رسالة إلى أهلنا في اليمن الشيخ / أ.د. ناصر بن سليمان العمر

احمد ابوبكر
1435/03/21 - 2014/01/22 03:31AM
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فإني أوجه ندائي هذا ، وأكتب رسالتي هذه الى أهلنا في اليمن ، أهل الإسلام والحكمة والإيمان ، متألما أشد الألم مما وصل إليه حالهم من تفرق وشتات ، وغلبة لأهل الباطل على مختلف طوائفهم من الرافضة الحوثيين ، والعلمانيين التغريبين ، والبغاة المضللين ، و أصحاب الشهوات وطلاب المناصب المنتفعين، وبقايا الشيوعيين ، الذين اجتمعوا على حرب اليمن وأهله ، وساروا به نحو نفق مظلم ، ورضوا لأنفسهم بأن يكونوا صنيعة و أداة طيعة بيد القوى المتآمرة ، القريبة والبعيدة ، التي تتربص باليمن واهله ، وتسعى لوأد كل بادرة من بوادر التمكين لأهل الإسلام فيه ، فصار يردنا كل يوم من أخبار اليمن ما يحزن له القلب ويضيق له الصدر .

وأصبح أهل الإسلام والسنة هم المستضعفون ، وتضاءلت آمال الشعب اليمني في أن ينال الاستقلال و الاستقرار ، وأن ينعم بحكم الإسلام قولا وفعلا ، ودخل البلد في دوامة المبادرات السياسية، والتحالفات البينية التي لم تزد البلد إلا ضياعا ، ولم تجلب له الاستقرار، وتركته مسرحا مفتوحا لنزاعات إقليمية وتجاذبات دولية ، سياسية وعسكرية . فصار الأبرياء يقتلون كل حين ، قصفا بالطائرات الأمريكية ، بدعوى ( الارهاب ) ، ويستبيح البغاة الدماء المحرمة بالتفجير والتقتيل كما حصل في مستشفى (العرضي ) و يعتدي الحوثيون اولياء الصفويين على المسلمين السنة في مواقعهم، بل وصل الحال بان يهجر المسلمون المستضعفون من ديارهم كما حصل في ( دماج) ، ويستولى الحوثيون الرافضة على مساكنهم وأموالهم . فمن كان يتصور أن يصل البأس والتمكين للرافضة الى هذا الحد ؟ لولا تفرق المسلمين واختلافهم وتنازعهم. فيا لله ، كيف اجتمع أهل الباطل على اختلاف طوائفهم ومآربهم على المسلمين السنة ولا حول ولا قوة إلا بالله .

ومن هذا المنطلق فإني أدعو الجميع ، من علماء البلد ودعاته وصالحيه ، وسياسييه ومفكريه المخلصين ، بل وعامة الناس وجمهورهم من أهل الاسلام إلى أن يتقوا الله جل وعلا ، وأن يدركوا حقيقة ما يجرى من أحداث ومؤامرات ، وأن المستهدف الحقيقي فيها هو الإسلام وأهله ، وأنه لا سبيل للاستقرار مادام يحال بين الشعب اليمني وبين أن يحكم بشريعة الإسلام وينعم في ظله بالعدل والرحمة .

كما أدعوا الجميع إلى أن يدركوا تمام الإدراك أنه لا سبيل للتمكين مالم يتحد الجميع تحت راية الإسلام ، ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ، و أن يتجردوا من حظوظ النفس والطائفة والحزب ، ويتناسوا خلافاتهم الفرعية، وتشكيلاتهم الحزبية ، وأن يكون السعي بإخلاص نحو مصلحة البلد وتخليصه من أعدائه ، تحت راية الاسلام ووفق شريعة الله ، وأن يعودوا في ذلك كله لعلمائهم الكبار المعروفين ، ويصدروا عنهم في مواقفهم وتحركاتهم ، وأن يفقهوا حقيقة المبادرات السياسية و التحركات من بعض زعماء التيارات ، الذين تنطوي قلوبهم على ولاءات خارجية أو ارتباطات فئوية ، أو مصالح شخصية ، رغم خطاباتهم المعسولة ووعودهم الكاذبة ، وهم مكشوفون لمن تبصر فيهم وعرف تاريخهم.
كما أدعوهم إلى أن يحذروا من الانجرار نحو العنف واستباحة الدماء المحرمة، وأن يأخذوا بأسباب القوة ، وأن يدافعوا عن أنفسهم وأموالهم وديارهم ضد البغاة المعتدين ، منضبطين بضوابط الاسلام واحكامه في هذا الشأن وفي كل شأن، فلا يكونوا لقمة سائغة وحلقة مستضعفة يستبيحهم عدوهم.
فإذا أخذوا بأسباب النصر فليتفاءلوا بحسن العاقبة والمال ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم ) ، وليحذروا من الهزيمة النفسية ، فهي باب ولوج الأعداء ( ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)

كما أدعو علماء الامة ودعاتها أن يقفوا مع إخوانهم في محنتهم ، كل بحسب قدرته ، فالمسلم اخو المسلم لا يخذله ولا يسلمه. وعلى الدول المجاورة لليمن مسئولية كبري في الحفاظ على وحدة اليمن وأهله ، و أن يحذروا بخاصة من الخطر الصفوي الذي قد يطالهم، كما صرح الحوثيون مرارا.

نسأل الله أن يهيئ لأهلنا في اليمن فرجا عاجلا ، وأن يمكن للإسلام وأهله وأن يرد كيد الكائدين وعدوان المعتدين(وان تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) .. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وكتبه:
ناصر بن سليمان العمر
المشرف العام على موقع المسلم
الرياض / الثلاثاء 20 / 3 /1435
المصدر: المسلم
المشاهدات 957 | التعليقات 0