رسائل هامة مع عودة الدراسة.

رسائل هامة مع عودة الدراسة!
 خُطْبَةَ اَلْجُمْعَةِ
اَلْخُطْبَةُ اَلْأُولَى:
الحمد لله العظيم المتعال، ذو الإفضال والإنعام، الكريم المنان، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومَن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: عباد الله!
اتقوا الله في أنفسكم وفي أبنائكم..
وتذكروا أن تفوقهم الدراسي ونفعهم المجتمعي هو رفعة لكم قبل أن يكون لهم وهو أجر عظيم تؤجرون عليه.. فاحرصوا عليهم وتابعوهم وشجعوهم واصبروا عليهم واتقوا الله فيهم..
أحبتي في الله!
مع عودة المدارس هذا الأسبوع
نحمد الله عز وجل على النعم التي نعيشها وإن كنا والله قصرنا كثيرا في شكرها.
نحمد الله على نعمة الإسلام والإيمان
الحمد لله على نعمة والاستقرار والأمن والأمان .
الحمد لله على نعمة بلد نقيم فيه الدين
الحمد لله على مدارس كثيرة حولنا وجامعاتنا متميزة في بلادنا.
خيرات ورغد عيش وبلد يأتيه رزقه رغدا من كل مكان.
مهيئة لنا السبل ، وميسرة لنا الأمور
خدمات رقمية وأنت في بيتك
لربما زرت المحاكم ومضيت إلى الوزارات وأنت في الواقع لم تغادر منزلك!
كل ذلك من آثار تلك الخدمات الحكومية الإلكترونية الميسرة والتحول التقني الرهيب التي تعيشه بلادنا بفضل الله أولا وآخرا ثم ولاة أمرنا الذين يبذلون الكثير من أجلنا ولهم حق علينا الدعاء والسمع والطاعة.
بلدةٌ طيبة ورب غفور.
عباد الله!
إن طلب العلم من أشرف الأعمال بل والله إنه العز والرفعة والكرامة، قال تبارك وتعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)[الْمُجَادَلَةِ: 11]؛
فالعلمُ أشرفُ ما رَغِبَ فيه الراغبُ، وأفضلُ ما طلَب وجَدَّ فيه الطالبُ، وأنفع ما كسبه واقتناه الكاسبُ، وهو تركةُ الأنبياء وتراثُهم، وهو حياةُ القلوبِ، ونورُ البصائرِ، وشفاءُ الصدورِ، ورياضُ العقولِ، ولذةُ الأرواحِ، وأُنسُ المستوحشينَ، ودليلُ المتحيرينَ، وهو الميزان الذي تُوزَن به الأقوالُ والأعمالُ والأحوالُ.
أيها المسلمون: من المصالح الضرورية والحاجيات الملِحَّة، التي تقوم عليها حياة الأمم أفرادًا وجماعات العلمُ والاهتمامُ به، فبالعلم تتقدَّم الشعوب والحكومات، وبغيره لا يصلح أمرُها ولا يقوى شأنُها، والناس إلى العلم أحوجُ منهم إلى الطعام والشراب؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرةً أو مرتينِ، وحاجتُه إلى العلم بعدد أنفاسه.
وما أحوجَنا ونحن في بداية عامنا الدراسي الجديد أن ننبِّهَ أبناءنا الطلاب وبناتِنا الطالبات إلى آداب العلم، وأولُ تلكم الآداب تقوى الله، والإخلاص له، والتحلي بالصبر، وتحمُّل المشاقِّ، وسعةُ الصدر، والتواضع والحَذَر من الكِبر والغرور، والتأدب مع المعلِّم والمعلمة بحُسن الإنصات والإصغاء بلباقة في النِّقَاش ولِين الجانب.
وأقول إلى مدراء المدارس والوكلاء والمعلمين ! اتقوا الله -تبارك وتعالى- فيمن تحتَ أيديكم من الطلاب،
وعليكم بالاقتداء بأول معلِّم لهذه الأمة؛ وهو النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم-، فقد كان بأبي هو وأمي خيرَ معلِّم، كان حليمًا رحيمًا رفيقًا رقيقًا بشوشا ، يُيسِّر ولا يُعسِّر، يُبشِّر ولا يُنفِّر، طليق الوجه، دايم البشر والسرور، فتأسَّوْا به، فلقد شُرِّفتُم برسالة الأنبياء والرسل، ممَّا يُوجِب عليكم القيامَ بمسؤولياتكم التعليمية، وواجباتكم التربوية، ونشكركم على صبركم وتفانيكم ونسأل الله لكم التوفيق والسداد.
أقول ما تسمعون وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية.
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد ألَّا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، الهادي إلى إحسانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأعوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أما بعدُ: فاتقوا الله -تبارك وتعالى- حقَّ التقوى، واستمسِكوا بلا إله إلا الله؛ فإنها العروة الوثقى، واحذروا المعاصي، فإن أبدانكم على النار لا تقوى، وتواضَعوا لله؛ فإن مَنْ تواضَع لله رفعَه، ومَنْ تكبَّر على الله وضعَه.
عباد الله! لقد كثرت الشرور في زماننا وتنوعت وسائل الإفساد فوالله إن أبنائكم في حاجة ماسة لتكونوا معهم..
تصاحبونهم، تناقشونهم، توضحون لهم، تظهرون الحب لهم، تحتوونهم، تغرسون فيهم الرقابة الذاتية لله تعالى في جميع أحوالهم، تحذرونهم من صحبة السوء ومن الفواحش والشذوذ، وتربطونهم بالقرآن وحلق القرآن حتى يسعدونكم في الدنيا والآخرة.
عباد الله!
ومع عودة الدراسة نذكر طلابنا بأن المكارم منوطةٌ بالمكاره ، والسعادة لا يعبر إليها إلا على جسر المشقة ؛ فلا تُقطع مسافتُها إلا في سفينة الجد و الاجتهاد.
بل قد أجمع عقلاء كل أمة على أنّ النعيم لا يُدرك بالنعيم وأن من آثر الراحة فاتته الراحة، وأنه بقدر الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة، فلا فرحة لمن لا همّ له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له.
عباد الله: إن الله -تبارك وتعالى- أمرنا بالصلاة والسلام على رسول الله، فقال عز من قائل: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]،
 وقال صلى الله عليه وسلم: "من ذُكرتَ عندَه فليصلِّ عليَّ؛ فإنه مَنْ صلَّى عليَّ مرةً صلَّى الله عليه عشرًا"،
اللهم صلِّ وسلِّم على عبدك ورسولك نبينا محمد، وارضَ اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن بقية الصحابة أجمعينَ، وأهل بيته الطاهرينَ، وعن التابعينَ ومَنْ تبعَهم بإحسان إلى يوم الدين، وارضَ اللهم عنا معهم بمنِّكَ وإحسانكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
اللهم ارزقنا العلمَ النافعَ والعملَ الصالح، اللهم علمنا ما ينفعنا وزدنا علماً وعملاً يا رب العالمين.
اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
اللهم احفظ أبنائنا وبناتنا اللهم وفقهم في دراستهم ووفق من يعلمهم وسددهم وانفع بالجميع الإسلام والمسلمين.
اللهم سدد ولي أمرنا وولي عهده واجعل على أيديهم الخير الكثير للإسلام والمسلمين.
اللهم وأصلح أحوال المسلمين وانجي المستضعفين من المؤمنين وعليك باليهود الغاصبين المعتدين.
اللَّهُمَّ وامْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
 
 
 
 
 
 
المرفقات

1723712799_رسائل هامة مع عودة الدراسة..docx

المشاهدات 421 | التعليقات 0