رسائل عاجلة في التحذير من الفتن والمصادمات

د مراد باخريصة
1433/03/19 - 2012/02/11 07:04AM
[font="]رسائل عاجلة في التحذير من الفتن والمصادمات[/font]
[font="]شهد الأسبوع المنصرم أحداثاً دامية ومواجهات عنيفة شهدتها[/font][font="] مدينة عدن والمكلا وأسفرت عن عدد من القتلى وعشرات المصابين والجرحى وشلت الحركة في عدد من الأحياء والمناطق وعاد الناس في المساء إلى بيوتهم مبكرين فلا ترى إلا شوارع مقفرة وأحياء شبه مهجورة ومناطق يشوبها الصدام والتوتر وفرضت هذه الأجواء الساخنة حالة من التوجس والترقب خشية تجدد المواجهات وازدياد الاحتقان خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة.[/font]
[font="]لقد أثبتت هذه الأحداث أننا نزداد تشرذماً وتفرقاً وصفوفنا تزداد تمزقاً وتحزباً[/font][font="] ولم نستطع أن نوحد كلمتنا ونجمع صفنا حتى في أحلك الظروف وأصعب المواقف {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}.[/font]
[font="]فكل فصيل من الفصائل يريد أن يثبت نفسه وكل فريق لا يريد أن يتنازل عن شيء[/font][font="] من أرائه ومطالبه ولم يستطيعوا أن يتجاوزوا أسباب الخلاف والتنازع وأخذ كل فريق يرمي الآخر بالعمالة والنفاق فانشغل بعضهم ببعض واشتعلت بينهم الضغائن والأحقاد وصاروا يتراشقون بالحجارة وسط الشوارع ويلعن بعضهم بعضاً أمام الناس فأين جمع الكلمة وأين وحدة الصف وأين تغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة وأين البنيان المرصوص الذي وصف الله المؤمنين به فقال {كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ}.[/font]
[font="]بل صاروا للأعداء أوفياء وأصدقاء ومحبين وأما بينهم البين[/font][font="] فأعداء متباغضين متناحرين فطرفٌ رمى بنفسه في أحضان الروم بقيادة أمريكا والغرب والطرف الآخر رمى بنفسه بين أحضان الفرس بقيادة إيران والشرق فرهنوا أنفسهم لأعداء الله ودخلوا في نفق مسدود قد انسدت أبوابه فلم يستطيعوا الخروج منه ولم يجدوا حلولاً ومخارجاً تخرجهم من هذا النفق المظلم لأنهم سدوا باب الله عز وجل فسد الله الأبواب عنهم وتخلوا عن دين الله فتخلى الله عنهم وتركوا شريعة الله فلم يبالي الله بهم في أي واد من أودية الدنيا هلكوا يقول الله جل جلاله وعز كماله {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.[/font]
[font="]عباد الله:[/font]
[font="]لقد تعددت القيادات واختلفت الرايات وتفرقت الأهواء وتباينت [/font][font="]المقاصد وتضاربت الأهداف وكثرت الائتلافات والتجمعات وصرنا كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع العوام فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل القبض على الجمر ويقول صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى تكثر الفتن ويلقى الشح ويكثر الهرج ) فهذه الأمور التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم كلها موجودة اليوم فالشح المطاع هو الشح بالحقوق وعدم إعطاء كل ذي حق حقه والهوى المتبع ظاهر في سياسات وتصرفات الأطراف المختلفة وإعجاب كل ذي رأي برأيه قائم وموجود إذاً فأسباب الهلاك قائمة ونذر الفتنة ماثلة.[/font]
[font="]إنها والله مأساة عظيمة أن تقع هذه المصادمات ويسقط هؤلاء الضحايا[/font][font="] وتزهق تلك الأنفس من إخواننا وأبنائنا والكل يتفرج ويرقع فمتى سيتحرك علماؤنا وعقلاؤنا ووجهاؤنا وأصحاب الرأي والتأثير فينا لإيقاف هذه الفتنة ووقف هذه المواجهات المتكررة؟[/font]
