رسائل عاجلة إلى المدرسين والطلاب

د مراد باخريصة
1433/10/28 - 2012/09/15 07:10AM
رسائل عاجلة إلى المدرسين والطلاب
عباد الله:
إن مقام العلم لا يجارى وميدانه لا يبارى فما سادت أمة إلا بالعلم وما شيدت الحضارات إلا بالعلم فالعلم هو أشرف مطلوب وأجل مرغوب وأعظم موهوب هو منبع الفرائد ومعقل الفوائد وشرف الدهر ومجد العصر ووسام الفخر يقول الله سبحانه وتعالى {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوامِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُواالْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} ويقول {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}.
غداً يبدأ التعليم في المدارس وتفتح المدارس أبوابها وهنا أذكر نفسي وإخواني الطلاب جميعاً بقول الله عز وجل (وَاتَّقُوااللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍعَلِيمٌ) فهي معادلة متساوية اتقوا الله يعلمكم الله ويزيدكم علماً وشرفاً.
اعلموا إخواني الطلاب أن منزلة العلم رفيعة وفضله كبير فلا يثبطنكم عن طلب العلم شيء ولا يشغلنكم عنه شغل آخر لأن هناك فئام من الناس ربما ثبطوا الطلاب عن العلم وكسلوهم عنه وخاصة عن التعليم الجامعي بحجة أنه لا جدوى اليوم من التعليم بلا وظائف أو بغيرها من الحجج الواهية والعبارات المثبطة فلا تلتفتوا لمثل هذه الأقاويل ولا تكونوا سماعين لأصحابها فالعلم شرف لك ولأهلك ولو لم تتوظف به.
إخواني الطلاب:
استقبلوا العام الدراسي بكل جد ونشاط وتحصيل جاد فالأمة اليوم بأمس الحاجة إلى بنين وبنات لديهم الفهم الثاقب والتحصيل النافع والعلوم المفيدة فالتعليم ليس مجرد كتاب يحفظ أو معلومات تلقى أو صفوف ينتظم فيها الطلاب وإنما التعليم عقيدة وتربية وقيم ومفاهيم وبناء وأخلاق.
وأما أنتم أيها المعلمون فاعلموا أن مسئوليتكم أكبر من مجرد نقل المقرر إلى أذهان الطلاب أو ختم المنهج الدراسي نهاية العام فواجبكم عظيم ومسئوليتكم أكبر ومهمتكم أثقل فاتقوا الله في نشئ المسلمين اتقوا الله في أبناء المسلمين وكونوا لهم قدوة حسنة يتأسون بكم وبكم يقتدونيقول صلى الله عليه وسلم ((من دعى إلى هدىكان له من الأجرمثل أجورمن تبعه إلىيوم القيامةلا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً،ومن دعا إلىضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزارمن تبعه إلىيوم القيامة لاينقص ذلك من أوزارهم شيئاً)).
إن المعلم الناجح هو الذي يفجر الطاقات ويكتشف المواهب ويصنع العزائم ويزيد القدرات ويعرف النوابغ ويبعث الهمم كما كان المعلم الأول صلى الله عليه وسلم فقد كان صلى الله عليه وسلم يشجع أصحابه ويكشف مواهبهم وطاقاتهم فكان يقول لعبدالله بن مسعود : ((إنك شاب معلَّم))،وكان يهيئ أسامة بن زيد رضي الله عنه للقيادة ويقول: ((وايم الله،إن كان لخليقًا للإمارة)).
أيها المعلم:
كن عادلاً في تعاملك مع الطلاب فلا تفرق بين كبير وصغير وغني وفقير ووسيم وقبيح وأبيض وأسود وإياك ثم إياك من ظلمهم أو التمييز السيئ بينهم فإن ذلك يؤدي إلى انفعالهم وعقوقهم وحقدهم.
أيها المعلمون:
حاولوا بكل ما أوتيتم من جهد بالنصح الصادق والتصحيح الدائب أن تقضوا على بعض الظواهر السيئة التي تنتشر بين طلاب المدارس كظاهرة التدخين والتمباك والقات والمخدرات وتبادل الصور الفاضحات والعبث بالدراجات والسيارات والكتابات السخيفة على الجدران والممرات والسب واللعن والشتم ومطاردة المردان ومضايقة الغلمان كل هذه الظواهر السيئة حاولوا القضاء عليها وحولوا دون انتشارها وحذروا الطلاب منها لأن التخلية تكون قبل التحلية والتربية تكون قبل التعليم يقول الله سبحانه وتعالى {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَايَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُأُولُوالْأَلْبَابِ}ويقول {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَاإِلَهَ إِلَّاهُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُوالْعِلْمِ قَائِمً ابِالْقِسْطِ لَاإِلَهَ إِلَّا هُوَالْعَزِيزُالْحَكِيمُ}.
الخطبة الثانية:
هنا أوجه رسالة أخيرة أوجهها للجميع طلاباً كانوا أو معلمين أو آباء فأقول إن مهمة التربية مهمة صعبة وشاقة وخاصة في هذا الزمن الصعب الذي تلاطمت فيه أمواج الفتن واشتدت فيه غربة الدين وكثرت فيه دواعي الشر والفساد فصار المربي كراعي الغنم في أرض السباع الضارية إن غفل عنها لحظة واحدة أكلتها الذئاب.
إن الأمة مقبلة على مستقبل مخيف تتناوشه أطروحات غريبة وأفكار مريبة أهل الشر والنفاق قد أجلبوا بخيلهم ورجلهم على إفساد شباب الأمة بكل ما أوتوا من قوة ولابد لهذا الطوفان من رجال يتصدون للعدوان ويردون الشبهات ويواجهون الفساد ويقطعون الأيادي والألسن الشريرة التي تصر على إغراق الأمة في أوحال الرذيلة ومستنقعات الشر والفساد ولن يكون ذلك إلا بالعلم ثم العمل.
هاهي أمريكا وأحلافها وأوباشها وعبيدها قد تمادوا في غيهم وزادوا من كفرهم فلم يكتفوا بما فعلوا ويفعلون من قتل وتشريد وأسر وتهديد فقاموا بتغيير المناهج التعليمية وإفساد الثقافة الإسلامية وأخذوا يستهزئون ويمثلون ويسخرون ويضحكون من رسول الأمة ومقدسات المسلمين.
ولكن بفضل الله قام لهم أبناء الأمة ورجالها فحطموا كبريائها وداسوا أنفها واقتحموا مقراتها وهددوا سفرائها وسفاراتها فعرفت قدر نفسها وفهمت أن لنبي الأمة ومقدساتها قدر كبير وعظيم دونه الدماء والأشلاء وتيقنت أن الأمة وإن كانت مريضة إلا أنها لم تمت فلا زال فيها عرق ينبض وقلب يخفق ودم يجري {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوالَا تَتَّخِذُوابِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَايَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوامَاعَنِتُّمْ قَدْبَدَتِ الْبَغْضَاءُمِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَاتُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُقَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ}.
فعلى المدرسين والآباء والمربين أن يربطوا الأبناءوالطلاب بالأمة وثوابتها ومقدساتها ورموزها ورجالها الصادقين حتى يأتي النصر القادم بإذن الله {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَالنَّاسِ لَايَعْلَمُونَ}

المشاهدات 1770 | التعليقات 0