رسول الله-صلى الله عليه وسلم-
عنان عنان
1437/03/13 - 2015/12/24 10:49AM
خطبة بعنوان: (رسول الله-صلى الله عليه وسلم-)
عباد الله: رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كالمطر يحيي الأرض بعد موتها والأرض تختلف من بعضها لبعض فمنها من يستقبل المطر ومنها لا يستقبل المطر وهكذا قلوب العباد منها من يستقبل هدي رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ومنها لا يستقبله.
قال تعالى: ((وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين)) فالإنس عالم والجن عالم والملائكة عالم والطير عالم والبحر عالم كلهم تشملهم رحمة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-
عباد الله: كل يوم عن يوم ينعزف الناس عن هدي رسول الله-صلى الله عليه وسلم- دخل أحد الصالحين المسجد برجله اليسرى فأغميَ عليه فقيل لك ما بك يرحمك الله؟ قال: تذكرت قول الله-تعالى-: ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)).
عباد الله: قال تعالى: ((إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً لتؤمنوا بالله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرةً وأصيلاً)). قال أهل التفسير: ذكر الله في هذه حقوقاً ثلاثة حقاً مشتركاً بين الله وبين رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو الإيمان فلا بد أن نؤمن برسول الله مثل ما نؤمن بالله-عز وجل- وحقاً خالصاً لله وهو تسبيحه وحقاً خاصاً لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-وهو تعزيره وتوقيره.
عباد الله: الوحوش تعظم وتوقر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أما آن للإنسان الضعيف أن يعظمه ويوقره. عن محمد بن المنكدر-رحمه الله-عن سفينةَ أنه ركب البحر فانكسر المركب فألقاهم إلى الساحل فصادف الأسد فقال: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فجعل الأسد يطأطئ رأسه فدله الأسد على الطريق قال: ثم همهمَ فظننت أنه يعني السلام.
عباد الله: رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أول ما يفتح باب الجنة فيطرق بابها فيقول خازن الجنة رضوان: من؟ فيقول: محمد فيقول: بك أمرت أن لا أفتحَ لإحدٍ قبلك.
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أجمال الناس. قال عمرو بن العاص-رضي الله عنهما-: كنت أنظر إلى وجه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وهو يصلي وأنظر إلى القمر ليلةَ البدر فوالله لوجه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أجمل من القمر.
وصفه أصحابه من أجل أن تشتاق النفوس إليه. فقال لهم: يوماً من الأيام ليتني أرى إخواني قالوا: أوَ ليس نحن إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي وأما إخواني فقوم يأتون من بعدي يود أحدهم لو يراني بنفسه وأهله وماله.
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لينَ العشرة من رآه بديهةً هابه ومن خالطه أحبه.
قال أنس-رضي الله عنه-: خدمت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عشرَ سنين منذ قدم المدينة إلى أن توفاه الله فوالله ما مست يدي حريراً ولا ديباجاً ألين من كفه ولا شممت عمبراً ولا مسكاً أطيبَ من ريحه ولا رآني مرةً إلا تبسم ولا قال لي لشيءٍ فعلته لمَ فعلتَه؟ ولا لشيء لم أفعله هلَّا فعلت كذا.
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أصبح الناس وجهاً وأطيبَهم ريحاً وأنظفَهم ثوباً
وأجملهم صوراً. قال أنس-رضي الله عنه-: ما بعث الله نبياً إلا كان حسنَ الصورة حسنَ الصوت وكان نبيكم-صلى الله عليه وسلم-أحسنهم صورةً وأحسنهم صوتاً.
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-عظيم الخلق قال سبحانه عنه: ((وإنك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ)). إذا ذكر الحلم والخلق والجود والشجاعة والنبل كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في المرتبة العليا.
إذا سخوتَ بلغتَ بالجود المدى***وفعلت ما لم تفعلِ الأنواءُ
وإذا رحمت فأنت أم أو أب***هذان في الدنيا هما الرحماءُ
وإذا خطبت فللمنابر هزةٌ***تعلو النديا وللقلوبِ بُكاءُ
وإذا أخذت العهدَ أو أعطيتَه***فجميعُ عهدك ذِمَّةٌ ووفاءُ.
