رساله لكل طالب للشيخ يحيى جباري

يحيى جبران جباري
1439/01/14 - 2017/10/04 13:57PM

الحمدلله رفع بالعلم المنازل ؛ وجعل المفضول به هوالفاضل ؛ أحمده سبحانه وأشكره مااستمع مستمع وماقال قائل ؛ واستعينه وهوالمعين على دفع النوازل ؛ وأستهديه وهوالهادي لكل ضال غافل ؛ وأستغفره وهو الغافر لمن تاب إليه من المعاصي والمهازل ؛ وأشهدأن لااله الاالله وحده لاشريك له لكل مايشاء فاعل ؛ وأشهدأن محمدا عبدالله ورسوله خير حامل لرسالة ربه وأفضل ناقل ؛ صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه ومن سار على نهجه إلى يوم بشفاعته حافل  ...

ثم أمابعد : فأوصيكم أيهاالمسلمون ونفسي المقصرة بتقوى الله جل وعلا وخشيته في كل شان وأمر في حياتكم واقع وحاصل ؛ فبتقوى الله نكفى الهوائل ؛ وبتقوى الله ندفع الرذائل ؛ وبتقوى الله نتقي شر كل جاهل ؛  ( ياأيهاالذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون )

 ايهاالمسلمون قد كنت في موعظة خلة سقت رسالة ؛للمعلمات والمعلمين بينت فيها شيئا من فضلهم ؛ وقدرهم ؛ وواجبهم تجاه بناتنا والبنين ؛ فأسأل الله أن يكون لهم خير معين ؛؛؛ واليوم  ؛  اريد أن أطلق سهامي ؛ لأصيب بها الطرف الثاني ؛ وهم المتعلمون ؛ فلا معلم بدون متعلم ؛ ولامتعلم بدون ولي أمر  يوجه ويسعى ويبذل ولشتات من هم تحت يده يلملم ؛ عملا بقول المنان ( الرحمن علم القران خلق الانسان علمه البيان )  وقد جاء في الآثار ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة )  فالحاجة لطلب العلم ملحة ؛ ولولا تيسيرالله له على طالبيه ؛ ماعرفت العلوم  ؛  ولاوجد دواء للكحة ؛ وفي هذا الزمان ولله الحمد توفرت دور العلم ؛ واصبح الكل يطلبه اذا بلغ سنه والحلم ؛ وإن أردت حصراعداد الطالبين فضع أرقاماتعجز القارئين ؛ وإن أردت الدقة ؛ فقل من هم طلبة العلم الصادقين ؟ هنا يظهر كدر الماء من المعين ؛ إن أول صفة لطالب العلم أن يكون مخلصا في طلبه لله ؛ ويرجو به صلاح آخرته ؛ كمايريد به صلاح دنياه ؛ ويثق يقينا بأنه مأجورعلى طلبه ومسعاه ( إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بمايصنع ) (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة ) هكذا قال في الترغيب نبي الأمة  ؛ إن طالب العلم يلزمه أن يرى علمه عليه ؛ فله سمته ؛ وله شكله ؛ وله أدبه ؛ وله فضل على غيره ؛ فتجده بارا بوالديه ؛ محترما لمعلميه ؛ موقرا للكبير وراحماللصغير ؛ يعلم ماله وماعليه ؛ اخلاقه عالية ؛ وسوءآته نائية ؛ وحسناته دانية ؛ وتصرفاته من الأخطاء خالية ؛ هذه صفاة الطالب الرفيع البعيد عن الهاوية ؛ وأماذاك  ؛ الذي يقضي ليله بالسهر ؛ ويقضي وقته في فصله بين نوم وسبات ؛ ويجعل المدرسة مجرد سبيل للخروج من محيط المنزل والانفلات ؛  أو مجرد اجتماع مع أصدقائه في الصف ليشكلوا مجموعات ؛ همهم أذية المدرسين وبقية الطلاب المجتهدين وتضييع الاوقات ؛ وعدم الالتزام بالزي المدرسي والتفاخر بأسوأ القصات ؛ وهذا على مستوا الجنسين طلاباوطالبات ؛

