رسالة (25) رسالة في رؤية الهلال لابن تيمية رحمه الله

تَمْهِيدٌ لِهَذِهِ الرِّسَالَةِ

تَتَنَاوَلُ هَذِهِ الرِّسَالَةُ مَسَائِلَ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ الْمُتَعَلِّقَةِ بِتَحْدِيدِ بِدَايَاتِ الشُّهُورِ الْقَمَرِيَّةِ، وَخَاصَّةً شَهْرَ رَمَضَانَ وَشَوَّالَ وَذُو الْحِجَّةِ. يُنَاقِشُ فِيهَا ابْنُ تَيْمِيَّةَ الْأَحْكَامَ الشَّرْعِيَّةَ الْمُتَّصِلَةَ بِثُبُوتِ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ، مَعَ تَفْنِيدِ بَعْضِ الْآرَاءِ الْخَاطِئَةِ حَوْلَ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ.

أَبْرَزُ مَحَاوِرِ الرِّسَالَةِ:

·      حُكْمُ إِثْبَاتِ الْهِلَالِ بِالرُّؤْيَةِ الْبَصَرِيَّةِ.

يُؤَكِّدُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ أَنَّ الْأَصْلَ فِي إِثْبَاتِ دُخُولِ الشَّهْرِ الْقَمَرِيِّ هُوَ الرُّؤْيَةُ الْبَصَرِيَّةُ لِلْهِلَالِ، مُسْتَدِلًّا بِحَدِيثِ النَّبِيِّ ﷺ: "صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ".

وَيَرُدُّ عَلَى مَنْ يَعْتَمِدُ الْحِسَابَ الْفَلَكِيَّ بَدَلًا مِنَ الرُّؤْيَةِ الشَّرْعِيَّةِ، مُعْتَبِرًا أَنَّ الِاعْتِمَادَ عَلَى الْحِسَابَاتِ يُنَافِي مَا وَرَدَ فِي السُّنَّةِ.

·      الِاخْتِلَافُ فِي الْمَطَالِعِ:

يُبَيِّنُ ابْنُ تَيْمِيَّةَ أَنَّ اخْتِلَافَ الْمَطَالِعِ مُعْتَبَرٌ عِنْدَ بَعْضِ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ مُعْتَبَرٍ عِنْدَ آخَرِينَ، لَكِنَّهُ يَمِيلُ إِلَى أَنَّ لِكُلِّ بَلَدٍ رُؤْيَتَهُ الْخَاصَّةَ؛ إِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ وَسِيلَةٌ لِإِبْلَاغِ الْآخَرِينَ بِالرُّؤْيَةِ.

·      شَهَادَةُ الشُّهُودِ فِي رُؤْيَةِ الْهِلَالِ:

يُنَاقِشُ قَبُولَ شَهَادَةِ الشَّاهِدِ الْوَاحِدِ أَوِ الشَّاهِدَيْنِ فِي إِثْبَاتِ الْهِلَالِ، وَيَذْكُرُ اخْتِلَافَ الْفُقَهَاءِ فِي ذَلِكَ.

وَيُرَجِّحُ أَنَّ شَهَادَةَ الْعَدْلِ الْوَاحِدِ تَكْفِي لِدُخُولِ شَهْرِ رَمَضَانَ، أَمَّا فِي عِيدِ الْفِطْرِ فَيَلْزَمُ شَاهِدَانِ.

·      حُكْمُ الِاعْتِمَادِ عَلَى الْحِسَابِ الْفَلَكِيِّ.

يُفَنِّدُ رَأْيَ مَنْ يَعْتَمِدُ الْحِسَابَ الْفَلَكِيَّ فِي تَحْدِيدِ دُخُولِ الشَّهْرِ، وَيُؤَكِّدُ أَنَّ الشَّرْعَ عَلَّقَ الْأَمْرَ عَلَى الرُّؤْيَةِ لَا عَلَى الْحِسَابَاتِ الْفَلَكِيَّةِ.

·      إِكْمَالُ الْعِدَّةِ عِنْدَ عَدَمِ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ.

يُوَضِّحُ أَنَّهُ عِنْدَ تَعَذُّرِ رُؤْيَةِ الْهِلَالِ بِسَبَبِ الْغَيْمِ أَوْ غَيْرِهِ، فَإِنَّ الْوَاجِبَ هُوَ إِكْمَالُ عِدَّةِ الشَّهْرِ السَّابِقِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، كَمَا وَرَدَ فِي الْحَدِيثِ.

خَاتِمَةُ الرِّسَالَةِ:

الرِّسَالَةُ تُرَكِّزُ عَلَى ضَرُورَةِ الِالْتِزَامِ بِالنُّصُوصِ الشَّرْعِيَّةِ وَعَدَمِ الْعُدُولِ عَنْهَا بِالْحِسَابَاتِ الْفَلَكِيَّةِ، وَتُؤَكِّدُ أَنَّ الشَّرْعَ جَعَلَ رُؤْيَةَ الْهِلَالِ هِيَ الْمِعْيَارَ الْوَحِيدَ لِإِثْبَاتِ دُخُولِ الشُّهُورِ الْقَمَرِيَّةِ، وَهَذَا مِنْ تَيْسِيرِ الشَّرِيعَةِ وَسَمَاحَتِهَا.

المرفقات

1743133065_رسالة في رؤية الهلال.docx

1743133073_رسالة في رؤية الهلال.pdf

المشاهدات 55 | التعليقات 0