هكذا كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
عباد الله: كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يصلي بالناس في جماعتهم ويفتيهم في منازلهم ويقضي حاجتهم ويحل الشجائر بينهم ويكتب إلى الملوك ويستقبل الوفود ومع ذلك كان أعظم الناس تواضعاً ما عرِف الكبرُ له طريقاً كان من أشدِّ الناس تواضعاً يسلم على الكبير والصغير وعلى الفقير والغني يداعب الصغار يمسح على رؤوس الصبيان ما شافهَ لإحدٍ قطُّ بشيءٍ يكرهه ما تكلم بكلمةٍ ناميةٍ ولا تلفظ بلفظةٍ خبيثةٍ
بلغ من تواضعه أن تستقبله المرأة العجوز التي في عقلها شيء تقول له يا رسول الله: إنَّ لي إليك حاجةً فيقول لها: يا أم فلان أنظري أيَّ طُرقِ المدينةِ شئتِ أذهب معك حتى أقضي حاجتَكِ.
كان من تواضعه-صلى الله عليه وسلم-إذا صافح أحداً لا ينزع يده حتى يكون الآخر هو الذي ينزع.
ومن تواضعه أنه ما رُئِيَ مُقدمةُ ركبتي رجليه بين يدي جليسٍ له قطُّ.
كان ينهى أصحابه أن يقوموا له يقول لهم: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم لملوكها.
ينهاهم عن إطرائه قال له بعضهم: يا سيدنا وابن سيدنا قال: مه لا يستهوينَّكم الشيطان إنما أنا عبد فقولوا: أنا عبد الله ورسولُه.
كان-رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أزهدَ الناس في الدنيا ما اتخذ الدينَ وسيلةً إلى بلوغ الأغراض فكان يبيت الليالي الطويلة لا يجد عشاءً يتقلب على فراشه من شدة الجوع وكانت عائشة-رضي الله عنها-تمسح على بطنه تقول: نفسي لك الفداء يا رسول الله هلَّا سئلت ربَّك ما تقتاتُ به فكان يقول لها: يا عائشة إخواني أولو العزم من الرسل صبروا على مثل هذا العيش الشديد حتى قدِموا إلى ربِّهم فأحسن ثوابهم وأكرم مئابَهم وإني أخشى إن تمتعت بطيبات الدنيا أن يُقصَّر بي دونَهم.
من زهده أن فاطمة-رضي الله عنها-مدت له يوماً من الأيام كِسرةَ خبزٍ من شعيرٍ فقال لها: والله ما ذاق أبوكِ طعاماً قطُّ منذ ثلاثٍ.
لما توفي-رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ما ترك درهاً ولا ديناراً وإنما ترك العلم فمن أخذه أخذه بحظٍّ وافرٍ.
مات رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ودرعه مرهون عند يهودي.
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-شجاعاً فما كان يتوارى وراء الحيطان بل كان-صلى الله عليه وسلم-إذا شعر الناس بخطر كان أول من يتصدى له إذا كان هناك شيء يخاف كان-صلى الله عليه وسلم-في مقدمة الصفوف.
قال علي-رضي الله عنه-كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أشجعَ الناس وكنا إذا حميَ الوطيس واحمرت الحِدب واشتدت الحرب نتقي برسول الله-صلى الله عليه وسلم- فما يكون أحدٌ أقربَ إلى العدوِّ منه وإن الشجاعَ منا لمن يحاذيه.
عبادالله: كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-شديد الحياء. كان أشد حياءً من العذراء في خدرها. وكان إذا كره شيئاً عُرِفَ في وجهه.
رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أعظمُ شخصيةً في العالم عرفه اليهود والنصارى ولكنهم أنكروا رسالته جحوداً واستكباراً قال تعالى: ((الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)) فهل من أحدٍ لا يعرف ابنه؟!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((الذين يتبعون الرسول النبيَّ الأمِّي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوارة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلِّ لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلالَ التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النورَ الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)).