وكم سمعنا وشاهدنا من أمثال هؤلاء وماعليهم من مخالفات ؛ واختصارا لوصفهم اقول : علم بلا أدب كشجر بلاثمر ؛  فهذان صنفان من الطلبة ؛ الأول منهم لم يأتي بمافيه من صفاة وحده ؛ بل كان لولي أمره عليه سلطه ؛ وتعب ومتابعه ؛ وتوجيه إلى الصواب ؛ ورضا بما يمليه عليه معلموه ومربوه ؛ من واجب واهتمام ومذاكرة لكتاب ؛ وتعاون مع المعلمين لدفع ابنه أوابنته إلى الأمام ؛ بلاتردد أوانسحاب ؛ وأما الصنف الثاني من الطلاب ؛ فقد وجدوا تراخيامن أولياء أمورهم ؛ وعدم محاسبة على كثرة الغياب ؛  وترك محاسن الآداب ؛ وجعلواأعظم همهم ؛ توفير مصاريف الإفطاروالذهاب ؛ فلامدرسة يحضر ولايعلم هل ابنه في المدرسة أم له يغدر ؛ واذا أرسل له من إدارة المدرسة تنبيه ؛ أهمله ؛ وكأن الأمرلايعنيه ؛  فأي فلاح وصلاح من ابنه إن لم يشأ الله أن يجنيه ؛

وقد علمنا ؛ من حب طلب العلم في عقولنا أجج ؛  بأنه لايستوي الظل والعود أعوج .. ؛؛ كثير من داخلي يود أن يخرج ؛ ولكني اقف الآن ؛ ولعلي في الثانية عليه أعرج  ... وعلى كل متعلم أن يعلم ؛ بأن العلم يبني قصورا لا أساس لها  .. والجهل يهدم بيت العز والشرف .. أعاننا الله وإياكم ؛ أن بشيء من حقه نفي

اقول ماتسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب ظاهر أوخفي ؛ فاستغفروه إنه هوالغفور الرحيم  .....

الحمدلله القائل ( إنمايخشى الله من عباده العلماء ) احمده سبحانه واشكره عدد ماأفاض من خير وعطاء ؛ وأشهدأن لااله الاالله وحده فاطرالأرضوالسما​ء ؛ وأشهد أن محمدعبده ورسوله وخير الاصفياء ؛ صل الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه عدد النجم وذرات الفضاء ؛ وبعد أيها الطلبة والأولياء ومن لعبادة ربه جاء ؛ اتقوا الله فمن يتق الله يجعل له مخرجاويرزقه من حيث لايحتسب ) ايها الطلبة والطالبات والأمهات والآباء ؛ اعلموا بأن من طلب العلم من أجل الشهادة والثناء فذاك في عقله وباء ؛ ولن يحصد من طلب العلم إلا الشقاء ؛ ومن أراد به وجه الله ؛ ونوى به الخير والعطاء ؛ فذاك نقي معافا  من كل الأدواء ؛ فأعينوا أبناءكم الطلبة وبناتكم الطالبات على فهم حقيقة العلم وتطبيقه ؛ ياأمهاتهم والآباء ؛ تابعوهم في مدارسهم وسلوا عنهم معلماتهم ومعلميهم ؛ هذبوهم وربوهم وعلى قيم طلاب العلم نشيؤوهم ؛ لاتكتفوا بالمال الذي تعطوهم ؛ ودفع الأجرة لمن يوصلوهم ؛ وإحضار مايطلبونه بدون أن توعوهم ؛ فأنتم مسؤولون عنهم أمام ربكم إن أهملتموهم ؛ وأنتم أيها الطلاب إحرصوا على دراستكم ؛ واجعلواكتبكم خيرالأصحاب ؛ ادواواجباتكم والتزموابالأخلا​ق والآداب ؛ واجتهدوا فلكل مجتهد نصيب ؛ لاتتركوا دراستكم وطلب العلم  لعدم توفر وظيفة أوتعيين ؛ فالرزق بيدرب العالمين ؛

أثبتوا لمعلميكم بتعاملكم معهم واحترامهم أنهم الحاجب وأنتم العين ؛ وسيكونون لكم الجفن الذي يقي بريق العين ؛ أرو آباءكم وامهاتكم مثابرتكم واجتهادكم ؛ ليكونوا بنجاجكم فرحين ؛ وتحوزون الفلاح في الدارين ؛ أنتم أمل الأمة ؛ ومن يكشف عنها حلك الغمة ؛ ومن سيقودها غدا نحو القمة ؛ والله أسأل أن يرزقكم العون والإخلاص والهمة  ...

ثم الصلاة والسلام على صاحب السنة ؛ نختم بها القول ونتمه ؛ اللهم صل وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد .....

المشاهدات 1201 | التعليقات 0