[font="]ألا يكفينا من سقط من القتلى والجرحى أم نريد أن يصل القتلى والجرحى[/font][font="] إلى المئات والآف ثم تصبح في كل بيت فاجعة وفي كل دار يتيم أو أرملة![/font]
[font="]من المستفيد من المواجهات الدامية التي وقعت يوم الجمعة الماضية[/font][font="] في عدن بين أنصار الحراك وشباب التغيير وراح ضحيتها عشرات الجرحى والمصابين وما حدث قبل أيام في بن عزون في الشرج وفي تريم وفي غيرها من المناطق؟![/font]
[font="]من المستفيد من هذه المواجهات ولمصلحة من وهل سيكون أبناؤنا وقوداً [/font][font="]لفتن طائفية أو أدوات لتنفيذ مخططات سياسية ومشاريع حزبية ويشغلهم غيرهم بأمور ثانوية في حين أن الكبراء وقادة الأحزاب وكبار القيادات من كل الأطراف لا يريدون في النهاية إلا السلامة والغنيمة التي يحققها لهم أبناؤنا وشبابنا!.[/font]
[font="]إن هناك تحديات صعبة تمر بها هذه الأطراف المتنازعة[/font][font="] لا تتمثل في الصراع الداخلي فقط وإنما هناك صراع دولي وإقليمي وضغط خارجي للاستقطاب والتوظيف لتحقيق الأهداف وقطف الثمار وربما لا يستطيع هؤلاء الكبراء في النهاية تحقيق شيء من مطالبهم وتطلعاتهم فيكونون كا المنبت الذي لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.[/font]
[font="]فعليهم لكي يسلموا من هذه الضغوطات ويتجاوزوا هذه التحديات[/font][font="] أن يفعلوا ما يجب عليهم من الأسباب التي توحد الجهود وترص الصفوف وتزيل الاحتقان وأن يتنازل كل طرف عن بعض مطالبه وينزعوا اليأس من الصدور لكي يلتقوا في النقطة الوسط التي هي نقطة المصلحة العليا وأن لا يكونوا سبباً في دخول الشباب في انزلاقات وتمزقات وفتن عمياء بكماء صماء وأن يعلموا أن الزمن ليس فيه مجال لتضييع الأوقات والدخول في المماحكات والعبث بالبيانات والتصريحات وإنما الوقت وقت العمل الجاد والشجاعة والإقدام لتحمل المسئولية وإتمام ما لم يتم إتمامه وهدم ما لم يتم هدمه من معالم الفساد وأوكار الرذيلة وأن يكونوا صادقين ناصحين لهذا الشعب المسكين متعاملين معه بكل تجرد وإخلاص وصدق.[/font]
[font="]علينا جميعاً أن نحذر ونحتاط لأنفسنا وبلادنا ومستقبلنا وأن نقف موقف رجل[/font][font="] [/font][font="]واحد[/font][font="] في وجه كل من يريد بنا أو ببلادنا وأهلنا السوء وأن نتجاوز كل أسباب الفرقة والخلاف وأن لا ينشغل بعضنا ببعض في ظل هذه المرحلة الحرجة ووسط هذه الأخطار المحدقة يقول الله سبحانه وتعالى {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} ويقول سبحانه وتعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.[/font]
[font="]الخطبة الثانية[/font]
[font="]إن أخشى ما نخشاه وأخوف ما نخافه هو أن تزداد حدة الصدامات والمواجهات[/font][font="] والمشاكل بين الأطراف السياسية المتنازعة في هذه المحافظة وخاصة مع اقتراب موعد الانتخابات.[/font]
[font="]فنصيحة لهؤلاء جميعاً وخاصة شباب التغيير وأنصار الحراك والدولة وعامة الناس:[/font]