اللهم اجعلنا من الطائعين واجنبنا دروب الهالكين يا رب العالمين.
(الخطبة الثانية)
ومما زادني شرفاً وتَيهاً***وكِدتُ بأخمصيَ أطأ الثُريا
دخولي تحت قولِك يا عبادي***وإن صيرت لي أحمدَ نبياً.
عباد الله: من بعض صور محبة الصحابة للنبي-صلى الله عليه وسلم- عروةُ بن مسعود الثقفي أوفد المشركون للتفاوض مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في صُلحِ الحديبة فلما رجع إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصرَ وكسرى والنجاشي والله ما رأيت ملكاً قطُّ يعظمه أصحابه كما يعظم يعظم أصحاب محمدٍ محمداً والله ما تنخم نخامةً إلا وقعت في كفِّ رجلٍ منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمرَه وإذا توضأ كادوا أن يقتتلون على وضوءه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يجدون له النظرَ تعظيماً له. [رواه البخاري].
عباد الله: ينبغي علينا أن نوقر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كان مالك بن أنس-رحمه الله-إذا حدث بحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-توضأ تعظيماً لحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
عباد الله: أضاءت الحياة بمولد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وأظلمت بعد موته قال أنس: لما كان اليوم الذي جاء به رسول الله-صلى الله عليه وسلم-إلى المدينة أضاءَ منها كُلَّ شيء ولما كان اليوم الذي توفي به أظلم منها كُلَّ شيء.
ولقد سار الصحابة بعد موته على دربه ونهجه-صلى الله عليه وسلم-فما شربوا المسكرات ولا تعاطوا المخدرات ولا سمعوا المغنيات ولا عاكسوا الفتيات في المجمعات.
قال-صلى الله عليه وسلم-: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)).
عباد الله: رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كالمطر يحيي الأرض بعد موتها والأرض تختلف من بعضها لبعض فمنها من يستقبل المطر ومنها لا يستقبل المطر وهكذا قلوب العباد منها من يستقبل هدي رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ومنها لا يستقبله.
قال تعالى: ((وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين)) فالإنس عالم والجن عالم والملائكة عالم والطير عالم والبحر عالم كلهم تشملهم رحمة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-
عباد الله: كل يوم عن يوم ينعزف الناس عن هدي رسول الله-صلى الله عليه وسلم- دخل أحد الصالحين المسجد برجله اليسرى فأغميَ عليه فقيل لك ما بك يرحمك الله؟ قال: تذكرت قول الله-تعالى-: ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم)).
عباد الله: قال تعالى: ((إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً لتؤمنوا بالله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرةً وأصيلاً)). قال أهل التفسير: ذكر الله في هذه حقوقاً ثلاثة حقاً مشتركاً بين الله وبين رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو الإيمان فلا بد أن نؤمن برسول الله مثل ما نؤمن بالله-عز وجل- وحقاً خالصاً لله وهو تسبيحه وحقاً خاصاً لرسول الله-صلى الله عليه وسلم-وهو تعزيره وتوقيره.
عباد الله: الوحوش تعظم وتوقر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أما آن للإنسان الضعيف أن يعظمه ويوقره. عن محمد بن المنكدر-رحمه الله-عن سفينةَ أنه ركب البحر فانكسر المركب فألقاهم إلى الساحل فصادف الأسد فقال: يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-فجعل الأسد يطأطئ رأسه فدله الأسد على الطريق قال: ثم همهمَ فظننت أنه يعني السلام.
عباد الله: رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أول ما يفتح باب الجنة فيطرق بابها فيقول خازن الجنة رضوان: من؟ فيقول: محمد فيقول: بك أمرت أن لا أفتحَ لإحدٍ قبلك.
