقوم سنة , وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله بعثه إلينا فضلاً منه ومنة
صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه التابعين
أما بعد :
فاتقوا الله أيها الناس فالشهور والأعوام والليالي والأيام مواقيت الأعمال ومقادير الآجال تمر سريعاً وتنقضي جميعاً إنها أيام الله خلقها وأوجدها وخص بعضها بمزيد من الفضل فما من يوم إلا ولله فيه على عباده وظيفة من وظائف طاعاته من عباده وهو الغفور الرحيم
وإن بين أيدينا شهراً عظيماً وأياماً فاضلة وليالي شريفة فلنحسن فيها الوفادة ولنجد فيها بالعمل ولم يكن سلفنا رحمهم الله يستعدون لها بمزيد أكل ولا شرب ولكن بالطاعة والعبادة الجود والسخاء فهم مع ربهم عباد طائعون ومع إخوانهم بررة محسنون
عباد الله :
إن النفوس تخوض ففي هذا الشهر الكريم معركة كبرى وإن المنتصر في هذه المعركة تهون أمامه كل الصعاب والعقبات وما منيت أمتنا بالعزائم إلا عندما تساقط أبناؤها صرعى أمام شهوات أنفسهم وملذات الحياة .
أيها المؤمنون : في هذا الشهر المبارك تتعدد الصور الإيجابية , وتعلو الروح الإيمانية لكثير من الناس , إلا أن كل صاحب قلب حي تؤلمه مظاهر : كعبث الأطفال في المساجد , وأصوات الجوالات في الصلوات , وتجمهر الشباب في الشوارع والطرقات , ورمي بقايا النعمة في النفايات , والازدحام في الأسواق .
مظاهر لا تتناسب مع شهر القرآن , شهر الصيام والقيام .
عباد الله :
إن بأمتكم من اللأواء والضراء والضنك والضعف ما يحمل المسلم الحق أن يخصها بدعوات خالصة صادقة في هذا الشهر المبارك أن يرفع الله عنها ضعفها وعجزها ويعيد لها هيبتها ومجدها .
إن البخيل من الناس من لا تتجاوز دعواته شهوات نفسه وحاجته الشخصية فلا تراه إذا رفع يديه يدعو يذكر غير نفسه وخاصته .
إن الأمة ومقدساتها وجروحها الغائرة وفلذات كبدها المعذبين المضطهدين في جوانب الأرض تناديك يا من رفعت يديك لتدعو ربك في هذا الشهر وفي كل وقت أن تجعل لها من دعائك نصيباً وقسماً .
ثم صلوا وسلموا .....
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
اطلب من حضراتكم خطبه مؤثرة ومختصرة لاستفاد منها في اول جمعه في رمضان
مازن النجاشي-عضو الفريق العلمي
خطب مختارة في استقبال رمضان
ملتقى الخطباء - الفريق العلمي
تعديل التعليق