[font="] فأما شباب التغيير[/font][font="] فعليهم أن لا يغتروا بأنفسهم ولا يعجبوا بأعمالهم وأن لا يعتقدوا أنهم هم وحدهم من يحاول إسقاط النظام فقد سبقهم غيرهم وأن لا يتهموا كل من خالفهم في الرأي بأنه عميل للأمن القومي أو منافق تابع لبقايا النظام وأن لا يظنوا أن الوسيلة الوحيدة للتغيير هي الجلوس في الساحات فوسائل التغيير كثيرة ولكل طريقته وأداته في التغيير وليحذروا كل الحذر ممن يريد أن يحتوي ثورتهم أو يقطف ثمرتهم أو يتفاوض باسمهم أو يكون وصياً عليهم فتتحول الثورة من ثورة شعبية إلى ثورة حزبية.[/font]
[font="]وأما أنصار الحراك[/font][font="] فعليهم أن يتقوا الله في أنفسهم وليعلموا أن قطع الطرقات وحرق الإطارات وتعطيل حركة السيارات وسحب براميل القمامة بمحتوياتها إلى وسط الشوارع وحرقها في الشارع وإلزام أصحاب المحلات بإغلاق محلاتهم كل هذه أفعال هوجاء عوجاء ستكون لها في النهاية نتائج عكسية عليهم وعلى قضيتهم ومطالبهم فالله سبحانه وتعالى يقول {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} وليحذروا كل الحذر من أصحاب الفيروسات القاتلة الممرضة وخفافيش الظلام الذين يقومون بمثل هذه الأفعال التي تضر الناس ولا تضر النظام.[/font]
[font="]أما الدولة[/font][font="] فعليها أن تعقل وتعلم أن التفكير بعقلية القمع والقهر وإذلال الناس واعتقال الشباب واستخدام العنف ضدهم وتلفيق التهم عليهم في التحقيقات والمعتقلات والزج بهم في السجون لفترات طويلة بلا ذنب ظاهر كل هذه طرق وأساليب قديمة قد ثبت فشلها ولم يعد أحد يفكر فيها أو يسلك طريقها إلا من أراد أن يصل إلى ما وصل إليه مبارك والقذافي وزين العابدين بن علي وليعلموا أن الأمر اليوم قد انعكس فالأنظمة هي التي تخاف من الشعوب وليس الشعوب هي التي تخاف من الأنظمة كما كان في العهد السابق.[/font]
[font="]عليهم أن يرحلوا فلم يعد الشعب يصدقهم ولا يطيقهم أو يتحملهم فلا يأموا الناس وهم لهم كارهون.[/font]
[font="]وأما عامة الناس[/font][font="] أي جميع الشعب فعلينا جميعاً أن نعلم أن المخرج الوحيد من هذه الفتن والأحداث هو بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن كان يطالب بالحرية ففي كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن يطالب بالعدل فالعدل في شريعة الله عز وجل ومن يطالب برفع الظلم فشرع الله ينهى عن الظلم ومن يطالب برد الحقوق فحكم الله قد أعطى كل ذي حق حقه ومن يطالب بالرقابة على الحاكم فهذا ما ينادي ويطالب به الشرع الحنيف.[/font]
[font="]وليعلم الجميع أنه لن يحكمنا في النهاية إلا شرع الله ولن يأتي[/font][font="] بعد النظام الجبري إلا النظام الإسلامي كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم.[/font]
[font="]فلنحذر من هذه الزوابع والفتن التي تختلط فيها الأوراق ويتيه فيها الناس[/font][font="] ولنحذر من كل منهج أو فكرة أو نظام يخالف كتاب الله وشرعه يقول الله سبحانه وتعالى {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} ويقول النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله استقبل بي الشام وولى ظهري اليمن وقال لي يا محمد جعلت ما تجاهك -يعني الشام-غنيمة ورزقاً وما خلف ظهرك –يعني اليمن- مددا ".[/font]
[font="]وما يدرينا فلعل هذه الأحداث التي تدور رحاها في الشام واليمن ربما تكون مقدمات وإرهاصات لما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.[/font]
[font="]صلوا وسلموا وأكثروا من الصلاة والسلام ....[/font]
المشاهدات 1840 | التعليقات 0