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أجمال الناس. قال عمرو بن العاص-رضي الله عنهما-: كنت أنظر إلى وجه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وهو يصلي وأنظر إلى القمر ليلةَ البدر فوالله لوجه رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أجمل من القمر.
وصفه أصحابه من أجل أن تشتاق النفوس إليه. فقال لهم: يوماً من الأيام ليتني أرى إخواني قالوا: أوَ ليس نحن إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي وأما إخواني فقوم يأتون من بعدي يود أحدهم لو يراني بنفسه وأهله وماله.
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-لينَ العشرة من رآه بديهةً هابه ومن خالطه أحبه.
قال أنس-رضي الله عنه-: خدمت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- عشرَ سنين منذ قدم المدينة إلى أن توفاه الله فوالله ما مست يدي حريراً ولا ديباجاً ألين من كفه ولا شممت عمبراً ولا مسكاً أطيبَ من ريحه ولا رآني مرةً إلا تبسم ولا قال لي لشيءٍ فعلته لمَ فعلتَه؟ ولا لشيء لم أفعله هلَّا فعلت كذا.
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أصبح الناس وجهاً وأطيبَهم ريحاً وأنظفَهم ثوباً
وأجملهم صوراً. قال أنس-رضي الله عنه-: ما بعث الله نبياً إلا كان حسنَ الصورة حسنَ الصوت وكان نبيكم-صلى الله عليه وسلم-أحسنهم صورةً وأحسنهم صوتاً.
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-عظيم الخلق قال سبحانه عنه: ((وإنك لعلى خُلُقٍ عظيمٍ)). إذا ذكر الحلم والخلق والجود والشجاعة والنبل كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في المرتبة العليا.
إذا سخوتَ بلغتَ بالجود المدى***وفعلت ما لم تفعلِ الأنواءُ
وإذا رحمت فأنت أم أو أب***هذان في الدنيا هما الرحماءُ
وإذا خطبت فللمنابر هزةٌ***تعلو النديا وللقلوبِ بُكاءُ
وإذا أخذت العهدَ أو أعطيتَه***فجميعُ عهدك ذِمَّةٌ ووفاءُ.
هكذا كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
عباد الله: كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-يصلي بالناس في جماعتهم ويفتيهم في منازلهم ويقضي حاجتهم ويحل الشجائر بينهم ويكتب إلى الملوك ويستقبل الوفود ومع ذلك كان أعظم الناس تواضعاً ما عرِف الكبرُ له طريقاً كان من أشدِّ الناس تواضعاً يسلم على الكبير والصغير وعلى الفقير والغني يداعب الصغار يمسح على رؤوس الصبيان ما شافهَ لإحدٍ قطُّ بشيءٍ يكرهه ما تكلم بكلمةٍ ناميةٍ ولا تلفظ بلفظةٍ خبيثةٍ
بلغ من تواضعه أن تستقبله المرأة العجوز التي في عقلها شيء تقول له يا رسول الله: إنَّ لي إليك حاجةً فيقول لها: يا أم فلان أنظري أيَّ طُرقِ المدينةِ شئتِ أذهب معك حتى أقضي حاجتَكِ.
كان من تواضعه-صلى الله عليه وسلم-إذا صافح أحداً لا ينزع يده حتى يكون الآخر هو الذي ينزع.
ومن تواضعه أنه ما رُئِيَ مُقدمةُ ركبتي رجليه بين يدي جليسٍ له قطُّ.
كان ينهى أصحابه أن يقوموا له يقول لهم: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم لملوكها.
ينهاهم عن إطرائه قال له بعضهم: يا سيدنا وابن سيدنا قال: مه لا يستهوينَّكم الشيطان إنما أنا عبد فقولوا: أنا عبد الله ورسولُه.
كان-رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أزهدَ الناس في الدنيا ما اتخذ الدينَ وسيلةً إلى بلوغ الأغراض فكان يبيت الليالي الطويلة لا يجد عشاءً يتقلب على فراشه من شدة الجوع وكانت عائشة-رضي الله عنها-تمسح على بطنه تقول: نفسي لك الفداء يا رسول الله هلَّا سئلت ربَّك ما تقتاتُ به فكان يقول لها: يا عائشة إخواني أولو العزم من الرسل صبروا على مثل هذا العيش الشديد حتى قدِموا إلى ربِّهم فأحسن ثوابهم وأكرم مئابَهم وإني أخشى إن تمتعت بطيبات الدنيا أن يُقصَّر بي دونَهم.
من زهده أن فاطمة-رضي الله عنها-مدت له يوماً من الأيام كِسرةَ خبزٍ من شعيرٍ فقال لها: والله ما ذاق أبوكِ طعاماً قطُّ منذ ثلاثٍ.
لما توفي-رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ما ترك درهاً ولا ديناراً وإنما ترك العلم فمن أخذه أخذه بحظٍّ وافرٍ.
مات رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ودرعه مرهون عند يهودي.
كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-شجاعاً فما كان يتوارى وراء الحيطان بل كان-صلى الله عليه وسلم-إذا شعر الناس بخطر كان أول من يتصدى له إذا كان هناك شيء يخاف كان-صلى الله عليه وسلم-في مقدمة الصفوف.
قال علي-رضي الله عنه-كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أشجعَ الناس وكنا إذا حميَ الوطيس واحمرت الحِدب واشتدت الحرب نتقي برسول الله-صلى الله عليه وسلم- فما يكون أحدٌ أقربَ إلى العدوِّ منه وإن الشجاعَ منا لمن يحاذيه.
عبادالله: كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم-شديد الحياء. كان أشد حياءً من العذراء في خدرها. وكان إذا كره شيئاً عُرِفَ في وجهه.
رسول الله-صلى الله عليه وسلم-أعظمُ شخصيةً في العالم عرفه اليهود والنصارى ولكنهم أنكروا رسالته جحوداً واستكباراً قال تعالى: ((الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم)) فهل من أحدٍ لا يعرف ابنه؟!
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((الذين يتبعون الرسول النبيَّ الأمِّي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوارة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحلِّ لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلالَ التي كانت عليهم فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النورَ الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون)).
اللهم اجعلنا من الطائعين واجنبنا دروب الهالكين يا رب العالمين.
(الخطبة الثانية)
ومما زادني شرفاً وتَيهاً***وكِدتُ بأخمصيَ أطأ الثُريا
دخولي تحت قولِك يا عبادي***وإن صيرت لي أحمدَ نبياً.
عباد الله: من بعض صور محبة الصحابة للنبي-صلى الله عليه وسلم- عروةُ بن مسعود الثقفي أوفد المشركون للتفاوض مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم-في صُلحِ الحديبة فلما رجع إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصرَ وكسرى والنجاشي والله ما رأيت ملكاً قطُّ يعظمه أصحابه كما يعظم يعظم أصحاب محمدٍ محمداً والله ما تنخم نخامةً إلا وقعت في كفِّ رجلٍ منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمرَه وإذا توضأ كادوا أن يقتتلون على وضوءه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يجدون له النظرَ تعظيماً له. [رواه البخاري].
عباد الله: ينبغي علينا أن نوقر رسول الله-صلى الله عليه وسلم-كان مالك بن أنس-رحمه الله-إذا حدث بحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-توضأ تعظيماً لحديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
عباد الله: أضاءت الحياة بمولد رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وأظلمت بعد موته قال أنس: لما كان اليوم الذي جاء به رسول الله-صلى الله عليه وسلم-إلى المدينة أضاءَ منها كُلَّ شيء ولما كان اليوم الذي توفي به أظلم منها كُلَّ شيء.
ولقد سار الصحابة بعد موته على دربه ونهجه-صلى الله عليه وسلم-فما شربوا المسكرات ولا تعاطوا المخدرات ولا سمعوا المغنيات ولا عاكسوا الفتيات في المجمعات.
قال-صلى الله عليه وسلم-: ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبي قيل: ومن يأبى يا رسول الله؟ قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)).